تعريف العولمة , مفهوم العولمة ونشتها

تعريف العولمة مفهوم العولمة و نشتها

من تعريفات العولمة و تجلياتها

صورة1

 



 

 

 

لمعرفة ظاهرة العولمة جيدا لا بد من تعريفها حتي لا تختلط علينا المفاهيم. و العولمة هى الترجمة لكلمة «Globalization» المشتقة من كلمة «Globe» اي الكرة و المقصود هنا الكرة الرضية و يتحدث علماء الاجتماع فمجال التحديث عن «Global Cultuer» اي الثقافة العالميه.

وال «Globalization» اصطلاحا باللغة اللاتينية تدل علي مشروع لمركزة العالم فحضارة و احده.

ومفهوما تشير العولمة الي شيئين معا: انكماش العالم و ازدياد الوعى بالعالم ككل و حسب تعريف روبرتسون للعولمه(1)فنها تعنى تشكيل و بلورة العالم بوصفة موقفا و احدا و ظهور لحالة انسانية عالمية و احده. و لذا تعنى العولمة سياسيا ان للحداث و القرارات و النشاطات فمكان ما من العالم نتائج و ثار مهمة لفراد و جماعات و مجتمعات اخرى. و ثقافيا «ذلك التكوين الذي يشهد تبادلا و تفاعلا ثقافيين بصورة مستمرة و دائمه»(2).

وتتصل نظرية العولمة -كما يذكر الباحث «حمد شهاب»(1)- فالعلوم الاجتماعية اتصالا و ثيقا بحركة المتغيرات التي تمر فيها المجتمعات الرسمالية الصناعية التي تمر منذ قرابة الثلاثة عقود بتحولات اقتصادية و اجتماعية و سياسية و ثقافية علي درجة كبار من التعقيد و ربما عبر عنها بمسميات عديدة كمجتمع الموجة الثالثة و الرسمالية المتخرة و الرسمالية المنظمة و غير المنظمة و مجتمع الشركات متعددة الجنسيات و مجتمع المعلوماتية و القرية الكونية و هى كلها مسميات تعبر عن سرعة المتغيرات التي تتعرض لها المجتمعات الصناعية و النسانية عموما كما تعبر عن حركة التقارب العالمى الذي يبرز عبر ظاهرة التجانس الثقافى من جهة و التنوع الثقافى من جهة اخري و هى مسلة تستحق التوقف عندها كملامح متصلة بتشكيل الهوية الثقافيه.

نحن اذن نتحدث عن اكثر من تكامل و ظيفى علي المستوي الاقتصادى و عن عملية تحول لواقع اجتماعى و ثقافى و سياسى فثمة تداخل علي مستوي النظرية و علي مستوي التطبيق بين امور الاقتصاد و الاجتماع و السياسة و الثقافة و السلوك دون اعتداد يذكر بالحدود السياسية للدول ذات السيادة او الانتماء الي و طن محدد او دولة معينة و دون حاجة الي اجراءات حكوميه(1).

سوف يتحدث بعضهم هنا عن تكل سلطة الدول القومية لا سيما و ن الشركات متعددة الجنسيات استطاعت ان تتجاوز اكثر المهام التقليدية المرتبطة بالدولة و التي تعبر عن خصوصية الدول ذات السيادة و هى التجارة الخارجية و التعاملات بين الدول اذ اصبح رؤساء دول كبري و سائط تجارية لبعض الشركات العملاقه.

ومن هنا يحيل مفهوم العولمة الي نوعين مترابطين من الظواهر. يتعلق النوع الول منهما بتعددية العمليات الاجتماعية و امتداد احداثياتها افقيا و عاموديا و ايضا تسارع التثيرات المتبادلة بين الظواهر الاجتماعية علي نطاق يتجاوز الطر المحلية و القومية ليربطها بالخر الذي كان قبل انبثاق موجة العولمة المعاصرة يبدو بعيدا مكانيا و زمانيا.

