مقالات وفاء سلطان

مواضيع و فاء سلطان

موضوع متميز لوفاء سلطان

صورة1

 



 

نت حكيم عندما تستطيع ن تكشف النقاب عن اللامعقول فالملوف

 

حدث هذا فنهاية السبعينات، كنت يومها طالبة فكلية الطب بجامعة حلب. اجتمعنا نحن الطلاب حول رئيس قسم التوليد و المراض النسائية فمستشفي حلب الجامعي.


دخلت السيدة فاطمة لي العيادة مبرقعة بالسواد من قمة رسها حتي خمص قدميها، و هى تئن بصوت يلامس شغاف قلبك، و كنها علي حافة الموت.


سلها الدكتور عبدالرزاق: ما القضيه؟!


ردت و هى تحاول ن تمسح دموعا انهمرت علي خديها: التهابات….التهابات يا دكتور!


وبصعوبة بالغة تسلقت طاولة الفحص النسائي.


اقتربت و القيت نظرة علي المسافة الممتدة بين فخذيها، شعرت بالدوار فلصقت جسدى بالحائط المجاور خوفا من الانهيار.


سلها الدكتور: ما هذا؟


ردت بصوت منخفض بالكاد يسمع: زوجى يا دكتور يطفئ سجائرة علي جسدي!


هبطت على صاعقة من السماء عندما سمعت الدكتور عبدالرزاق يقول: يبدو نك تستحقين!


قهقة الطلاب تعاطفا مع رئيسهم الدكتور، فرحت جس نبضى كى تكد من ن الحياة ما زلت تنبض فعروقي!


(يبدو نك تستحقين!)


هى العبارة الولي فحياتى التي شرختنى نصفين، و منذ يومها لم تسطع كفارة فالرض، و لن تستطيع، ن تجمع شلائي!


بين ساقيها و حيث تنبع الحياه، انتشرت حروق بحجم القطع المعدنية الصغيره، تستطيع كطبيب ن تميز بين جديدها و قديمها و ما بينهما!


تقيحت تلك الحروق بكيفية تثير الشفقة فقلب هتلر!


لم يؤلمنى هذا المنظر بقدر ما لمتنى عبارة بيقراط: يبدو نك تستحقين!


………….


رن جرس الهاتف فغرفة السعاف فالمشفي الوطنى بمدينة اللاذقيه، و كنت الطبيبة المناوبة فذلك اليوم.


لو


نا الدكتور حمد…باعتلك قحبه….افتحى ك….ها و نظفيه!


شعرت بالدوار، مسكت بطاولة الفحص خشية من ن قع، و برجلى دفشت الكرسى تحت جسدى المشرف علي الهلاك.


الدكتور حمد هو مدير صحة المحافظه، و جميعنا نشتغل عبيدا فمزرعته!


لم كد استرد بعضا من نفاسي، التي خمدتها و قاحة رجل لم يتعلم فحياتة قيمة النسان، حتي دخلت الغرفة طفلة لم تتجاوز بعد ربيعها السادس عشر، تميل علي الجانبين و كنها بطة ربما شرفت علي الموت!


بصعوبة بالغة جدا جدا تسلقت طاولة الفحص النسائي.


نظرت بين ساقيها حيث تنبع الحياه، بعدها سلت: ما هذا؟!!


غطت سهي و جهها بيديها و حشرجت: حدهم دفشها فمهبلي!


و من هو ذلك ال حدهم؟!!


فلان الفلاني….نظف له مكتبة جميع يوم مقابل جر ساعد بة و الدى المريض كى يعيل خواتى السته!


و لماذا فعل ذلك؟


قال لى بننى قذرة و لا يريد ن يلمس جسدة جسدي!


و ما ريك؟


نا قذر من القذاره!


خرجت كسا مخروطى الشكل من مهبلها و هى تصرخ، و صراخها ما زال حتي تاريخ تلك اللحظة ينشب كالطلقة فكل خلية من خلاياي!


ليست القضية فانتهاك عرض طفلة و حسب، بل فقناعها بنها قذر من الرجل الذي انتهك عرضها!


الجريمة الكبر هى ن تؤمن المرة بنها مسؤولة عن جرائم رجل لم تهذبة شريعة و لم تردعة خلاق!


………………..


كنت طبيبة فقرية نائيه، كان هذا ثناء تديتى للخدمة الريفية بعد تظهرى من كلية الطب.


دخلت عيادتى البيتية امرة فو احدث الثلاثين من عمرها تشكو من بعض العراض.


