تعريف الحب في الاسلام

صورة1

 



كلمة الحب مولفة من حرفين، انها فالاسلام تعنى شيئا كبيرا، انها اصل من اصول الدين، انها حقيقة راسخة من حقائق الايمان.


 ايها الاخوة الكرام: هذة الكلمة ال كبار مسخت عند اهل الدنيا الي ميل الذكر للانثى، و للناحية الحسية فيها، بينما هى فالاسلام شيء كبير، هذة الكلمة ايها الاخوة يلهج بذكرها العابدون، و يوصى فيها الاطباء و المصلحون، و يسعي الي ترسيخها الدعاة الي الله عز و جل، العالم الاسلامى اليوم يعانى ازمة فالمحبه، هذة الازمة جعلت الانسان لا يفهم معني انسانيته، يعيش لنفسه، او يعيش الناس له و ذلك يصبح بعيدا عن معظم المسلمين.


 ايها الاخوة المومنون: نحن كمسلمين ففقر مدقع الي الحب بمعانية السامية التي جاء فيها القران، بمعانية النبيلة التي و ردت فاحاديث النبى العدنان، بينما الكراهية و البغضاء سمة فعلاقات الناس، و لعل سبب هذا ترجع الي قانون مستنبط من قولة تعالى:

﴿فنسوا حظا مما ذكروا بة فاغرينا بينهم العداوة و البغضاء الي يوم القيامة ﴾

[ سورة المائدة : 14]

 فكل تقصير فحق الله، و جميع معصية لله، و جميع مخالفة لمنهج الله تنعكس فيما بين الناس عداوة و بغضاء لان المصالح تتضارب، بينما الاخوة فالله تتنامي و تتسامى.


 ايها الاخوة الكرام: لا ممكن ان تكون هذة الكلمة ال كبار ممسوخة بميل الذكر للانثي فحسب، انها ميل شهوة و حاجه، و لكن الاسلام اعطي كلمة الحب مفهومات و اسعة جدا، قال احدهم مرة و هو من علماء النفس: الانسان الذي لا يجد حاجة الي ان يحب او يحب ليس من بنى البشر، فكانما الطائرة ان لم تطر ليست طائره، سمها ما شئت ليست طائرة ما لم تطر فالاجواء، ايضا الانسان لا يعد انسانا الا اذا و جد فنفسة رغبة قوية فان يحب، و ان يحب، اوسع هذة الدوائر ان تحب الله الذي انعم عليك بنعمة الايجاد، و نعمة الامداد، و نعمة الهدي و الرشاد، و ان تحب دينة القويم و صراطة المستقيم، و ان تحب اخوانك المومنين الذين تلتقى معهم فعدد لا يعد و لا يحصي من القواسم المشتركه، ان تحب رسول الله الذي جاءك بهذا الدين القويم، ان تحب اسرتك التي خلق الله بينك و بينها المودة و الرحمه، حتي ان المومن يحب لقاء الله، الشيء الذي يفر منة معظم الناس و يرونة اكبر مصيبه، المومن يحب لقاء الله، بعض علماء الرياضيات له مقولة مشهورة هي: انا افكر اذا انا موجود، لكن علماء القلوب يقولون: انا احب الله اذا انا مومن، علامة ايمانك ان يصبح الله و رسولة احب اليك مما سواهما.

محبة الانسان للكمال و النوال و الجمال :

 ايها الاخوة الكرام: شئنا ام ابينا، احببنا ام كرهنا، الانسان عقل يدرك، و قلب يحب، و ما لم يتوازن بين هذين الخطين فان خللا خطيرا فشخصيته، ينبغى ان يعالج، عقل يدرك و قلب يحب، جسم يتحرك و روح تتسامى، و فقلبة تعتلج عواطف كثيرة منها عاطفة الحب، و عاطفة البغض، و عاطفة الرغبه، و عاطفة الرهبه، و منها عاطفة الرجاء، و عاطفة الخوف، ذلك هو الانسان الحي، و لكن حبة و بغضة و رغبتة و رهبتة و رجاءة و خوفة منضبطان بالشرع، يحب للة و يبغض لله، و يخاف للة و يرجو لله، و جميع اعمال قلبة ان صح التعبير منوطة بالله عز و جل، يحب المراة كزوجة او ام او اخت او ابنه، هنالك حدود لا يتجاوزها.