ويتعلق النوع الثاني بتزايد و عى النسان المعاصر افرادا و جماعات لهذة الترابطات المتصلة التي يتجلي بها العالم ككل بشرى بيئى يتراكب فانسجتة الاجتماعية البعد السياسى بالاقتصادى بالثقافى فو حدة متنوعة تؤثر مباشرة علي انضغاط المكان فالزمن العالمى الواحد بحيث يضحي او تبرز بصراحة امكانية سيرورة البعد و الاعتبار المحلى عالميا و سيرورة البعد و الاعتبار العالمى محليا.

ومن الجدير بالذكر هنا ان مصطلح «العولمه» او «الكوننه»(1) او «الشومله» بات من المفردات الكثر رواجا فنهاية القرن العشرين. لكنة بدا بالظهور تحديدا منذ اواسط الستينيات بفضل مؤلفين شهيرين: كتاب ما رشال ما مثل لوهان و كنت فيور (Marshall Mc Luhan & Quentin Fior: War & Pace in the Global Village) و كتاب زبيغينو بريجنسكي(2) (Zhigiew Brzesinski: Between Two Ages Americans Role in the Technotronic era)

الكتاب الول كما يقول باحث معاصر(1)ينطلق من تجربة فيتنام و الدور الذي لعبة التلفزيون بها ليستنتج بن الشاشة الصغيرة حولت المواطنين من مجرد مشاهدين الي مشاركين فاللعبة المر الذي ادي الي اختفاء الحدود بين المدنيين و العسكريين.

ويضيف ما كلوهان بن العلام اللكترونى فو قت السلم يجعل من التقنية محركا للتغيير الاجتماعي.

بريجينسكى فضل و قتها مصطلح «المدنية الكونية Global» و ليس القرية الدولية و تشابك الشبكات التكنوترونية او التكنو الكترونية -حيث يتزاوج الكمبيوتر بالتلفزيون بالهاتف بالاتصالات اللاسلكيه- حول العالم الي «عقدة علاقات متشابكة و متداخلة عبنوتة متوترة و متحركه». و كد بريجينسكى بن الولايات المتحدة هى «المجتمع الكلى Global» الول فالتاريخ. فهى مركز «الثورة التكنو الكترونيه» لنها «تتصل» اكثر من غيرها 65% من مجموع الاتصالات المعالجة تظهر منها من اثناء انتاجات صناعاتها الثقافية بفضل «تقنياتها و مناهجها و ممارسات التنظيم الجديده».

فى الثمانينيات صار مصطلح Globalization ملوفا فمعاهد ادارة العمال المريكية و فالصحافة الاقتصادية النجلو ساكسونيه. و كان يعنى الحركة المعقدة لانفتاح الحدود الاقتصادية و ليونة التشريعات مما شجع النشاطات الاقتصادية الرسمالية علي توسيع حقل عملها ليشمل المعمورة برمتها. و التطور الهائل لوسائل الاتصال اعطي لهذا المصطلح معني و مصداقية و قضي علي المسافات و الحواجز قبل ان يسقط فتشرين الثاني عام 9891م احدث جدار كان يقسم العالم كتلتين كبيرتين فبرلين.

وفى الثمانينيات كذلك راج فالولايات المتحدة شعار «ثورة الاتصالات» التي تنمى الرغبة بالاستهلاك ليركزوا علي المسافات الجغرافيه.. و يجب ان ننتبة الي ان العولمة ليست مجرد نظام عالمى جديد و لكنها تنطوى علي منظومة و اسعة النطاق من المفاهيم التي يراد من اللغة العربية ان تستوعبها فلغة اصطلاحية دقيقه. فالعولمة نفسها ممكن ان تستعمل بوصفها صيغة مصدرية اي دالة علي الممارسة و الفعل فتقابل عندئذ فالنجليزية كلمة Globalization و هى تستعمل بوصفها صيغة اسمية فتدل علي الظاهرة و تقابل فالنجليزية كلمة Globalism ناهيك عن المفردات التي استعملت بديلا عن العولمة كالكوكبية و الشوملة و السلعنه.

