مقالات مواضيع جديدة

مقال نقدى عن الحجاب

مقال نقدى عن الحجاب Bd80F546063F93881Ebc5B0522F3Efb5

مقال نقدى عن الحجاب  بعنوان بين الحجاب والمجتمع

مقال نقدى عن الحجاب 20160717 1437
لابد ن بد هذا المقال بتكيد هميه الحوار بين بناء الوطن الواحد ولا سقطنا كلنا
فى صراع يستنزف قوانا. ومن هنا الصرار على التغيير والصلاح الدستورى وطلاق حريه تسيس الحزاب
ولغاء الحكام العرفيه حتى يمكن لكل لوان الطيف السياسى ن تعبر عن الراده الشعبيه دون
خوف من البطش المنى ومن خلال حوار ديموقراطى سلمى. ولكن هذه الحريه، شنها شن ى
شكل خر من شكال الحريه، ليست مطلقه، ذ ن ى تيار و تنظيم سياسى يريد
ن يشارك فى العمليه السياسيه الديموقراطيه عليه ن يلتزم بقواعدا اللعبه، وبتداول السلطه، ولا يحاول
ن يجلس على العرش مدى الحياه  وكنه امبراطور الصين العظيم. ولذا من الضرورى ن تسن القوانين
وتوضع الضوابط والليات التى تضمن التزام الجميع بهذه القواعد.

كما ود ن ؤكد احترامى للسيد الوزير فاروق حسنى، فنا معجب به عن بعد، فلم
لتق به سوى بضعه لقاءات قليله قصيره عابره فى مناسبات رسميه. فنا عرف الجهود التى
تبذلها وزارته فى عمليه ترميم الثار الفرعونيه والقبطيه والسلاميه وبناء المتاحف وحمايه الثار الفرعونيه من
السرقه.

بعد كل هذه المقدمات حب ن توجه لى تصريحات السيد الوزير بخصوص الحجاب، ونا مثله،
ومثل الكثيرين من بناء جيلى، لا عرف الكثير عن الرى الفقهى فى مساله الحجاب. وحين
قول “الرى الفقهى”، فنا لا تحدث عن “احتكار السلطه والتشريع” كما قد يظن البعض. فنا
كمتخصص فى النقد الدبى، درك تماما ضروره ن يكون الناقد على لمام بقواعد النقد ولغته
وتراثه ونظرياته ولياته حتى يكون مؤهلا لن يقدم رؤيه مركبه مستنده لى قراءه متفحصه للنص
الذى يدرسه، ولا كان نقده عباره عن انطباعات متناثره ذاتيه. وزعم ننى متابع جيد للحركه
الفنيه التشكيليه، ومعجب بعمال كثير من الفنانين، ولكننى حينما يسلنى حد الصحفيين عن ريى فى
هذا الفنان و ذاك، فنى نبهه ننى لست متخصصا، ون ما قوله هو رى انطباعى
لننى غير مؤهل لصدار حكم نقدى مركب. بعد كل هذه التحفظات دلى بريى باعتبارى حد
المهتمين الهواه وحسب. وهذه ليست دعوه لاحتكار السلطه النقديه ونما توضيح لحدود حكامى التى صدرها
فى هذا المجال.

وذا كان المر كذلك بالنسبه للنقد الدبى والنقد الفنى، فلابد ون نطبق نفس القواعد على
مر فى هميه الشئون الدينيه، ليس كذلك؟! لكل هذا سلت حد صدقائى عن الرى الفقهى
فى قضيه الحجاب، وصديقى هذا ليس من رجال الدين ولكنه يعرف هذه المور كثر منى
فقال: “
الحديث النبوي الكثر شيوعا حول شكل الحجاب وحدوده هو حديث النبي (صلى الله عليه وسلم)
للسيده سماء بنت بي بكر الصديق رضي الله عنهما، وهو بالمعنى: ذا بلغت المره المحيض،
فلا ينبغي ن يرى منها لا هذا وهذا، وشار عليه الصلاه والسلام لى الوجه والكفين.
هذه الروايه و الحديث فيه ضعف من حيث نه “منقطع”، ي ن الصحابي الذي روى
عن السيده سماء مجهول.

ثم استطرد صديقى قائلا: “بيد ن التوصيف العام لما ينبغي ن يستر من المره –
في روايه سماء- متفق بشكل عام مع التوجيهات والوامر القرنيه حول الموضوع. ومنها اليه التاليه:
“وقل للمؤمنات يغضضن من بصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن لا ما ظهر منها وليضربن
بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن لا لبعولتهن … ولا يضربن برجلهن ليعلم ما يخفين
من زينتهن وتوبوا لى الله جميعا يها المؤمنون لعلكم تفلحون” (سوره النور: 31). والجيوب هي
الفتحات، فتحات العنق والصدر، والبطين، والساقين. والخمر جمع خمار هي غطيه الرس والصدر.

