موضوع عن السرطان

ن السرطان لا يحترم العمر والجنس، بل يصيب ي نسان في ي وقت. وهو بلاء
قديم يصيب النسانيه منذ العام 1500 قبل الميلاد، ولم يحصل تقدم ملحوظ باتجاه كشف سرار
هذا المرض لا في السنوات الخمس والعشرون الماضيه. ن السرطان مدفون في غموض الحياه نفسها.
ففي سرار الخليه البشريه يكمن المفتاح الذي يعتقد العلم نه سيحل لغز السرطان، واليوم الذي
سيكتشف فيه هذا اللغز يقترب منا.

الهدف هنا ليس التخويف بل هو التثقيف. ولخير النسان ن يسعى للاطمئنان من ن يترك
نفسه وهو لا يدري ن هناك مرضا ما ينخر في جسده، وذا كانت الوقايه خير
من العلاج فن الاكتشاف المبكر خير وسيله للتخلص من هذا الداء العضال ذا لم يكن
الابتعاد والوقايه ممكنين.

وربما كانت حدى هم مصائبنا لا المرض بحد ذاته، بل الخوف من المرض و معالجته
بالخوف و بالهروب من مجابهته ن كان ذلك يجدي. ففي البلدان الراقيه لا يذهب الناس
لى الطبيب لنهم مرضى، بل لنهم صحاء ولنهم يريدون الحفاظ على صحتهم. فهم يؤمنون بالكشف
الطبي الدوري على صحتهم لتلافي المرض في مراحله الولى ذا وجد، حيث يكون العلاج، حينئذ،
ميسورا وذلك قبل استفحاله. وهذه ينطبق بالكثر على مرض السرطان حيث تكون نسبه الشفاء مرتفعه
جدا ذا ما كشف عنه في مراحله الولى كما يشدد الطباء دائما.

حارب السرطان بالفحص المبكر
توجد بعض المؤشرات التي قد تنبئ بوجود السرطان ومنها:

بحه في الصوت
خراج لم يظهر عليه ي تحسن
نزيف غير اعتيادي
تغيير في انتظام دوره المعاء و المثانه
عسر في الهضم مزمن و صعوبه في البلع
ي ورم صلب في الصدر و الرقبه و في ي مكان خر في الجسم
ي تبديل في حجم خراج و ثؤلول
وي فقدان غير متوقع في الوزن
وقد لا تشير ي من هذه العلامات لى السرطان. ومع ذلك فلا بد من الحيطه
والفحص الدوري لتلافي الخطر في مهده.

وتقول الحصائيات العالميه نه بعد ن يشفى شخص واحد فقط السابق من ربعه يشقى الن
واحد من ثلاثه ي بنقاذ حياه 150,000 نسمه بدلا من 75,000 في بلد معتدل السكان
والمساحه. ولكن السرطان الذي ينتشر من مكانه لى مكنه خرى من الجسم يكون في الواقع
خطرا على الحياه ومميتا، مهما كانت نظرتك لى الموضوع.

لنعد لى التشديد على هميه الفحص المبكر والذي هو البديل الوحيد نحو صحه سليمه موفوره،
ولهذا فبعض شعارات منظمه السرطان العالميه هو (حارب السرطان بالفحص المبكر). واعلم دائما ن الوقايه
خير من العلاج.

تجنب المور المسببه للسرطان
يتي السرطان في المرتبه الثانيه، بعد مراض القلب، كسبب شائع للوفاه في الولايات المتحده المريكيه.
ففي فتره من الفترات كان ضحايا السرطان من المريكيين يفوق في مجموعه عدد من قتل
منهم في الحربين العالميتين الولى والثانيه والحرب الكوريه والحرب الفيتناميه، كما ن عدد الذين يقتلون
من جرائه في مريكا وحدها يفوق عدد ضحايا حوادث السير بثمانيه ضعاف.

لكي نفهم المعنى الكامل للفظه سرطان، علينا ولا ن نفهم شيئا ما عن الورام. فالتورم
يتلف من خلايا خرجت على التوازن الطبيعي للجسم لتتكاثر بصوره منفصله. هذه الورام يصعب السيطره
عليها لنها ناتجه عن خلايا غير طبيعيه خرجت عن نظام التوازن في جسم المصاب بها
وصبحت لا تؤدي وظيفتها الساسيه.

وهناك صنفان من الورام:

المعتدل و الحميد
المدمر و الخبيث
وتتلف الورام المعتدله و الحميده من خلايا تظل معزوله عن مجموعات الخلايا المحيطه بها وتنمو
ضمن كبسوله محيطه بها. والورم الحميد يشبه مجموعه من الناس تعيش داخل سوار مستديره ومحاطه
من جميع الجهات بمدينه كبيره. وتدل كلمه حميد و معتدل على كون هذا النوع من
التورم غير مؤذي. ولكنه مادام يحتل فسحه من الجسم، فنه قد يسبب متاعب جانبيه عن
طريق الضغط على مجموعات النسجه المحيطه به، و ربما يقوم بفراز مواد فعاله مثل الهرمونات.
والتورم الدهني الذي يظهر تحت الجلد مباشره على شكل فقاعه صغيره هو من هذا النوع.
الثؤلول يضا يعتبر ورم حميد.

