دعاء الحمد على النعم

فما معني هذة الكلمه؟ و ما دلالاتها مما هو موقفها فحياة النسان؟


يقول ابن القيم رحمة الله: الحمد اخبار عن محاسن المحمود مع حبة و جلالة و تعظيمه.

الرب الله المحمود فالدنيا و الخره.. المحمود قبل ان يخلق و بعد ما يخلق و بعد افناء الخلق و بعد بعثهم (وهو الله لا الة الا هو له الحمد فالولي و الخرة و له الحكم و لية ترجعون) (القصص:70).

محاسنة تعم الكائنات جميعا محاسنة فذاتة و فاسمائة الحسني و فصفاتة العليا يخبرنا فيها فضلا منة و رحمة و يعرفنا بجلالة و جمالة و كماله.. محاسنة فلطفة و علمة و عزة و قدرتة و حكمته.. محاسنة فبرة و جودة و فضله.. محاسنة فاحسان خلقه (الذى اقوى جميع شيء خلقه )(السجده:7)،(لقد خلقنا النسان فاقوى تقويم)(التين:4). محاسنة فارسال رسلة و نزال كتبة لهداية عبادة محاسنة التي لا يتى عليها عد و لا حصر جميع ذلك و غيرة كثير متضمن كلمة الحمد للة يجرى فيها لسان العبد و يتجاوب الله مع عبدة و هو يلفظها (فذا قال العبد: الحمد للة رب العالمين قال الله: حمدنى عبدي)(رواة مسلم).

حب و جلال و تعظيم


قد تذكر محاسن انسان لكنك لا تحبة و لا تجد فقلبك ميلا الية و لا اجلالا و لا تعظيما.. بيد انك عندما تذكر محاسن ربك اللامتناهية لا يسعك الا ان تحبة اشد الحب، (والذين امنوا اشد حبا لله) وتجد فنفسك فيوضات جلالة و يمتلئ فؤادك بتعظيمة و تعمر اوقاتك بحمدة و شكرة و شهود منتة و الرضا عن افعاله. جميع ذلك و غيرة تتملاة عندما تنطق ب “الحمد لله” فتتذوق حلاوتها و طلاوتها و لذتها و تسيطر علي جوانحك السكينة و الطمنينة و الفرح و السرور.

فضل الدعاء

والحمد للة هى اروع الدعاء.. و سر هذا انها متضمنة للثناء علي الله عز و جل روي الترمذى عن جابر بن عبدالله رضى الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلي الله علية و سلم يقول: (فضل الذكر لا الة الا الله و فضل الدعاء الحمد لله) اخرجة الترمذي: و حسنة ابن حجر و اللبانى و الرنؤوط.

وهذا فيض احدث من فيوضات الرب عز و جل قال المناوي:لن الدعاء عبارة عن ذكر الله و ن تطلب منة الحاجة و الحمد يشملهما فن الحامد للة انما يحمدة علي نعمة و الحمد علي النعم طلب المزيد و هو رس الشكر قال تعالى: “لئن شكرتم لزيدنكم”

قال بكر بن عبدالله المزني: ريت حمالا علية حملة و هو يقول: الحمد للة استغفر الله فانتظرتة حتي و ضع ما علي ظهرة و قلت له: ما تحسن غير ذلك؟ قال: بلي اقوى خيرا كثيرا اقرا كتاب الله غير ان العبد بين نعمة و ذنب فحمد الله علي نعمة السابغة و ستغفرة لذنوبى فقلت: الحمال افقة من بكر.

وقال الطيبي: لعلة جعل اروع الدعاء من حيث انه سؤال لطيف يدق مسلكه.

ملء الميزان

العمال لها تثير كبير فتقريب العبد من ربة او ابعادة عنة و بعض العمال اشد تثيرا من البعض الخر ففى صحيح مسلم عن ابى ما لك الشعرى رضى الله عنة ان النبى صلي الله علية و سلم قال: (والحمد للة تملا الميزان و سبحان الله و الحمد للة تملن او تملا ما بين السموات و الرض).

ما اعظم ذلك الفيض و ما اجزل ذلك العطاء و الكرم الذي لا ممكن مجرد تصوره. كلمة و احدة تملا الميزان بالثواب و العطاء تجدة موفرا يوم توزن العمال. كم بين السموات و الرض من مسافات هائلة لا يعلم مداها الا الله؟ مسافات ليست بالمتار بل بمئات الملايين من السنين الضوئيه. سبحان الله و الحمد للة تملن هذة المسافات. ان ذلك العطاء لا يقدر علية الا من يعطى بغير حساب.

بيت الحمد


استحقاق عن جدارة فمقام الصبر علي فقدان الولد عند الصدمة الولي و الحمد و رجاع المور الي الله برضا و تسليم بيت =لا تقوم له جميع بيوتات الدنيا روي الترمذى عن ابى موسي رضى الله عنة  ن رسول الله صلي الله علية و سلم قال: ذا ما ت و لد العبد قال الله لملائكته: قبضتم و لد عبدي؟ فيقولون: نعم فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم فيقول: ما ذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك و استرجع. فيقول الله: ابنوا لعبدى بيتا فالجنة و سموة بيت =الحمد” قال ابو عيسى: حسن غريب و حسنة ابن حجر و السيوطى و اللباني.

