الصبر على البلاء

البلاء سنة الله الجارية فخلقه؛ فهنالك من يبتلي بنقمة او مرض او ضيق فالرزق او حتي بنعمة .. فقد قضي الله عز و جل علي جميع انسان نصيبة من البلاء؛ قال تعالى {انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناة سميعا بصيرا * انا هديناة السبيل اما شاكرا و اما كفورا}[الانسان: 2,3] ..

صورة1

 



فمنهم من سيفهم حكمة الله تعالي فابتلاءه، فيهون علية الامر .. و منهم من سيجزع و يتسخط، فيزداد الامر سوءا علية ..

وهذة رسالة الي جميع مبتلى، و جميع الناس مبتلي و مصاب ..

هون علي نفسك، فمهما كانت شدة البلاء سياتى الفرج من الله لا محالة ..

كان محمد بن شبرمة اذا نزل بة بلاء، قال “سحابة صيف بعدها تنقشع” [عدة الصابرين و ذخيرة الشاكرين (19:2)].

فكيف تنال ذلك الفضل العظيم و تصير من عباد الله الصابرين؟؟

صورة2

 



اعلم انك لن تتحصل علي الصبر الا بالتدريب .. قال رسول الله “.. من يتصبر يصبرة الله، و ما اعطى احد عطاء هو خير و اوسع من الصبر” [متفق عليه] .. و علي قدر استعدادك، يكن صبرك علي المشاكل و الابتلاءات التي تعتريك فالطريق ..

فعليك ان تستعد باخذ الاسباب و خطوات التصبر الاتيه؛ حني يهون عليك البلاء و تنال عظيم الثواب:

اولا: معرفة الحكمة من البلاء .. فالله سبحانة و تعالي يبتلى ليهذب لا ليعذب .. فعليك ان تفهم لماذا يبتليك الله تعالي ..

1) البلاء فحق المومن كفارة و طهور .. فقد نبتلى بذنوبنا و معاصينا؛ كى يكفرها الله عز و جل عنا فلا نقابلة بها، و يوم القيامة ستتمني لو انه ربما اعطاك المزيد من الابتلاءات فالدنيا ..

عن النبى قال “ما يصيب المسلم من نصب و لا و صب و لا هم و لا حزن و لا اذي و لا غم حتي الشوكة يشاكها الا كفر الله فيها من خطاياه” [متفق عليه] ..

وعن ام سلمة رضى الله عنها قالت: سمعت رسول الله يقول “ما ابتلي الله عبدا ببلاء و هو علي كيفية يكرهها، الا جعل الله هذا البلاء كفارة و طهورا ما لم ينزل ما اصابة من البلاء بغير الله عز و جل او يدعو غير الله فكشفه” [رواة ابن ابى الدنيا و حسنة الالباني، صحيح الترغيب و الترهيب (3401)]

وعن ابى هريرة رضى الله عنة قال: قال رسول الله “ما يزال البلاء بالمومن و المومنة فنفسة و ولدة و ما له، حتي يلقي الله و ما علية خطيئه”[رواة الترمذى و صححة الالباني، صحيح الجامع (5815)]

وعن سفيان، قال: “ليس بفقية من لم يعد البلاء نعمه، و الرخاء مصيبه” [سير اعلام النبلاء (13:306)].

2) البلاء دليل حب الله للعبد .. والمحب لا يتضجر من فعل حبيبة ابدا، قال رسول الله “اذا احب الله قوما ابتلاهم، فمن صبر فلة الصبر و من جزع فلة الجزع” [رواة احمد و صححة الالباني] .. و قال رسول الله “من يرد الله بة خيرا يصب منه” [صحيح البخارى ].

3) البلاء يبلغك المنازل العلا .. برفقة النبى محمد ، فالعبد تكون له عند الله البيته، فما يبلغها بعمل، فما يزال الله يبتلية بما يكره، حتي يبلغة اياها .. عن ابى هريرة رضى الله عنة قال: قال رسول الله “ان الرجل ليصبح له عند الله البيتة فما يبلغها بعمل، فما يزال يبتلية بما يكرة حتي يبلغة اياها” [رواة ابو يعلي و ابن حبان و قال الالباني: حسن صحيح، صحيح الترغيب و الترهيب (3408)] ..

كان شريح يقول “انى لاصاب بالمصيبه، فاحمد الله عليها اربع مرات: احمد اذ لم يكن اعظم منها، و احمد اذ رزقنى الصبر عليها، و احمد اذ و فقنى للاسترجاع لما ارجو من الثواب، و احمد اذ لم يجعلها فديني” [سير اعلام النبلاء (7:112)] ..

فلا تستعجب ان رايت اعداء الله ممكن لهم فالارض، بينما اهل الايمان مستضعفون فكل مكان .. فقد قال رسول الله “مثل المومن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الرياح تصرعها مرة و تعدلها اخري حتي ياتية اجله، و كالمنافق كمثل الارزة المجذية التي لا يصيبها شيء حتي يصبح انجعافها مرة و احده” [متفق عليه]

وهكذا يصبح حال المومن ما بين الابتلاءات و نزول الرحمات حتى يلاقى الله عز و جل، اما الكافر فاذا اخذة لم يفلتة ..

