موضوع خطبه الجمعه اليوم الحياء كخطبه الجمعه من وزاره الشئون والاوقاف
الحمد لله الكريم الرزاق، الذي جعل الحياء من عظم الخلاق، حمده سبحانه حمدا يليق بجلال
وجهه وعظيم سلطانه، وشهد ن لا له لا الله وحده لا شريك له، وشهد ن
سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، شرف الخلق وخير العباد، فاللهم صل وسلم وبارك على
سيدنا محمد وعلى له وصحابه هل الحياء والرشاد، وعلى من تبعهم بحسان لى يوم التناد.
ما بعد: فوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال سبحانه وتعالى:( وهذا كتاب نزلناه مبارك فاتبعوه
واتقوا لعلكم ترحمون) وقال الله عز وجل:( فبشر عباد* الذين يستمعون القول فيتبعون حسنه).
يها المسلمون: ن الناس متنوعون في تزودهم من مكارم الخلاق، فهذا متميز في الكرم، وذاك
في الحلم، وخر في الشجاعه و الوفاء، وكلها خلاق يحبها الله تعالى ورسوله صلى الله
عليه وسلم لا ن رسخ خلاق السلام، ورجاها في القرب من اليمان خلق الحياء، قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :« ن لكل دين خلقا، وخلق السلام الحياء». والحياء من
خلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فعن بى سعيد الخدرى رضي الله عنه قال:
كان النبى صلى الله عليه وسلم شد حياء من العذراء في خدرها.
وقد حثنا السلام على التزام الحياء في نصوص متعدده، وبساليب متنوعه، ومن ذلك: ن الرسول
صلى الله عليه وسلم جعل الحياء شعبه من اليمان، فقال :« اليمان بضع وسبعون و بضع
وستون شعبه، ففضلها قول لا له لا الله، ودناها ماطه الذى عن الطريق، والحياء شعبه
من اليمان».
ونما خص رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء بالذكر دون غيره من شعب اليمان؛
لنه يقود لى بقيتها، قال بعض الحكماء: حياه الوجه بحيائه، كما ن حياه الغرس بمائه.
وقال خر: من جعل الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه
مات قلبه. وقال الشاعر:
فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا ذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء
والحياء طريق المرء لى الطاعات وسبب لجني الخيرات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:« الحياء لا يتى لا بخير». وفي روايه :« الحياء كله خير». ومن تحلى بالحياء ارتقى في
اليمان وزاد في الحسان، وسلك طرق الجنان، ومن تخلى عن الحياء فقد ساء وظلم، وناله
الخسران والندم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« الحياء من اليمان، واليمان في الجنه،
والبذاء من الجفاء، والجفاء فى النار».
لن كلا منهما يدعو لى الخير، ويصرف الشر ويبعده، فاليمان يحث المؤمن على فعل الطاعات،
والحياء يمنع صاحبه من المعاصي والزلات ، قال صلى الله عليه وسلم :« ن الحياء واليمان
قرنا جميعا، فذا رفع حدهما رفع الخر».
عباد الله: وفضل الحياء ما كان من الله تعالى، فن الله عز وجل حيى يحب
هل الحياء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« ن الله عز وجل حيى ستير،
يحب الحياء والستر»
ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم لرجل استوصاه: وصيك بتقوى الله، ون تستحي من الله كما
تستحي رجلا صالحا من قومك. وقال بعض الصالحين: لله عباد تركوا الذنب استحياء من كرمه،
بعد ن تركوه خوفا من عقوبته. وقال بعضهم: ني لستحيي من عظمه الله ن فضي
ليه بشيء ستخفيه من غيره.
ويتحقق الحياء من الله تعالى بحفظ الجوارح عما نهى عنه، فعن عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« استحيوا من الله حق
الحياء». قلنا: يا رسول الله نا لنستحيى والحمد لله. قال:« ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله
حق الحياء ن تحفظ الرس وما وعى، وتحفظ البطن وما حوى، وتتذكر الموت والبلى، ومن
راد الخره ترك زينه الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء».
ومن لم يكن له حياء يحجزه عن محارم الله تعالى سهل عليه الوقوع في المعصيه،
قال النبى صلى الله عليه وسلم :«ن مما درك الناس من كلام النبوه الولى ذا
لم تستحي فاصنع ما شئت».
يها المسلمون: لقد تحلى صحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلق الحياء حتى كان
منهم من تستحيي منه الملائكه، قالت عائشه رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه و ساقيه، فاستذن بو بكر فذن له
وهو على تلك الحال، فتحدث ثم استذن عمر فذن له وهو كذلك فتحدث، ثم استذن
عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه، فدخل فتحدث، فلما خرج قالت
عائشه: دخل بو بكر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له
ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك. فقال:« لا ستحي من رجل تستحي منه الملائكه».