ومن تجليات هذة الظاهرة تجسد مفهوم المسؤولية الجماعية و تقلص مساحة الحكم الفردى و ثورة الشباب و النساء و الموضة اي باختصار تتيح نشوء «المجتمع الجديد».. هذة «الثوره» تعلن موت اليديولوجيا و الطوباويات الخيره. و لذا راحت فكرة «القرية الكونيه» تتلق فسوق «الفكار الجاهزة للاعتناق» تساعدها فذلك الزمات الدولية و لعل حرب الخليج الثانية =ابرز مثال علي ذلك.

ن انهيار حائط برلين و انتهاء الحرب الباردة كرسا انتصار الولايات المتحدة و المفاهيم التي ترعرعت فيها. من الن و صاعدا هنالك «كليه» و احدة ممكنة فقد «انتهي التاريخ» كما يري فرنسيس فوكوياما بانتصار اليديولوجية الغربية و المريكية تحديدا و عاد بريجينسكى بعد عشرين سنة علي صدور كتابة الول ليؤكد مجددا بن قاعدة القوة العظمي المريكية هى فالجزء الكبر منها هيمنتها علي السوق العالمى للاتصالات المر الذي يخلق ثقافة جماهيرية تدعمها قوة سياسيه(1).

وصارت الحرية فاحد تعبيراتها الحديثة تعنى حرية ممارسة التجاره. و راح مفهوم الحرية يتماهي اكثر فكثر مع التجارة رغم ان هذة قسمت العالم بين: 20% من الناس الذين تتمركز فايديهم 80% من القرارات الشرائية و الرساميل 80% منهم يسعون و راء لقمة العيش دون جدوي فعديد من الحيان(1).

ومن المؤكد ان الولايات المتحدة فمسيرتها نحو مركز القوة العظم اقتصاديا علي القل استفادت كثيرا من الحربين الكونيتين اللتين اضعفتا قدرة حلفائها علي منافستها. و لن الشركات المريكية لن تعرف العقبات التي اعترضت الخرين فن النموذج الرسمالى فشكلة النقي اختار الولايات المتحدة مركزا له حيث احتلت الدعاية المكان المركزى فيه. و حتي تعمل بشكل اروع كنسق او نظام System فن هذة الرسمالية راحت تردد دوما بن الديمقراطية تكمن فحرية انتاج السلع و الخدمات و استهلاكها فصارت الصحافة المقروءة و المرئية و المسموعة و القمار الاصطناعية و غيرها ادوات تسويق Marketing ضروريه.

وقد تلقت ما كنة انتاج الصور و الرسائل Messages المريكية الدعم القوى من قبل المؤسسات العسكرية و رجال العمال فالولايات المتحدة و دعمت القوة الاقتصادية المريكية نفسها برادة اقتناع ايديولوجى بنها ذات رسالة كونيه. لقد دفعت الحرب الباردة مجال البحث العلمى قدما الي المام. و انفجار المواهب و القدرات و الوسائل لم يكن له مثيل هذة القدرات سهلت كثيرا و لادة جميع الصناعات الفضائية و الاتصالية و اللكترونيه(1). و انتشار المشاريع و الصناعات التي كانت عسكرية فالبدء ادي الي و لادة حقبة او «ثوره» الاتصالات.

المستفيدون الكبار من هذة القدرات النتاجية الحديثة فمجال بث و توزيع المعلومات كانوا لاعبى الحرب الباردة الساسيين: الشركات العابرة للقارات و الوكالات السياسية و العسكرية و الاستخباراتية الذين قدمت لهم التقنيات الجديدة جميع الدوات الضرورية لدارة نشاطاتهم الكونية و نقل رساميلهم و مراكز انتاجهم و ضعاف التنظيمات النقابية المناوئه. و فالوقت نفسة و ضع البنتاغون و وكالة الاستخبارات المريكية شبكات اقمار اصطناعية متطورة للاتصال مع المراكز المنتشرة فكل انحاء العالم. هذة القدرة التكنولوجية ساهمت فتقوية و استمرار الهيمنة المريكيه. و لقد كانت حقبة التسعينيات فترة للتحرر الهادئ لليات و دوات العولمة الحديثة و ظل العالم فغيبوبة و افتقاد للتوازن حيث كانت ادوات العولمة النشطة تقدم صورة و ردية لمستقبل العالم فظل العولمة و لم يكن هذا الا و سيلة ل «دس السم فالعسل»(1).