وكم فالبلية من نعمة خفية ..

وليس معني ذلك ان تتمني البلاء، و لكن عليك ان تسال الله العفو و العافيه.

 

ثانيا: تذكر احوال الاشد منك بلاء .. فمن يري بلاء غيره، يهون علية بلائة ..

قال سلام بن ابي مطيع: دخلت علي مريض اعوده، فاذا هو يئن .. فقلت له: اذكر المطروحين علي الطريق، اذكر الذين لا ما وي لهم و لا لهم من يخدمهم، قال: بعدها دخلت علية بعد ذلك، فسمعتة يقول لنفسه: اذكرى المطروحين فالطريق، اذكرى من لا ما وي له و لا له من يخدمه. [عدة الصابرين و ذخيرة الشاكرين (22:27)]

وتذكر لطف الله تعالي عليك .. مات ابن لعروة بن الزبير و كان ربما بترت ساقه، فقال رضى الله عنه “اللهم ان كنت ابتليت فقد عافيت، و ان كنت اخذت فقد ابقيت؛ اخذت عضوا و ابقيت اعضاء، و اخذت ابنا و ابقيت ابناء” [الكبائر للذهبي (1:183)].

ثالثا: تلقي البلاء بالرضا بقضاء الله و قدرة .. وهذا من اعظم ما يعين العبد علي المصيبه، قال تعالى {ما اصاب من مصيبة فالارض و لا فانفسكم الا فكتاب من قبل ان نبراها ان هذا علي الله يسير} [الحديد: 22]

فالبلاء من قدر الله المحتوم، و قدر الله لا ياتى الا بخير .. قال ابن مسعود: “لان اعض علي جمرة او ان اقبض عليها حتي تبرد فيدي احب الي من ان اقول لشيء قضاة الله: ليتة لم يكن” [طريق الهجرتين و باب السعادتين (16:35)].

عن العباس بن عبدالمطلب قال: قال رسول الله “ذاق طعم الايمان من رضى بالله ربا و بالاسلام دينا و بمحمد رسولا” [رواة مسلم] .. فالرضا بقضاء الله يورث حلاوة الايمان التي تهون من اثر الشوك تحت الاقدام.

رابعا: الجزع و عدم الرضا لا ينفعا .. فالتحسر علي المفقود لا ياتى بة .. كان يحيى بن معاذ يقول “يا ابن ادم، ما لك تاسف علي مفقود لا يردة عليك الفوت؟!، و ما لك تفرح بموجود لا يتركة فيديك الموت؟!” [صفة الصفوه (2:295)].

خامسا: معرفة طبيعة الدنيا و انها دار عناء .. فالدنيا بمثابة القنطرة التي تعبر فيها الي الدار الاخره، فلا تحزن علي ما فاتك بها ..

قال ابن الجوزي “اما بعد؛ فانى رايت عموم الناس ينزعجون لنزول البلاء انزعاجا يزيد عن الحد، كانهم ما علموا ان الدنيا علي ذا و ضعت! .. و هل ينتظر الصحيح الا السقم؟، و الكبير الا الهرم ؟، و الموجود سوي العدم ؟!” [تسلية اهل المصائب (1:71)] .. و قال ايضا “ولولا ان الدنيا دار ابتلاء لم تعتور بها الامراض و الاكدار، و لم يضق العيش بها علي الانبياء و الاخيار .. و لو خلقت الدنيا للذة لم يكن حظ للمومن منها” [موسوعة فقة الابتلاء (4:129)].

صورة3

 



سادسا: معرفة ثواب الصبر العظيم .. وحينها يهون عليك جميع بلاء، قال تعالى {.. انما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب} [الزمر: 10] ..

مات عبدالله بن مطرف، فخرج مطرف علي قومة فثياب حسنة و ربما ادهن، فغضبوا و قالوا: يموت عبدالله بعدها تظهر فثياب كهذة مدهنا؟!!، قال: “فاستكين لها و ربما و عدنى ربى تبارك عليها ثلاث خصال جميع خصلة منها احب الى من الدنيا كلها؟!، قال الله عز و جل {الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا للة و انا الية راجعون * اولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و اولئك هم المهتدون} [البقره: 156,157] .. فاستكين لها بعد هذا؟” [صفة الصفوه (2:132)]

والصبر كاسمة مر مذاقه  …  لكن عواقبة احلي من العسل

اضغط هنا لمعرفة فضائل الصبر .. الصبر طريق الجنه

سابعا: ثق بحدوث الفرج من الله سبحانة و تعالي .. اذا رايت امرا لا تستطيع غيره، فاصبر و انتظر الفرج .. قال تعالى {فان مع العسر يسرا * ان مع العسر يسرا} [الشرح: 5,6].

