الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على الة و صحبه،
اما بعد:
فرفقاء السوء درجات بعضهم اسوا من بعض،
وصفات رفقاء السوء عديدة يجمعها كلها البعد عن الله تعالى و اتباع سبيل الشيطان،
فمن صفاتهم التفريط فالواجبات كالصلوات،
وتضييع الاوقات فالمحرمات من الغيبة و النميمة و تتبع العورات،
ومن صفاتهم كذلك الوقيعة فاهل العلم و الفضل و عباد الله الصالحين و تنقصهم و السخرية منهم و غير هذا من الصفات التي لا تخفي على من نور الله بصيرتة و سلمت فطرته،
وقد دلت الادلة الشرعية على مجانبة رفقاء السوء و خطورة صحبتهم،
كقوله تعالى: و يوم يعض الظالم على يدية يقول يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا يا و يلتي ليتنى لم اتخذ فلانا خليلا لقد اضلنى عن الذكر بعد اذ جاءنى و كان الشيطان للانسان خذولا الفرقان:29}.
وقد قال صلى الله عليه و سلم: الرجل على دين خليلة فلينظر احدكم من يخالل.
رواة احمد و ابو داود و الترمذي.
فصحبة رفقاء السوء سم زعاف قاتل،
وليس على الانسان ذنب فترك رفقة السوء بل يوجر على هذا ان شاء الله تعالى،
وصدق من قال:
تجنب قرين السوء و اصرم حباله*** فان لم تجد منه محيصا فداره.
ولازم حبيب الصدق و اترك مراءه*** تنل منه صفو الود ما لم تماره.
وقال الاخر:
وصاحب اولى التقوي تنل من تقاهم*** و لا تصحب الاردي فتردي مع الردى.
والله اعلم.