مقالات سياسية مترجمة

مقالة سياسية مترجمة مواضيع سياسية مترجمة من صحف انجليزيه

 

 

صورة1

 



كتب ديفيد كيركباتريك فصحيفة نيويورك تايمز بعددها الصادر ف28 ديسمبر 2023 تقريرا موسعا عن احداث بنغازى و تداعياتها، و قسمة الي ستة فصول هي: الاشارات التحذيريه، القائد، السفير، الشراره، الهرج و المرج، التداعيات.

ترجمه: علاء خالد غزاله

 

صورة2

 



الفصل الاول: الاشارات التحذيريه

كان دبلوماسى ذو مظهر صبيانى يلتقى لاول مرة مع القادة الاسلاميين لاكثر المليشيات رعبا فشرقى ليبيا. كان هذا ف9 سبتمبر 2023. و فيما كان الجمع جالسين علي كراسى قابلة للطى فقاعة الاكل قرب ساحل المتوسط، حذر الليبيون من تصاعد التهديد ضد الاميركيين من المتطرفين فبنغازي. و حينما ذكر احد قادة المليشيات، و كان ذا لحية طويلة و يرتدى ملابس عسكرية غير متناسقه، الوقت الذي قضاة فافغانستان، لامس حارس اميركى سلاحة بتحفظ.

تذكر محمد الغرابى لاحقا، و هو قائد كتيبة (رافلا السهاتي)، انه قال للميركيين: “طالما ان بنغازى ليست منه، من الاروع لكم الرحيل الن.” مضيفا: ” لقد قلت للميركيين بنفسي، و علي و جة التحديد، اننا نمل ان يرحلوا عن بنغازى فاسرع و قت ممكن.”

ومع ذلك، تناول رجال المليشيا الكعك مع ضيوفهم من الاميركيين، كما عبروا عن عميق شكرهم للمساعدة التي قدمها الرئيس اوباما لهم خلال انتفاضتهم ضد العقيد معمر القذافي. و كدوا انهم يريدون ان يبنوا شراكة مع الولايات المتحده، خصوصا فيما يخص الاستثمار. بل انهم طلبوا، تحديدا، انشاء فروع لمطاعم اميركية كمكدونالدز و كى اف سى فبنغازي.

واستنادا الي زملاء ديفيد مكفيرلاند، و هو مساعد سابق فالكونغرس، و الذي لم يلتق سابقا بقائد مليشيا ليبي، غادر الاجتماع بحالة من القلق. و لكن الاجتماع لم يهز من ايمانة فمنظور الانخراط بليبيا بشكل اعمق. و بعد يومين، قام بايجاز الاجتماع فتقرير ارسلة الي و اشنطن، و اصفا رسائل مختلطة من قادة المليشيات.

كتب: علي الرغم من “المشاكل الامنية المتناميه” فقد اراد المقاتلين ان تنخرط الولايات المتحدة بشكل اكبر “من اثناء (اقناع) رجال الاعمال الاميركيين علي الاستثمار فبنغازي.”

ورسل التقرير، المؤرخ ف11 سبتمبر 2023، باسم مسؤول السيد مكفيرلاند، السفير كريستوفر ستيفنز.

وفى و قت لاحق من هذا اليوم، قتل السيد ستيفنز مع ثلاثة اميركيين خرين فبنغازي، فاكبر هجوم نوعى علي ملكية تابعة للولايات المتحدة اثناء احد عشر عاما، منذ هجمات 11 سبتمبر 2001.

لقد كان ذلك التقرير خر علامة علي شهر من عدم فهم اميركا لليبيا و تخبطها فيها، و خصوصا بنغازى التي ترعرع بها الكثيرون تحت ظلال هجوم 11 سبتمبر السابق (عام 2001). لقد خاضت الولايات المتحدة عميقا فليبيا ما بعد القذافي، علي مل ان تؤسس موط قدم ضد المتطرفين، خصوصا القاعده. و ربما منت انها تستطيع ان ترسم خطا ساطعا بين الاصدقاء و الاعداء فليبيا. لكنها خسرت سفيرها، خر الامر، فهجوم شمل جميع من المناوئين الصريحين للغرب و المقاتلين المنتمين الي المليشيات التي اتخذها الاميركيون حلفاء لهم.