ما الذ الجزاء و ما احلي حلية بيت =الحمد فحقيق لمن فقد ثمرة فؤادة و لم يعد هذا مصيبة من جميع و جة بل مصيبة من و جة فاسترجع و نعمة من و جة فحمد الله ان يقابل بالحمد فتسمية محلة بة فيصبح محمودا حتي فالمكان الذي سمى بة بيت =يليق بصبرة علي المصيبة العظيمه.

وفى السراء و الضراء حمد

لا ينفك العبد المؤمن عن حمد ربة فكل احوالة و تقلباتة فلا تسكرة نشوة الفرح عن حمد ربة و لا يذهل عن الحمد فالمدلهمات و الخطوب.. روي ابن ما جة عن عائشة رضى الله عنها قالت: كان رسول الله صلي الله علية و سلم اذا ري ما يحب قال: الحمد للة الذي بنعمتة تتم الصالحات و ذا ري ما يكرة قال: الحمد للة علي جميع حال. صححة السيوطى و حسنة اللباني.

حمد النزع

حق الله لا يقدر بزمن و لا بعمل و العبد المؤمن ينضح الخير منة حتي فاواخر لحظات حياتة يحمد الله فكل حال و علي جميع حال سواء فالسراء و الضراء فالخير يتمثل فية و هو مستسلم لمر الله و قضائة و لا يري من مولاة الا جميع خير و لا يفتر عن ذكرة حتي فالرمق الخير فاشق الهوال عند نزع روحه، (واعبد ربك حتي يتيك اليقين)(الحجر:99) و لم اجد حالا احلى من حال المؤمن الذي يبقي اشد تعلقا بربة يحمدة حتي فمثل هذة الحاله. روي احمد عن ابى هريرة رضى الله عنة قال: سمعت رسول الله صلي الله علية و سلم يقول: (ن عبدى المؤمن عندى بمنزلة جميع خير يحمدنى و نا انزع نفسة من بين جنبيه). حسنة ابن حجر.

كان الجنيد يقرا و قت خروج روحة فقيل له: فهذا الوقت! قال: ابادر طى صحيفتي.. ما ذلك الحب الفريد النادر لله؟ ان الكلمات لتعجز عن تصوير هذة الحالة مهما كانت دقة المصور.

نسيان الذات ابتغاء حمد الله

العالم القدوة الموفق يسعي فتعليم الخلق كيف يحمدون الله.. ففى طبقات الشافعية عن القاضى حسين قال:كنت عند القفال (عبدالله بن احمد القفال) بنت رجل قروى و شكي الية ان حمارة اخذة بعض اصحاب السلطان فقال له القفال: “اذهب فاغتسل و صل ركعتين و اسل الله ان يرد عليك حمارك” فعاد علية القروى كلامة فعاد علية القفال فذهب القروى فاغتسل و دخل المسجد و صلي و كان القفال ربما بعث من يرد حمارة فلما فرغ من صلاتة رد الحمار فلما رة علي باب المسجد خرج و قال: الحمد للة الذي رد على حمارى فلما سئل القفال عن هذا قال: اردت ان احفظ علية دينة كى يحمد الله تعالى.

وعند زوال الظالمين حمد

مكافحة الظالمين و الطواغيت من اوجب الواجبات لن هؤلاء من اكبر العقبات التي تحول بين الناس و عبادة ربهم و الله خلق الجن و النس لعبادتة و بعد معارك مريرة و تضحيات هائلة تتطهر الرض من رجسهم و فسادهم و صدهم عن سبيل الله.. المر الذي يستوجب الحمد، (فذا استويت انت و من معك علي الفلك فقل الحمد للة الذي نجانا من القوم الظالمين)(المؤمنون:28). (فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد للة رب العالمين) (النعام:45).

حمد لا يفتر

وهكذا يظل العبد حامدا للة ديمة عند استيقاظة و عند منامه. فخلوتة و فجلوتة بعد اطفاء نار عطشة و بعد سد جوعة بطنة فحال سقمة او بعد ما يذن الله له بشفائة عندما يوارى عورتة باللباس و الزينة او يوى الي بيتة و فراشة فكل شؤونة و تصريفاتة الي و قت نزع روحة من بين جنبية بعدها هو حمد لا يفتر فالجنة كما روي مسلم فصحيحة عن جابر رضى الله عنة (….يلهمون التسبيح و التحميد كما تلهمون النفس).. حمد للة علي ذهاب الحزن و الكروب (جنات عدن يدخلونها يحلون بها من اساور من ذهب و لؤلؤا و لباسهم بها حرير. و قالوا الحمد للة الذي اذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور)(فاطر:33-34). و حمد علي منة الهداية التي خولتهم دخول الجنه.(والذين امنوا و عملوا الصالحات لا نكلف نفسا الا و سعها اولئك اصحاب الجنة هم بها خالدون * و نزعنا ما فصدورهم من غل تجرى من تحتهم النهار و قالوا الحمد للة الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدى لولا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق و نودوا ان تلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون)(العراف:42-43)

ون اقصي ما يشغل اهل الجنة تسبيح الله اولا و حمدة اخرا يتخللهما تحيات السلام، (دعواهم بها سبحانك اللهم و تحيتهم بها سلام و خر دعواهم ان الحمد للة رب العالمين)(يونس:10).