مقال اجتماعى عن التسول تعريف التسول هو طلب مال، طعام، او المبيت من عموم الناس باستجداء عطفهم
وكرمهم اما بعاهات او بسوء حال او بالاطفال ، بغض النظر عن صدق المتسولين او
كذبهم، وهي ظاهره اوضح اشكالها تواجد المتسولين على جنبات الطرقات والاماكن العامه الاخرى.
ويلجا بعض المتسولين الى عرض خدماتهم التي لا حاجه لها غالبا مثل مسح زجاج السياره
اثناء التوقف على الاشارات او حمل اكياس الى السياره وغير ذلك. “من مال الله يا
محسنين” ، “حسنه قليله تدفع بلايا كثيره” وغيرها من كلمات المستعمله من المتسولين لاستدراج عطف
وكرم الاخرين.
نظره الاسلام في التسول:
لقد حث الاسلام على الصدقات ، والانفاق في سبيل الله عز وجل ، قال تعالى
: ” من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيره والله يقبض
ويبسط واليه ترجعون ” ، ورغب الاسلام في تفقد احوال الفقراء والمساكين ، والمحتاجين والمعوزين
، وحث على بذل الصدقات لهم ، فقال تعالى : ” انما الصدقات للفقراء والمساكين
. . . ” الايه ، وقال تعالى : ” ان تبدوا الصدقات فنعما هي
وان تخفوها وتوتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله خبير بما تعملون
” ، ووعد على ذلك بالاجر الجزيل ، والثواب الكبير ، وقال تعالى : ”
وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف اليكم وانتم لا تظلمون ” ، وقال
تعالى : ” وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ” ، ولا
يخفى على المسلم فوائد الصدقات ، وبذل المعروف للمسلمين ، والاحسان الى الفقراء والمساكين ،
لكن لا بد ان يعرف الجميع ان المساجد لم تبن لاستدرار المال ، وكسر قلوب
المصلين ، واستعطافهم من اجل البذل والعطاء ، بل الغايه منها اعظم من ذلك بكثير
، فالمساجد بيوت عباده ، ومزارع خير للاخره ، فالاصل فيها ، اقامه ذكره جل
شانه ، والصلاه ، وغير ذلك من محاضرات ودروس علميه ، قال تعالى : ”
في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبخ له فيها بالغدو والاصال ”
، فالواجب على الجميع احترام بيوت الله تعالى من كل ما يدنسها ، او يثير
الجدل والكلام الغير لائق بها ، فليست باماكن كسب وسبل ارتزاق ، لجمع حطام الدنيا
، لذلك فهي لا تصلح مكانا للتسول ، ورفع الصوت ولغط الكلام ، كمن يتسول
ويسال الناس من اموالهم . ويحرم ان تكون بيوت الله تعالى مكانا لكسب حطام الدنيا
، والتمول من اموال الناس . واقرب ما تقاس عليه مساله التسول ، مساله نشدان
الضاله ، والجامع بينهما البحث والمطالبه بامر مادي دنيوي ، فناشد الضاله يبحث عن ماله
دون شبهه ، ومع ذلك امر الشارع الكريم كل من في المسجد بان يدعو عليه
بان لا يجد ضالته ، عن ابي هريره رضي الله عنه ، انه سمع رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” من سمع رجلا ينشد ضاله في المسجد
، فليقل : لا ردها الله عليك ، فان المساجد لم تبن لهذا ” [
اخرجه مسلم ابو داود ] . اما المتسول فهو يطلب مال غيره ، والشبهه قائمه
الا يكون محتاجا اصلا بل انه يسال الناس تكثرا والعياذ بالله . فكان اجدر الا
يعطى نكالا له . فمساله التسول مساله ارقت الامه اليوم ، وايقظت الغيره عند الغيورين
، وكثر فيها الجدل عند الكثيرين ، فلا تكاد تصلي في مسجد الا ويداهمك متسول
وشحاذ ، ويطاردك سائل ومحتاج ، وليس العجب في هذا ، ولكن العجب عندما ترى
رجلا او شابا يافعا وهو يردد كلمات لطالما سمعناها ، ولطالما سئمناها ، فيقف احدهم
ويردد كلمات عكف على حفظها اياما طوالا ، وساعات عديده ، مدفوعا من قبل فئه
مبتزه ، او جهه عاطله ، تريد المساس بامن هذا البلد واستقراره ، وتشويه صورته
اما المجتمعات ، ان تلك المناظر المخجله التي نراها في بيوت الله تعالى ، لهي
دليل على عدم احترام المساجد ، وعدم معرفه السبب الذي من اجله بنيت ، ودليل
على نزع الحياء ، وعدم توقير لبيوت الله تعالى ، ووضاعه في اخلاق اولئك المتسولين
والشحاذين والمبتزين لاموال الناس والاكلين لها بالباطل ، وكم تطالعنا الصحف اليوميه بتحقيقات صحفيه مع
اولئك المبتزين من رجال ونساء ، ولسان حالهم جميعا يقول : نريد مالا بلا عمل
، لقد فسخوا الحياء من وجوههم ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : ”
ان لم تستح فاصنع ما شئت ” .