وهذه م المؤمنين عائشه رضي الله عنها تقول: كنت دخل بيتي الذى دفن فيه رسول
الله صلى الله عليه وسلم وبي، فضع ثوبي فقول: نما هو زوجي وبي، فلما دفن
عمر معهم فوالله ما دخلت لا ونا مشدوده على ثيابي حياء من عمر.
فذا كانت رضي الله عنها تستحي من رجل مسدى في التراب, فالحياء من الحي ولى،
وكذلك ينبغي ن يكون سمت المسلمه في تعاملها بحياء مع الناس جميعا، وقد سجل لنا
القرن الكريم خلق امره تحلت بالحياء، فقال الله تعالى في حقها:( فجاءته حداهما تمشي على استحياء
قالت ن بي يدعوك ليجزيك جر ما سقيت لنا).
فالحياء حصانه للمسلمه، وحصن للمسلم من المعاصي، فمن استحيا من الله عز وجل غض بصره،
وحفظ جوارحه، وعف لسانه، وطهر قلبه، وارتقت خلاقه، وسما تعامله مع الناس.
فاللهم ارزقنا التقوى، وجملنا بالحياء، ووفقنا جميعا لطاعتك، وطاعه رسولك محمد صلى الله عليه وسلم
وطاعه من مرتنا بطاعته، عملا بقولك:( يا يها الذين منوا طيعوا الله وطيعوا الرسول وولي المر
منكم).
نفعني الله وياكم بالقرن العظيم، وبسنه نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
قول قولي هذا وستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه نه هو الغفور الرحيم.
الخطبه الثانيه
الحمد لله رب العالمين، وشهد ن لا له لا الله وحده لا شريك له، وشهد
ن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى له
الطيبين الطاهرين وعلى صحابه جمعين، وعلى التابعين لهم بحسان لى يوم الدين.
ما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، واعلموا ن الحياء
من جمع شعب اليمان، فذا تحلى النسان بالحياء من الله تعالى الذي يراه ويسمعه ويعلم
ما يكنه حرص على فعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات، وذا استحيا من الناس لم
يواجههم بما يكرهون، وذا استحيا من نفسه حاسبها على ما يصدر منها من القوال والفعال،
فن فعل ذلك فهو نقي المعدن، زكي النفس، حي الضمير، قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم :« ما كان الحياء في شيء لا زانه، ولا كان الفحش في شيء لا
شانه».
هذا وصلوا وسلموا على من مرتم بالصلاه والسلام عليه، قال تعالى:(ن الله وملائكته يصلون على
النبي يا يها الذين منوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم:« من صلى علي صلاه صلى الله عليه بها عشرا» وقال صلى الله عليه وسلم :« لا
يرد القضاء لا الدعاء».
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى له وصحبه جمعين، وارض اللهم عن
الخلفاء الراشدين: بي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابه الكرمين، وعن التابعين ومن تبعهم
بحسان لى يوم الدين.
اللهم ارزقنا الحياء في كل حال، واهدنا لصالح الخلاق والعمال، واجعلنا من الذين يخشونك في
السر والعلانيه يا كبير يا متعال، يا علام الغيوب.
اللهم لا تدع لنا ذنبا لا غفرته، ولا هما لا فرجته، ولا دينا لا قضيته،
ولا مريضا لا شفيته، ولا ميتا لا رحمته، ولا حاجه لا قضيتها ويسرتها يا رب
العالمين، ربنا تنا في الدنيا حسنه وفي الخره حسنه، وقنا عذاب النار.
اللهم نا نسلك الجنه وما قرب ليها من قول و عمل، ونعوذ بك من النار
وما قرب ليها من قول و عمل، اللهم نا نسلك الجنه لنا ولوالدينا، ولمن له
حق علينا، وللمسلمين جمعين.
اللهم وفق ولي مرنا رئيس الدوله، الشيخ خليفه بن زايد، ودم عليه موفور الصحه والعافيه،
واجعله يا ربنا في حفظك وعنايتك، ووفق اللهم نائبه لما تحبه وترضاه، ويد خوانه حكام
المارات وولي عهده المين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الحياء منهم والموات، اللهم ارحم الشيخ زايد، والشيخ مكتوم، وشيوخ المارات الذين
انتقلوا لى رحمتك، ودخل اللهم في عفوك وغفرانك ورحمتك باءنا ومهاتنا وجميع رحامنا ومن له حق
علينا.
اللهم نا نسلك المغفره والثواب لمن بنى هذا المسجد ولوالديه، ولكل من عمل فيه صالحا
وحسانا، واغفر اللهم لكل من بنى لك مسجدا يذكر فيه اسمك.
اللهم احفظ دوله المارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ودم عليها المن والمان
يا رب العالمين.
اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ( وقم الصلاه ن الصلاه تنهى عن الفحشاء
والمنكر ولذكر الله كبر والله يعلم ما تصنعون)
- خطبة الجمعة اليوم