مراحل الخطابة العربية , تعريفهاو نشتها

عبده حلمي

هى نوع من نوعيات المحادثات

 

 

 



وقسم من اقسام النثر و لون من الوانة الفنية تختص بالجماهير؛ بقصد الاستمالة و التثير و عليه فتم و سلم تعريف لها هو انها: “فن مخاطبة الجماهير للتثير عليهم و استمالتهم”.

وقد يزيد بعض الناس كونها بكلام بليغ الا ان ذلك القيد شرط كمال يصبح حسب حالة المخاطبين؛ لن حقيقة البلاغة فالكلام انما هي مطابقة الكلام لمقتضيات الحوال و ربما يقتضى الحال احيانا ان يتخلي الخطيب عن الساليب البلاغية الصناعيه.

ركانها:
ومن ذلك التعريف الموجز: “فن مخاطبة الجماهير للتثير عليهم” نستخلص عناصر الخطبة و ركانها فنجد ضرورة وجود التي:
1- فن اي: خبرة و معرفة و مرانة و ملكه.
2- مخاطبة اي: مشافهة و مواجهه.
3- خطيب اي: لا مقرئ او ملق يقرا كتابا او يلقى موضوعا.
4- جمهور اي: جمع كثير من المستمعين.
5- تثير اي: اثارة عواطف و تنبية شعور.

وذا ما انعدم عنصر او ركن من الخمس افتقدت الخطابة جزءا مهما منها و لا ينبغى ان تسمي خطابة للتي:
ا – لنة اذا انعدم الفن و الخبرة كان الكلام تهريجا.
ب – و ذا عدمت المخاطبة كان تلاوة او ترديدا.
ج – و ذا لم يوجد جمهور كان الكلام حديثا او و صيه.
د – و ذا لم يوجد خطيب كان القاء و ربما يصبح بالنيابة عن غيره.
ة – و ذا لم يحصل تثير كانت عديمة الثمرة و مضيعة للوقت.

نشتها:
بما ان الخطابة لون من المحادثات فالمحادثات رافقت النسان منذ و جودة على التحقيق و لكن الخطابة تميزت بحقيقتها عن مطلق محادثة الى فن و اختصت بالجماهير دون الفراد و قصد فيها التثير و الاستمالة لا مجرد التعبير عما فالنفس.

ذا فلا بد ان تكون فنشتها ربما خطت خطوات تطور و تخصص من حديث الى فن و من افراد الى جماهير و كانت نشتها استجابة لما دعت الية حاجة الجماهير بعد توسع ميادين الحياة و تعدد اتجاهاتها و ما يصحبة من اختلافات تدعو الى توحيد فكر او اقناع برى و التثير على المخاطبين و ذا لاحظنا الديان و الرسالات السابقة ادركنا مقتضيات و جودها و نشتها كفن مميز.

فهي اذا و ليدة رقى فكرى و تقدم اجتماعى قضت زمنا حتي ارتفعت و تميزت اولا بالجماهير و ثانيا اختصت بغراض خاصة و مواقف معينة و ثالثا اتسمت بسلوب و هيئة حتي و صلت الى عصور التاريخ و التدوين على الحالة التي و صلت اليها من حقيقة متميزة عن غيرها و لم تزل فرقى و تقدم حتي اصبحت عنوانا على منزلة المم و مكانتها كما فو فد العرب على كسرى.

الفرق بينها و بين غيرها من فنون النثر:
لا يخلو الكلام مع الناس فكونة مع افراد او جماهير فالكلام مع غير الجماهير ان كان للفهام و البيان فهو حديث و ن كان لحث على مصلحتهم شفقة بهم فهو و صيه.

والكلام مع الجماهير اما ان يصبح لشرح حقيقة علمية او لبيان نظرية فهو محاضرة و ما ان يصبح لثارة الشعور و بث الحماسة و تحريك العواطف و استمالة المخاطبين فهو خطابه.

وعليه فالخطابة و المحادثة و الوصية و المحاضرة تشترك كلها ففن النثر و تختص الخطابة و المحاضرة بالجماهير.

الفرق بين الخطابة و المحاضره:
ا – المحاضرة هي القصد الى حقيقة علمية او نظرية تلم بطرافها و تخرج غامضها و تزيل لبسها و عليه فهي تعتمد الحقائق لا الخيالات و تخاطب العقول لا العواطف و تستهدف العلم لا الثارة و تخص غالبا المثقفين.

ب – اما الخطابة فهي القصد الى فكرة و رغبة تزيين اوضاعها و تحسن اهدافها و ربما تكون معلومة من قبل فهي تعمد الى الثارة و القناع و تخاطب العواطف و الشعور و تستهدف الاستمالة و تعم المثقفين و غيرهم.