ما الورام الخبيثه فتتلف من خلايا تنمو بكثره وباتساع وتغزو مجموعات النسجه المحيطه بها و
تنتشر عن طريق الدم (لا تبقى محصوره). وهذا النوع من الورام يسمى السرطان. فذ ينمو
هذا الورم السرطاني فنه ينشر تثيره المدمر باتجاهات عديده كرجل الخطبوط المتعدده المتراميه. وعندما يغزو
مجموعات الخلايا والنسجه الخرى، فنه غالبا ما يقضي عليها ويدمرها ذ نه يعرقل مداد الدم
ليها.

هذا التدمير للنسجه المجاوره قد يؤدي لى النزيف والتقرح. ولعل سو مظاهر التورمات الخبيثه (السرطان)
هي تلك المجموعات الصغيره من الخلايا السريعه التي تنفصل غالبا عن التورم الصلي وتحمل ما
بواسطه الدم و بواسطه السائل الليمفاوي (سائل قلوي شفاف عديم اللون تقريبا يتلف من بلازما
الدم وكريات دم بيضاء) لى جزاء خرى من الجسم. هذه المجموعات من الخلايا المدمره تتجمع
في النهايه وتتكاثر وتتحد لتكون ورما ثانيا رئيسيا كالورم الصلي. ويصف العلماء عمليه الهجره هذه
بعمليه النبثاقيه ************stasis. وقد يهدد هذا التورم النبثاقي (ي الذي انفصل عن التورم الصلي) حياه
المريض حتى كثر من التورم الساسي.

ويميل التورم الخبيث الجديد لى النمو لفتره قصيره على شكل التورم الصلي ومن ثم تتكرر
العمليه. ذ تبد مجموعات من خلاياه بالانفصال والابتعاد مع مجرى الدم لتكون ورما خر منفصلا.
ولذلك فنه كلما عولج السرطان مبكرا، كلما زادت مكانيات نجاح المعالجه. وعندما يزول التورم الخبيث
تماما في مراحله الولى قبل ن تبد عمليه الانبثاق، تكون احتمالات نقاذ حياه المريض جيده
نسبيا. ما ذا حدث الانبثاق وانفصلت بعض الخلايا عن الورم الصلي لتكون وراما خرى، فنه
حتى لو زيل الورم الصلي، فن الورام الخرى التي ستنش في جزاء خرى من الجسم
تجعل موت المصاب شبه كيد.

وبما ن ي خليه في الجسم تقريبا معرضه للصابه بالسرطان، فن ي عضو من عضاء
الجسم معرض للصابه بالسرطان. وكلمه سرطان تدل على وجود ورم خبيث وهي عامه ولا تدل
على العضو المصاب. لذلك يتم تسميه الورام تبعا للخلايا و النسجه التي نشت منها. وبناء
على ذلك فقد تم تحديد عدد كبير من الورام المختلفه. فالورام الناتجه من طبقه الخلايا
الظهاريه التي تغطي الجسم وتبطن العضاء المجوفه بداخله epithelia يطلق عليها سم كارسينوما carcinoma. ميلانوما
melanoma عباره عن سرطان ناتج من خلايا الجلد التي تنتج الميلانين (الصبغ السود الموجود في
الجلد والشعر)، وهذه الخلايا تسمى ميلانوسايتس melanocytes. ما ما يسمى بالساركوما sarcomas من الممكن ن
تنتج من خلايا العظم و الغضاريف، مثلا اوستيوساركوما osteosarcoma و كوندروساركوما chondrosarcoma.

مسببات السرطان
كان الاعتقاد السائد في الماضي ن السرطان هو نتيجه خط ورائي. ما الن، وبعد الزياده
الكبيره في المعرفه الطبيه، فننا نفهم المزيد عما يحدث في الخلايا عندما تتحول لى خلايا
سرطانيه. فالواضح ن خط ما في ليه التحكم يجعل بعض الخلايا تخرج عن التقيد بقيود
النمو الطبيعي في المناطق المتواجده فيها من الجسم.