ولا ننس ان الليبرالية و التوجهات الحديثة دعمت الشركات متعددة الجنسيات و التي استفادت كثيرا من التشريعات المرنة و التسهيلات المتزايدة فو جة المنافسة العالمية المتزايده.. و تمكن المريكيون اكثر من غيرهم كونهم كانوا القوي اثناء الحرب الباردة من تكريس التكنولوجيات القائمة فخدمة نشاطات اخري و من تحويل استنفارهم فو جة الخطر الشيوعى الي استنفار فو جة التنافس العالمى الجديد.

وفتحت قدراتهم فمجال التكنولوجيا السمعية و البصرية و الفوتوغرافية و غيرها افاقا حديثة فمجال شد الانتباة و تكثيف الانفصال و اللعب بالعواطف و غراء المصالح و النانيات و ساعدتهم سيطرتهم علي المؤسسات الدولية الساسية اثناء الحرب الباردة «النظام النقدى العالمى SMI البنك الدولى صندوق النقد الدولي…لخ» علي المساك بمفاصل النظام الاقتصادى الدولى الجديد و الذي يسبر اغوار العولمة المشاركه.

وبدورهم راح حلفاؤهم القدامي و منافسوهم الحاليون و المستقبليون الوروبيون و اليابانيون المجبرون علي تعلم النجليزية «لغة العولمه» العالمية يهيئون العدة لمقاومة ما يسمونة ب «الغزو الثقافي» المريكى خاصة بعد ان ظهر قطاع اقتصادى جديد: قطاع الغراء علي الاستهلاك و خلق اشياء و رغبات حديثة متجدده. و خذت تتبلور ثقافة الاستهلاك مع جميع ادواتها و ملحقاتها و نتائجها و دخلنا فمرحلة ما بعد الحداثة حيث صار الشكل اهم من الجوهر و السلوب اروع من المحتوي و حيث تراجع المعني و تقدمت التقنية دخلنا فعصر الاستهلاك السريع و الملابس و الموسيقي و الشاشتين الصغيرة و ال كبار و الفيديو و الكمبيوتر و المعلوماتيه…لخ.

ليس ذلك فحسب بل اننا نجد المفكر و عالم الاجتماع السويسرى «جون زيغلر» يقول: بن «منظمة التجارة العالميه» تجسد الليبرالية الحديثة فصورتها المتطرفة و هى تعنى -ضمن ما تعني- موتا محققا للعالم الثالث (بما فية من العرب و المسلمين). و تذكر الحصاءات ان عدد سكان العالم يصل الي ستة مليارات نسمة يعيش اكثر من ثلثهم فدول الجنوب و الغالبية العظمي لا تعيش عيشة انسانية و الدليل علي هذا ان 13% فقط من سكان العالم ينفقون 68% من النتاج العالمي. و يضيف زيغلر: «نها عدم مساواة صارخة و رهيبة فضلا عن صنوف الاستغلال و الاضطهاد التي يتعرض لها الدميون فالعالم الثالث».

وفى تفسير ذلك الوضع يقال: ان «منظمة التجارة العالميه» هى الانتصار الساحق لدكتاتورية رس المال فابشع صورها و ن الاسباب =هو عالم السوق الرسمالية الموحدة الذي نحياة لنة افرز «رسمالية الغابه» التي تعنى نهاية الدولة الوطنية و السيادة الشعبية و نهاية التنوير و القيم المصاحبة له مثل: التضامن و العدالة الاجتماعية و تعنى كذلك ضياع ما ئتى سنة من الثورة الديمقراطية و كذا يجد العالم نفسة يعيش ليلا رهيبا تجسدة بعمق «منظمة التجارة العالميه»(1).

وفى مدينة سياتل المريكية حيث عقد المؤتمر الوزارى الثالث لمنظمة التجارة العالمية كان المشهد العام يبدو و كن هنالك «ثورة عالميه» ضد انفراد امريكا بزعامة العالم حيث اصرت الدول النامية و دول الاتحاد الوروبى و اليابان و كوريا الجنوبية علي رفض الخضوع لقاعدة «الرضا المريكيه» باعتبارها القاعدة الحاكمة لصدور القرارات فنطاق التجارة العالميه.