ثناء الفحص النسائي تبين بن حجم الرحم يقابل حجم حمل فالشهر الثالث. لم كد زف لها النب حتي ثارت كوحش اصيب لتوة بطلق ناري.


راحت تركض فالغرفة و ترمى الشياء بكيفية هستريائية و تضرب رسها بالحائط و تنتف شعرها بكلتا يديها.


صحت لزوجى كى يساعدنى علي ضبطها، فمسكها و جبرها علي الجلوس، بعدها هددتها بالتصال بالشرطة ما لم تهد و تخبرنى القصة بحذافيرها.


نا امرة رمله…مات زوجى منذ ربعة عوام و ترك معى ربعة طفال. خو زوجى يغتصبنى كلما شاء مقابل ن يطعمنى و طفالي. لو عرف ننى حامل سيحرض ابنى المراهق علي قتلي، و تابعت:


لا تهمنى حياتى فنا ستحق الموت، و لكن لا ريد لابنى ن يوسخ يدية بدمي!


الجريمة الكبر هى ن تقتنع المرة بنها تستحق الموت، و بن دمها قذر لنها لم تستطع ن تحمى نفسها من براثن و حش لا يعرف الله!


الجريمة الكبر ن تقتنع بنها هى التي ثارت غرائزة اللهية “المقدسه”، و بنها مسؤولة عن جرائمه!


حلت خديجة لي طبيب مختص بالتوليد و المراض النسائيه، فعادت لى بعد اسبوعين شاحبة نحيلة تصارع الموت.


ما المر يا خديجه؟


تخلصت من الجنين، و لكن ثناء التجريف ريت ملك الموت بعيني!


لماذا؟


لم يخدرنى الطبيب، لم كن ملك من النقود ما يكفى لشراء دوية التخدير فاضطر ن يجرى العملية بلا تخدير!


بلا تخدير…..؟ لم قل لكم بن الرجل فشريعتنا و حش؟!!


………………………….


مل طبيبة و ضابطة برتبة عاليه، كانت تشتغل فالمشفي العسكرى الذي كنت تلقي بة تدريبي.


نقلت ذات يوم بحالة سعاف لي المشفي نفسة نتيجة تعرضها لحروق كيماوية شملت و جهها و صابت عينيها.


انتشر الخبر علي نها تزحلقت فوق رض الحمام و هى تحاول ن تمل طاسة الموقد بالمازوت، فوقع سطل المازوت علي رسها و صاب عينيها بحروق بالغه.


ولكن فلقاء شخصى معها، باحت لى بسر الحادثه:


كنت علي و شك ن غادر المنزل لحضر عرس زميلة لي، اعترضنى خى الذي يصغرنى بخمسة عشر عاما و منعنى من المغادره. حاولت ن دفعة بيدى فلقي بسطل المازوت فو جهى و فوق رسي!


نظرت لي النسر و النجوم التي تزين بة كتفيها، و تساءلت فسري: ما قيمة تلك الرتبه، و ما قيمة علوم تلك المرة ما دامت تعيش فمجمتع ذكورى غارق حتي قمة رسة فهوسة الديني، مجتمع ما زال يؤمن بنبى اوتى من الجنس قوة ربعين رجلا، و بن الله سيكافئة بحوريات عرض مؤخرة جميع منهن كثر من ميل؟!!


تابعت مل: “خى لم يتخرج من الثانوية العامه، و لكنة ينصب نفسة دائما و ليا علي. مى تقف لي جانبة ناهيك عن بى و دائما تقول لي: عليك ن تحترمى رغبة خيك، فهو و لى مرك!


حلم ن تزوج كى هرب من ذلك الجحيم، و لكن ما الذي يضمن ن يصبح زوجى فضل من بى و خي؟!!”


لا…لا حد يضمن بن مخلوقا مسلما يستطيع ن يهرب من براثن نبيه، ما لم يكن له قلب الحمام و كلاليب العقرب!


……………………………….


لقد حبانى الكون بذلك القلب و مدنى بتلك الكلاليب!


لو استطعنا ن نلتقى اليوم بالدكتور عبدالرزاق و حد طلابة الذين يمارسون قدس مهنة علي سطح الرض، هل تتوقعون بن حدا منهم سيتذكر الجريمة التي ارتكبت بحق امره، و التي شهدوها علي طاولة الفحص ما م بصارهم؟!


بالتاكيد لا!