والسؤال الن هو هل هذه التغيير في ليه التحكم يورثه الهل للولاد نتيجه خط وراثي؟
م نه نتج عن شيء ما حدث ثناء حياه الفرد؟

فذا كان الخط منقولا من الهل لى الولاد، فننا في هذه الحاله نلوم الوراثه، ما
ذا كان ناتجا عن تعطل ليه التحكم خلال حياه الفرد، فننا نلقي اللوم على العوامل
البيئيه. وتشير التقديرات لى ن 80% على القل من جميع حالات السرطان يلعب فيها العامل
البيئي دورا ما. ذ يحدث هذا العامل التغييرات التي تسبب تحول الخلايا الطبيعيه لى سرطانيه.
وهذا الفهم للتثير الهائل للعوامل البيئيه هو تطور مشجع لنه يشير لى ن الاهتمام يجب
ن يتركز على تحديد العوامل التي تعرض للصابه بالسرطان كي يتم تجنبها.

فبعض الشخاص معرضون من الساس كثر من غيرهم لهذه العوامل البيئيه المعاكسه. فقد يدخن شخصان
العدد ذاته من السجائر يوميا، ويتنشقان الدخان بنفس الكيفيه. ولكن قد يصيب حدهما السرطان بعد
عشرين سنه في حين قد لا يتعرض الخر للصابه بهذا الداء بدا.

ما العوامل التي تسهم في ظهور السرطان فهي معقده. فبعض نواع السرطان قد تنتج عن
مجموعه عوامل بيئيه تعمل معا مقويه ومسانده لبعضها البعض.

االعوامل المساعده للصابه بالسرطان

نعني بالعوامل المساعده، الظروف والحالات التي تزيد احتمالات ظهور السرطان. ويمكننا تصنيف هذه العوامل ضمن
العناوين التاليه:

االعوامل الفيزيائيه
االعوامل الكيميائيه
االعوامل البيولوجيه
االظروف الحياتيه والصحيه

العوامل الفيزيائيه
ن التعرض المفرط لضوء الشمس هو من العوامل الهامه للتعرض بالصابه بسرطان الجلد. كما ن
التعرض للشعاعات اليونيه من نواع مختلفه يزيد لى حد بعيد من خطر الصابه بالسرطان. فوجود
اللوكيميا leukemia (سرطان مجموعات خلايا الدم البيضاء) ازداد بشكل هائل بين الناجين من القنبله الذريه
وقد ظهر فيهم المرض في فتره السنوات الثلاث لى الخمس التي تبعت تعرضهم للانفجار.

ففي السنوات الولى لتطوير تكنولوجيا شعه كس X ray لم يكن الفيزيائيون الذين يعملون في
مجالها على معرفه جيده بمخاطر هذه الشعه. ولم يتوخوا نفس الحذر قي استعمالها كما يفعل
علماء الشعه اليوم. وكان مثال هؤلاء الفيزيائيين معرضين للصابه باللوكيميا بنسبه نبلغ 10 مرات نسبه
الصابه بين الفيزيائيين عامه.

والتدخين لا سيما تدخين الغليون، هو عامل معترف به من عوامل الصابه بسرطان اللثه واللسان
وسطح الفم. كذلك فن مجموعات الخلايا المعرضه للنهج المستمر في مختلف نحاء الجسم مهدده كثر
من غيرها بالصابه بالسرطان. وتشمل هذه العوامل التي تزيد من احتمالات الصابه بالسرطان ثار الجروح
الناتجه عن الهتراء، والحصى الصفراويه التي تهيج نسيج المراره وحصى الكلى والذي يؤثر على نسجتها
يضا. كذلك فن التهاب القولون المخاطي القرحي هو مهيج خر، وذ يجعل القولون كثر عرضه
للصابه بالسرطان.
العوامل الكيميائيه
يعرف عن الكثير من المواد الكيميائيه الصناعيه نها تعرض للصابه بالسرطان. فقطران الفحم ومستحضرات الكرييوسوت
(سائل زيتي تستحضر بتقطير القطران) يستعملان في توليد سرطان الجلد عند الحيوانات في المختبرات، وبالتالي
فن لهما تثير مماثل على العمال الصناعيين العاملين في مجالهما.

ما المستحضرات الزرنيخيه فهي يضا تسبب سرطان الجلد حتى ون خذت عن طريق الفم، كذلك
فصباغ النالين قد تؤدي لى الصابه بسرطان المثانه في حاله ذا تعرض لها الشخص باستمرار
(ويفترض في هذه الحاله ن المثانه هي العضو المعرض للصابه لن المواد المسببه للسرطان يتم
التخلص منها عن طريق البول).

وظهر مؤخرا اهتمام كبير بسبب الدله المتزايده على استعمال هرمون الستروجين الصناعي من قبل النساء
المريضات يزيد من احتمال صابتهن بسرطان المهبل وعنق الرحم. ومما يد هذا الاهتمام ملاحظه كون
البنات المراهقات اللواتي تلقت مهاتهن الستروجين الصناعي خلال شهر الحمل الثلاثه الولى معرضات كثر من
غيرهن للصابه بسرطان المهبل وعنق الرحم. وهكذا يبدو ن هناك انتقال في التثير من جيل
لى جيل.