ويلاحظ ان الخطابة بالنسبة الى المحاضرة ربما يجتمعان و ربما يفترقان و ن المحاضرة تكون موضوعاتها دائما و بدا علمية اسلامية كانت او دنيوية كن يتى مهندس زراعى يشرح نظرية تلقيح النبات و عوامل نقل اللقاح من الذكور الى ازهار الناث عن طريق الحشرات او الماء او الرياح او يتى طبيب يبين مراحل الحمل من حيوان منوى و بويضة الى علقة و مضغة و وسائل تغذيتة الى بروزة طفلا.

و يقوم عالم بكتاب الله و سنة رسولة – صلى الله عليه و سلم – فيتناول ركن الزكاه: متي شرعت؟ و على من؟ و نوع المال الذي تجب به و شروط و جوبة و مصارفة و ما و راء هذا من حكم و مصالح.

ما الخطابة فقد تكون موضوعاتها معلومة بالفعل كما فخطب الجمع مثلا اذا تناول الخطيب مقال الصدق و المانة يحث عليهما او مقال الربا يحذر منه فن كل السامعين يعلمون و جوب الصدق و لزوم المانة كما يعلمون تحريم الربا.

لا ان الخطيب حينما يتكلم عن المعلوم فنما يريد اثارة العواطف و الشعور بما علمت و يؤثر على السامعين بما يلقية عليهم و يصل بهم الى العمل بالفعل.

فلا يعدم من السامعين من يعزم على تحرى الصدق او من يندم على التعامل بالربا و ربما يوفق بالتزام ذلك و قلاع ذاك و هذي هي الغاية من الخطابة الناجحة و من ذلك تخرج خصائصها.

خصائص الخطابه:
بالنظر الى نوعيات النثر من حكم و مثال و وصايا و مفاخرات و نحوها و خطابة و محاضرات نجدها كلها ما عدا الخطابة و المحاضرة تسير فمجال فردى و يتسم اغلبها بالاختصار و اليجاز و تؤدى بى اسلوب و يؤديها اي انسان.

ما الخطابة فهي تخص الجماهير و الخطيب ربما يواجة جمهورا مختلف الطبقات متنوع المشارب مختلف المسالك و ربما يشتمل على من لا يعرفهم و لا يعرفونه.

ثم هو يتقدم اليهم موجها و مرشدا و ربما يصبح امرا ناهيا فعليه ان يستميلهم الى جانبة و يقنعهم بمذهبة و يقودهم الى مسلكه.
وقد تكون الفكرة حديثة عليهم او ثقيلة على نفوسهم مما يؤدى الى تردد او امتناع و من بعدها فعليه ان يروض نفوسهم و ن كانت جامحة و يقنع اذهانهم و ن كانت معاندة فيكون قائدا للجماهير البية و محققا لرغباتة من كافة سامعية على اختلاف و جهاتهم و ليس ذلك بالمر الهين فقد يقدر النسان على ترويض الوحوش الكاسرة و تذليل الحيوانات النافرة و يعجز عن استمالة بعض النفوس؛ لنها فوق ذلك و ذاك كما شبههم عمر – رضى الله عنه -: “الناس كجمل انف”.

ولعل من كل ما تقدم من تعريف الخطابة و نشتها و خصائصها تكون ربما ظهرت لنا اهمية الخطابة و ثارها و وجوب الاعتناء بها.

همية الخطابة و ثارها
تعتبر الخطابة اثرا من اثار الرقى النسانى و مظهرا من مظاهر التقدم الاجتماعى و لهذا عنى فيها جميع شعب و اهتمت فيها جميع المم فكل زمان و مكان و اتخذتها اداة لتوجية الجماعات و صلاح المجتمعات.

وقد كان للعرب فذلك الحظ الوفي فحفلوا فيها فالجاهلية و ساعد عليها وجود عدة سبب اجتماعية ادت الى ازدهارها و رفعة شنها فوصلت الى القمة و توجت بالشرف و الاعتزاز من تلك السباب ما يتي:
1 – طبيعة مقالات الخطابه: و هي اما حث على حرب او حض على سلم و بطبيعة الحال لا يتعرض لهذه المواضع الا من كان سيدا مطاعا؛ لنة الذي يسمع قوله و يطاع امرة فمثل تلك المواقف و هو الذي يملك اعلان الحرب و قبول الصلح.

2 – التهانى او التعازى و ذا ارادت قبيلة ان تهنئ قبيلة ثانية =بمكرمة كظهور فارس او نبوغ شاعر او غير هذا فنها ستوفد من طرفها من يؤدى هذا عنها و بطبيعة الحال كذلك لن تختار الا من اشرافها ليمثلوها و يعبروا عنها.

3 – المفاخرات و المنافرات و من عادة هذين الغرضين الا يقعان الا بين قبيلين عظيمين يري جميع قبيل منهما انه اعلي و عظم من القبيل الخر فيرفع من شنة و يحط من قدر من يقابلة و عليه فلن يتقدم لتعداد المفاخر الا الفضلاء جميع هذا يجعل مهمة الخطابة فاضلة نبيلة و يرفعها الى المكانة العاليه.






مراحل الخطابة العربية , تعريفهاو نشتها