اسرار حول غلمان الصحابة

اسرار حول غلمان الصحابه

انا بحب اوي اقرا قصص عن الصحابة و افعالهم الخيرة لهداية المسلمين الي الطريق المستقيم بجد بتبقي قصص معبرة و كاها عظة للامسان انه لازم يتخد الطريق السليم

 

 

 

ان الحمد للة نحمدة و نستعينة و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور انفسنا و من سيئات اعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادى له، و اشهد ان لا الة الا الله و حدة لا شريك له، و اشهد ان محمدا عبدة و رسوله، صلي الله علية و علي الة و صحبة و سلم تسليما كثيرا..

اما بعد:

ايها الناس: فان من المعلوم ان الانسان مدنى بطبعه، يحب الاجتماع و الالفه، و يكرة الاختلاف و الفرقه، لذا فهو يجالس افراد مجتمعه، و تدور فتلك المجالس الاحاديث المختلفه، و تختلف المجالس و الجلساء، فجليس يحب الثرثرة و كثرة الكلام، و احدث يحب الصمت و قلة الكلام؛ و جليس يحب كثرة الكلام حرى بان يفشى الاسرار و يذيعها، و لا يحفظها.

ايها الناس: ان الاسرار لها اهمية كبار فحياة الامم، فهى من اعظم سبب النجاح، و ادوم لاحوال الصلاح..

ومن اجل هذا فقد كانت رعاية الاسلام للمحافظة علي الاسرار يستهدف من و رائها تكوين المجتمع الاسلامي، و وضع التشريعات الضابطة لحماية العلاقات و تنميتها امر لازم لدوام الحياة الاجتماعية و تقدمها من الناحية المعنويه.

ولو اهملت المبادئ الاخلاقية و الاجتماعيه، و سمح للخيانة و فشو الاسرار بالانتشار؛ لزالت المعانى الانسانيه، كالامانة و كتمان الاسرار، من حياة الناس، و تحولت الحياة الاجتماعية الي جحيم لا يطاق1.

يقول الماوردى -رحمة الله-: “ان من الاسرار ما لا يستغني فية عن مطالعة صديق مساهم، و استشارة ناصح مسالم، فليختر لسرة امينا، ان لم يجد الي كتمة سبيلا، و ليتحر المرء فاختيار من ياتمنة عليه، و يستودعة اياه، فليس جميع من كان امينا علي الاموال؛ كان علي الاسرار موتمنا، و العفة عن الاموال ايسر من العفة عن اذاعة الاسرار؛ لان الانسان ربما يذيع سر نفسه، بمبادرة لسانه، و سقط كلامه، و يشح باليسير من ما له، حفظا له، و ضنا به، و لا يري ما اضاع من سرة كبيرا، فجنب ما حفظة من يسير ما له، مع عظم الضرر الداخل عليه، فمن اجل هذا كان امناء الاسرار اشد تعذرا، و اقل و جودا من امناء الاموال، و كان حفظ المال ايسر من كتم الاسرار؛ لان احراز الاموال منيعه، و احراز الاسرار بارزة يذيعها لسان ناطق، و يشيعها كلام سابق”2..

ومما ينبغى التنبية علية فهذا المقام الي ان المحافظة علي الاسرار مشروطة بان لا توثر فحق الله تعالي او حق المسلمين، و الا عد من الخيانة لحق الله تعالي او حق المسلمين، و ليس حفظ الاسرار هنا من الامانه3..

ايها المومنون: ان حفظ الاسرار و كتمانها امانة عظيمه، يجب الوفاء بها، و ربما حثنا الشرع عليها، و حذرنا من فشو الاسرار و التفريط فيها، قال تعالى: و اوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا سورة الاسراء(34 )، و قال تعالى: و الذين هم لاماناتهم و عهدهم راعون سورة المعارج(32). و يقول النبى -صلي الله علية و سلم-: (استعينوا علي قضاء الحوائج بالكتمان)4. و علي من اودع سرا ان يحافظ علية و لا يفشية ابدا، و الا اصبح خائنا، و هى صفة مشابهة للمنافق الذي اذا ائتمن علي شيء خانه، كما فحديث عبدالله بن عمر -رضى الله عنهما-، ان النبى -صلي الله علية و سلم- قال: (اربع من كن فية كان منافقا خالصا، و من كانت فية خصلة منهن كانت فية خصلة من النفاق حتي يدعها : اذا ائتمن خان، و اذا حدث كذب، و اذا عاهد غدر، و اذا خاصم فجر)5، و جاء فحديث عمران بن حصين -رضى الله عنه- قول النبى -صلي الله علية و سلم-: (..ان بعدكم يخونون و لا يوتمنون)6. يقول الكفوى عن عظم المحافظة علي الاسرار و الحذر من التساهل فالتفريط فيها: “اوكد الودائع كتم الاسرار”7.

