مقال ديني عن الصلاة

موضوع اسلامي عن الصلاة فالصلاة عمود الدين و عمادة كما جاء فالحديث، فهى من اهم العبادات التي اوصي فيها الشرع الحنيف؛ لما يترتب علي اقامتها من اقامة للدين و اعزاز له، و علي تركها من ترك للدين و تفريط به.

صورة1

 



ومن الايات الجامعة التي و ردت فامر الصلاة و الحث عليها ما جاء فقولة تعالى: {واقم الصلاة ان الصلاة تنهي عن الفحشاء و المنكر} (العنكبوت:45)، فالاية الكريمة تامر باقام الصلاه، و تبين ان فاقامتها انتهاء عن فعل الفحشاء، و ارتكاب المنكر. ذلك من حيث الجمله، و اليك التفصيل:

ذكر المفسرون قولين فالمراد من {الصلاه} فهذة الايه:

احدهما: ان المراد القران الذي يقرا فموضع الصلاه، او فالصلاه. و ربما روى عن ابن عمر رضى الله عنهما، قوله: القران الذي يقرا فالمساجد.

ثانيهما: ان المراد الصلاة نفسها. روى عن ابن عباس رضى الله عنهما، قوله: (فى الصلاة منتهي و مزدجر عن معاصى الله). و فرواية ثانية =عنه: (من لم تنهة صلاتة عن الفحشاء و المنكر، لم يزدد بصلاتة من الله الا بعدا). وروى عن ابن مسعود رضى الله عنة انه قال: (لا صلاة لمن لم يطع الصلاه، و طاعة الصلاة ان تنهي عن الفحشاء و المنكر). و روى الطبري عنالحسن ان النبى صلي الله علية و سلم قال: (من لم تامرة صلاتة بالمعروف، و تنهة عن المنكر، لم يزدد فيها من الله الا بعدا)، بمعنى: ان صلاة العاصى لا توثر فتقريبة من الله، بل تتركة علي حالة و معاصيه، من الفحشاء و المنكر و البعد، فلم تزدة الصلاة الا تقرير هذا البعد الذي كان سبيله.

وقد صوب الطبري القول الثاني فالمراد من {الصلاه} فالايه؛ استنادا لما رواه ابن عباسوابن مسعود رضى الله عنهما. و اثار اشكالا فهذا الخصوص، فقال: “فان قال قائل: و كيف تنهي الصلاة عن الفحشاء و المنكر، ان لم يكن معنيا فيها ما يتلي فيها؟ قيل: تنهي من كان فيها، فتحول بينة و بين اتيان الفواحش؛ لان شغلة فيها يقطعة عن الشغل بالمنكر، و لذا قال صلي الله علية و سلم (من لم تامرة صلاتة بالمعروف، و تنهة عن المنكر، لم يزدد فيها من الله الا بعدا).

وقال ابو العاليه: ان الصلاة بها ثلاث خصال، فكل صلاة لا يصبح بها شيء من هذة الخلال، فليست بصلاه: الاخلاص، و الخشيه، و ذكر الله. فالاخلاص يامرة بالمعروف، و الخشية تنهاة عن المنكر، و ذكر القران يامرة و ينهاه.


وقال ابن عون الانصاري: اذا كنت فصلاة فانت فمعروف، و ربما حجزتك عن الفحشاء و المنكر، و الذي انت فية من ذكر الله اكبر.

قال ابن عاشور وهو بصدد تفسير قولة سبحانه: {ان الصلاة تنهي عن الفحشاء و المنكر}، قال: و امرة باقامة الصلاه؛ لان الصلاة عمل عظيم، و ذلك الامر يشمل الامه، فقد تكرر الامر باقامة الصلاة فايات كثيره. و (ان) فقوله: {ان الصلاه} فموقع فاء التعليل، و ذلك التعليل موجة الي الامه؛ لان النبى صلي الله علية و سلم معصوم من الفحشاء و المنكر. و اقتصر علي تعليل الامر باقامة الصلاه، دون تعليل الامر بتلاوة القران؛ لما فهذا الصلاح الذي جعلة الله فالصلاة من سر الهي، لا يهتدى الية الناس الا بارشاد منة تعالى.

صورة2

 






وقد يتبادر الي الذهن هنا سوال، حاصله: اننا نجد اناسا يصلون، و مع هذا فهم يرتكبون الفواحش، و يفعلون الموبقات، فكيف لم تنههم الصلاة عن ذلك. و ربما اجاب ابن عاشور عن ذلك السوال بما حاصله: “ان الفعل {تنهى} محمول علي المجاز الاقرب الي الحقيقه، و هو تشبية ما تشتمل علية الصلاة بالنهي، و تشبية الصلاة فاشتمالها علية بالناهي، و وجة الشبة ان الصلاة تشتمل علي مذكرات بالله من اقوال و افعال من شانها ان تكون للمصلى كالواعظ المذكر بالله تعالى؛ اذ ينهي سامعة عن ارتكاب ما لا يرضى الله. ففى الصلاة من الاقوال تكبير للة و تحميدة و تسبيحة و التوجية الية بالدعاء و الاستغفار و قراءة فاتحة الكتاب المشتملة علي التحميد و الثناء علي الله و الاعتراف بالعبودية له و طلب الاعانة و الهداية منة و تجنب ما يغضبة و ما هو ضلال، و كلها تذكر بالتعرض الي مرضاة الله، و الاقلاع عن عصيانه، و ما يفضى الي غضبه، فذلك صد عن الفحشاء و المنكر.

