مقالة فلسفية حول الحرية

زهيرة شعبان

مقالة فلسفية حول الحريه تعتبر الحرية من اهم القضايا الفلسفية الشائكة و التي دار حولها جدل كبير فهي مشروطة بالمسوولية . و تعني الحرية تجاوز القيود الذاتية الداخلية و القدرة على تنفيذ الفعل موضوعيا خارجيا فهي غياب الاكراة . و عليه اختلف و تناقض الفلاسفة حول الحريه.



فهنالك من يثبتها و يري بان الانسان حر حرية مطلقة و هنالك من ينفيها و يري بان الانسان مقيد غير حر . و عليه نتساءل اذا كانت الحرية مشروطة بالمسوولية فهل الانسان حر ام مقيد؟
العرض : 
محاولة حل المشكله 
يري انصار اثبات الحرية و على راسهم افلاطون و المعتزلة و ديكارت و كانط و هكذا برغسون و سارتر ا، الحرية مبدا مطلق لا يفارق الانسان و فيه يتخطي مجال الدوافع الذاتية و الموضوعية و يستدلون على هذا بعدة ادلة اهمها اننا نحس باننا احرار من داخل انفسنا .
كذلك تري المعتزلة ان شعور المرء دليل على حريتة و هي منحصرة فقرارة نفسة ، اذ يقولون ” فهو يحس من نفسة و قوع الفعل على حسب الدواعي و الصوارف فاذا اراد الحركة تحرك و اذا اراد السكون سكن “، و يعتقدون بان القول ان الانسان مسوول و حاسب على افعالة دليل على عدل الله .
ايضا يري ديكارت من اثناء قوله ” ان حرية ارادتنا ممكن ان نتعرف عليها دون ادلة و هذا بالتجربة و حدها التي لدينا عندها”.ويذهب كانط الى ان الحرية عليه معقوله متعالية عن الزمن و مفارقة له و لا تخضع باى حال لقيود الزمن. لا اكراة و لا الزام و ان صاحب السوء هو الذي يصبح ربما اختار بكل حرية تصرفة منذ الازل بقطع النظر عن الزمن. و ذلك برغسون يري ان الحرية هي عين ديمومة الذات و الفعل الحر يصدر فالواقع عن النفس و ليس عن قوة معينة تضغط عليه فالحرية عندة شعور و ليست تفكيرا اذ يقول: ” الفعل الحر هو الذي يتفجر من اعماق النفس” و كذلك يري سارتر ان وجود الانسان دليل على حريتة اذ يقول ” ان الانسان لا يوجد اولا ليصبح بعد هذا حرا و انما ليس ثمة فرق بين وجود الانسان و وجودة الحر ، انه كائن اولا بعدها يصير بعد هذا ذلك او ذاك انه مضطر الى الاختيار و المسوولية التي تتبع اختياراتة باعتبارها قرارات شخصية مرتبطة بالامكانيات المتوفرة حوله. و بالرغم من منطقية الادلة الا ان القول بان حرية المطلقة تتحدي قوانين الكون لضرب من الخيال فتعريف الحرية بانها غياب جميع اكراة داخلى او خارجى ، تعريف ميتافيزيقى غير و اقعى كما ان الارادة ليست قوة سحرية تقول لشيء كن فيصبح ، فان الحرية المطلقة او المتعالية عن الزمن لا و اقعية كما ان شعورنا باننا احرار مصدر انخداع و غرور فضلا عن كون الظاهر النفسية ذاتية لا تتوقف عن التقلب ، اما الحرية التي يتحدث عنها برغسون هي حرية الفرد المنعزل عن الاخرين و الواقع الاجتماعى يثبت بانها فعل يمارس بينهم و عن تصور سارتر ممكن القول انه تصور متشائم فهو ينفى الحرية من حيث اراد ان يثبتها فموقفة خيالى ينم عن مدي الاوهام التي تحيط بالافكار التي طرحها و تبناها.