 ايها الاخوة الكرام: بل ان المومن تنساق نفسة مع الكون، اليس الكون من خلق الله؟ هنالك علاقة طيبة بينة و بين جميع من حوله، الا ان يصبح عدوا لله، او الا ان يصبح مفسدا فالارض، يحب الشجر، يحب الطيور، يحب الاسماك، جميع شيء خلقة الله عز و جل، حتي الحيوانات التي امرنا بقتلها يقتلها و فق منهج الحب، لا يعذبها، عن شداد بن اوس ان النبى صلي الله علية و سلم قال:

((ان الله كتب الاحسان علي جميع شيء فاذا قتلتم فاحسنوا القتله، و اذا ذبحتم فاحسنوا الذبحه، و ليحد احدكم شفرتة و ليرح ذبيحته))

[الترمذى عن شداد بن اوس]

 ايها الاخوة الكرام، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم:

((احبوا الله لما يغذوكم من نعمة و احبونى بحب الله و احبوا اهل بيتى بحبي))

[الترمذى عن ابن عباس ]

 اهم ما فالحديث احبوا الله لما يغذوكم بة من نعمه، الانسان مفطور شاء ام ابي علي حب النوال – العطاء- و حب الكمال، و حب الجمال، و حين يكتشف المومن ان الله جل جلالة هو مصدر العطاء، و ان الله منبع الكمال و مصدر الجمال، تحب الكمال و النوال و الجمال و هى عند الله عز و جل لذلك:

﴿امنوا اشد حبا للة ﴾

[سورة البقره: 165]

 يقول الله عز و جل:

﴿ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله و الذين امنوا اشد حبا للة ﴾

[سورة البقره: 165]

 وحينما يكتشف الانسان حبة للة بعد فوات الاوان يري ان القوة للة جميعا، لعل القوة فالعطاء، او لعلها فالكمال، او لعلها فالجمال، الشيء الذي يهواة الانسان مخزون عند الله تعالى، لذا المومن يحب الله، و يحب فالله، و لا يحب مع الله احدا.

(( جاء اعرابى فقال: يا رسول الله متي الساعه…. فقال: و ما اعددت لها ؟ قال: ما اعددت لها من كثير صلاة و لا صيام الا انى احب الله و رسوله، فقال رسول الله صلي الله علية و سلم: المرء مع من احب، قال: فما رايت المسلمين فرحوا بشيء بعد الاسلام فرحهم بذلك ))

[احمد عن انس بن ما لك]

الحب فالله و الحب مع الله :

 ان تحب رسول الله، و ان تحب الصحابة الكرام، و ان تحب اولياء الله، و ان تحب المومنين، و ان تحب المساجد، و ان تحب القران، و ان تحب جميع ما يتصل بالواحد الديان، ذلك حب فالله، اما الحب مع الله فان تحب اعداء الله، ان تحب لمصالح و ما رب و اهواء، الحب فالله عين التوحيد، و الحب مع الله عين الشرك، بل ان مما يلفت النظر ان المومن يحب جميع ما حوله، النبى علية الصلاة و السلام فمعركة مولمة جدا جدا لم يكتب للمسلمين بها النصر، لكنة راي جبل احد فقال علية الصلاة و السلام:

((احد جبل يحبنا و نحبة ))

[الجامع الصغير الاصدار لجلال الدين السيوطي]

(( ان رسول الله صلي الله علية و سلم كان يخطب الي جذع نخلة فلما اتخذ المنبر تحول الي المنبر فحن الجذع حتي اتاة رسول الله صلي الله علية و سلم فاحتضنة فسكن فقال رسول الله صلي الله علية و سلم: لو لم احتضنة لحن الي يوم القيامة ))

[ احمد عن انس بن ما لك]

 ارايت الي هذة الشفافيه؟ عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم:

((انى لاعرف حجرا بمكة كان يسلم على قبل ان ابعث انى لاعرفة الان ))

[مسلم عن جابر بن سمره]

((كان النبى علية الصلاة و السلام ربما دخل الي بستان احد الانصار فراي ناقه، و ربما ذرفت دموعها فمسح ذفريها و قال: من صاحب هذة الناقه؟ فجاووا بانصارى من فتيان الانصار قال: انا صاحبها يا رسول الله، قال: الا تتقى الله فهذا الجمل الذي سخرة الله لك؟ فانة شكا الى انك توجعة و تدئبة ))

