كيف تثق بنفسك
الثقه بالنفس يعد شيء يفتقده الكثير ولا يعرف كيف يثق بحاله ولكن من اجل ذلك
وودت ان اساعدكم في ان تكونو ذوق قدر عالي من الثقه بالنفس فاذا لم تثق
بحالك لن يثق بك احد مطلقا لذلك عليك ان تكون واثق بحالك ولكن لا تجعل
الثقه تقودك الي الغرور.
الثقه بالنفس من وجهه نظر عالمنا الكبير ابراهيم الفقي رحمه الله:
ان الثقه بالنفس هي طريق النجاح في الحياه، وان الوقوع تحت وطاه الشعور بالسلبيه والتردد
وعدم الاطمئنان للامكانات هو بدايه الفشل، وكثير من الطاقات اهدرت وضاعت بسبب عدم ادراك اصحابها
لما يتمتعون به من امكانات انعم الله بها عليهم لو استغلوها لاستطاعوا ان يفعلوا الكثير،
والناس لا تحترم ولا تنقاد الى من لا يثق بنفسه وبما عنده من مبادئ وقيم
وحق، كما ان الهزيمه النفسيه هي بدايه الفشل، بل هي سهم مسموم ان اصابت الانسان
اردته قتيلا.
يقول مونتغمري في كتابه ‘الحرب عبر التاريخ’: ‘اهم مميزات الجيوش الاسلاميه لم تكن في المعدات
او التسليح او التنظيم, بل كانت في الروح المعنويه العاليه’.
ما هي الثقه بالنفس؟
يقول جرودون بايرون: ‘ان الثقه بالنفس هي الاعتقاد في النفس والركون اليها والايمان بها’.
واوضح من هذا تعريف الدكتور اكرم رضا: ‘هي ايمان الانسان باهدافه وقراراته وبقدراته وامكاناته, اي
الايمان بذاته’.
والثقه بالنفس لا تعني الغرور او الغطرسه، وانما هي نوع من الاطمئنان المدروس الى امكانيه
تحقيق النجاح والحصول على ما يريده الانسان من اهداف.
فالمقصد من الثقه بالنفس هو الثقه بوجود الامكانات والاسباب التي اعطاها الله للانسان، فهذه ثقه
محموده وينبغي ان يتربى عليها الفرد ليصبح قوي الشخصيه، اما عدم تعرفه على ما معه
من امكانات, ومن ثم عدم ثقته في وجودها, فان ذلك من شانه ان ينشا فردا
مهزوز الشخصيه لا يقدر على اتخاذ قرار، فشخص حباه الله ذكاء لكنه لا يثق في
وجوده لديه, فلا شك انه لن يحاول استخدامه، ولكن ينبغي مع ذلك ان يعتقد الواثق
بنفسه ان هذه الامكانات انما هي من نعم الله تعالى عليهم, وان فاعليتها انما هي
مرهونه بعون الله تعالى وتوفيه للعبد، وبذلك ينجو الانسان الواثق بنفسه من شرك الغطرسه والغرور،
وها هو سليمان عليه السلام الذي اتاه الله تعالى ملكا لم يوته احدا من العالمين،
لما مر بجيشه على واد النمل وسمع النمله, فماذا كان رده فيه عليه الصلاه والسلام:
{فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي
وان اعمل صالحا ترضاه وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين} [النمل:19].
فمع ثقته بنفسه وبما حباه الله عز وجل من ملك وامكانات وقدره على فهم لغه
الحيوانات الا انه عليه الصلاه والسلام لم ينس ان ينسب كل ذلك الى محض فضل
الله ومنته.
انواع الثقه بالنفس:
اوفق نوعين من انواع الثقه بالنفس هما هذان النوعان اللذان وصفهما د: بتكين، وهما:
1/ الثقه المطلقه بالنفس
وهي التي تسند الى مبررات قويه لا ياتيها الشك من امام او خلف, فهذه ثقه
تنفع صاحبها وتجزيه، انك ترى الشخص الذي له مثل هذه الثقه في نفسه يواجه الحياه
غير هياب ولا يهرب من شيء من منغصاتها، يتقبلها لا صاغرا، ولكن حازما قبضته, مصمما
على جوله اخرى، او يقدم مره اخرى دون ان يفقد شيئا من ثقته بنفسه، مثل
هذا الشخص لا يوذيه ان يسلم بانه اخطا وبانه فشل وبانه ليس ندا كفوا في
بعض الاحيان.