والشخاص الذين يشربون المشروبات الكحوليه يصابون بالسرطان كثر من الذين لا يشربونها مع نه من
الصعب تحديد التثير الدقيق للكحول لسباب عديده. ولها ن الشخاص الذين يتناولونها غالبا ما يكونوا
من مدخني السجائر. وهكذا، فنه عندما يظهر السرطان، لا يعود باستطاعتنا الجزم قيما ذا كان
بسبب الكحول و السجائر. وتدخين السجائر مسؤول عن 90% على القل من حالات الصابه بسرطان
الرئه الذي يسبب عددا كبر من الوفيات بين الرجال مما يسببه ي نوع خر من
نواع السرطان.
العوامل البيولوجيه
هناك احتمال كبير في مكانيه حدوث السرطان نتيجه فيروس ما و مجموعه فيروسات. وقد جريت
بحاث كثيره على مل توضيح العلاقه ما بين الفيروسات والسرطان البشري، وليس هنالك مع ذلك
في الوقت الحاضر دليل علمي واضح على ن الفيروسات هي العوامل النشطه التي تسبب النواع
العاديه من السرطان الذي يصيب البشر.
ظروف الحياه والصحه
هناك ظروف معينه في وقات معينه في الحياه من شنها تبديل وبعاد مكانيه تعرض شخص
ما للصابه بالسرطان:
العمر
ن المر المثير للدهشه هو ن السرطان يتي في المرتبه الثانيه بعد الحوادث من حيث
سباب وفاه الطفال. وبالنسبه للبالغين، تزداد مكانيه الصابه بالسرطان سنه بعد سنه. والعديد من العوامل
المعرضه للصابه بالسرطان تتطلب وقنا كي تسبب تغييرات معينه خبيثه في الخلايا الطبيعيه.
الجنس
ن سرطان الرئه يسبب كبر عدد من الوفيات بين الرجال، في حين يسبب سرطان الثدي
كبر عدد من الوفيات بين النساء
الزواج
ن سرطان الثدي كثر شيوعا بين النساء الغير متزوجات منه بين المتزوجات، وكذلك فن العمر
الذي تحمل فيه الم بنها الول يؤثر على مكانيه تعرضها لسرطان الثدي. فالمره التي تلد
طفلها الول قبل سن 25 تكون نسبه تعرضها للصابه بسرطان الثدي قل بكثير من المره
التي تلد طفلها الول بعد سن 35

ما بالنسبه للتعرض للصابه بسرطان عنق الرحم فتثير الزواج هو في الاتجاه المعاكس. فالنساء اللواتي
يتزوجن في سن دون العشرين عاما معرضات للصابه بسرطان عنق الرحم كثر من النساء اللواتي
يتزوجن في العشرينات من عمرهن و اللواتي لا يتزوجن طلاقا.
عامل هام
بالضافه لى العوامل المعرضه للصابه بالسرطان التي ذكرناها علاه هناك ظرف خر قد يغير اتجاه
التيار بالنسبه لبدء ظهور السرطان. وهنا نشير لى المقاومه الذاتيه الطبيعيه المتوفره لدى الشخص. وهذا
يشمل ما يسمى بجهاز المناعه، ي ذلك الشيء الذي يحافظ به الجسم على مناعته ضد
المرض بنواعه المختلفه. بما في ذلك السرطان. وهنا يكمن عنصر مهم، فالشخص الذي يبقي نفسه
في حاله جيده هو قل عرضه للصابه بالمراض وربما شمل ذلك السرطان.

فالتركيز ينبغي ن يكون حول كيفيه تجنب السرطان، وذلك يتطلب من الشخص ن يتجنب العوامل
المعرضه والمسببه للسرطان حتى لا يصاب به ون يعيش باعتدال وفقا للقواعد الصحيه للمحافظه على
لياقه جسامهم.

االوصايا العشر الخاصه بالسرطان

– لا تهمل جراء فحص طبي كل سنه، ومرتين في السنه بعد سن الخامسه والثلاثين

– لا يحوز همال ي كتله وبالخص عند منطقه الصدر (للنساء)
– لا تهمل ي نزف و فراز غير عادي من ي فتحه في الجسم
– لا تهمل سؤ الهضم المستمر و الصعوبه في ابتلاع الطعام
– لا تهمل التغييرات في عادات الحشاء
– لا تهمل السعال المتواصل و الخشونه في البلعوم
– لا تهمل فقدان الوزن الغير واضح السبب، و فقر الدم
– لا تهمل التغييرات في لون و حجم شامه و ثؤلول
– لا تهمل ي تقرح لا يشفى في وقت قصير
– لا تهمل نصيحه الطبيب، بما في ذلك جراء جراحه ذا وصى بها