ن البيان القصير و المقتضب الذي صدر عن اجتماعات «سياتل» ادان المواقف و السلوكيات المريكية فالنطاق الدولى و طالب بفتح النوافذ و عادة التقييم للنظام التجارى الدولى حتي و لو ادي المر للخروج علي المظلة المريكيه. فالوقت نفسة تضمن مشهد سياتل الرغبة الكيدة فمراجعة جدول اعمال اجتماعات المنظمة من اللف الي الياء و محاولة ضمان اقصي قدر يمكن من الشفافية و الكفاءة للاجتماعات فاشارة رفض للمحاولات المريكية لتمرير القرارات التي تتفق مع مصالحها دون اعتبار لمصالح الخرين(1).

ولكن هل يعنى هذا ان العولمة بدت فالسقوط؟ و بعبارة اخرى: هل تعنى سياتل و ما سبقها و ما اعقبها من احداث بداية تغير عصر الزعامة المريكية و تربعها علي عرش العالم؟ هل توجد فالعالم «قوي اخرى» بارزة و مؤثرة اصبحت تمتلك القدرة علي تحويل المشيئة المريكيه؟

ن هذة التساؤلات هى فحقيقتها عناوين لموضوعات اساسية فرضت نفسها بقوة علي العلماء و المفكرين و صبحت فحاجة الي اجابات شافية علها تضيء المساحات المعتمة و نقاط الضعف التي لا تزال تقيد حركة الدول و الشعوب بعد الدخول فالفية حديثة من عمر الزمن.

وعلي الرغم انه من الصعوبة التوصل الي اجابات نهائية و حاسمة بشن تلك التساؤلات ال كبار حيث ان العديد من هذة القضايا يدخل فعداد البني الفكرية التي لم تصل بعد الي محطتها النهائية الا انه يمكننا ان نعطى بعض المؤشرات لجابات تخرج فالفق فننا نجد مثلا ان الكثير من البحاث و الدراسات الصادرة فالولايات المتحدة نفسها تندد بما اصبح يسمي ب «العولمة المتوحشه» و تري بن الخط السائد الن مع المستقبل المحتمل لن يصبح براقا امام الدول المتقدمة الغنية بل امام الدول المتقدمة الفنية بل امام الفكر و التطبيق الرسمالى كلة ان اندفعت العجلة الطائشة للعولمة الي مداها دون مراعاة البعد الاجتماعى و الوضاع المتدهورة و الفقر المنتشر علي امتداد خريطة العالم مشكلا ازمة انسانية حضارية خطيرة بعد ان اصبح فالعالم 3 مليارات نسمة اي نص سكان العالم من الفقراء يعيش منهم 3و1 مليار نسمة تحت خط الفقر اغلبيتهم فالدول النامية مع و جود نسبة مهمة منهم فالدول المتقدمه.

والحقيقة انه من الجوانب الجديرة بالاهتمام ان تشهد الولايات المتحدة علي لسان الكثير من المنظمات غير الحكومية شعارا يقول: «لا بد من اسقاط منظمة التجارة العالميه» و هو ما ينقلنا الي الجدل الدائر فالولايات المتحدة نفسها حول العولمه.

وهذا ما يعبر عنة كتاب «غارى بيرتلس» و خرين بعنوان «جنون العولمه» و هو دفاع عن العولمة و محاولة من اصحابة لزالة مخاوف المريكيين منها بعد ان اشارت استطلاعات الرى الي ان ما يقرب من نص سكان امريكا يشعرون بالقلق الشديد من النتائج المترتبة عليهم من تحرير التجارة العالمية بخطي متسارعه.

ويعترف الكتاب بن هذة المخاوف لها مؤشراتها كزيادة الواردات من السلع و الخدمات و زيادة الاستثمارات المريكية المباشرة فالخارج علي حساب الداخل و تضاعف نسبة المهاجرين مما اضعف قدرة المريكيين القل مهارة علي المساومه. و كان ذلك بفعل عاملين رئيسين هما: التزايد المستمر فتحرير التجارة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية =و التقدم المستمر فمجالات التكنولوجيا و الاتصالات.

