مقاله فلسفيه حول الاسره اذا كانت الاسره هي الخليه الاساسيه للمجتمع و ثمره لنظام الزواج ،
فما هو الدور الاساسي الذي يجب ان تلعبه في الحياه الاجتماعيه ؟ و اذا كانت
الحياه الزوجيه معرضه لعوائق و مشاكل فكيف السبيل الى مواجهتها ؟ما هي الاسره ؟ الاسره
هي كل جماعه من الناس يعيشون معا في اطار موسسه الزواج ، و القرابه.
طرح المشكله :هل الاسره موسسه قابله للتلاشي ؟
ا- الموقف الاول / .ان الاسره موسسه قابله للانحلال وذلك بتلاشي وظائفها ، اذ بامكان الفرد
ان يستغني عنها وتلبيه مطالبه الاساسيه لوحده ، فالشباب في المجتمعات الغربيه بمجرد بلوغهم سن
الرشد يغادرون عائلاتهم ويتحملون مسووليتهم في بناء مستقبلهم لوحدهم ، واكثر من ذلك اصبحوا ينظرون
الى الروابط الاسريه كقيود تقضي على حريتهم وعلى كيانهم الفردي المستقل. ان الشعور بالانا يقتضي
التحرر من سلطه الوالدين حسب راي البعض . هذا من جهه ،ومن جهه ثانيه اعتبر
الفيلسوف الالماني هيجل Heggelان نهايه الاسره هو الانحلال ليتحول اعضاوها افرادا في المجتمع يخضعون لسلطه خارجيه
، تربطهم قوانين موضوعيه لا روابط عاطفيه و ذاتيه كحال الاسره ، و الاسره في
نظر الشيوعيين موسسه تكرس الانقسام و تعمق الفوارق بين الناس وتهدف الى انشاء مجتمع الطبقات
الذي لا يخدم المجتمع الشيوعي القائم على المساواه و العداله الاجتماعيه ، لقد كانت الاسره
سببا في نشوء السلطات الملكيه التي استولت على حريه الشعوب وممتلكاتهم ، كما كانت سببا
في بقاء الانظمه الطبقيه الاستبداديه ،غير ان ظهور الاشتراكيه قضى على الاسره وجعل افرادها جزء
من الدوله تستمد منهم قوتها ويستمدون منها متطلبات حياتهم ، اذ اصبحت الدوله هي التي
تتكفل بتربيه الاطفال وتعليمهم و رعايتهم وتوظيفهم وتسخيرهم للصالح العام ولم يبقى للاسره اي وظيفه
النقد/ مهما شعر الفرد بالضيق تجاه اسرته الا ان ذلك ليس سببه وجود الاسره بل سببه
سوء المعامله بين افرادها ،و مهما بدت الدوله اكثر قوه من الاسره غير انه بدون
اسره ما كان هناك فرد او مجتمع على الاطلاق.
ب- الموقف الثاني / الاسره موسسه ضروريه وغير قابله للانحلال والتلاشي وتتمثل اهميتها في الوظائف التاليه:
*الوظيفه البيولوجيه / تتمثل في التكاثر الذي يحفظ به النوع البشري . و تنظيم العلاقات
الجنسيه ، فالزواج يضمن طريقه شرعيه و صفه اجتماعيه للاطفال ،ويحارب الانجاب غير الشرعي الذي
لا يخدم المجتمع . كذلك المعاشره الزوجيه تبنى على اشباع الرغبات الجنسيه باعتبارها سنه الحياه
الطبيعيه القائمه على الفطره .اعتبر البيولوجيون هذه الوظيفه من المقومات الاساسيه للاسره .بدونها تنتهي الاسره
بالانحلال و الزوال من الوجود . اذن لا يمكن للمجتمع ان يستمر في الوجود الا
من خلال انجاب الاطفال ورعايتهم و حمايتهم. .
*الوظيفه الاقتصاديه /تتمثل في الانفاق . فالاسره موسسه اقتصاديه صغيره تنتج و تستهلك و تدخر
الفائض من اجل توفير الغذاء و الملبس و الماوى و كل ضروريات الحياه لافرادها ،
و هذا بفضل الاجره التي يقتنيها رب البيت من وظيفته الخارجيه ، لذلك اصبح العمل
من الشروط الاساسيه للزواج والضامن لبناء الاسره واستمرارها . ويوكد الواقع ان اغلب المشاكل التي
تتخبط فيها بعض الاسر تعود بالدرجه الاولى الى عدم تحقيق اكتفائها الذاتي في سد حاجياتها
.