ثانيا: الثقه المحدده بالنفس:
في مواقف معينه، وضاله هذه الثقه او تلاشيها في مواقف اخرى، فهذا اتجاه سليم يتخذه
الرجل الحصيف الذي يقدر العراقيل التي تعترض سبيله حق قدرها، ومثل هذا الرجل ادنى الى
التعرف على قوته الحقيقيه من كثيرين غيره، وقد يفيده خداع النفس ولكنه لا يرتضيه, بل
على العكس يحاول ان يقدر امكاناته حق قدرها، فمتى وثق بها، عمد الى تجربتها واثقا
مطمئنا. ولا شك ان لك من معارفك من يمثلون هذين النوعين من الواثقين بانفسهم مما
يعطيك الدليل الدافع على وجودهما فعلا في واقع الحياه، ومع ذلك هل تعلم ان:
اكثر الناس لا يثقون بانفسهم:
فعدد الخارجين على هذين النوعين المثاليين في الثقه بالنفس يفوق كل تقدير، واكثرهم يطبعهم افتقاد
الثقه بالنفس، فلماذا كان اكثر الناس ضعاف الثقه بانفسهم؟ يقول عالم النفس الشهير الفريد ادلر:
‘ان البشر جميعا خرجوا الى الحياه ضعافا عراه عاجزين، وقد ترك هذا اثرا باقيا في
التصرف الانساني ويظل كل شيء حولنا اقوى منا زمنا يطول او يقصر, حتى اذا نضجنا
الفينا انفسنا كذلك، تواجهنا قوى لا حول لنا امامها ولا قوه، ويقفل علينا شرك الحياه
العصريه المتشعبه كما يقف الشرك على الفار، فهذه الظروف القاهره التي نخلق ونعيش فيها تترك
في الانسان احساسا بالنقص باقي الاثر، ومن ثم تنشا اهداف القوه والسيطره التي توجه تصرفات
البشر’.
ولعل في هذا الكلام شيئا من الصحه يتوافق مع قول الله تبارك وتعالى: {وخلق الانسان
ضعيفا} [النساء:28] وقوله عز وجل: {والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا} [النحل:78].
واذا سلك الانسان طريقه في الحياه اخذا باسباب القوه والنجاح فانه يزداد قوه وثقه بنفسه
مع الوقت، ومع ذلك فواحده من اجدى الخطوات في اكتساب الثقه بالنفس ان يدرك الفرد
مدى شيوع الاحساس بالنقص بين الناس, فاذا جعلت هذه الحقيقه ماثله في ذهنك زايلك شعور
انفرادك دون سائر الخلق بما تحسه من نقص، ولان الاحساس بالنقص من الشيوع بمثل ما
ذكرنا، لذلك يجاهد الناس لاكتساب الثقه بالنقص حتى يرتفعوا الى مستوى عال مرموق.
ثمرات الثقه بالنفس:
ان معرفه قدر نفسك والايمان بها تعطيك ثمرات كثيره تعينك على الحياه الناجحه ومنها:
1 تشعرك ان حياه كل شخص متميزه عن سواها: ذات خصائص فرديه فذه، وتساعدك على
اكتشاف خصائصك.
2 تجعلك مدركا تماما لامكاناتك وقدراتك: وتبين لك نقاط الضعف والقوه فيك فتدفعك الى الانطلاق.
3 تعطيك الاستعداد ان تتخذ قدوه: وان تختار النموذج المناسب لك في الحياه وتقتفي الاثار
دون تقليد اعمى، وهي الخطوه الضروريه لتحقيق النجاح والتميز في الحياه.
4 توضح لك هدفك: وتدفعك الى الوصول اليه، فهي مصدر طاقتك.