لو استطعنا ن نلتقى اليوم بفلان الفلانى الذي دفش الكس داخل مهبل الطفلة سهى، كى لا تلامس نطافة “المقدسه” جسدها “القذر”، و لو استطعنا ن نلتقى بالدكتور حمد مدير صحة محافظة اللاذقية يومها، هل تتوقعون بن حدا منهما سيتذكر الجريمة التي ارتكبها بحق سهى؟!


بالتاكيد لا!


لو استطعنا ن نلتقى بالرجل الذي اغتصب امرة خية مئات المرات مقابل ن يطعمها و طفالها، و ن نلتقى بالطبيب الذي جرف لها الجنين بلا تخدير، هل تتوقعون بن حدا منهما سيعترف بجريمته؟!


بالتاكيد لا!!


لو استطعنا ن نلتقى اليوم بخ الدكتورة مل و بيها و ى من الرجال الذين شهدوا الجريمة التي ارتكبت بحقها، هل تتوقعون بن حدا منهم سيتذكر تلك الجريمه؟!


بالتاكيد لا!!


ولماذا لا؟!!


عندما تصبح الجريمة فمجتمع حدثا ملوفا بل كيفية حياه، تتبلد حاسيس الناس و يفقدون قدرتهم علي كشف النقاب عن اللامعقول لنة صار بالمطلق ملوفا!


فى مجتمع يعتبر المرة حرثا يؤتي متي و من حيث شاء الرجل، ما الخلل فن يحرق رجل سجائرة علي جسد امرة فلحظة نشوه؟!


فى مجتمع يعتبر المرة قذر من الكلب و الحمار، ما الخلل فن يدفش رجل كسا فمهبل طفلة كى يتجنب ن يلامس جسدها “القذر” فلحظة نشوه؟!!


فى مجتمع يؤمن بنبى يفترس سبيتة فنفس اليوم الذي قتل فية باها و خاها و زوجها، ما لخلل فن يفترس رجل ارملة خية مقابل ن يطعمها و طفالها؟!


فى مجتمع يؤمن بنبى يفسخ عجوز فوق المائة لنها هجته، ما الخلل فن يحرق رجل و جة و عينى ختة كى يضمن سلامة شرفها؟!!


*******


يتهموننى بننى تشنج و غضب و تنعكس عواطفى تلك علي اسلوب كتاباتي، و لكنهم لا يدركون بن قدرتى علي ن تشنج و غضب فمجتمع صارت الجريمة فية كيفية حياة هى المعجزة التي ميزتنى و جعلتنى “وفاء سلطان” التي عتز فيها اليوم!


من يشهد الجرائم التي ارتكبت بحق سهي و فاطمة و خديجة و مل و الملايين غيرهن و لا يغضب و يتشنج هو مخلوق فقد حسة النساني، و فقد معة قدرتة علي كشف النقاب عن اللامعقول فالملوف!


اسلوبى هو بصمات صابعي، و لن ضحى بتلك البصمات لنها و حدها ما يميزني.


من يحتج علي اسلوبى يفعل هذا من منطلق الغيره، و ليس خوفا علي مصداقيتي.


يريدنى ن غيرة كى خسر هويتى و نزوى تحت جبة غيري.


مهما اختلفت مشاربنا و فكارنا جميعنا ننشد ن نكون حرارا، لكن مفهوم الحرية يختلف باختلاف عدد الشخاص الذين يؤمنون بها.


الحرية بالنسبة لى تعنى ن كون نفسي، ن كون و فاء سلطان بشحمها و لحمها و فكرها و اسلوبها، و عندما تنازل عن شعرة فرسها خسر بعضا من حريتي، و بالتالي ساهم فتشوية هويتي!


لا ريد ن كون نسخة عن غيري، بل ريد و سعي دائما لن كون الصورة الحقيقة لذاتي.


ننى فضل مليون مرة ن تكرهونى لننى و فاء سلطان علي ن تحبونى لنى سمكة ميتة يجرفها التيار، عندما كون و فاء ما رس حريتى و عندما سمح لغيرى ن يجرفنى كون ربما خسرت هويتي!


كل نسان بحد ذاتة معجزه، و لكنة لا يستطيع ن يخرج معجزتة ما لم ينجح فن يصبح نفسه.


معجزتى تكمن فقدرتى علي كشف النقاب عن اللامعقول فالملوف، و لقد ظهرت تلك المعجزة عندما استعملت قدراتى و ما رست حريتي!


