اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا
دعاء جميل لله سبحانه وتعالى ان يحمينا من انفسنا ومما بداخلها من تمنى وحب للدنيا
فيجب عليا ان نفكر فى الاخره ونحبها ونسعى جاهدين للجنه والعمل لها فهى دار القرار
والدنيا فيها من المنغصات الكثيره التى تثقل على الانسان ومن الناس من تشغله الدنيا وتكون
اكبر همه.
هذا الدعاء من اعظم الادعيه التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بها لنفسه
ولاصحابه ، وعلمها امته رحمه بهم وشفقه عليهم ، اذ لم يترك هذا الدعاء من
خيري الدنيا والاخره امرا الا وتضمن اكمل ما فيه واحسنه .
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قلما كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهولاء الدعوات لاصحابه :
( اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما
تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ، ومتعنا باسماعنا
وابصارنا وقوتنا ما احييتنا ، واجعله الوارث منا ، واجعل ثارنا على من ظلمنا ،
وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا اكبر
همنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا )
قال المباركفوري رحمه الله :
” قوله ( اللهم اقسم لنا ) اي : اجعل لنا من خشيتك اي :
من خوفك .
( ما ) اي : قسما ونصيبا .
( يحول ) اي : يحجب ويمنع .
( بيننا وبين معاصيك ) لان القلب اذا امتلا من الخوف احجمت الاعضاء عن المعاصي
.
( ومن طاعتك ) اي باعطاء القدره عليها والتوفيق لها .
( ما تبلغنا ) اي : توصلنا انت .
( به جنتك ) اي : مع شمولنا برحمتك ، وليست الطاعه وحدها مبلغه .
( ومن اليقين ) اي : اليقين بك ، وبان لا مرد لقضائك ، وبانه
لا يصيبنا الا ما كتبته علينا ، وبان ما قدرته لا يخلو عن حكمه ومصلحه
، مع ما فيه من مزيد المثوبه .
( ما تهون به ) اي : تسهل انت بذلك اليقين .
( مصيبات الدنيا ) فان من علم يقينا ان مصيبات الدنيا مثوبات الاخرى لا يغتم
بما اصابه ، ولا يحزن بما نابه .
( ومتعنا ) من التمتيع ، اي : اجعلنا متمتعين ومنتفعين .
( باسماعنا وابصارنا وقوتنا ) اي : بان نستعملها في طاعتك . قال ابن الملك
: التمتع بالسمع والبصر ابقاوهما صحيحين الى الموت .
( ما احييتنا ) اي : مده حياتنا .
وانما خص السمع والبصر بالتمتيع من الحواس لان الدلائل الموصله الى معرفه الله وتوحيده انما
تحصل من طريقهما ؛ لان البراهين انما تكون ماخوذه من الايات ، وذلك بطريق السمع
، او من الايات المنصوبه في الافاق والانفس ، فذلك بطريق البصر ، فسال التمتيع
بهما حذرا من الانخراط في سلك الذين ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم
غشاوه .
ولما حصلت المعرفه بالاولين [ اي : السمع والبصر ] ، وترتب عليها [ اي
: على المعرفه بالله ] العباده ، سال القوه ليتمكن بها من عباده ربه ،
قاله الطيبي .
والمراد بالقوه : قوه سائر الاعضاء والحواس او جميعها ، فيكون تعميما بعد تخصيص .
( واجعله ) اي : المذكور من الاسماع والابصار والقوه .
( الوارث ) اي : الباقي .
( منا ) اي : بان يبقى الى الموت .
( واجعل ثارنا ) اي : ادراك ثارنا .
( على من ظلمنا ) اي : مقصورا عليه ، ولا تجعلنا ممن تعدى في
طلب ثاره فاخذ به غير الجاني كما كان معهودا في الجاهليه ، فنرجع ظالمين بعد
ان كنا مظلومين ، واصل الثار الحقد والغضب ، يقال ثارت القتيل وبالقتيل اي قتلت
قاتله .
( ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ) اي : لا تصبنا بما ينقص ديننا من
اعتقاد السوء ، واكل الحرام ، والفتره في العباده ، وغيرها .
( ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ) اي : لا تجعل طلب المال والجاه اكبر
قصدنا او حزننا ، بل اجعل اكبر قصدنا او حزننا مصروفا في عمل الاخره ،
وفيه ان قليلا من الهم فيما لا بد منه في امر المعاش مرخص فيه ،
بل مستحب ، بل واجب .
( ولا مبلغ علمنا ) اي : غايه علمنا ، اي : لا تجعلنا حيث
لا نعلم ولا نتفكر الا في امور الدنيا ، بل اجعلنا متفكرين في احوال الاخره
، متفحصين من العلوم التي تتعلق بالله تعالى وبالدار الاخره ، والمبلغ الغايه التي يبلغه
الماشي والمحاسب فيقف عنده .
( ولا تسلط علينا من لا يرحمنا ) اي : لا تجعلنا مغلوبين للكفار والظلمه
، او لا تجعل الظالمين علينا حاكمين ، فان الظالم لا يرحم الرعيه
- اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا مزخرفه
- اللهم لاتجعل الدنيا اكبر همنا مزخرفه
- اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا
- اللهم لا تجعل مصيبتنا الدنيا اكبر همنا
- اللهم لا تجعل الناس أكبر همي
- اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا
- اللهم لا تجعل الدنيا
- اللهم اجعل همي الاخرة مزخرفه
- اللهم اجعل همي الآخرة مزخرفه
- اللهم اجعل مصيبتنا