بعد اشهر من الحقيق الذي اجرتة (نيويورك تايمز)، و المتمركز علي مقابلات مكثفة مع الليبيين فبنغازى الذين كان لديهم معرفة مباشرة بالهجوم و ما يحيط به، ربما توصل الي انه ليس هنالك من دليل علي ان القاعدة او اية منظمة ارهابية دولية ربما لعب اي دور فالاعتداء. بدلا من ذلك، فقد قاد الهجوم مقاتلون استفادوا مباشرة من القدرة الجوية المكثفة لحلف الناتو و الدعم اللوجستى اثناء الانتفاضة ضد القذافي. و علي الضد من ادعاءات بعض اعضاء الكونغرس، فقد استمد الهجوم و قودة فالجزء الاكبر من الغضب حول الفيديو المسيء للاسلام المنتج فاميركا.

ان المحاسبة التامة عن الهجوم تقترح دروسا للولايات المتحدة تذهب فيما و راء ليبيا. فهى تخرج المخاطر الناجمة عن ترقب المساعدة الاميركية فالاوقات العصيبة لشراء الولاء المستدام، و صعوبة تمييز الاصدقاء عن حلفاء المصلحة فثقافة شكلتها عقود من النزعة المناهضة للغرب. و كلا الامرين هما تحديان يحومان الان حول التورط الاميركى فالصراع المدنى السوري.

كما يقترح الهجوم ان التهديد من المليشيات المحلية فانحاء المنطقة ربما تضاعف، و علية فان التركيز المكثف علي مقارعة القاعدة ربما يصرف الانتباة عن حماية المصالح الاميركيه.

صورة3

 



وفى هذة الحاله، فان الشخصية المركزية فالهجوم كان رجلا غريب الاطوار يقود مليشيا ساخطه، و اسمة احمد ابو ختاله، استنادا الي عدد كبير من الليبيين الذين تواجدوا فذلك الوقت. و يصفة المسؤولون الاميركيون المطلعون علي التحقيق الجنائى فالهجوم علي انه المشتبة الرئيسي. و ربما صرح السيد ابو ختالة علنا و لعدة مرات انه يضع الولايات المتحدة فموقع ليس ببعيد عن العقيد القذافى فقائمتة للعداء الكافرين. و لكن ليس من المعروف عنة ارتباطة باى مجموعة ارهابيه، كما انه فر من عملية التفحص التي جرتها محطة لوكالة الاستخبارات الاميركية تضم 20 عنصرا فبنغازي، و التي عدت لمراقبة الوضع المحلي.

لقد كان السيد ابو ختاله، الذي ينفى اشتراكة فالهجوم، منضويا باحكام فشبكة مليشيات بنغازى قبل الهجوم و بعده. و يعتبرة العديد من القادة الاسلاميين الاخرين متطرفا غريب الاطوار. و لكنة لم يكن الا عتبة ازيلت من امام اكبر القادة تثيرا الذين هيمنوا علي بنغازى و كانوا اصدقاء للاميركيين. لقد كانوا جيرانه، و زملاءة فالسجن، و رفاقة فخطوط القتال ضد العقيد القذافي.

والي ذلك اليوم، يعرض بعض قادة المليشيا حجة غياب للسيد ابو ختاله. و يقاوم الجميع الضغوط الامريكية الهادئة لتسليمة لمواجهة المحاكمه. و فالربيع الماضي، سعي احد اكثر القادة الليبيين نفوذا لتعيينة قاضيا محليا.

وبعد خمسة عشر شهرا من موت السيد ستيفنز، فان سؤال المسؤولية يبقي سؤالا ذاويا فو اشنطن، التي تؤطرها قصتين متعارضتين.

احدهما تدور حول هذا الفيديو، و الذي نشر علي موقع يوتيوب، ما دي الي خروج مظاهرات عفوية فالشوارع خرجت عن السيطره. تلك النسخه، المستندة الي تقارير استخبارية اوليه، كانت هى ما عرضتة سوزان رايس مبدئيا، و التي اصبحت الان مستشارة السيد اوباما للامن القومي.