حريتى تكمن فقوتي، و قوتى تكمن فحريتي، و متي تخليت عن ى منهما كون ربما انسخلت عن ذاتي!


………………..


الكاتب هو ضمير مته، و عندما يفشل فالتمييز بين المقبول و المرفوض خلاقيا و نسانيا لا ممكن ن يصبح ضميرا حيا.


نها مهمة صعبه، و تزداد صعوبة فمجتمع اختلطت فية المتناقضات و صار المرفوض كالمقبول ملوفا، و لم يعد بمكان نسان هذا المجتمع ن يتفاعل مع سلبياتة بكيفية تختلف عن تفاعلة مع يجابياته!


لقد تبلدت مشاعر هذا النسان و لم يعد يميز بين ما يثير غضبة و ما يثير فرحه، فصار المر عندة سيان!


عندما يقول طبيب لمرة انتهكت: “يبدو نك تستحقين”……..


عندما يطلق مدير الصحة علي طفلة اغتصبت صفة قحبه….


عندما يغتصب رجل امرة خية مقابل ن يطعمها و طفالها….


عندما يحرق رجل مى بلة و جة ختة الطبيبه…


ولا حد يرتكس….


عندها يجب ن نعلن بن المجتمع بكملة ربما دخل حالة من” الموت الحسي”!


كيف يموت المجتمع حسيا؟!!


تؤكد الحصائيات علي ن عدد الطباء فمصر بالنسبة لمجموع سكانها يزيد عن عدد الطباء فبريطانيا بالنسبة لعدد سكانها، و لكن شتان بين


طبيب مصر و طبيب بريطانيا؟!


يقر طبيب مصر بن نبية ربما سل بى بكر الصديق ن يزوجة ابنتة عائشة و هى فالخامسة و كان فالخمسين، و لا يتفاعل مع ما يقر!


هذا يدل علي نة تلقن العلوم الطبية و لم يتعلمها!


كان تلقينة لها حشوا و لم يكن استيعابا، و لا لدرك ن الطب يؤكد علي ن الرجل الذي يثار جنسيا ما م طفلة فالخامسة و هو فالخمسين نما هو شاذ جنسيا و يجب ن يحجر!


ذا كان ذلك هو و ضع الطبيب المسلم، فما بالك برجل الدين المهوس بقوة نبية الجنسية و برجل الشارع عموما؟!


علي مدي ربعة عشر قرنا من الزمن تمسح جلد المسلم (صار كجلد التمساح) و تبلدت حاسيسه، و لم يعد يحس بالرصاصة عندما تخترق هذا الجلد!


حالة اللامبالاة التي يعيشها هذا المخلوق هى و حدها المسؤولة عن و ضعة المزري، و هى و حدها التي يجب ن تؤخذ بعين العتبار عند ية محاولة لصلاح هذا الوضع!


من غير الطبيعى ن لا يغضب المسلم و لا يتشنج حيال جرائم كتلك، و من الطبيعى جدا جدا ن تغضب و فاء سلطان و تتشنج عندما تشهد بم عينيها تلك الجرائم!


لا تستطيع ن تكون معتدلا و مهذبا عندما تواجة مرا شرسا و وقحا!


هل هنالك مر يفوق شراسة و وقاحة ما جاء فالسيرة الذاتية لمحمد؟!


هل هنالك مر يفوق شراسة و وقاحة ن يصلى طبيب مسلم علي محمد و يسلم؟!


وهل هنالك مر يفوق شراسة و وقاحة ن يشهد مسلم الجرائم النفة الذكر و لا يغضب و يتشنج؟!!


لا ستطيع ن كون مهذبة فصراعى ضد الشر الذي يواجة متي، و ن فعلت لن كون سوي امرة منافقه، و خلاقى تقول: الطبيب لا ينافق!


لو كنت مهذبة فاسلوبى لكنت كثر قبولا فمجتمع مسلم يسمى النفاق دبا!


ولكننى رفض التلاعب بالعبارات و قلب المفاهيم، و رفض ن كون مقبولة علي حساب ما نتى العلميه!


يقول الرئيس المريكى السابق ابراهام لينكون:


How many legs does a dog have if you call the tail a leg? Four; Calling a tail a leg doesn t make it a leg.


كم رجلا يملك الكلب ذا اعتبرت الذيل رجلا؟ بالتاكيد ربعه، فالذيل لن يكون رجلا لمجرد ن تعتبرة رجلا!


فالنفاق نفاق، و لن يكون دبا لمجرد ن تسمية دبا!