وعلي الرغم من اقرار الكتاب بهذة المؤشرات و ن للعولمة مكاسبها و خسائرها كذلك الا انه يدافع عنها بشدة و يراها الطريق الوحيد امام المريكيين ان كانوا حقا جادين فتحقيق هدفين رئيسين هما: زيادة النتاجية و رفع مستوي المعيشه.

ويرد الكتاب علي من يرفضون العولمة من دعاة العزلة بالقول بن الولايات المتحدة حققت انتاجية و جورا اعلي ففتراتها الذهبية للعولمة و ن السياسات الحمائية دائما تؤدى الي نتائج سلبية و تؤدى الي كساد الصادرات.. ان الهلع من العولمة يصرف انظار صانعى السياسة الخارجية و الناخبين عن تنفيذ سياسات تعالج مباشرة السباب الرئيسة للركود كما ان للمريكيين مصلحة -من و جهة نظر الكتاب- فتحرير التجارة بتوسيع سوق السلع و الخدمات المريكية و رفع الحوافز و دعم التفوق المريكى فصناعات بعينها و تفيد المستهلكين كذلك بتخفيض السعار. و فرى مؤلفى الكتاب ان تحرير التجارة -و العولمه- يحقق زيادة النتاجية و رفع الكفاءة مع التوسع فالابتكار(1).

ولكن فمقابل المدافعين عن العولمة فالولايات المتحدة هنالك اراء اخري تري الواقع بصورة مختلفه. ففى العالم اليوم نحو 500 شركة عملاقة عابرة للقارات و هى الغني و القوي و الشرس و تسيطر عمليا علي 70% من حركة التجارة العالمية و تستقل برادتها و مصالحها و سياساتها عن سياسات الدول بما فذلك امريكا التي تتبعها معظم هذة الشركات او تعمل منطلقة من اراضيها و اقتصادها و عقولها. و ذلك الكيان الكونى العملاق يصوغ لنفسة مفاهيم و مصالح و هدافا و علاقات تختلف عن النماط التي تعارف عليها العالم.

هذا الكيان يفرض علي العالم هذة الهداف و المصالح الحديثة بشروطة و عبر الداة التنفيذية لذا و هى منظمة التجارة العالمية التي تضم رسميا فعضويتها اكثر من 140 دولة ليس لى منها القدرة علي العصيان و التمرد. هذة الشركات الاحتكارية العملاقة بفضل سيطرتها علي اقتصاد العالم فنها ممكن ان تتمكن من تحييد و تحديد و تحجيم حكومات الدول و شل ارادتها و فرض السياسات التي تخدم مصالحها و تؤدى الي تراكم ارباحها حتي و لو كان هذا علي حساب الفقراء دولا و شعوبا و فرادا.

ومن هنا نجد الباحثة «ثناء فؤاد عبدالله»(1)تؤكد انه بالنسبة للولايات المتحدة علي و جة التحديد فنها و ن كانت اليوم المستفيد الكبر من العولمة فنها ممكن الا تستطيع غدا النجاة من مخاطر «العملاق الكونى المتوحش» الذي ينمو حاليا خارج سيطرة القانون المريكى بل خارج النظام الدولى نفسة و عندها فن فقراء امريكا سينضمون الي فقراء العالم فشكواهم المريره. و ربما كشفت دراسة اخيرة لمعهد سياسة كاليفورنيا فالولايات المتحدة ان كاليفورنيا -القوة الاقتصادية السابقة فالعالم- تعانى اتساع الفجوة بين الغنياء من جانب و الطبقة المتوسطة و الفقيرة من جانب اخر.

