موضوع عن المساجد

موضوع عن المساجد يروى ان رسول صلى الله عليه واله وسلم قال: “قال الله تبارك وتعالى: الا
ان بيوتي في الارض المساجد، تضيء لاهل السماء كما تضيء النجوم لاهل الارض، الا طوبى
لمن كانت المساجد بيوته، الا طوبى لعبد توضا في بيته ثم زارني في بيتي، الا
ان على المزور كرامه الزائر، الا بشر المشائين في الظلمات الى المساجد بالنور الساطع يوم
القيامه”1.

المسجد هو المكان الطبيعي لعباده الله تعالى، ولنشر القيم الاسلاميه، وغرس الاداب والاخلاق الحميده، وتوفير
الطمانينه النفسيه والروحيه، التي تخفف عن الناس اعباء الحياه والامها، وتكبح فيهم جموح الغرائز وشهواتها،
وترسخ اواصر المحبه. فالمسجد ميدان واسع ورحب يعبد الله تعالى في ارجائه، ويطاع في سائر
نواحيه واجزائه, وبه تزكو نفوسهم، وتطمئن قلوبهم، وتتالف ارواحهم وتصفو اذهانهم، حيث يجتمعون فيه بقلوب
عامره بالايمان، خاشعه متذلله لله تعالى. ولهذا جعل ثواب من بنى مسجدا الجنه. روي عن
الامام الصادق عليه السلام: “من بنى مسجدا بنى الله له بيتا في الجنه”2. واعتبرت المساجد سوقا
للاخره

كما روي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: “المساجد سوق من اسواق الاخره قراها
المغفره وتحفتها الجنه”3.

المسجد بيت الله تعالى
لقد عظم الاسلام المسجد واعلى مكانته، ورسخ في النفوس قدسيته، فاضافه الله تعالى اليه اضافه
تشريف وتكريم فقال تعالى: ﴿وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا﴾4. فالمسجد يحتل مرتبه مميزه ومعظمه في افئده المسلمين. روي عن رسول الله صلى الله
عليه واله وسلم قوله: “- في التوراه مكتوب- ان بيوتي في الارض المساجد، فطوبى لعبد تطهر
في بيته ثم زارني في بيتي، الا ان على المزور كرامه الزائر، الا بشر المشائين
في الظلمات الى المساجد بالنور الساطع يوم القيامه”5. وهي بيوت الصلاه والدعاء، كما ورد عن
الصادق عليه السلام حيث قال: “عليكم باتيان المساجد فانها بيوت الله في الارض، ومن اتاها
متطهرا طهره الله من ذنوبه، وكتب من زواره، فاكثروا فيها من الصلاه والدعاء”6.

الدور العلمي والثقافي للمسجد
لا يقتصر دور المسجد على الجانب العبادي فقط، بل هو مدرسه متكامله وله دوره البارز
في تثقيف الامه وبث الوعي فيها وتنميه الجانب العلمي والثقافي، ويظهر ذلك جليا من خلال
تاسيس النبي صلى الله عليه واله وسلم لمسجده في المدينه، حيث كان النبي صلى الله
عليه واله وسلم يقود الامه ويحرك الجيوش الاسلاميه من المسجد، وفيه يتلقى الوحي الالهي والتنزيل
القراني، وفيه يبث الاحكام الالهيه والتعاليم الدينيه، وقد اكدت الروايات على تلاوه القران وطلب العلم
في المسجد روي عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال: “ما جلس قوم في

مسجد من مساجد الله تعالى يتلون كتاب الله يتدارسونه بينهم الا تنزلت عليهم السكينه وغشيتهم
الرحمه وذكرهم الله فيمن عنده”7.

وروي ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال: “من غدا الى المسجد لا يريد
الا ليتعلم خيرا او ليعلمه كان له اجر معتمر تام العمره، ومن راح الى المسجد
لا يريد الا ليتعلم خيرا او ليعلمه فله اجر حاج تام الحجه”8.

فوائد الذهاب الى المسجد والجلوس فيه
روي عن الامام علي عليه السلام: “من اختلف الى المسجد اصاب احدى الثمان: اخا مستفادا في
الله، او ايه محكمه، او رحمه منتظره او كلمه ترده عن ردى، او يسمع كلمه
تدله على هدى، او يترك ذنبا خشيه او حياء”9.

وفي روايه عنه عليه السلام: “لا يرجع صاحب المسجد باقل من احدى ثلاث: اما دعاء يدعو به يدخله الله به
الجنه، واما دعاء يدعو به ليصرف الله به عنه بلاء الدنيا…”10.
وللجلوس في المسجد فوائد منها:
1- الجلوس عباده: ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: “الجلوس في المسجد لانتظار الصلاه
عباده”11، وفي روايه اخرى قال صلى الله عليه واله وسلم: “كل جلوس في المسجد لغو الا
ثلاثه: قراءه مصل، او ذكر الله، او مسائل عن علم”12.