ولذا؛ فان المحافظة علي الاسرار امر عظيم لا يقوم بة الا الخلص من الناس، و ربما اجاب الراغب الاصفهانى عن اسباب التفريط الشنيع فالمحافظة علي الاسرار بقولة : “ان للانسان قوتين: اخذه، و معطيه، و كلتاهما تتشوف الي الفعل المختص بها، و لولا ان الله تعالي و جميع المعطية باظهار ما عندها لما اتاك بالاخبار من تزوده، فصارت هذة القوة تتشوف الي فعلها الخاص بها، فعلي الانسان ان يمسكها و لا يطلقها الا حيثما يجب اطلاقها”8..

وان مما يجب ان يعلم ان امناء الاسرار عزيز و جودهم، فهم اقل و جودا من امناء الاموال، “وحفظ المال ايسر من كتم الاسرار”9.. و خاصة فهذا الزمان!!..

ايها المسلمون: ان الانسان فبعض الاحيان ربما يضطر الي الافضاء باسرارة الي بعض اصدقائة من اجل مشورتهم او تخفيف بعض همومهم، لكن علية ان يتخير صاحب السر، من و صف بالامانة و الدين و العقل.

ومن الخصال فصفات امين السر، ان يكون: “ذا عقل صاد، و دين حاجز، و نصح مبذول، و ود موفور، و كتوما بالطبع”10. و مما ينبغى التنبة الية فالمحافظة علي الاسرار و تخير صفات امين السر ما ياتي:

اولا: عدم ايداع السر الي من يتطلع اليه، و يوثر الوقوف عليه، قال الشاعر:

لا تذع سرا الي طالبة *** منك فالطالب للسر مذيع

ثانيا: عدم كثرة المستودعين للسر، فان كثرتهم اسباب الاذاعه؛ اذ القليل منهم الذي يحافظ علي السر11.

وقال الشاعر:

فلا تنطق بسرك جميع سر *** اذا ما جاوز الاثنين فاشي

قال عمر بن عبدالعزيز -رحمة الله-: “القلوب اوعية الاسرار، و الشفاة اقفالها، و الالسن مفاتيحها، فليحفظ جميع امرئ مفتاح سره”..

وقال الشاعر:

اذا ضاق صدر المرء عن سر نفسة *** فصدر الذي يستودع السر اضيق12

 

ايها الناس: المجالس بالامانه، فيجب علي الجالس ان يحفظ اسرارها، و لا يحل له ان يفشى عن اخوانة ما لا يحبون ان يظهر عنهم؛ فعن جابر بن عبدالله -رضى الله عنهما- عن النبى -صلي الله علية و سلم- قال: (اذا حدث الرجل الحديث بعدها التفت فهى امانه)13. قال المباركفورى فشرحه: “فكان المعنى: ليكن صاحب المجلس امينا لما يسمعة او يراه”14.. و يوكد ذلك المعني العظيم الحسن البصرى بقوله: “انما تجالسون بالامانه، كانكم تظنون ان الخيانة ليست الا فالدينار و الدرهم، ان الخيانة اشد الخيانة ان يجالسنا الرجل، فنطمئن الي جانبه، بعدها ينطلق فيسعي بنا..”15.

فليتق الله المسلم و ليعلم ان علية رقيبا حسيبا يعلم خائنة الاعين و ما تخفى الصدور، و ليكن عند ثقة اخية بة فكتم سره، و حفظ امانته، نسال الله ان يجعلنا من عبادة المومنين، و ان يجنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن. و استغفر الله العظيم و اتوب الية انه تواب رحيم.

الخطبة الثانيه:

الحمد للة رب العالمين، و العاقبة للمتقين، و لا عدوان الا علي الظالمين، و الصلاة و السلام علي المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبدالله الصادق الامين، و علي الة و صحبة الغر الميامين، و علي التابعين لهم باحسان الي يوم الدين.

اما بعد:

ايها الناس: ان حفظ الاسرار و كتمانها من الاخلاق العظيمة التي تعلى من شيم اصحابها و شمائل صفاتهم، فقد كان الصحابة -رضى الله عنهم جميعا- مضرب المثل فحفظ الاسرار التي يوتمنون عليها.

فهذا حذيفة بن اليمان -رضى الله عنهما- امين سر رسول الله -صلي الله علية و سلم- فالمنافقين، و كان يقال له: صاحب السر الذي لا يعلمة احد غيره16.