ومن اليات الخرى يه “وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهليه الولى …” (الحزاب: 33)،
ويه “يا يها النبي قل لزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك دنى
ن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما” (الحزاب: 59).  والجلابيب، كما نعرف، هي القمصان الطويله
المسدله لى القدمين.

وقد استنتج صديقى من كل هذا ما يلى: “هذه اليات مجتمعه تحدد الطار العام للستر
المنافي لتبرج الجاهليه والمانع للثاره والاستفزاز الذي يختزل نسانيه المره وعقلها وشخصيتها ويلغي دورها الاجتماعي
والنساني لى مجرد مصدر للاستفزاز الغرائزي”. ويجب ن شير لى ن هناك من المدافعين عن
الحجاب من يرى نه بالفعل فرض ولكنه جزء من كل، ونه فى طار فقه الولويات
لا يعد ولويه كبرى، فهناك ولويات سلاميه خرى مثل قامه العدل فى الرض والحرب ضد
الفساد ومقاومه المستعمر..لخ. وكما قال فضيله المرشد العام للخوان المسلمين: “الجميع يعلم ن الحجاب فريضه
سلاميه، ومع هذا
فالقضيه خذت كثر مما تستحق. فمصر تعانى من مشاكل وزمات كبر وخطر لف مره من
الحجاب مثل الاستبداد والفقر والبطاله والفساد والتدهور

مقال نقدى عن الحجاب 20160717 1437

الخطير فى التعليم والصحه.”

وحيث ن الوزير فاروق حسنى ليس من المتفقهين فى مور الدين مثلى، فنا صدقه تماما
حين قال نه لم يكن يصدر حكما دينيا. ذن، كيف يمكن تصنيف
تصريحه و دردشته (على حد قوله)؟ عتقد ننى لن جانب الصواب كثيرا حين قول نه
كان يصدر حكما ثقافيا حضاريا، فالتخلف مقوله اجتماعيه حضاريه، والجاهليه والرده تماما مثل النهضه والاستناره
هى مصطلحات ذات مضمون ثقافى وحضارى غير دينى فى الخطاب التحليلى المصرى المعاصر. ولذا فلنتناول
الموضوع من هذا المنظور!

ن من يصفون الحجاب بنه مظهر من مظاهر التخلف يزنون كلماتهم، ووزير الثقافه واحد منهم.
وحيث نه يحاول ن يدفع هذا البلد فى طريق التقدم، فنه بلا شك يعرف مؤشرات
التقدم، ومن ثم يعرف يضا مؤشرات التخلف، وقد جعل الحجاب حداها!

ولنحاول ن نحلل خطاب السيد الوزير وكل من يحذو حذوه. نهم يتحدثون عن حريه التعبير
والبداع، باعتبارهما مطلق 
لا يتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وهذه صيحه يطلقونها فى وجه كل من
يتجر ويحتج على رى ما. قد لا يعرف الكثيرون ن حدى اهتماماتى هو تطور الزياء،
وبالذات زياء النساء، ذ حاول رصد تطورها كتعبير عن تطور الرؤيه للنسان فى الغرب. وقد
لاحظت ن ملابس النساء تزداد فى الغرب انكماشا يوما بعد يوم من المينى سكيرت لى
المايكرو لى البلوزه التى تكشف البطن 
demi-ventre لى ن وصلنا لى ما سماه حد الصحفيين the well-undressed woman (ى المره قليله الهندام، فى مقابل المره حسنه الهندام (the well-dressed woman. (ولعل حسن ترجمه لهذه العباره، هو عباره عادل مام الشهيره “لابسه من غير هدوم”).
وحين خبرت حد مصممى الزياء عن اعتراضى على الزياء التى لا علاقه لها بى دين
و ثقافه و ذوق، قال ن هذه عمال فنيه، ون اعتراضى هذا يعد شكلا من
شكال الرقابه على حريه الفكر والبداع، هذا المطلق العلمانى الجديد. وهنا
سلته: ليس من حق المجتمع ن يدافع عن نفسه ضد ى اتجاهات تفكيكيه عدميه؟ وقد صدم صاحبنا من هذا الطرح الذى لم يطر له على بال، لنه لا
يدرك (شنه شن المثقفين الذين يدافعون عن الحريه المطلقه للبداع) نها رؤيه بورجوازيه تجعل من
الفرد مرجعيه ذاته (تماما مثل رس المال الذى يتحرك فى السوق بكامل حريته لا يخضع
لا لقوانين ماديه ليه غير نسانيه غير اجتماعيه هى قوانين العرض والطلب والربح والخساره). ولكن
المجتمع ليس هو السوق، فالمجتمع كيان مركب متماسك يتسم بقدر من الوعى، وله سبقيته على
الفرد مهما بلغت درجه بداع هذا الفرد، فالفرد ينتمى لى المجتمع وليس المجتمع هو الذى
ينتمى لى الفرد، لا ذا كان مجتمعا شموليا. ن بعض المثقفين الثوريين انساقوا وراء هذه
الدعوه للحريه المطلقه للبداع والمبدعين، دون ن يدركوا تضميناتها الفلسفيه المعاديه للنسان وللمجتمع. عندئذ لزم
مصصم الزياء الصمت، خاصه ونه كان يعرف ن خمسه من كبار مصممى الزياء ماتوا منذ
عده عوام، من مرض اليدز، وكانوا جميعهم من الشذاذ جنسيا، فسارعت مصانع الزياء بالتعميه على
الخبر حتى لا تتثر رباحهم سلبا، ى نهم دركوا البعد غير الاجتماعى غير الخلاقى غير
النسانى لبداع مصممى الزياء، باعتباره بداعا لا ينتمى لى المجتمع.

