ما هى شروط التوبه
يلجا الانسان المسلم الى الله سبحانه وتعالى بالتوبه على ما فعله من ذنوب واخطاء ويسعى
جاهدا ان يتوب ويطلب العفو والمغفره من الله سبحانه وتعالى وهناك شروط للتوبه يجب ان
يعرفها كل مسلم ومسلمه حتى تكون توبته صحيحه باذن الله وسوف نتحدث عن هذه الشروط.
الله جل وعلا قد شرع لعباده التوبه والانابه اليه وحثهم عليها ورغبهم فيها ووعد التائب
بالرحمه والغفران مهما بلغت ذنوبه فمن جمله ذلك قوله جل وعلا: (قل يا عبادي الذين
اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمه الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو
الغفور الرحيم * وانيبوا الى ربكم واسلموا له من قبل ان ياتيكم العذاب ثم لا
تنصرون) [الزمر: 52-53]. وقال تعالى: ( ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) .[ البقره: 222].
وقد تضافرت دلائل الكتاب والسنه على وجوب التوبه، ولزوم المبادره اليها، واجمع على ذلك ائمه
الاسلام رحمهم الله تعالى. اذا علم ذلك، فان التائب لا يكون تائبا حقا الا اذا
توفرت في توبته خمسه شروط:
الشرط الاول: الاخلاص وهو ان يقصد بتوبته وجه الله عزوجل.
الثاني: الاقلاع عن الذنب.
الثالث: الندم على فعله.
الرابع: العزم على عدم الرجوع اليه.
الخامس: ان تكون التوبه قبل ان يصل العبد الى حال الغرغره عند الموت. قال النووي
في شرح مسلم (وللتوبه شرط اخر وهو ان يتوب قبل الغرغره كما جاء في الحديث
الصحيح واما في حاله الغرغره وهي حاله النزع فلا تقبل التوبه فهذه الشروط فيما اذا
كان الذنب بين العبد وربه، كشرب الخمر مثلا. واما اذا كان الذنب يدخل فيه حق
العباد، فلا بد من ابراء الذمه من هذا الحق فان كان مظلمه استحلها منه، او
حقا رده اليه، بالاضافه الى الشروط الخمسه الانفه الذكر. اذا ثبت هذا فليعلم ان العبد
اذا تاب ، فينبغي ان يكون حاله بين رجاء قبول التوبه، ومخافه العقاب من الله
تعالى، قال تعالى: (والذين يوتون ما اتوا وقلوبهم وجله انهم الى ربهم راجعون) [المومنون: 60].
وقد خرج الترمذي باسناد ثابت ان ام المومنين عائشه بنت الصديق رضي الله عنهما سالت
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الايه فقالت: “اهم الذين يشربون الخمر ويسرقون
؟ فقال: لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويتصدقون وهم يخافون الا يقبل منهم
اولئك الذين يسارعون في الخيرات”. لكن لا ما نع ان يكون هنالك امارات على صدق
توبه العبد يستانس بها في ذلك.فمن ذلك ان العبد التائب يجد حرقه في قلبه على
ما فرط منه في جنب الله. وانه ينظر لنفسه بعين التقصير في حق الله الجليل.
وانه يكون اشد تجافيا عن الذنب وعن اسبابه، نائيا بنفسه عن هذه الموارد. ومن ذلك
انه يميل الى الاقبال على ربه ومولاه، وان يصاحب اهل الفضل والخير ويقاطع اصدقاء السوء
ومن لا خير فيهم، وان ينظر الى توفيق الله له بالتوبه على انه نعمه عظيمه
من اعظم النعم عليه، فيفرح بها ويحافظ عليها ويخاف زوالها، ويخشى عقوبه نكثها. والله تعالى
اعلى واعلم.
- ما هي اعظم دعاء التوبه