اننا في هذا الوقت من الزمان ، الذي تفشى فيه الجهل ، وانتشرت فيه البطاله
، اعتدنا كل يوم وبعد كل صلاه تقريبا على مناظر موذيه ، ومشاهد مولمه ،
يقوم بتمثيلها فئه من الشباب المدربين على اتقان صناعه النصب والاحتيال بممارسه مهنه الشحاذه ،
واكل اموال الناس بالباطل ، ولهم في ذلك احوال واشكال ، فمنهم من يقوم بتجبيس
يده او رجله او اي جزء من جسده ، ومنهم من يتصنع البلاهه والجنون ،
ومنهم من يدعي الاصابه بحادث او موت والد او ام ، او حصول مرض ،
او ترك ديون ، وترك له اخوه واخوات ، ويقوم برعايتهم ، والانفاق عليهم ،
والدين اثقل كاهله ولا يستطيع السداد ، ومنهم من يفتعل البكاء وقد يجلب معه ابن
الجيران او ابنتهم ليمارس الشحاذه بها ، لاستعطاف القلوب ، وقد يقسم بالله كاذبا انه
لولا تلك الديون ، وعظم المسووليه لما وقف امام الناس ، وغير ذلك من الاعذار
والاكاذيب التي لم تعد تنطلي على احد من العقلاء .
وكل يوم يقومون بتطوير اساليب الشحاذه ونهب اموال الناس ، بل لقد وصل الامر الى
بشاعه عظيمه ، وامر لا يقره دين ولا عقل ، وذلك بوجود فئه من اماء
الله من النساء اللاتي ياتين الى بيوت الله تعالى لممارسه الشحاذه والتسول ، وهذا امر
خطير ، لان اولئك النساء اللاتي ياتين الى بيوت الله تعالى ، ويدخلن مساجد الرجال
، لا بد ان تكون الواحده معذوره شرعا من اداء الصلاه ، وهنا لا يجوز
لها الدخول الى المساجد الا لحاجه كالمرور مثلا ، واما ان تكون غير معذوره ،
ولم تصل مع النساء ، بل تركت الصلاه واخرتها عن وقتها من اجل ان تجمع
شيئا من حطام الدنيا ، وحفنه قذره من المال ، وهذا امر اخطر من سابقه
، لان تاخير الصلاه حتى يخرج وقتها حرام وكبيره من كبائر الذنوب ، بل عدها
جمع من العلماء كفر صريح والعياذ بالله ، قال ابن حزم ، جاء عن عمر
بن الخطاب ، وعبدالرحمن بن عوف ، ومعاذ بن جبل ، وابي هريره وغيرهم من
الصحابه رضي الله عنهم : ” ان من ترك صلاه فرض واحده متعمدا حتى يخرج
وقتها فهو كافر مرتد ” . وهنا يظهر ان المتسولات ، يفضلن اكل المال الحرام
على الصلاه ، ولا شك ان هذا الامر قادح في عقيدتهن ، وهنا لا يجوز
شرعا اعطاوهن المال ، لما في ذلك من اعانه لهن على معصيه الله تعالى ،
ومن فعل ذلك وقام باعطائهن من ماله فقد ارتكب اثما عظيما ، وجرما كبيرا .