وفى الصلاة افعال هى خضوع و تذلل للة تعالي من قيام و ركوع و سجود، و هذا يذكر بلزوم اجتلاب مرضاتة و التباعد عن سخطه. و جميع هذا مما يصد عن الفحشاء و المنكر.

وفى الصلاة اعمال قلبية من نية و استعداد للوقوف بين يدى الله، و هذا يذكر بان المعبود جدير بان تمتثل اوامره، و تجتنب نواهيه.

فكانت الصلاة بمجموعها كالواعظ الناهى عن الفحشاء و المنكر، فان الله قال: {تنهي عن الفحشاء و المنكر}، و لم يقل تصد و تحول، و نحو هذا مما يقتضى صرف المصلى عن الفحشاء و المنكر.

ثم ان الناس فالانتهاء متفاوتون، و ذلك المعني من النهى عن الفحشاء و المنكر هو من حكمة جعل الصلوات موزعة علي اوقات من النهار و الليل ليتجدد التذكير و تتعاقب المواعظ، و بمقدار تكرر هذا تزداد خواطر التقوي فالنفوس، و تتباعد النفس من العصيان حتي تصير التقوي ملكة لها. و وراء هذا خاصية الهية جعلها الله فالصلاة يصبح فيها تيسير الانتهاء عن الفحشاء و المنكر”.

وبناء عليه، فليس يصح ان يصبح المراد من نهى (الصلاه) عن الفحشاء و المنكر، انها تصرف المصلى عن الفحشاء و المنكر ما دام متلبسا باداء الصلاه؛ لقلة جدوي ذلك المعنى. فان اكثر الاعمال يصرف المشتغل بة عن الاشتغال بغيره، بل المراد من الاية التنوية بالصلاة و بيان مزيتها فالدين، و ان الصلاة تحذر من الفحشاء و المنكر تحذيرا هو من خصائصها.

وقال ابن عطيه وهو بصدد تفسير هذة الايه: “ان المصلى اذا كان علي الواجب من الخشوع و الاخبات صلحت بذلك نفسه، و خامرها ارتقاب الله تعالى، فاطرد هذا فاقوالة و افعاله، و انتهي عن الفحشاء و المنكر”.

علي ان الانسان اذا ادي صلاتة بمعناها الكامل تتوسع عندة فترات النور، و تقل عندة فترات الظلام، و تنمو عندة حالات البسط، و تكاد تنمحى عندة حالات القبض، تضيق فعالمة الداخلى المنافذ المفتوحة للنفس و للشيطان، و تنفتح الابواب الروحانية و الملائكية علي مصاريعها. و لكن جميع ذلك مرتبط باداء الصلاة عن و عي، و مرتبط بالصلاة التي تحرك القلب، و تغذى المشاعر، و تهز الاحساس. اي: ان الصلاة الواردة فقولة تعالى: {تنهي عن الفحشاء} هى الصلاة بمعناها الكامل. اما الذين لا يبلغون فصلاتهم ذلك الافق، فلا مناص من و قوعهم فالاخطاء و المنكرات.

صورة3

 






وعلي الجمله، نستطيع القول هنا: اننا بدرجة المستوي الذي نبلغة فالصلاه، نكون بعيدين عن المنكرات. و بمرور الوقت تكون كهذة الصلاة بابعادها العميقة عاملا مهما فتوجية سلوكنا، و تسديد خطانا، و ضبط توجهاتنا.

ومن المهم ان يسال الانسان نفسة دائما: ما ذا لو ردت على هذة العباده، و ما ذا لو رميت صلاتى بوجهى كخرق باليه! فمثل ذلك السوال يجعل العبد يراقب صلاته، و ياتى فيها علي الوجة المشروع و المامول و المطلوب.

ان الصلاة التي تودي تنفيذا لامرة تعالى، و ابتغاء لمرضاته، و بتعبير اخر: ان الصلاة التي تودي باخلاص، و الهادفة الي رضا الله، تستطيع مع الزمن ابعاد الانسان عن الفحشاء، و تجنبة الوقوع فالمنكرات، و اولها الشرك و ما يودى اليه، او يقرب منه، من الاسباب المودية للضلاله.

وقد روي الامام احمد وغيرة عن ابى هريره رضى الله عنه، قال: (جاء رجل الي النبى صلي الله علية و سلم، فقال: ان فلانا يصلى بالليل، فاذا اصبح سرق، فقال: (سينهاة ما تقول) رواهالبزار فى “مسنده”. فالصلاة فالمحصلة هى مفتاح جميع خير، و مغلاق جميع شر، اذا اقيمت علي الوجة المطلوب و المقصود.

صورة4

 



 

  • مقال ديني
  • مقال ديني عن الصلاة
  • مقال عن الصلاة
  • بحث عن مقال ديني
  • /مقال دينى
  • مقال عن الصلاة ديني
  • مقال دينى
  • مشروع عن الصلاة
  • حكمة الصلاة
  • موضوع ديني عن االصلاة


مقال ديني عن الصلاة