هل يصاب الانسان باكثر من مس عاشق
ما هي حقيقه اصابه الانسان بمس جن عاشق وما هو علاجه والتخلص منه بامر الله
مما لا شك فيه ان الجن العاشق يمثل نوعا من انواع الالم الشديد لمن يدخل
في جسده؛ وذلك لانه يحاول ان يحصل على اشياء قيمه عند الطرف الاخر، فمنهم من
يحرص على هتك العرض – والعياذ بالله تعالى – ومنهم من يحرص على تشويه صوره
الفتاه؛ حتى اذا ما نظر اليها خاطب او احد وجدها منفره، ومنهم من يعطل حياه
الانسان, فيجعله قعيد البيت, طريح الفراش، لا يتحرك ولا يخرج من غرفته الا بصعوبه ومشقه،
الى غير ذلك من صور الاعتداءات التي يحدثها مثل هذا النوع من انواع المس.
ورغم ذلك كله فاننا نحمد الله ان جعلنا مسلمين، ونحمد الله تعالى ان الله ولينا
ومولانا وناصرنا وكفيلنا، فهو جل جلاله يتولى الدفاع عنا اذا ما لجانا اليه, واذا ما
سالناه واخذنا باسباب النصره والاستعانه؛ لان هذا نوع من انواع الابتلاء – فالمس نوع من
انواع المرض – شانه شان الامراض العضويه او النفسيه, وهو يحتاج منا الى علاج، وسوال
والحاح على الله تبارك وتعالى بتعجيل الشفاء.
وانت – ولله الحمد والمنه – (يا بنيتي) تقومين بممارسه العلاج، وتقولين: انك تتعبين عندما
تستعملين المواد التي نصحك بها المعالجون، ولكن هذا شيء طبيعي، فاتمنى الا تتوقفي عنها؛ لان
هذه عباره عن سموم وحروب تقومين بشنها على هذا العدو الظالم الغاشم المعتدي، وهو الذي
يتالم, وانت في الواقع لا تتالمين؛ لان الزيت المقروء عليه ليس فيه شيء يضر البشره
او الجسد، وكذلك الماء المقروء عليه.
فالذي يتاثر ويتاذى انما هو الشخص المعتدي – الجن العاشق – فعليك بالتحمل, ومواصله استعمال
هذه الاشياء؛ لانها انفع الوسائل لقمع هذا العدو الظالم، وعليك بمواصله الرقيه ايضا.
ومساله الموت: ارجو الا تشغلي بالك بها لانه لا هو ولا غيره من اهل السموات
والارض يستطيع ان يقتل انسانا ابدا بغير اراده الله تبارك وتعالى جل جلاله، فلا تصدقي
انه سيقتلك؛ لان لك اجلا معدودا في علم الله تبارك وتعالى، وان شاء الله تبارك
وتعالى لك الوفاه في اي لحظه فسوف يكون ذلك، سواء كان عن طريقه او عن
طريق غيره.
فلا تفكري في هذا الامر، وعليك بالمقاومه وعدم الاستسلام، وعليك بالذهاب الى اكثر من راق
ايضا، فلا مانع ان تكرري وان تنوعي؛ لاحتمال ان يكون بعضهم افضل من بعض, واقوى
ايمانا من بعض، واكثر خبره من بعض، وهذا امر مشروع، فان النبي – صلى الله
عليه وسلم – كان اذا استدعى طبيبا لبعض المرضى فساله، فان وجد من هو اكثر
منه خبره قدمه عليه.
فعليك – يا بنيتي – بمواصله العلاج، واعلمي ان هذه الالام التي تحدث نتيجه العلاج
ليست الاما طبيعيه، وانما هي الام تصيب هذا العاشق الظالم المعتدي، وهو الذي يتالم.
وانصحك – اضافه الى ما انت عليه – بضروره ان تكوني على طهاره دائما، وان
تكوني متوضئه دائما، كذلك حافظي على اذكار الصباح والمساء بكل قوه، واجتهدي في التهليلات المائه
صباحا ومساء: (لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو
على كل شيء قدير) مائه مره في كلا الوقتين، كذلك: (بسم الله الذي لا يضر
مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحا وثلاث
مرات مساء، كذلك: (اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات مساء، الى
غير ذلك من الاذكار، واعتقد انك تقولين ذلك، واحسبك على خير ولا ازكي على الله
احدا.
واعلمي ان هذه الاشياء التي تستعملينها مع الرقيه لها دور كبير جدا في عدم تمكن
هذا الشيطان منك، فلو انك لا تستعملينها فثقي وتاكدي انه سيفعل بك الافاعيل، ويلعب بك
كما يلعب الاطفال بالكره، فانت تقاومين, وهو يتالم من هذه المقاومه، واتمنى ان تستمري دائما
عليها؛ لان كل شيء له نهايه – يا بنيتي – فانت – باذن الله تعالى
– في طريقك الى الشفاء، ولكن اصبري وتحملي؛ لان استعمالك لهذه الادويه بانتظام سيودي الى
اضعافه, بل الى قتله.
وبعض المعالجين يقومون بقتل وحرق هذا الجني، فلا ادري لم هولاء المشايخ لم يستعملوا ايات
الحرق حتى يريحوك منه؟!
فعليك بمواصله البحث عن رقاه اخرين – ان امكن – وعليك باستعمال هذه الادويه لانها
مفيده جدا ونافعه، وباذن الله تعالى سوف يعافيك الله تبارك وتعالى منه قريبا، وابشري بفرج
من الله قريب، وعليك بالدعاء والالحاح على الله تعالى بالشفاء، واطلبي من والديك ومن اقاربك
ايضا ان يشاركوك الدعاء، عسى الله ان يرفع عنك هذا البلاء عاجلا غير اجل، واعلمي
ان النصر مع الصبر، وان الفرج مع الكرب، وان مع العسر يسرا، وعجبا لامر المومن,
ان امره كله له خير: ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له، وان اصابته ضراء
صبر فكان خيرا له، وليس ذلك لاحد الا للمومن، وعليك ايضا ان تستعيني بالله ولا
تعجزي، فان المومن القوي خير واحب الى الله من المومن الضعيف.
- الام يحدثها الجني