………………


ورد فصحيح بخارى كتاب الوضوء باب استخدام فضل و ضوء الناس:


قال بو موسي دعا النبى صلي الله علية و سلم بقدح فية ماء فغسل يدية و وجهة فية و مج فية (بصق) بعدها قال لهما اشربا منة و فرغا علي و جوهكما و نحوركما!


………


حتي لو اعتبر بليون و نص البليون مسلم ذلك التصرف تصرفا نبويا موحي من الله لن يجعلة تصرفا مقبولا، لنة باختصار تصرف منافى للعلوم الطبية و الخلاق!


لذا عندما يتهموننى بننى غضب و ثور و جرح باسلوبى بليون و نص بليون مسلم، نما يؤكدون علي ننى ما زلت حتفظ بحسى النسانى و ما زلت قادرة علي التعبير عن هذا الحس!


قد جرح مشاعرهم، لكننى حكما دواى عقولهم!


كم من طبيب استصل عين مريض لنها تسرطت، و اسباب من جراء هذا لاما نفسية للمريض لكنة فالوقت نفسة ربما نقذ حياته؟!


موقفى من التعاليم السلامية لا يجرح المشاعر، بقدر ما ينفخ الروح فجثة هامدة لا مشاعر فيها!


علي مدي ربعة عشر قرنا من الزمن قر المسلمون الحديث السابق و لم يشعر حد منهم، بما فيهم طبائهم، بن هنالك شيئا يبدو منافيا للمنطق و الدراك العام Common sense الذي يفترض ن يملكة النسان مهما كان بسيطا.


السلام قتل لدي تباعة هذا الدراك!


الناس اللامبالون هم شد خطرا علي المجتمع من المجرمين، فاللامبالاة هى التي تمهد لحدوث الجريمه.


الاسباب =و راء مسينا هى ننا ابتلينا بنسان غير مبال، جردتة تعاليمة من حاسيسة فلم يعد يحس بمسية و يسعي لحل تلك المسي!


لا يستطيع الشر ن يتسلل لي المجتمع لا عندما يفقد الناس فذلك المجتمع قدرتهم علي ن يلاحظوا ما يحدث، و يبالوا بما يلاحظوا.


هذا النهيار الفظيع الذي صاب المة السلامية علي جميع الصعدة لم يحدث فليلة و احده، بل كان نتيجة حتمية لحالة الستهتار التي عاشها المسلم منذ محمد و حتي اليوم!


……………….


يولد الطغاة من رحم اللامبالاه، و لذا زخر التاريخ السلامى بهم!


ليس الطاغية و حدة هو المسؤول، و نما المواطن الذي فقد قدرتة علي ن يبالى و تعامل مع مجريات الحداث بحيادية جبانه!


عندما يتعلق المر بالعدالة الجتماعية لا يوجد محايد، ما معها و ما ضدها!


لا نستطيع ن نلوم الحاكم و حدة في بلد سلامى علي الوضع المزرى الذي يعانى منة البلد، لن البلد و صل لي هذا الوضع اثناء عشرات القرون و ليس بين ليلة و ضحاها.


لهذا الاسباب =لم تستطع قوي المعارضة عبر التاريخ السلامي، و لن تستطيع، ن تفعل شيئا طالما تتناول القضية من اثناء الحاكم، و تغض النظر عن تاريخ طويل ساهمت تعاليمة فقتل الحساس لدي المواطن العادي.


اللامبالاة هى حالة تخدير عقلى عندما تعم تشل المجتمع و تحولة لي جثة هامدة لا حراك فيها.


كان حرى بتلك القوي ن تلتفت لي المواطن العادى و تسعي لعادة تهيلة قبل ن تشير باصبع التهام لي ى حاكم!


هل نستطيع ن نحمل الحاكم مسؤولية الجرائم التي ترتكب بحق النساء، طالما لا يحرك المر شعرة لدي المواطن العادي؟!!


كيف سيبالى هذا المواطن طالما يؤمن بن المرة حرث يتية الرجل من حيث و كيفا يشاء، كيف سيبالى بقضية اغتصاب طفلة و انتهاك حرمتها و ربما اغتصب نبية طفلة و هو فخمسينياته؟!


عبر التاريخ السلامى كان الحاكم قادرا علي ن يتحكم برقبة المواطن، و لكنة لم يكن طلاقا قادرا علي ن يقترب من عقيدة هذا المواطن!