*الوظيفه النفسيه / للاسره روابط نفسيه تتجلى في صور الحب و الحنان و التالف ،
و الاهتمام المتبادل ، و هذه الوظيفه تعد بمثابه الحبل القوي الذي يشد افراد الاسره
بعضهم الى بعض . و من خلال العلاقه الاوليه المبكره بين الام و الطفل ،
يحصل الطفل على حاجته في الرعايه و الامن ، فتتحول فيه المراه من ام بيولوجيه
الى ام سيكولوجيه ، ان اشاعه الود والعطف بين الابناء له اثره البالغ في تكوينهم
تكوينا سليما ، فاذا لم يرع الاباء ذلك فان اطفالهم يصابون بعقد نفسيه تسبب كثيرا
من المشاكل في حياتهم ولا تثمر وسائل النصح و الارشاد التي يسدونها لابنائهم ما لم
تكن هناك موده صادقه بين افراد الاسره . و قد ثبت في علم النفس ان
اشد العقد خطوره و اكثرها تمهيدا لاضطرابات الشخصيه هي التي تكون في مرحله الطفوله الباكره
خاصه من صله الطفل بابويه ،كما ان تفاهم الاسره وشيوع الموده فيما بينهما يساعد على
نموه الفكري وازدهار شخصيته .
*الوظيفه الاجتماعيه / تتمثل في التنشئه الاجتماعيه ، فالاسره هي الخليه الاولى في بناء المجتمع
اذا صلحت صلح المجتمع ، و اذا فسدت فسد المجتمع . و هنا تكمن مهامها
الاجتماعيه في تربيه النشء على المبادئ الاجتماعيه و القيم الاخلاقيه و الحضاريه، فالسنوات القليله الاولى
في حياه الطفل تنقضي معظمها في نطاق الاسره حيث تقام دعائم الشخصيه قبل دخول موثرات
اخرى كالمدرسه وغيرها .. والاسره تساعد الفرد على الاندماج في المجتمع والامتثال للعادات والتقاليد و
القوانين .هكذا تعمل من اجل ان يبقى الفرد وفيا للمجتمع الذي ينتمي اليه ، و
ينمو داخله نمو سويا .
النقد: لكن الاسره اذا لم تع دورها المنوط بها و اذا كانت تبالغ في مراقبه افرادها،
قد تمثل قيدا امام نمو قدراتهم، وتقضي على حريتهم و استقلاليه شخصيتهم و كيانهم الفردي
المستقل.
التركيب ما هي تحديات الاسره ؟ تواجه الاسره مشاكل قد تودي الى تفككها ، و يعود
السبب الى انحراف افرادها وتخليهم عن واجباتهم في الرعايه والحمايه و توفير ضروريات الحياه ،
و هذا ما يفسح المجال الى نشوب الازمات وتراكمها ، و ينتهي الامر بالطلاق او
الهجر . فللطلاق او الهجر اذن اسباب اقتصاديه و اجتماعيه و نفسيه و اخلاقيه ،
غير ان هذه العوائق يمكن تجاوزها بتوثيق العلاقه بين الزوجين على اساس المحبه والاخلاص و
الموده ، و حل الخلافات و المشاكل بالتفاهم و الحوار المتبادل وتقديم المصلحه العامه للاسره
على المصلحه الشخصيه الضيقه ، فالاسره كيان موحد ،و منظومه ثقافيه ، ورابطه خلقيه و
علاقه روحيه تقوم على قيم ساميه قبل ان تكون مجرد علاقه جنسيه ضيقه .و من
اجل تغطيه العجز الاقتصادي خرجت المراه الى العمل لتساعد الرجل على تحقيق الاكتفاء الذاتي ،
بهذه الكيفيه تحافظ الاسره على كيانها ووحدتها وتساهم في بناء المجتمع و الحضاره.
الخاتمه
حل المشكله: مما سبق نخلص الى ان الاسره تبقى موسسه اجتماعيه ضروريه لا يمكن لاي
موسسه اخرى ان تعوضها داخل المجتمع وعليه فالاسره – رغم التطور الذي حصل و يحصل
في المجتمع- تبقى غير قابله لانحلال والتلاشي.
- مقالة الاسرة
- مقالات عن الاسرة
- مقالة فلسفية عن الاسرة
- مقال عن الاسرة
- مقالة حول الاسرة
- حل المقالة هل الاسرة مؤسسةقابلة للانحلال و التلاشي
- مقالات فلسفية الأسرة
- مقالات فلسفية عن الاسرة
- مقالة الأسرة
- مقالة جدلية حول الاسرة