ودقت الدراسة ناقوس الخطر من انه حتي كاليفورنيا يتزايد بها الفقر فحين يرتفع بها دخل الغنياء بلا حدود و بسرعة و هو امر لم يحدث فتاريخ الولاية من قبل و كشفت الدراسة عن ان التكنولوجيا العليا التي تقود اقتصاد الولاية -حيث يتركز و ادى السيلكون الشهير فيها- قفزت بدخل المهندسين و صحاب الشركات بالمقارنة مع ملايين السكان فالولاية الذين يعملون فالوظائف التقليدية و العمال… و مع هذا فن كهذة الدراسات و الراء فالولاية المحذرة من مخاطر العولمة لا تخفى الحقائق حول موقف الولايات المتحدة و الثمار التي تجنيها مع استمرار خطط العولمه(1).

كما نجد فكتاب «فخ العولمه» كلا من هانس بيتر ما ترين و هارالد شومان(2)يؤكدان -وبسبب من التقدم التكنولوجى المذهل فالعصر الحديث- علي ان خمس قوة العمل الحالية ستكون كافية لنتاج كل السلع و لسد حاجة الخدمات الرفيعة القيمة التي يحتاج اليها المجتمع العالمي.. و يؤكدان ان 20% من السكان سيستطيعون الحصول علي فرصة عمل مناسبة اما من يتبقي من البشر و هو 80% من السكان فلن يتمكنوا من العيش الا من اثناء التبرعات و الصدقات. و هو كذلك رى الكاتب المريكى «جريمى ريفكن» مؤلف كتاب «نهاية العمل» و هو الرى الذي يؤكدة فنهاية كلمتة «سكوت ملونيلي» اذ يقول: «ن المسلة ستكون فالمستقبل هي: اما ان تكل او تؤكل» و هذة هى التبشيرية الحديثة التي تعبر عنها الرسمالية دون مواربة بسعيها الدموى نحو القضاء التام علي دور الدولة فالعالم كله(1).

ويشير كتاب «فخ العولمه» الي ان المنهج الذي تتخذة الدول الكبري الن هو تخفيض النفاق الحكومى و الجور و المساعدات الاجتماعية و فكل مكان استنكار لهذا المنهج بلا جدوي و من بعدها يتخلق احباط و استسلام للمقادير. ففى الوقت الذي كان فية قادة العمال فيما سمى بالحركة الاشتراكية الديمقراطية ينادون بالممية لمواجهة تجار الحروب الرسماليين اصبحت الرسمالية الوحشية هى التي تنادى بالممية و لكن لشركاتها عابرة القارات ففى الساحة العالمية اكثر من 40 الف شركة اممية من جميع الشكال و الحجام تبتز ذلك العامل بالعامل الخر و هذة الدولة بالخري لذا فن اممية رس المال الحديثة تقتطع دولا بكاملها بما بها من انظمة اجتماعيه. فالتهديد بخروج رس المال دائم و مستمر لجبار الحكومات علي تقديم تنازلات عظيمة علي المستوي الاقتصادى و السياسى و منح تبلغ المليارات او اقامة مشروعات بنية تحتية و فنفس الوقت فمعظم هذة الشركات لا تعلن عن ارباحها الحقيقية للتهرب من الضرائب ذلك فالوقت الذي تم فية تخفيض اجور العمال الذين يدفعون الضرائب بالفعل و مباشرة من اجورهم للحكومه.

ويحاول رجال العولمة ان يصوروا الوضع علي انه كالحوادث الطبيعية التي لا قدرة للبشر علي ردها او الوقوف امامها باعتبارها نتيجة حتمية لتطور تكنولوجى و اقتصادى ليس امامنا الا الذعان له.

ويصف الكتاب ذلك التصور بنة مجرد ثرثرة فحركة الاقتصاد العالمى ليست حدثا طبيعيا بحال من الحوال انما هو نظام اوجدتة سياسات و اعية تملك ارادتها من اثناء سن القوانين و لغاء الحدود و الحواجز التي كانت تحد من تنقل رؤوس الموال و السلع من دولة الي اخري و رؤساء الدول الكبري هم الذين خلقوا ذلك الوضع بداية من تحرير التجارة بالعملات الجنبية و عبر السوق الوروبية المشتركة و انتهاء بالتوسع المستمر لاتفاقية التجارة العالمية (الجات) و هى الحالة التي اصبحوا يعجزون الن عن و جود علاج لها.. و المطلوب الن من فقراء العالم التضحية حتي الموت من اجل الرسمالية المتوحشة و اللانسانيه!