5 تنتشلك من براثن العجز والسلبيه والهزيمه النفسيه: والتي هي السبب الاساسي في الهزيمه، حتى
ان التاريخ ليدلل على ان الهزيمه النفسيه كانت السبب الاساسي في انهزام الجيوش العسكريه، ولما
ارسل سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه ربعي بن عامر ليفاوض قائد الفرس رستم
دخل ربعي بثيابه الرثه ورمحه وبغلته على رسم في ايوانه وبين حراسه وجنده، ودارت مفاوضات
قذفت الرعب في قلب رستم وكان بدايه لهزيمه الفرس، اذ سال رستم ربعيا فقال له:
ما الذي جاء بكم؟
فقال ربعي بكل ثقه: ‘الله ابتعثنا لنخرج الناس من عباده العباد الى عباده رب العباد،
ومن جور الاديان الى عدل الاسلام، ومن ضيق الدنيا الى سعه الدنيا والاخره’.
وخاف رستم وايقن انه لن يستطيع ان يكسب الجوله مع هذا الصنف من البشر، وصدق
رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول: ‘ونصرت بالرعب مسيره شهر’.
ولما بعث المقوقس عظيم مصر رسله الى جيش عمرو بن العاص رضي الله عنه ابقاهم
عمرو عنده يومين ليطلعوا على حياه جند رباهم الاسلام وهياهم لفتح ارض الكنانه، فلما عادوا
الى المقوقس قالوا له: ‘راينا قوما الموت احب اليهم من الحياه، والتواضع احب اليهم من
الرفعه، ليس لاحدهم في الدنيا رغبه ولا نهمه، وانما جلوسهم على التراب واكلهم على ركبهم
واميرهم كواحد منهم، ما يعرف رفيعهم من وضيعهم ولا السيد من العبد واذا حضرت الصلاه
لم يتخلف عنها منهم احد، يغسلون اطرافهم بالماء ويخشعون في صلاتهم’.
فقال المقوقس: ‘والذي يحلف به لو ان هولاء الرجال استقبلوا الجبال لازالوها وما يقوى على
قتال هولاء احد’.
والثقه بالنفس هي بالطبع شيء مكتسب من البيئه التي تحيط بنا والتي نشانا بها ولا
يمكن ان تولد مع اي شخص كان .
كثيرا مانسمع ومن اناس كثيرون شكاوى من انعدام الثقه بالنفس ويرددون هذه العباره حتى اخذت
نصيبها منهم !
النقطه الاولى // والتي يجب ان نتعرف عليها هي اسباب انعدام الثقه بالنفس …. فعلينا
قبل كل علاج ان نضع ايدينا على موضع الداء …. ثم نشرع بالعلاج المناسب له
.
بعض اسباب عدم الثقه بالنفس :
1- تهويل الامور والمواقف بحيث تشعر بان من حولك يركزون على ضعفك ويرقبون كل حركه
غير طبيعيه تقوم بها .
2- الخوف والقلق من ان يصدر منك تصرف مخالف للعاده حتى لا يواجهك الاخرون باللوم
او الاحتقار .
3- احساسك بانك انسان ضعيف ولا يمكن ان تقدم شيء امام الاخرين بل تشعر بان
ذاتك لا شيء يميزها وغاليا من يعاني من هذا التفكير الهدام يرى نفسه انسان حقير
ويسرف في هذا التفكير حتى تستحكم هذه الفكره في مخيلته وتصبح حقيقه للاسف .
والنقطه الثانيه// هي اخطر مشكله لانها تدمرك وتدمر كل طاقه ابداع لديك فعليك اولا ان
تتوقف عن احتقار نفسك والتكرير عليها ببعض الالفاظ التي تدمر شخصيتك مثل ” انا غبي
” او ” انا فاشل ” او ” انا ضعيف ” فهذه العبارات تشكل خطرا
جسيما على النفس وتحطمها من حيث لا يشعر الشخص بها .. فعليك ان تعلم اخي
/ اختي بان هذه العبارات ما هي الا معاول هدم وعليك من هذه اللحظه التوقف
عن استخدامها لانها تهدم نفسيتك وتحطمها من الداخل وتشل قدراتها ان استحكمت على تفكيرك.
ولا تنسى ان تحدد مصدر هذه المشكله والاحساس بالنقص ….
- شعر لا تثق
- كيف تثق بنفسك
- كيف تثق بنفسك في كل الأحيان
- كيف تثق في نفسك