صورة1
انى هنا فظلمتى متعطش
للنور فاشراقة المنساب
و تملكت بالام شبة غمامه
غمرت فضاء سمائها بسحاب
اتقول قولا صادقا لجنينها
ام تستكين لحيرة و عذاب
قال الجنين لامه: يا ام قد
تعب الفواد و لم تف بلباب
اهى الحياة سعادة و رفاهه
ام خدعة ملفوفة بسراب ؟
و بدا علي الام اكتئاب هزها
بتوتر و تشنج الاعصاب
نطقت…و صاحت: يا بنى قتلتني
و رميتنى فمقلتى بحراب
ان الحياة عجيبة و رهيبه
اسرارها مطوية ككتاب
فاذا سعيت لنيلها و دفعت مهرها
غاليا، خدعتك كسراب
تركتك و حدك خائرا متهالكا
مثل الفريد من القطيع بغاب
ضل القطيع و ظن انه امن
فغدا طريد ثعالب و ذئاب
و لقد تراها كالملاك براءه
تسبى العقول يسحرها الجذاب
فاذا اقتربت تمنعت و تراجعت
و لو ابتعدت لنلت شر عقاب
هى هكذا،تضع الرفيع من السما
و تزجة بغيابة السرداب
اما الوضيع فيرتقى بمقامه
ان كان و غدا او سليل كلاب
هذا مقالى يا بنى سمعته
و لك الخيار ففز بخير طلاب
سكن المكان طواة صمت مطبق
شل العقول و غاب بالالباب
و بدا علي الام ارتخاء حالم
و استسلمت للواحد الوهاب
و تدحرجت من خدها قطرات دمع
دافئ مجهولة الاسباب
اما الجنين فلا حراك ببطنها
فكانة لم يلق اي جواب
و مضي الزمان يسير سير مكبل
فاذا القليل يمر كالاحقاب
حتي تمزق فجاة صمت الدجى
و علي صراخ الام فوق سحاب
و تتابعت صرخاتها، و تضرعت
و توسلت للخالق الوهاب
ان يستجيب لغوثها و صراخها
و يحط عنها من ثقيل عذاب
و تصاعدت من بعد صرخة قادم
قبل الحياة و رام خوض صعاب
قدم الوليد و شاع بشر عارم
فكسا الوجوة بفرحة الترحاب
هى كذا سنن الحياة و شرعها