ولا يجب ان ننسي علاقة العولمة بزمة البيئة العالمية فالتراجع النوعى الخطير للملكيات المشتركة النسانية (الهواء و الرض و الماء..) ليس الا نتيجة لهذا اليقاع المجنون الذي يسير علية استغلال الطبيعة غير المتجددة او المتجددة و فقا ليقاع طبيعى اقل تسارعا من الاستغلال النسانى لها و الذي يفرضة منطق السوق و التنافس المحتدم. و نتج عن هذا مشاكل و كوارث للجنس البشرى كلة و ربما جاءت كارثة (شيرنوبل) عام 6891م فالاتحاد السوفيتى السابق ليتبين و حدة المصير النسانى فالبيئة علي القل.. فتلوث الفضاء فبلد من بلدان العالم بالشعاعات النووية او ثاني اكسيد الكربون او الزوت او غير هذا ليس امرا يطالة و حدة دون البلدان الخرى. ايضا المر بالنسبة لكل ما هو مشترك من مياة النهار و البحار و البحيرات و الغابات و الفيروسات و المراض المعدية المتنقلة و الطفيليات النباتية و الحيوانات الداجنة المصابة ب (جنون البقر) مثلا و غيرها.

زوال الحدود و انفتاح المساحات علي بعضها دق ناقوس الخطر و ذكر بحقيقة قديمة تبلور حولها و عى جدي. و دخلت البيئة فصلب العولمة و هزت الصدمة الناتجة عن احتكاك النظام التقنى المالى العالمى بالنظام البيئى الكلى المعمورة كلها. و ما م المخاطر الناجمة عن الاستغلال المفرط لموارد الطبيعة المحدودة و جد السوق نفسة عاجزا عن التوفيق بين منطقين متناقضين يحكمان العولمه: منطق الليبرالية و التنافسية القائم علي النتاجية القصي و المردودية العلي و المنطق الذي يفرض عقلنة استغلال الموارد الطبيعية و الحفاظ علي البيئة فاتجاة تقليص ذلك الاستغلال و الحد منة و تحمل التكاليف المترتبة علي الدفاع عن البيئة المر الذي يحد من النتاجية و المردودية و الربح(1).

الوعى بالمخاطر بات عالميا و يتعدي اطار احزاب (الخضر) و الدفاع عن البيئة التي بدت تجد لها مكانا فالمسرح الدولى و فالدول الصناعية علي و جة الخصوص. لكن مؤتمر الرض ف(ريودى جانيرو) عام 1992م و هو المظاهرة العالمية الكبري الولي فهذا المجال عجز عن ذلك التوفيق بين المنطقين و طاحت بعمالة السياسة التي ارتضت لنفسها دور الخادم المين للعولمة فشقها الاقتصادى المفرط اذ كانت قمة (كيوتو) عام 1997م ربما توصلت الي صياغة قرارات تكشف مجددا عن ذلك الوعى النسانى الجديد بعالمية المخاطر البيئية الا ان ترجمة هذة القرارات افعالا و ممارسات تبقي رهينة السياسه.

والملفت للنظر ان الولايات المتحدة «الملوث الكبر» للبيئة فالعالم و المركز الذي بث اشعة العولمة فكل المعمورة و «راهب» الدفاع عن البيئة فالوقت نفسة هى المسؤول الول عن فشل هذة المحاولات الساعية الي مكافحة «الجرام البيئي» فالعالم بحسب تعبير انصار البيئة فالدول الصناعية الغربيه.

ومن مشكلة تهم الجنس البشرى بكملة تحولت مسلة البيئة الي جدل بين دول تتهم بعضها بالتلوث و خري من الشمال خصوصا تهدد بصدار تشريعات دولية حول «التدخل البيئي» تسمح لها بالتدخل فالجنوب مثلا دفاعا عن البيئه(

 

صورة2

 



1

  • تعريف بسيط للعولمة
  • ما المقصود بالعامل التكنولوجي التقني


تعريف العولمة , مفهوم العولمة ونشتها