فى القرن الواحد و العشرين، هل يستطيع حاكم ديني ن يصدر قانونا يعتبر الرجل الذي يقتل المرة بحجة الدفاع عن الشرف مجرما؟!


بالتاكيد لا!


ولكنة استطاع و يستطيع دوما ن يدوس علي رقبة الرجل المسلم، لن شرف المسلم فقرنة و ليس فكرامته!


لو كنت تسكن بجوار رجل شرس، و علي مدي خمسين عاما راح يتجاوز الحد الفاصل بين رضك و رضة نشا نشا مستغلا عدم مبالاتك بذلك النذر اليسير. مع الزمن تستيقظ لتراة داخل غرفة نومك و قد فسريرك، فما الذي تستطيع ن تفعله؟!!


هل نستطيع اليوم ن نفعل شيئا حيال ما توصلنا لية عبر تاريخ طويل من اللامبالاة و عدم الكتراث؟!


استرداد قدرة النسان علي الملاحظة و استرداد حماسة الطبيعى للتفاعل مع ما يلاحظ ليس بالسهولة التي نتصورها عندما يتعلق المر بالمسلم!


الخطورة لا تكمن فنة لا يستطيع ن يغير و اقعه، بل فكونة لا يبالى بتغييره.


عندما تبالى بما يجرى فمجتمعك، سيدفعك هتمامك لي يجاد الوسائل و الطرق التي تساعدك علي ن تغيره، ما و طالما لا تبالى بتغييرة لن تقوم طلاقا بذلك التغيير.


عندما يتطلع طبيب لي امرة انتهكت جسديا و عقليا و عاطفيا و نسانيا و يقول لها ببساطه: يبدو نك تستحقين!


لا تكمن الخطورة هنا فالرجل الذي انتهكها علي كافة الصعدة و حسب، و نما فالرجل الذي لم يبال لنها انتهكت، بعدها ذهب بعد من حدود اللامبالاة فبرر هذا النتهاك!


…………


فى عامها الثامن كانت ابنتى نجلاء حدي المشتركات فنادى الجرى فمدرستها.


نجلاء هى ديكتاتور المنزل، لم تدخلة علي ظهر دبابة و لكنها راحت تعربش علي عرشة منذ اللحظة التي و لدت بها و نحن لا نبالي!


ذات مساء و بعد عودة و الدها من عملة صدرت مرا بن يظهر معها كى يركضا حول الحى فمحاولة لتحسين قدرتها علي الجري، فذعن للمر!


كان الحى غارقا فظلام دامس و سكون مطبق، اختارا شارعا ضيقا تحيط بة الشجار الكثيفة من الطرفين نظرا لقلة عدد المارة و السيارات.


بد السباق و اثناء دقيقة راحت نجلاء تتقدم علي بيها شواطا.


فى غمرة هذا السكون ضرب سائق علي فرامل سيارتة بشدة حدث ضجة هائله. نظر زوجى باتجاة الصوت فتبين من اثناء العتمة و جة امرة ترجلت بعدها شهرت مسدسها فو جهه، و صاحت:


قف يها الرجل و لا طلقت عليك النار!


كاد زوجى يفقد و عيه، فلقد درك نة فمزق و حياة نجلاء فخطر.


تصور نها محاولة لخطف نجلاء فارتعدت فرائسة و صاح: من نت، و ما ذا تريدين؟


لماذا تطارد تلك الطفله؟!


نها ابنتي!


ثناء الجدال، سمعت نجلاء الصوت فالتفت لي الوراء بعدها ركضت باتجاة و الدها و حاطت خصرة بذراعيها.


سلتها المره:


من هذا؟


ردت نجلاء: نة بي!


اقتربت المرة من زوجى مصافحة ياه، و قالت: انظر ننى حمل مفك براغى و ليس مسدسا، لقد ظننت بنك رجلا يطارد طفلة و هى تحاول الهرب منه، خاطرت بحياتى كى عطى الطفلة الوقت الكافى فتهرب، نى عتذر!


فى المجتمع السلامى لا يشعر المرء بالرصاصة ما لم تخترق عظمه، ما فالمجتعات الحضارية فالنسان يضحى بحياتة كى ينقذ طفلا فمزق!


تسلل الطغاة لي مجتمعاتنا ليس فغفلة عنا و نما ما م عيننا، لننا بشر لا نكترث، و لم تستطع دبابتهم ن تخترق ى مجتمع حضارى لن نسانة يقاتل


النملة عندما تلامس جسده، ناهيك عن الدبابة عندما تخترق حرمته!