ثامنا: استعن بالله و الجا الية و اطلب منة المعونة .. واسالة ان يلهمك الصبر و الرضا بقضائه؛ كى يهون عليك البلاء و تنجح فالامتحان الذي يورثك الجنة ان شاء الله تعالي ..

فلابد من التوكل و الاستعانه، كى تنال الصبر .. قال الله تعالى {واصبر و ما صبرك الا بالله ..} [النحل: 127].

تاسعا: انما الصبر عند الصدمة الاولي .. عن انس قال: مر النبى بامراة تبكى عند قبر، فقال “اتقى الله و اصبري”، قالت: اليك عني، فانك لم تصب بمصيبتي، و لم تعرفة فقيل لها انه النبى . فاتت باب النبى فلم تجد عندة بوابين، فقالت: لم اعرفك. فقال “انما الصبر عند الصدمة الاولى” [متفق عليه].

عاشرا: ترك التشكى .. فينبغى ان تحفظ لسانك عن الشكوي لاى احد، سوي الله عز و جل ..

بث شكواك الي مولاك، كما فعل نبى الله يعقوب علية السلام عندما قال {قال انما اشكو بثى و حزنى الي الله ..} [يوسف: 86] .. و كان ميمون بن مهران يقول “ان الناس يعيرون و لا يغفرون، و الله يغفر و لا يعير” [سير اعلام النبلاء (9:81)].

لمن تشكو يا عبدالله؟! .. هل تشكو الخالق للمخلوق ؟؟!

راي بعضهم رجلا يشكو الي احدث فاقة و ضروره، فقال : يا هذا! تشكو من يرحمك الي من لا يرحمك؟! .. بعدها انشد :

واذا اتتك مصيبة فاصبر لها … صبر الكريم فانة بك ارحم

واذا شكوت الي ابن ادم انما … تشكو الرحيم الي الذي لا يرحم

[مدارج السالكين (2:161)]

 

الحادى عشر: اياك و الغضب عند البلاء .. فان الغضب ينافى الصبر، قال تعالى {فاصبر لحكم ربك و لا تكن كصاحب الحوت اذ نادي و هو مكظوم} [القلم: 48]

الثاني عشر: لا تستعجل .. فوض امرك الي الله و خذ بالاسباب، و لا تستعجل فكل ياتى بقدر ..

عن خباب بن الارت قال: شكونا الي النبى و هو متوسد بردة فظل الكعبة و ربما لقينا من المشركين شده، فقلنا: الا تدعو الله؟، فقعد و هو محمر و جهة و قال “كان الرجل فيمن كان قبلكم يحفر له فالارض فيجعل فيه، فيجاء بمنشار فيوضع فوق راسة فيشق باثنين فما يصدة هذا عن دينه، و الله ليتمن ذلك الامر حتي يسير الراكب من صنعاء الي حضرموت لا يخاف الا الله او الذئب علي غنمة و لكنكم تستعجلون” [رواة البخاري].

الثالث عشر: لا تياس و تستسلم لتثبيط الشيطان .. لا تياس مهما كانت شدة البلاء، فانة دائما يبدا كبيرا بعدها يتلاشي .. و ربما قال الله تعالى {.. و من يقنط من رحمة ربة الا الضالون} [الحجر: 56].

الرابع عشر: التامل فقصص الصابرين .. فاى بلاء ربما تتعرض له، فقد تعرض النبى لمحن و ابتلاءات اشد منة .. و كان خير الصابرين و الشاكرين و الحامدين .. فتامل فصبرة و صبر الصالحين من قبلة و بعدة ..

يقول ابن القيم فالفوائد “يا مخنث العزم اين انت و الطريق؟! .. طريق تعب فية ادم، و ناح لاجلة نوح، و رمى فالنار الخليل، و اضجع للذبح اسماعيل، و بيع يوسف بثمن بخس، و لبث فالسجن بضع سنين، و نشر بالمنشار زكريا، و ذبح السيد الحصور يحيى، و قاسي الضر ايوب، و زاد علي المقدار بكاء داوود، و سار مع الوحش عيسى، و عالج الفقر و نوعيات الاذي محمد … و تزهي انت باللهو و اللعب؟!” [الفوائد (1:42)].

مسك الختام، قول الله تعالي تسلية لكل مبتلى {.. لا تحسبوة شرا لكم بل هو خير لكم ..} [النور: 11]

وقولة عز و جل {.. و عسي ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسي ان تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و انتم لا تعلمون} [البقره: 216]

جعلنا الله و اياكم من عبادة الصابرين،،

صورة4

 



  • الصبر على البلاء
  • الصبر على المتحان
  • اجمل العبارات عن البلاء
  • قصص عن الصبر علي البلاء
  • قصص عن الصبر على البلاء
  • على قدر صبرك ع اذاء الناس
  • دعاء الصبر ع مصيبة الموت
  • الصبر عند شدة البلاء
  • الصبر على بلاء لاجهاض
  • ادعية جميله للمومن


الصبر على البلاء