2- تسبيح الارض: روي عن الامام الصادق عليه السلام: “من مشى الى المسجد لم يضع رجلا على
رطب ولا يابس الا سبحت له الارض الى الارض السابعه”13.

شكوى المساجد
ورد في العديد من الروايات: “ثلاثه يشكون الى الله عز وجل: مسجد خراب لا يصلي فيه
اهله، وعالم بين جهال، ومصحف معلق قد وقع عليه الغبار لا يقرا فيه”. هذا وقد
ورد عن الامام الصادق عليه السلام شكوى المساجد على جيرانها:”شكت المساجد الى الله تعالى الذين
لا يشهدونها من جيرانها، فاوحى الله عز وجل اليها: وعزتي وجلالي لا قبلت لهم صلاه
واحده…”14. بل يستفاد من الروايات انه لا صلاه كامله من ناحيه الثواب لجار المسجد الا
في المسجد.

فقد ورد عن امير المومنين عليه السلام: “ليس لجار المسجد صلاه اذا لم يشهد المكتوبه في
المسجد، اذا كان فارغا صحيحا”15.
فهذه الروايه توكد على ضروره اداء الصلاه في المسجد، وتحث جار المسجد على حضور صلاه
الفريضه فيه ما لم يكن معذورا لمرض او غيره من الاعذار الشرعيه.

من هو جار المسجد؟ ربما يتصور بعض الناس ان الجار هو من كان بيته ملاصقا
للمسجد، ولكن الروايات تفسره باوسع من ذلك بكثير، حيث اعتبرت ان الجيره تمتد لمسافه اربعين
دارا، ففي الروايه عن امير المومنين عليه السلام: “حريم المسجد اربعون ذراعا والجوار اربعون دارا من
اربع جوانبها”16. وبعضها فسر الجار بانه من سمع النداء “اي الاذان”، فعن امير المومنين عليه
السلام: “لا صلاه لجار المسجد

الا في المسجد، الا ان يكون له عذر او به عله، فقيل: ومن جار المسجد
يا امير المومنين؟ قال: من سمع النداء”17.
ويقول الامام الخميني قدس سره: “لا تهجروا المساجد فان ذلك هو تكليفكم”18.

فاذا كان المسجد هو محور حركه الانسان المومن الرسالي فهجره والتخلي عنه يعني تفكك نواه
الاسلام وتشتت المجتمع الاسلامي، وهو من اخطر الامراض الداخليه التي يمكن ان يبتلي بها هذا
المجتمع. حتى اعتبر الامام الخميني قدس سره ان بقاء الاسلام يعتمد على حفظ دور هذه
المساجد! يقول قدس سره: “ان حفظ المساجد من الامور التي يعتمد عليها وجود الاسلام اليوم”19.

المسجد مربي الاجيال المومنه
ان للتربيه اهميه خاصه في بناء الانسان الصحيح والسليم، لانها تومن الاجواء الملائمه التي تساعد
الانسان على التوجه نحو الحق وصرف طاقاته في الاتجاه الصحيح لتثمر بعد ذلك من صلاح
الدنيا وطيبات الاخره. والمسجد له دوره الاساسي على مستوى التربيه والتوجيه.

يقول الامام الخميني قدس سره: “يجب ان تكون المساجد مراكزا للتربيه الصحيحه، واكثر المساجد كذلك، بحمد
الله”20.
ويقول قدس سره: “ينبغي ان تكون المساجد محالا للتربيه والتعليم بالمعنى الحقيقي وبجميع الابعاد”21.

الدور الجهادي للمسجد
يقول الامام الخميني قدس سره: “المسجد هو خندق اسلامي، والمحراب هو محل الحرب، انهم يريدون ان
ياخذوا هذا منكم، بل ان ذلك مقدمه، والا فاذهبوا وصلوا ما شئتم. انهم تضرروا من
المسجد خلال هاتين السنتين او الثلاث الاخيره، اذ اصبح المسجد مكانا لتجمع الناس، وتثوير الجماهير
للانتفاضه ضد الظلم، انهم يريدون اخذ هذا الخندق منكم”22.

ان للمسجد دورا اساسيا على مستوى المجتمع ايضا فعباره ” ما لله لله وما لقيصر
لقيصر” هي عباره بعيده كل البعد عن المفاهيم البديهيه في الاسلام، بل هي ترك عملي صريح
ياباه الاسلام الذي جاء على التوحيد الفطري والعملي ﴿فاينما تولوا فثم وجه الله﴾23. فهو المعبود وهو الملك والقاهر والمعين وهو مدبر الامور… لذلك كان المسجد من اليوم
الاول للمجتمع الاسلامي محور الحركه ومنطلق الاعمال.

يقول الامام الخميني قدس سره: “كان المسجد الحرام والمساجد في زمن الرسول الاكرم صلى الله عليه
واله وسلم مركزا للحروب، ومركزا للقضايا الاجتماعيه والسياسيه. فلم يقتصر دور مسجد الرسول صلى الله
عليه واله وسلم على المسائل العباديه كالصلاه والصوم، بل كانت المسائل السياسيه اكثر من ذلك
وكان يبدا من المسجد متى ما اراد تعبئه الناس وارسال الجيوش”24.