لقد اعتدنا ن نقول: و صل صدام حسين و حافظ السد و فلان الفلانى لي السلطة علي ظهر دبابه، و ذلك بعد ما يصبح عن الحقيقه!


لا يستطيع طاغية ن يخترق مجتمعا حتي و لو امتطي ظهر دبابة ما لم يكن نسان هذا المجتمع جثة هامدة لا حراك فيها!


قد يتى علي ظهر دبابة ليطيح برس طاغية خر، و لكن ليس خوفا من الشعب، فهو يعرف تماما بن الشعب مغيب عن الوعى لي حد البلاهه!


………..


فى زيارتى الولي لبلدى سوريا بعد ن غادرتها، زرت صديقة لى تعيش فبناية كبار و رائعة فحدي ضواحى العاصمه.


للبناية مدخل و اسع مفتوح من الطرفين و جميع طرف يطل علي شارع.


لم تترك الرياح منذ ن تسست البناية نفاية فالشارعين لا و ساقتها لي المدخل.


جميع سكان البناية طباء، لن نقابة الطباء ساهمت فمشروع بنائها.


سلت صديقتي: لماذا لا تنظفون مدخل البنايه؟!!


فردت ببرود عصاب: لا حد يكترث، فلماذا كترث؟


سلتها: و لكن لن يخذ الوقت كثر من عشر دقائق، بمكانك ن ترسلى و لدا من و لادك ليفعل هذا مرة فالسبوع!


لا ذكر ما ذا قالت، و لكنها تحركت بكيفية عبنوتة شعرتنى بننى تجاوزت حدي، فصمت!


كانت المفاجة كبار جدا جدا عندما التفت لى حد و لادها الربعه، و قال ببراءة طفل لم يتجاوز عامة الخامس عشر: و الله يا خالة و لدت و قضيت عمرى فتلك البنايه، لكننى لم نتبة يوما لي الوساخ فالمدخل لا بعد ن نبهتينى عليها!


عبارته، بالتكيد، تجسد و اقعا مرا و مؤلما!


امرة فمجتمع متحضر لاحظت و هى تقود سيارتها فظلام دامس بن رجلا يطارد طفله، فخاطرت بحياتها لتنقذ حياة تلك الطفله.


بينما الطباء، و هم خيرة بناء شعبنا، يدخلون و يظهرون و لا يشعرون بدني مسؤولية حيال تنظيف و ساخ مدخل بنايتهم!


فى المجتمع الذي تعيش فية تلك المرة لن يستطيع طاغية ن يصل لي السلطة علي رس دبابته، ما فمجمتع لا يحس طبيبة بمسؤوليتة تجاة تنظيف نفسه، ناهيك عن مسؤوليتة حيال طفلة تمزق فرجها، لن يحتاج طاغية لي دبابة كى يسحق شعبه!


لم نقع فريسة الطاغية من اثناء كمين نصبة لنا، و لكن اللامبالاة التي عاشناها عبر التاريخ السلامى مهدت لولادة هذا الطاغيه!


فى المجتمعات السلامية يلتزم الحاكم بخط حمر خوفا علي سلامتة من المواطن، و يلتزم المواطن بخط حمر خوفا علي سلامتة من الحاكم.


كل طرف يعرف تماما ما يثير الطرف الخر ضدة فيحاول ن يتجنبه، و اللعبة استمرت بنفس الشروط منذ محمد و حتي تلك اللحظه!


لقد حدد السلام مفهوم “الضد” بالنسبة للحاكم و للمحكوم!


عندما يتعلق المر بالحاكم: مر محمد بنة لا طاعة للحاكم فمعصية الخالق، و الكل يعرف حدود معصية الخالق فالسلام.


عندما يطفئ رجل سجائرة علي جسد امرة هل يعتبر المر معصية للخالق؟


بالتاكيد لا!


فالله ربما عطى هذا الرجل حق استعمال المرة كما يستعمل حقله، فهل يعتبر استمتاعة بذلك الحق معصيه؟!


ما عندما يتعلق المر بالمواطن: فقد مرة محمد ن يطيع حاكمة حتي و لو ضربة بالسوط علي ظهرة و سرق ما له؟!!


فين الخلل فن يسرق الحاكم ما ل الشعب و ن يجلدة علي ظهره؟!!


لا تستطيع ن تلوم حاكما مجرما و تتغاضي عن شعب لا يكترث و لا يبالى بجرام هذا الحاكم!