 وهؤلاء الذين يدافعون عن حريه التعبير والذين جعلوا الفن مطلقا، سحبوا الطلاق من الدين وى
قيم مطلقه (خلاقيه كانت م نسانيه) وجعلوا من الدين شنا خاصا، ومر من مور الضمير،
وتصوروا ن الدين يوجد فى قسم خاص فى وجدان النسان منفصل تماما عن عالم السياسه
وعالم الاقتصاد وعالم الاجتماع النسانى، (وكن الضمير الفردى لا علاقه له برقعه الحياه العامه). ولذا
حين يتم تناول ظاهره ما فهى ما ن تكون ظاهره دينيه و غير دينيه، انطلاقا
من تعريف العلمانيه نها فصل الدين عن الدوله (ى الدنيا ومجمل حياه النسان). ولكن هذا
رؤيه سوقيه للعالم وللنفس البشريه، فالنسان كائن مركب، وكذا الفعل النسانى. فالدينى يتداخل مع السياسى
والاقتصادى والنفسى. وهنا يمكن ن نطرح السؤال التالى: الفدائى الفلسطينى الذى يذهب ليهاجم مستوطنه فلسطينيه:
هل يفعل ذلك لسباب دينيه م سباب اقتصاديه م سباب اجتماعيه م نفسيه؟ الرد السليم
على هذا السؤال ن دوافعه مركبه، فهو حين يقوم بفعله الفدائى فن ما يحركه هو
كل هذه الدوافع مجتمعه. ويرى هؤلاء الذين يفصلون الدين عن بقيه مجالات الحياه نه لو
ظهر فى الحياه العامه فن هذا مظهر من مظاهر التخلف، وفى ذهنهم بطبيعه الحال المشروع
العلمانى الغربى وما يسمى مشروع النهضه العربى الذى جعل شعاره اللحاق بوروبا، بحلوها ومرها، وخيرها
وشرها، وكننا ببغاءات عقلها فى ذنيها. ومن هنا كان الاقتراح المشئوم الخاص بالاحتفال بالذكرى المئويه
الثانيه للحمله الفرنسيه على مصر وغزو قوات الثوره الفرنسيه لمصر المحروسه، باعتبار ن هذا هو
بدايه التقدم نحو الغرب والاستناره على طريقه الغرب. لم يدرك هؤلاء ن الحمله الفرنسيه على
مصر هى بدايه الاستعمار الغربى لبلادنا الذى يحاول تحطيم تراثنا وتحويلنا لى ماده استعماليه يوظفها
لصالحه. لقد تناسوا المقاومه النبيله التى بداها الشعب المصرى لهذا الاستعمار وتناسوا ثوره القاهره الولى
والثانيه التى اندلعت من الزهر، كما تناسوا الزهرى سليمان الحلبى الذى اغتال كليبر قائد الحمله،
وعلماء الزهر الذين رفضوا التعاون مع الاستعمار. لقد خرجوا الحمله الفرنسيه من سياقها التاريخى والاجتماعى
المصرى والفرنسى، وحين يفعل ى باحث و مفكر ذلك يصبح بوسعه فرض ى معنى يشاء
على الظاهره التى يدرسها، ولذا حولوا الحمله الفرنسه لى مؤشر على التقدم وحولوا المقاومه (بالتالى)
لى مظهر من مظاهر التخلف. (وهذا لا يختلف كثيرا عما يفعله الغرب الن مع المقاومه
حين يسمى المقاومه الفلسطينيه “رهابا”، ويصنف حزب الله وحماس والجهاد على نها “منظمات رهابيه”، ولا
حول ولا قوه لا بالله).