[ تاريخ الاسلام الذهبى عن عبدالله بن جعفر]

 المومن يحب جميع شيء، يحب مخلوقات الله، يحب النبات، يحب البيئة لا يلوثها، هو منسجم مع خلق الله عز و جل، هولاء الشاردون عن الله عز و جل يقولون: قهرنا الطبيعه، غزونا الفضاء، كلمات نابيه، و كلمات قاسيه، و كلمات تدل علي همجيه، الله جل جلالة قال:

﴿سخر لكم ما فالسماوات و ما فالارض و اسبغ عليكم نعمة ظاهرة و باطنة ﴾

[ سورة لقمان: 20 ]

 ففرق بين التسخير و التبذير، و بين قهر الطبيعة و بين غزو الفضاء.

النهى عن تمنى الموت :

 ايها الاخوة الكرام: النبى علية الصلاة و السلام نهانا عن تمنى الموت فعن انس رضى الله عنة قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم:

((لا يتمنين احد منكم الموت لضر نزل بة فان كان لا بد متمنيا للموت فليقل اللهم احينى ما كانت الحياة خيرا لى و توفنى اذا كانت الوفاة خيرا لي))

[البخارى عن انس]

 بل ان احد الصحابة الكرام كان فاسعد لحظات حياتة حينما غادر الدنيا.


 عن انس بن ما لك قال:

((لما و جد رسول الله صلي الله علية و سلم من كرب الموت ما و جد قالت فاطمه: و ا كرب ابتاه! فقال رسول الله صلي الله علية و سلم: لا كرب علي ابيك بعد اليوم انه ربما حضر من ابيك ما ليس بتارك منة احدا الموافاة يوم القيامه))

[ابن ما جة عن انس]

طاعة الله يجب ان تكون عن حب و اختيار و مبادرة :

 ايها الاخوة الكرام: الحب اصل من اصول الدين، و سمة بارزة من سمات المومن، لان ذلك الكون بنى علي المحبوبيه، لو ان الله اراد ان نطيعة فقط لاجبرنا علي طاعته، لكنة اراد قلوبنا، اراد محبتنا، اراد مبادرتنا و سعينا الي مرضاته، ف لذا هنالك ايات كثيره:

﴿لو يشاء الله لهدي الناس جميعا ﴾

[ سورة الرعد: 31]

 لو شاء ان نطيعة طاعة مجردة من المحبة لاجبرنا علي طاعته، و لكنة شاء ان نطيعة عن حب، و ان نطيعة عن اختيار، و ان نطيعة عن مبادره.

الموت عرس المومن و تحفتة :

 ثم ان الموت الذي يخافة الناس جميعا و يفرقون بذكر اسمه، و يفرقون بمقدماتة و لاى مرض ينقلهم الي الدار الاخره، هولاء الناس يفهمون الموت علي انه عدم، مع ان الموت رحله، الموت انتقال، النفس البشرية لا تموت و لكنها تذوق الموت.

﴿كل نفس ذائقة الموت ﴾

[ سورة العنكبوت: 57]

 الموت فو هم الناس عدم.

﴿ولا تحسبن الذين قتلوا فسبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون﴾

[سورة ال عمران: 169]

 فى اعلي درجات الحياه، بل ان المومن ليعذب ببكاء اهلة عليه، حينما يري اهلة يضربون صدورهم و يصرخون و يبكون يتالم لالمهم لانة فجنات النعيم، بل ان المومن حينما يحضر اجلة يري مقامة فالجنه، فيعرق خجلا من الله عز و جل، و يصيح صيحة لم ار شرا قط، جميع ما تحملة فالدنيا من متاعب و ابتلاءات و امتحانات يراها ثمنا لهذا النعيم المقيم.

(( غدا نلقي الاحبه، محمدا و حزبة ))

[ احمد عن سعيد بن عبدالعزيز]

 ايها الاخوة الكرام: لو قراتم تاريخ الصحابة اجمعين لوجدتم فسيرهم قاسما مشتركا و احدا الا و هو انهم كانوا فاسعد لحظات حياتهم حين لقاء ربهم، انسان فالنزع الاخير فساحة المعركه، تفقدة النبى فارسل من يتفقده، فراة بين الموتي قال له: يا فلان انت بين الاحياء ام مع الاموات؟ قال: انا مع الاموات، كان يلفظ انفاسة الاخيره، و لكن ابلغ رسول الله منى السلام، قل له: جزاك الله خير ما جزي نبيا عن امته، و قل لاصحابة لا عذر لكم اذا خلص الي نبيكم و فيكم عين تطرف.


