معین الماکرین
معين الماكرين يقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
مهما مكر الانسان ما يريده الله هوا ما يحدث وهنا تفسيره مفصل لهذه اليه الكريمه
(ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين)؟
فجاب رحمه الله تعالى: معنى هذه اليه ان الملا الذين كفروا بعيسى بن مريم عليه
السلام من بني اسرائيل ارادوا ان يقتلوه ويصلبوه فحضروا اليه فلقى الله تعالى شبهه على
رجل منهم ورفع عيسى اليه الى السماء فقتلوا هذا الرجل الذي القي شبه عيسى عليه
وصلبوه وقالوا انا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وقد ابطل الله دعواهم تلك
في قوله (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) فانظر كيف كان عاقبه مكرهم حين
جاؤوا الى عيسى بن مريم عليه الصلاه والسلام ليقتلوه فلقى الله شبهه على رجل منهم
فقتلوه وصلبوه وظنوا انهم ادركوا مرامهم فهذا من مكر الله تعالى بهم و المكر هو
اليقاع بالخصم من حيث لا يشعر وهو اعني المكر صفه مدح اذا كان واقعا موقعه
وفي محله ولهذا يذكره الله عز وجل واصفا نفسه به في مقابله من يمكرون بالله
وبرسله فهنا قال (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) فالمكر صفه مدح في محله لنه
يدل على القوه وعلى العظمه وعلى الحاطه بالخصم وعلى ضعف الخصم وعدم ادراكه ما يريده
به خصمه بخلاف الخيانه فن الخيانه صفه ذم مطلقا ولهذا لم يصف الله بها نفسه
حتى في مقابله من خانوا رسول الله صلى الله عليه وسلم او ارادوا خيانته وانظر
الى قول الله تعالى (ون يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فمكن منهم) ولم
يقل فقد خانوا الله فخانهم بل قال (فقد خانوا الله من قبل فمكن منهم) و
على هذا فلو قال قائل هل يصح ان يوصف الله بالمكر فالجواب ان وصف الله
بالمكر على سبيل الطلاق لا يجوز وما وصف الله بالمكر في موضعه في مقابله اولئك
الذين يمكرون به وبرسله فن هذا جائز لنه في هذه الحال يكون صفه كمال وبهذا
يعلم ان ما يمكن من الصفات بالنسبه الى الله عز وجل على ثلاثه اقسام: قسم
لا يجوز ان يوصف الله به مطلقا كصفات النقص والعيب مثل العجز والتعب والجهل والنسيان
وما اشبهها فهذا لا يوصف الله به بكل حال وقسم يوصف الله به بكل حال
وهو ما كان صفه كمال مطلقا ومع ذلك فنه لا يوصف الله الا بما وصف
به نفسه والقسم الثالث من الصفات ما يوصف الله به في حال دون حال وهو
ما كان كمالا في حال دون حال فيوصف الله به حين يكون كمالا ولا يوصف
الله به حين يكون نقصا وذلك مثل المكر والكيد و الخداع والاستهزاء وما اشبه ذلك.
- صور الماكرين
- قصص الماكرين