اداب المساجد
للمسجد العديد من الاداب منها:
1- عماره المساجد ونظافتها: من وصيه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لابي ذر: “… يا ابا
ذر من اجاب داعي الله واحسن عماره مساجد الله كان ثوابه من الله الجنه.

فقلت: كيف يعمر مساجد الله ؟ قال: لا ترفع الاصوات فيها، ولا يخاض فيها بالباطل،
ولا يشترى فيها ولا يباع، واترك اللغو ما دمت فيها”25.

2– اضاءه المساجد: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: “من اسرج في مسجد من مساجد الله
سراجا لم تزل الملائكه وحمله العرش يستغفرون له ما دام في ذلك المسجد ضوء من
ذلك السراج”26. وقال صلى الله عليه واله وسلم: “من احب ان لا يظلم لحده فلينور المساجد”27.

3– مراعاه اداب الدخول: روي عن الامام الصادق عليه السلام انه قال: “اذا بلغت باب المسجد فاعلم انك
قصدت باب بيت ملك عظيم لا يطا بساطه الا المطهرون، ولا يوذن بمجالسه مجلسه الا
الصديقون، وهب القدوم الى بساط خدمه الملك فانك على خطر عظيم ان غفلت هيبه الملك،
واعلم انه قادر على ما يشاء من العدل والفضل معك وبك، فان عطف عليك برحمته
وفضله قبل منك يسير الطاعه، واجرك عليها ثوبا كثيرا، وان طالبك باستحقاقه الصدق والاخلاص عدلا
بك، حجبك ورد طاعتك وان كثرت، وهو فعال لما يريد…”28.

4– الوضوء: روي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال الله تعالى: “الا ان بيوتي في
الارض المساجد… الا طوبى لعبد توضا في بيته ثم زارني في بيتي…”29.

5- اللباس الحسن: روي عن الامام الصادق عليه السلام في تفسير الايه الكريمه: ﴿خذوا زينتكم عند كل مسجد﴾30 انه قال: “اي خذوا ثيابكم التي تتزينون بها للصلاه في الجمعات والاعياد”31.

6– التحيه والدخول: روي عن الامام الصادق عليه السلام: “اذا دخلت المسجد فادخل رجلك اليمنى وصل على النبي
واله”32. من اداب المسجد الاخرى اقامه صلاه التحيه، فقد روي عن ابي ذر عن النبي
صلى الله عليه واله وسلم انه قال: “يا ابا ذر! ان للمسجد تحيه… ركعتان تركعهما”33.

7– الابتعاد عن حديث الدنيا: روي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: “ياتي في اخر الزمان
قوم ياتون المساجد فيقعدون حلقا ذكرهم للدنيا وحب الدنيا، لا تجالسوهم فليس لله فيهم حاجه”34.

8- عدم رفع الصوت: اجمع الفقهاء على كراهه رفع الصوت في المساجد، قال صاحب العروه في ذلك: “ويكره
رفع الصوت الا في الاذان ونحوه”. وعن ابي ذر انه سال رسول الله صلى الله
عليه واله وسلم عن كيفيه اعمار المساجد، فقال صلى الله عليه واله وسلم: “لا ترفع فيها
الاصوات ولا يخاض فيها بالباطل”35.

9- عدم النوم في المسجد: قال معظم الفقهاء بكراهه النوم في المسجد، لانه يتنافى مع وجوب تعظيم
المساجد الامر الذي اشارت اليه الروايات، ويودي الى هتك حرمه المسجد.

التوحيد والتقوى اساسان لقيام المساجد
قال الله تعالى: ﴿والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المومنين وارصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل
وليحلفن ان اردنا الا الحسنى والله يشهد انهم لكاذبون * لا تقم فيه ابدا لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه
فيه رجال يحبون ان يتطهروا والله يحب المطهرين﴾36.

نزلت هاتان الايتان في رهط من المنافقين اقدموا على بناء مسجد في المدينه عرف فيما
بعد بمسجد ضرار بتحريك من ابي عامر النصراني لتحقيق اهداف مشوومه، تحت واجهه هذا الاسم
المقدس. لكن الله سبحانه وتعالى امر رسوله صلى الله عليه واله وسلم بعدم القيام في
هذا المسجد الذي يراد منه تفريق المسلمين ونشر الكفر والالحاد، وطلب منه القيام في المسجد
الذي يوسس على التقوى والهدف الالهي، ومهما يكن من امر، فاننا نستنتج من هذا ان
المسجد يجب ان يوسس على التقوى والطهاره باعتباره مركزا لتبلور العبوديه والدعاء والخضوع لله تعالى
ومحيطا للطهاره والقداسه، واي بناء يقام تحت اسم المسجد لتحقيق اغراض دنيئه، يجب السعي لهدمه،
كما امر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بهدم مسجد ضرار واحراقه

• إن بيوتي في الأرض المساجد