يلعب رجل الدين دور الحارس المين الذي يضمن استمرارية اللعبة و تقيد الطرفين الحرفى بشروطها.


المواطن يعرف نة بخير ما دام لا يقترب من عرش الحاكم، و الحاكم يعرف نة بخير ما دام لا يقترب من قرن المواطن.


ما رجل الدين فيبقي معززا مكرما من قبل الحاكم طالما يضمن له بن المواطن لا يقترب من عرشه، و يبقي يضا معززا مكرما من قبل المواطن طالما يضمن له بن الحاكم لا يقترب من قرنه.


كل طرف من طراف هذا الثالوث غير المقدس يعرف حدودة و يلتزم بها، و بالتالي يحافظ جميع منهم علي كيان الخر!


Helen Keller كاتبة مريكية و كانت ناشطة سياسية معروفه، تقول:


Science may have found a cure for most evils; but it has found no remedy for the worst of them apathy of human beings.


“ربما و جد العلم علاجا لمعظم الشرور، و لكن لم يجد بعد علاجا لسو تلك الشرور لا و هى اللامبالاة و فقدان الحس عند النسان”


لو تسني لهيلين ن تزور بلدا دينيا لدركت ين يتفشي سو نواع تلك الشرور!


لو تسني لهيلين ن تشهد ما شهدتة و فاء سلطان علي طاولة الفحص النسائي لشعلت النار تحت مؤخرات المسلمين!


…………………


هنالك كصينى يقول: رسة امتل بالقمل لم يعد يحس بالحكه!


منذ عهد محمد و القمل يرعي فرس المسلم، لقد تبلدت فروتة و لم يعد يحس بالحاجة لي حكها!


Dorothy Thompson سيدة مريكية رشحتها مجلة “التايمز” المريكية عام 1939 المرة الكثر تثيرا فتاريخ مريكا، قالت يوما:


When liberty is taken away by force it can be restored by force. When it is relinquished voluntarily by default it can never be recovered.


عندما تسلب حريتك بالقوة تستطيع ن تسردها بالقوه، و لكن عندما تتخلي عنها تلقائيا و برضي يكون من المستحيل ن تستعديها!


منذ ن انتهك محمد عرض عائشة و صفية و زينب و غيرهن و نحن نشهد انتهاك عرض النساء دون ن يتحرك ساكن فينا، فهل بامكاننا اليوم ن نسترد هذا العرض المباح قبل ن نسترد قدرتنا علي الحساس؟!!


……………….


هذا الصباح الموافق ل 26 سبتمبر 2009 تم لقاء القبض علي المخرج السينمائى العالمى المريكى الصل Roman Polanski بعد ثلاثين عاما من هروبة من مريكا.


عام 1978 هرب من مواجهة القضاء المريكى بتهمة ممارسة الجنس مع طفلة عمرها ثلاثة عشر عاما و كان يومها فعامة السادس و الربعين.


القي البوليس السويسرى القبض علية و هو فكيفية لي سويسرا لاستلام جائزة فضل مخرج، و سيتم تسليمة لي مريكا حسب اتفاقية بين البلدين.


لم تمت جريمة بولانسكى بالتقادم، فلماذا تموت جرائمنا فمهدها؟!!


نة الفرق بين قدرة البشر علي الحساس بالجريمة و بالتالي رفضها!


فهل تسلم السعودية يوما جثة محمد، لكى يحاكم فمبني المحكمة الدولية التابعة للمم المحتده، من يدري؟!


…………….


لا تستطيع ن تغير و اقعا ما لم تغضب و تثور لي حد يجبرك علي تغيير هذا الواقع.


هذة هى و فاء سلطان امرة تغضب و تثور محاولة ن تشعل النار فمة تمسح جلدها و تبلد عقلها!


وفاء سلطان هى و فاء سلطان و ليست زيدا من الناس، ليس فاصرارى علي هذا تعظيم لقدرى و احتقار لزيد، و نما احترام لحقى فن كون نفسى و لحق زيد فن يصبح نفسه.


…………………


ما للذين يستاءون من اسلوبي، فقول:


العبارات كشعة الشمس كلما كانت مكثفة كلما اخترقت العمق و حرقت كثر، و لذا اعذرونى عندما تحرق كلماتى خلاياكم، نها محاولتى لاسترداد حاسيسكم!


للحديث بقيه!

صورة2

 



صورة3

 



  • مقالات وفاء سلطان
  • وفاء سلطان


مقالات وفاء سلطان