وعتقد ن صحاب هذا الخطاب قد فعلوا شيئا من هذا القبيل، حين جعلوا من الحجاب
رمزا للتخلف. فقد نزعوه من سياقه الاجتماعى والتاريخى والنسانى، واستقوا مؤشرات التقدم والتخلف من النموذج
الغربى. وهنا يمكننى ان اسل هؤلاء: ماهى مؤشرات التقدم بالنسبه لهم؟ السؤال هنا خطابى، فالمؤشرات
هنا واضحه وهو ن خلع الحجاب علامه على التقدم والاستناره، ما ارتداء الحجاب فهو علامه
على التخلف والرده والظلمه..لخ. ولكن هل المساله بهذه البساطه والسذاجه؟ فلنخذ على سبيل المثال لا
الحصر فتاه متبرجه متحرره ومستنيره لا ترتدى الحجاب، ترتاد نادى الجزيره  و ى نادى خر، وتلعب
التنيس بالشورت، وتلبس المايوه، وترتاد قاعات الديسكو، وتجيد التحدث بلغه عجميه و لغه عربيه معظم
مفرادتها نجليش و فرنش، تماما مثل مذيعات قناه 
LBC (التى يطلق عليها بعض المصريين قناه “لبسى” شاره لى المذيعات الجميلات اللبنانيات والتى تحاول بعض
مذيعاتنا اللحاق بهن وبركب التقدم). مثل هذه الفتاه التى تتمتع بمستويات استهلاكيه عاليه ولا تعرف
شيئا عن مصر الحقيقيه، مصر الفقراء والكادحين والمتعبين، ولا تشترك بطبيعه الحال فى ى حركه
سياسيه، هى كثر تقدما من فتاه محجبه تعيش فى مصر الحقيقيه بين هلها وتعرف همومهم،
ولا تتمتع بمعدلات الاستهلاك الشيطانيه التى مسكت بتلابيب المجتمع المصرى والتى ستقضى على كل محاولات
التنميه؟ وغالبيه المحجبات يشاركن فى العمل العام، السياسى والمدنى. لم يلاحظ المتحدثون عن الحجاب باعتباره
علامه التخلف الوجود الملحوظ للمحجبات فى المظاهرات؟ لم يشاهدوا الصوره التاريخيه لبعض المحجبات وهن يصعدن
على السلم الخشبى للوصول لى لجنه الانتخابات وصندوق الاقتراع، بعد ن تصدى لهن رجال المن
الحكومى؟ لم يسمعوا عن تلك المحجبات اللائى اضطررن لخلع الحجاب حتى يمكنهن الوصول لصندوق الاقتراع؟  حينما
ذهب لى دمنهور (المدينه التى نشت فيها) رى المجتمع المدنى هناك فى غايه الحيويه والنشاط،
وكثير من القائمين على بعض جمعياته (غير الرسميه وغير المعلنه) فتيات محجبات. عرف حدى هذه
الجمعيات وتخصصها هو توفير جهزه غسيل الكلى لمرض الفشل الكلوى. وتقوم تلك الفتيات المحجبات بجمع
الموال من القادرين، بل ومن بعض القارب المقيمين فى الولايات المتحده لتمويل مشروعهم الخيرى. بالله
عليكم، من هو كثر تقدما، فتاه نادى الجزيره المتحرره ومثالها م هؤلاء المحجبات؟

يجب ن ينظر لى الحجاب فى سياق اجتماعى وتاريخى، وذا كان الدينى يختلط بالسياسى بالاقتصادى
بالاجتماعى بالتاريخى كما سلفت، فيجب ن ننظر للحجاب بهذه الطريقه. فمن ناحيه يرى الكثيرون نه
فرض دينى، ولكن يجب لا ننسى نه صبح يضا عرفا اجتماعيا. ويرى علماء الاجتماع ن
كل مجتمع له 
dress code شفره و لغه الملابس الخاصه به، وهى لغه، شن ى لغه، مر اجتماعى، فالمجتمع هو
الذى يحددها وليس الفراد. وينضوى تحت هذا ما يكشف وما لا يكشف من جسد الرجل
و جسد المره، وما يلبس وما لا يلبس فى كل مناسبه. هل كانت حدى الفتيات
تتجر على لبس بلوزه تكشف عن بطنها منذ عامين فى الشرق و الغرب، والن هل
يجرؤ حد ن يعترض على هذا الزى؟! ولذا فن شكوى البعض من نهن يضطررن لى
ارتداء الحجاب بسبب الضغوط “الدينيه” عليهن، قد يكن على حق، ون كن عليهن ن يدركن
ن هذه الضغوط قد تكون دينيه فى الصل، ولكنها تحولت لى عرف اجتماعى ومن ثم
صبحت الضغوط اجتماعيه. هل تجرؤ سيده ن تذهب لى متم مرتديه فستانا حمرا بهيجا، و
ن تذهب لى عرس ترتدى فستانا سودا حزينا؟