لما في ذلك من اعانه لهن على الباطل ، واقرار لهن على المنكر ، وتشجيع
لهن على ارتياد اماكن الرجال ، وهناك جمعيات ودوائر حكوميه تعنى بمثل تلك الحالات من
المحتاجين ، فاحذروا عباد الله من تلك الفئه من الناس الذين يتصنعون المرض والفاقه ،
ويسعون في الارض فسادا ، فكثير منهم صاحب اموال عظيمه ، وبعضهم يملك من العقارات
والاراضي الشيء الكثير ، ومع ذلك لا يتورعون عن اكل المال الحرام . وكل مثبت
في سجلات مكافحه التسول ، وفي مكاتب الصحف المحليه
وكم هم الفقراء والمحتاجين ، الذين نعرفهم ويعرفهم الكثير ، ومع ذلك تجدهم متعففين عن
سوال الناس ، ولا يسالون الا الله الرزاق ذو القوه المتين ، لانهم ايقنوا ان
الرزق من الله وحده ، وبيده وحده ، فامتثلوا امر ربهم تبارك وتعالى القائل في
محكم التنزيل : ” وفي السماء رزقكم وما توعدون ” ، ولقد امتدحهم الله تعالى
لعدم مد ايديهم للناس او سوالهم ، فقال تعالى : ” للفقراء الذين احصروا في
سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا
يسالون الناس الحافا . . ” الايه . يقول ابن كثير رحمه الله :
الجاهل بامرهم وحالهم يحسبهم اغنياء من تعففهم في لباسهم وحالهم ومقالهم ، وفي هذا المعنى
الحديث المتفق عليه ، عن ابي هريره رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ” ليس المسكين الذي ترده التمره ولا التمرتان ، واللقمه
واللقمتان ، والاكله والاكلتان ، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ، ولا يفطن
له فيتصدق عليه ، ولا يسال الناس شيئا ” .
اسباب ظاهره التسول :
تعود بشكل اساسي للفقروالبطاله وقله الحال. الا ان لنظره المجتمع للتسول تختلف من بلد لبلد،
ومن شخص الى اخر، ويرى الكثير ان اعتماد الكثير على التسول كمهنه يوميه تدر دخل
معقول سببه تعاطف الناس مع الاستجداء الكاذب للكثير من المتسولين.
طرق التسول المختلفه:
تختلف اوضاع وطرق التسول من في العالم، ففي الهند مثلا هناك مدينه للمتسولين، لها قوانينها
وشريعتها وطريقه العيش فيها. في البلاد الشرقيه والمسلمه منها يختار المتسولون اماكن العباده والجوامع والاضرحه
مكان لممارسه عملهم، وفي الدول الغربيه تجد المتسولين في انفاق المترو وقرب الساحات العامه والمتاحف
يمارسون عملهم بطريقه اخرى من خلال العزف والغناء او ربما الرسم.
وهناك بعض الباحثين يصورون من يعيش على المساعدات المحليه او العالميه بالمتسولين، حتى بعض العاطلين
الذي تستهويهم المعيشه على المساعدات الماليه وما ان توفر لهم فرصه عمل حتى يعزفون عنها
مفضلين ربما عيشه الكفاف على مساعدات تكفيهم لتوفير خمر يومهم.
ليس بالضروره ان يكون المتسول معدوما، فبعضهم قد امتهن التسول ويجمع منه اكثر بكثير من
قوت يومه، بل يصل به الامر امكانيه لتوظيف من يعمل لديه فيستاجر الاطفال والرضع والاكسسوار
اللازم للتسول وحتى عمل عاهات صناعيه او دائميه لزوم العمل لمن يوظفه.
اغلب دول عالم تمنع التسول وتكافحه بطرق مختلفه قد تفلح وقد تفشل، فان التسول قد
يدفع الى الجريمه وبكل اشكالها فهو بدايه الطريق للانحراف والاسلام يحرمه ويدم المتسولين نظرا لما
له من اضرار على المجتمع و رقيه.
- صور التسول
- مقال اجتماععي علي شكل قصة
- مقال اجتماعي عن التسول