حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وعبد الله بن سعيد الاشج جميعا عن وكيع
قال الاشج حدثنا وكيع حدثنا الاعمش عن خيثمه عن سويد بن غفله قال قال علي
اذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلان اخر من السماء احب الي
من ان اقول عليه ما لم يقل واذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فان الحرب خدعه
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيخرج في اخر الزمان قوم احداث الاسنان
سفهاء الاحلام يقولون من خير قول البريه يقرءون القران لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين
كما يمرق السهم من الرميه فاذا لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم اجرا لمن قتلهم عند
الله يوم القيامه حدثنا اسحق بن ابراهيم اخبرنا عيسى بن يونس ح وحدثنا محمد بن
ابي بكر المقدمي وابو بكر بن نافع قالا حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان
كلاهما عن الاعمش بهذا الاسناد مثله حدثنا عثمان بن ابي شيبه حدثنا جرير ح وحدثنا
ابو بكر بن ابي شيبه وابو كريب وزهير بن حرب قالوا حدثنا ابو معاويه كلاهما
عن الاعمش بهذا الاسناد وليس في حديثهما يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميه
قوله : ( عن سويد بن غفله ) هو بفتح الغين المعجمه والفاء .
قوله : ( واذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فان الحرب خدعه ) معناه : اجتهد
رايي ، وقال القاضي : جواز التوريه والتعريض في الحرب ، فكانه تاول الحديث على
هذا ، وقوله : ( خدعه ) بفتح الخاء واسكان الدال على الافصح ، ويقال
بضم الخاء ، ويقال : ( خدعه ) بضم الخاء وفتح الدال ، ثلاث لغات
مشهورات .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( احداث الاسنان ، سفهاء الاحلام ) معناه :
صغار الاسنان صغار العقول .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( يقولون من خير قول البريه ) معناه :
في ظاهر الامر كقولهم : لا حكم الا لله ، ونظائره من دعائهم الى كتاب
الله تعالى . والله اعلم .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( فاذا لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم اجرا )
هذا تصريح بوجوب قتال الخوارج والبغاه ، وهو اجماع العلماء ، قال القاضي : اجمع
العلماء على ان الخوارج واشباههم من اهل البدع والبغي متى خرجوا على الامام وخالفوا راي
الجماعه وشقوا العصا وجب قتالهم بعد انذارهم ، والاعتذار اليهم . قال الله تعالى :
فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله لكن لا يجهز على جريحهم ولا يتبع
منهزمهم ، ولا يقتل اسيرهم ، ولا تباح اموالهم ، وما لم يخرجوا عن الطاعه
وينتصبوا للحرب لا يقاتلون ، بل يوعظون ويستتابون من بدعتهم وباطلهم ، وهذا كله ما
لم يكفروا ببدعتهم ، فان كانت بدعه مما يكفرون به جرت عليهم احكام المرتدين ،
واما البغاه الذين لا يكفرون فيرثون ويورثون ، ودمهم في حال القتال هدر ، وكذا
اموالهم التي تتلف في القتال ، والاصح انهم لا يضمنون ايضا ما اتلفوه على اهل
العدل في حال القتال من نفس ومال ، وما اتلفوه في غير حال القتال من
نفس ومال ضمنوه ، ولا يحل [ ص: 139 ] الانتفاع بشيء من دوابهم وسلاحهم
في حال الحرب عندنا وعند الجمهور ، وجوزه ابو حنيفه . والله اعلم .
- احداث اخر الزمان في مصر