 هو يغادر الدنيا، لو نظرت الي من يغادر الدنيا من البشر المتفلتين لرايت شيئا لا يوصف، صراخ و عويل و ضرب و ندم و اصفرار و اغماء، اذا اقتربت الطائرة من ان تقع انظر، بينما المومن لانة عمل عملا يرضى الله عز و جل فهو فعرس، الموت عرس المومن و تحفته.


 ايها الاخوة الكرام: قلب المومن يعتلج فية الحب، احد سماتة البارزة انه يحب الله محبة تدفعة الي طاعته.

﴿ قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله و يغفر لكم ﴾

[ سورة ال عمران: 31 ]

تعصى الالة و انت تخرج حبة  ذاك لعمرى فالموضوع شنيع


لو كان حبك صادقا لاطعته  ان المحب لمن يحب يطيع


***

الود بين المومنين من خلق الله عز و جل :

 ايها الاخوة الكرام: يقول الله عز و جل:

﴿ان الذين امنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن و دا ﴾

[ سورة مريم : 96]

 قال بعض علماء التفسير: و دا مع الله، و قال بعض اخر: و دا فيما بينهم:

﴿لو انفقت ما فالارض جميعا ما الفت بين قلوبهم و لكن الله الف بينهم ﴾

[ سورة الانفال: 63]

 هذا الود بين المومنين من خلق الله عز و جل، من خلق الله و ينبغى ان يكون، و ان لم يكن فنحن فخطر عظيم .

﴿تحسبهم جميعا و قلوبهم شتي ﴾

[ سورة الحشر: 14]

 هذا الذي يكيد لاخوتة المومنين، ذلك الذي يرتاح لفاحشة ظهرت بينهم:

﴿ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة فالذين امنوا لهم عذاب اليم فالدنيا و الاخرة ﴾

[ سورة النور : 19]

 يحب سقوط المومن و انهيارة و اخفاقة هو ليس مومنا، هو فصف المنافقين لقولة تعالى:

﴿ان تصبك حسنة تسوهم ﴾

[ سورة التوبه: 50]

 لكن علامة الايمان ان يمتلئ قلبك فرحا لخير اصاب اخيك من خيرى الدنيا و الاخره، هذة علامة ايمانك، و لك ان تمتحن ايمانك من حين الي اخر، هل تفرح ان اصاب اخوك خيرا مشروعا فالدنيا او الاخرة ام تتالم و تتمني زوال ذلك الخير عنة و تتمني ان يسقط؟

الحب فالله هو محبة انسان من دون منفعة او قرابة او خدمة :

 ايها الاخوة الكرام: الحب فالله يعنى ان تحب انسانا من دون منفعة و لا شهوة و لا قرابة و لا خدمة اداها لك، تحبة لله، لذا و رد فبعض الاحاديث فصحيح مسلم:

((ان رجلا اراد ان يزور رجلا، فارسل له الله علي مدرجتة ملكا فالطريق فصورة رجل و ساله: اين تذهب؟ فقال: اريد ان ازور اخى فلانا، قال: القرابة بينك و بينه؟ قال: لا، قال: افبنعمة له عندك؟ قال: لا، قال: فما الذي؟ قال: احبة لله، قال: ابشر فان الذي تحبة من اجلة بعثنى لابشرك بانة يحبك لحبك اياه))

[ مسلم عن ابى هريره]

 هذا هو الحب فالله، ان تحب انسانا من دون منفعة و لا مصلحة و لا قرابة و لا نسب، من هنا و رد فبعض الاحاديث القدسية حدثنى معاذ فقال عبادة رحمة الله سمعت رسول الله صلي الله علية و سلم يروى عن ربة تبارك و تعالي انه قال:

(( و جبت محبتى للمتحابين في، و المتجالسين في، و المتزاورين في، و المتباذلين في، المتحابون فجلالى لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون و الشهداء )).

 

  • تعريف الحب
  • تعريف الحب في الاسلام
  • الحب صح في الإسلام
  • صوورتعريف الحب


تعريف الحب في الاسلام