وعن عبدالله بن عمر -رضى الله عنهما- ان عمر حين تايمت بنتة حفصة -رضى الله عنها-، قال: “اتيت عثمان بن عفان، فعرضت علية حفصه، فقال: سانظر فامري. فلبثت ليالى بعدها لقيني، فقال: ربما بدا لى ان لا اتزوج يومي هذا. قال عمر: فلقيت ابا بكر الصديق، فقلت: ان شئت زوجتك حفصة فتاة عمر، فصمت ابو بكر، فلم يرجع الى شيئا، و كنت اوجد علية منى علي عثمان، فلبثت ليالي، بعدها خطبها النبى -صلي الله علية و سلم-، فانكحتها اياه. فلقينى ابو بكر فقال: لقد و جدت على حين عرضت على حفصة فلم ارجع اليك شيئا؟ قال عمر: قلت: نعم. قال ابو بكر: فانة لم يمنعنى ان ارجع اليك فيما عرضت على الا انى كنت علمت ان رسول -صلي الله علية و سلم- ربما ذكرها، فلم اكن لافشى سر رسول الله -صلي الله علية و سلم-، و لو تركها رسول الله -صلي الله علية و سلم قبلتها”17.

وهذة فاطمة فتاة محمد -صلي الله علية و سلم و رضى الله عنها- تضرب لنا مثالا فامانة حفظ السر، كما روت ام المومنين عائشة -رضى الله عنها- : “انا كنا ازواج النبى -صلي الله علية و سلم- عندة جميعا لم تغادر منا و احده، فاقبلت فاطمة -رضى الله عنها- تمشى ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله -صلي الله علية و سلم- فلما راها رحب، قال: مرحبا بابنتي. بعدها اجلسها عن يمينة او عن شمالة بعدها سارها، فبكت بكاء شديدا، فلما راي حزنها سارها الثانيه، فاذا هى تضحك. فقلت لها: انا من نسائة خصك رسول الله بالسر من بيننا بعدها انت تبكين! فلما قام رسول الله -صلي الله علية و سلم- سالتها عما سارها؟ قالت: ما كنت لافشى علي رسول الله -صلي الله علية و سلم- سره. فلما توفى قلت لها: عزمت عليك بما لى عليك من الحق لما اخبرتني! قالت: اما الان فنعم. فاخبرتنى قالت: اما حين سارنى فالامر الاول فانة اخبرنى ان جبريل -علية السلام- كان يعارضة بالقران جميع سنة مره، و انه ربما عارضنى بة العام مرتين، و لا اري الاجل الا ربما اقترب، فاتقى الله و اصبري، فانى نعم السلف انا لك. قالت: فبكيت بكائى الذي رايت، فلما راي جزعى سارنى بالثانيه، قال: يا فاطمه! الا ترضين ان تكونى سيدة نساء المومنين، او سيدة نساء هذة الامه!”18.

ولا يتوقف الامر علي امانة حفظ الاسرار عند الرجال و النساء من الصحابة بل حتي الغلمان، فهذا انس بن ما لك -رضى الله عنه- الغلام الصغير الذي يخدم رسول الله -صلي الله علية و سلم- يقول: “اسر الى النبى -صلي الله علية و سلم- سرا فما اخبرت بة احدا بعده، و لقد سالتنى ام سليم فما اخبرتها به”19.

فعلي المرء -عباد الله- ان يتخير الامين لسره، و كما قال عامر بن الطفيل:

اذا انت لم تجعل لسرك جنة *** تعرضت ان تروي عليك العجائب

وان جميع امرئ عهد الية بسر يجب ان يحفظه؛ سواء حاكما او طبيبا او موظفا او عاملا..، و كما قيل: “قلوب العقلاء حصون الاسرار”.20

وما احلى قول حسان فحفظ الامين للسر:

وامين حفظتة سر نفسى *** فوعاة حفظ الامين الامينا.21

وان المحافظة علي الاسرار من اعظم الامانات فالعلاقات؛ ليس علي المستوي الفردى فحسب؛ بل علي مستوي الدول و الحكومات، و كم من اسرار كشفت للخصوم و الاعداء؛ سببت الذل و الهوان لافراد و شعوب و امم!.

كما ان المحافظة علي الاسرار مشروطة بان لا توثر فحق الله تعالى، او حق المسلمين، و الا عد من الخيانة لحق الله تعالي او حق المسلمين، و ليس حفظ الاسرار هنا من الامانه22.

اللهم انا نسالك قلبك و اعيا امينا، و نفسا مطمئنه، و خاتمة حسنه، و جنة عرضها السماوات و الارض.. اللهم و فقنا لما تحبة و ترضاه، و صلي الله علي نبينا محمد و علي الة و صحبة و سلم.

• اسرار الصحابه
• غلمان
• قصص اسرار الصحابه
• هل كان للصحابة جواري و غلمان