والاخرى، التي يفضلها الجمهوريون، تصر علي ان السيد ستيفنز ما ت فاعتداء مخطط باعتناء من قبل القاعدة فالمناسبة السنوية لضربها الولايات المتحدة قبل 11 عاما. و اتهم الجمهوريون ادارة اوباما بالقيام بالتغطية علي الادلة التي تشير الي دور القاعدة لتفادى الحط من ادعاء الرئيس بان تلك المجموعة ربما تفككت، جزئيا بفعل الغارة التي قتلت اسامة بن لادن.

يظهر التحقيق الذي اجرتة صحيفتنا ان الحقيقة فبنغازى كانت مختلفه، و اكثر غموضا، من كلتا القصتين. لم تكن بنغازى مخترقة من قبل القاعده، لكنها مع هذا ضمت تهديدات محلية مهلكة للمصالح الاميركيه. لا يبدو ان الهجوم كان مدبرا بعنايه، لكنة لم يكن فعلا عفويا، او حدث بدون اشارات تحذيريه.

واضحي السيد ابو ختالة معروفا فبنغازى بعد دورة فقتل الجنرال الثائر، و بعد هذا لاعلانة ان زملائة من الاسلاميين لم يكونوا ملتزمين بشكل كاف بالدولة الدينيه. و هو لم يخف استعدادة لاستعمال العنف ضد المصالح الغربيه. و تفاخر احد حلفاؤه، و هو قائد المليشيا الاكثر صراحة فمعادة الغرب، انصار الشريعه، قبل اشهر قليلة من الهجوم ان بامكان مقاتلية “تسويه” البعثة الاميركية بالرض. و يبدو ان نظام المراقبة فالمجمع الاميركى كان جاريا قبل 12 ساعة علي الاقل من بدء الاعتداء.

ومع ذلك، كان هنالك عنصرا عفويا فاعمال العنف. فقد حفز الغضب من الفيديو الهجوم الاولي. و شارك العشرات من الاشخاص، بعضهم بتحريض الفيديو و خرين استجابة لشاعات انتشرت بسرعة مفادها ان الحراس داخل المجمع الاميركى ربما اطلقوا النار علي متظاهر ليبي. و كان الناهبون و مشعلو الحرائق، بدون اي اشارة علي و جود خطه، هم من خرب المجمع بعد الهجوم الاولي، استنادا الي ما يزيد علي انثى عشر شاهدا ليبيا، بالاضافة الي المسؤولين الاميركيين الذين شاهدوا صور الكاميرات الامنيه.

وقدم فريق و كالة الاستخبارات الاميركية فبنغازى لكل من السيد مكفيرلاند و السيد ستيفنز قبل يوم و احد من الهجوم تقريرا موجزا عن الوضع الامني. لكن الجهود الاستخبارية فليبيا تركزت علي اجنداتكبيرة قادة المليشيات و حفنة من الليبيين المشتبة بصلتهم بالقاعده، حسبما افاد بعض المسؤولين الذين تلقوا هذا الايجاز. و كما هو الحال مع كل الايجازات تقريبا فتلك الفتره، لم يرد ذكر اسم السيد ابو ختالة او انصار الشريعة او الفيديو المسيء للاسلام فذلك الايجاز، حتي مع كون القناة التلفازية المصريه، التي تحظي بشعبية فبنغازي، تفيض غضبا ضد الفيديو.

وقد اثبت ان اعضاء المليشيات المحلية التي استدعاها الاميركيون لتقديم المساعدة انهم لا يعتمد عليهم، بل و حتي معادين. و قد يصبح التركيز علي القاعدة ربما صرف نظر الخبراء عن التهديدات الوشيكه. و يبدو هذا الان فشلا استخباريا.

 

وبشكل اكثر توسعا، فان السيد ستيفن، علي غرار رؤسائة فو اشنطن، اعتقد ان بامكان الولايات المتحدة ان تحول الجمع الحرج من المقاتلين الذين ساعدتهم فالتخلص من القذافى الي اصدقاء يعتمد عليهم. لقد ما ت و هو يحاول فعل ذلك.

  • مقالات سياسية مترجمة
  • صحف انجليزية مترجمة


مقالات سياسية مترجمة