واذا ما نظرنا الى الراى المعارض فاننا نجد ان انصار النفى و على راسهم الحتميون و الجبرية من انصارها الجهمية يرون ان الحرية امر يستحيل و جودة على ارض الواقع، منطلقين فذلك من جملة ادلة اذ يري الحتميون ان مبدا الحتمية قانون عام يحكم العالم و لا يقتصر على الظاهرة الطبيعية فقط بل كذلك على الارادة الانسانية و لذا تكون ارادتنا تابعة لنظام الكون لا حول لها و لا قوة . اما الحتميات التي يخضع لها الانسان متعددة فالحتمية الطبيعية ، حيث ان الانسان يسرى عليه من نظام القوانين ما يسرى على بقية الاجسام و الموجودات فهو يخضع لقانون الجاذبية و يتاثر بالعوامل الطبيعية من حر و برد و طوفان، اما الحتمية البيولوجية فتتمثل فكون ان الانسان يخضع لشبكة من القوانين كنمو المضغة و انتظام الاعضاء و اختلالها و هكذا الشيخوخة و الموت و من بعدها ان جميع واحد عند الولادة يصبح حاملا لمعطيات الوراثية –. كذلك الحتمية الاجتماعية اذ يتاثر بالضمير الجمعى من عادات و تقاليد و اخلاق و كذلك الحتمية النفسية اذا يخضع المرء لعالم لا شعورى من رغبات و شهوات و مكبوتات .ايضا تري الجبرية و من انصارها الجهمية ان جميع افعال الانسان خاضعة للقضاء و القدر لا ارادة له و لا اختيار ، و انما يخلق الله به الافعال على حسب ما يخلق فسائر الجمادات و تنسب الية الافعال مجازا كما تنسب الى الجمادات. كطلع القوم و جري الطفل و نزل الرجل ايضا يقال طلعت الشمس و جري النهر و نزل المطر. لكن على الرغم من منطقية الادلة الا ان القول بالحتمية لا يعني تكبيل الانسان و رفع مسوولياتة كذلك لم يفرق الحتميون بين عالم الحاجات الالى و عالم الانسان الذي كله و عى و عقل . كما ان وجود قوانين فالطبيعة لا يعني هذا ان الانسان غير حر و الاسلوب الذي يستخدمة اهل القضاء و القدر يدعو الى التعطيل و ترك العمل و الركون الى القدر و اذا كان الانسان مجبرا فلماذا يسال فيعاقبة القانون الالهى و الاجتماعي. مما سبق نصل الى ان هناك تناقض بين الضرورة الجبرية و انصار الاختيار فالجبريون ينفون الحرية بصفة مطلقة انصار الاختيار يثبتونها و النظرة الواقعية للحرية تقتضى تبنى موقف و سط و هو ما اكدة ابن رشد حيث ان الانسان ليس حرا حرية مطلقة بل حريتة محدودة فكل فرد يستطيع البحث عن حظة و فرحة بالكيفية التي يريد و كما يبدو له هو نفسة الطريق السليم. شرط ان لا ينسي حرية الاخرين و حقهم فالشيء ذاته. كذلك يري ابو الحسن الاشعري _ قاصدا التوسط بين الجبر و الاختيار _ ان افعال الانسان لله خلقا و ابداعا و للانسان كسبا و وقوعا .
نري من اثناء هذي المشكلة ان الانسان ليس حرا حرية مطلقة بل محدودة لانة يخضع لعدة حتميات ، كما انه ليس مجبرا فلة الاختيار النسبى فافعالة و بالتالي فهو بين التسيير و التخيير فالعلم المطلق للخالق و هو امر لا مفر منه فاى عقيدة اسلامية اي ان الانسان يخضع للقدر الذي و ضعة له الخالق ، لكن هناك حرية اختيار المرء و هو امر لازم لاثبات مسوولية الانسان تجاة افعالة و ذلك ما يبرر العقاب الاخروى فالعقائد الدينيه



حل المشكلة :
وفى الاخير نصل الى ان مسالة الحرية ترتبط بجوهر الانسان كما انه كائن يمتلك حرية الاختيار فان لمكانتة دون غيرة من المخلوقات اسمي منزلة ، كونة كائنا عاقلا و قادرا على تجاوز جميع الحتميات العوائق التي تعترضة فلا يمكنة تجسيد الحرية على ارض الواقع و ممارستها عمليا و هو ما يعرف بالتحرر و ذلك نظرا لقدرتة على التقرير و الاختيار و انتخاب الامكانية من عدة امكانيات موجودة و ممكنه. و ذلك يعني قدرة الانسان على اختيار و تعيين حياتة الخاصة و رسمها كما يرى

  • مقالة فلسفية عن الحرية
  • مقال فلسفي عن الحرية
  • الحرية من اقدم القضايا الفلسفية
  • صور الحرية من القيود
  • مقال فلسفي حول الحرية


مقالة فلسفية حول الحرية