مقال نقدى عن الحجاب 20160717 1439

 والحجاب لى جانب كل هذا تعبير عن التمسك بالهويه (عرف بعض الصديقات العلمانيات اللائى تحجبن
تمسكا بالهويه، وهو ما حدث يضا فى يران ثناء الثوره السلاميه ضد شاه يران)، وهو
كذلك تعبير عن مقاومه الاستعمار الجنبى. وهناك كذلك الجانب الاقتصادى، فالحجاب دون شك تعبير عن
رفض النموذج الاستهلاكى (نموذج الموضات وضروره تبنى الجديد ونبذ القديم، بناء على وامر القرد العظم
فى باريس و لندن و يطاليا). حينما عدنا نا وزوجتى من الولايات المتحده عام 1979،
كان الانفتاح قد اكتسح مصر المحروسه، وكان راتبنا الشهرى لا يتجاوز 180 جنيه مصرى. وحين
ذهبت زوجتى لشراء حقيبه وحذاء، وجدت ن مجموع ثمنهما هو 150 جنيه بالتمام والكمال (هذا
يام الرخص)، فعادت وقالت ن الفتيات فى مصر مامهمن حل واحد من حلين لا ثالث
لهما لمواجهه هذا التضخم: ما الحل التايلانى (ى ن يبعن نفسهن كما حدث فىتايلاند) و
الحل السلامى، ى ارتداء الحجاب، وتنبت بن الرجح هو انتشار الحجاب. وهى بذلك اكتشفت البعد
الاقتصادى فى ظاهره الحجاب، ولكنها لم تردها ليه، فهو بعد واحد ضمن بعاد خرى، لنه
لو كان البعد الاقتصادى هو البعد الوحيد الحاكم، فن الحل التايلاندى ضمن وعائده سرع. ولكنهن
اخترن الحل السلامى لن الاسلام هو الطار المرجعى لجماهير هذا المجتمع (هو عقيده بالنسبه للمسلمين
وحضاره بالنسبه للمسلمين وغير المسلمين) وهو الذى حماها من الاختراق الاستعمارى والاستهلاكى.

ن اختزال الحجاب فى البعد الدينى، ثم عزل البعد الدينى عن الابعاد الاجتماعيه والانسانيه الخرى،
فيه دليل على القصور التحليلى لمن حولوه لى مؤشر على التخلف. حينما كنت صبيا فى
دمنهور، ذهبت فى رحله مدرسيه لى القاهره، وبهرت بلافتات النيون، فقررت ن جعل من عدد
لافتات النيون مؤشرا على التقدم. وكنت قوم بحصائها فى دمنهور كل شهر، لننى تصورت نه
كلما ازداد عدد لافتات النيون فيها، كلما ازدادت تقدما واقترابا من نموذج القاهره المضيئه، (ى
وروبا). ولكننى نضجت واكتشفت اختزاليه مؤشرى الصبيانى المضحك. جاء فى العهد الجديد (رساله بولص الولى
للكورنثيين) ما معناه “حينما كنت طفلا، كنت تحدث كالطفال وفكر كالطفال، ولكننى بعد ن صبحت
رجلا، تركت خلف ظهرى الشياء الطفوليه”. فلماذا بالله يا خوتى لا ننضج وننفض عن نفسنا
المؤشرات الاختزاليه، وننظر لواقعنا بعيون لا تغشيها غشاوات جنبيه تعمينا عن رؤيه الحقيقه الثريه المركبه
بكل بعادها الماديه وغير الماديه المتداخله.

مقال نقدى عن الحجاب 20160717 1440

  • مقال نقدي عن الحجاب
  • مقال صحفي عن الحجاب
  • مقال نقدي
  • اجمل صور بنت بي خمار
  • حكم نقدي حول الاغاني
  • سلمى إماج
  • مؤمنات الحجاب اماج
  • مقال نقدي عن اغنيه
السابق
مقال عن الاعلام الفاسد
التالي
موضوع عن فوائد الماء