مولد النبوى 2023 , حكمه و معلومات

رسالة ” حكم الاحتفال بالمولد النبوى “

الشيخ المام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمة الله

 


الحمد للة و الصلاة و السلام علي رسول الله و علي الة و صحبة و من اهتدي بهداة .


ما بعد :


فقد تكرر السؤال من كثير عن حكم الاحتفال بمولد النبى صلي الله علية و سلم و القيام له فخلال هذا و لقاء السلام علية و غير هذا مما يفعل فالموالد .

والجواب ان يقال :


لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلي الله علية و سلم و لا غيرة ؛ لن هذا من البدع المحدثة فالدين ؛ لن الرسول صلي الله علية و سلم لم يفعلة و لا خلفاؤة الراشدون و لا غيرهم من الصحابة رضوان الله علي الجميع و لا التابعون لهم بحسان فالقرون المفضلة و هم اعلم الناس بالسنة و كمل حبا لرسول الله صلي الله علية و سلم و متابعة لشرعة ممن بعدهم .


وقد ثبت عن النبى صلي الله علية و سلم انه قال : ” من اخر فامرنا ذلك ما ليس منة فهو رد ” اي : مردود علية و قال فحديث احدث : ” عليكم بسنتى و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى تمسكوا فيها و عضوا عليها بالنواجذ و ياكم و محدثات المور فن جميع محدثة بدعة و جميع بدعة ضلالة ” .


ففى هذين الحديثين تحذير شديد من احداث البدع و العمل فيها .


وقد قال الله سبحانة فكتابة المبين : ( و ما ءاتاكم الرسول فخذوة و ما نهاكم عنة فانتهوا ) ( سورة الحشر : 7 ) و قال عز و جل : ( فليحذر الذين يخالفون عن امرة ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم ) ( سورة النور : 63 ) و قال سبحانة : ( لقد كان لكم فرسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجوا الله و اليوم الخر و ذكر الله كثيرا ) ( سورة الحزاب : 21 ) و قال تعالي : ( و السابقون الولون من المهاجرين و النصار و الذين اتبعوهم بحسان رضى الله عنهم و رضوا عنة و عد لهم جنات تجرى تحتها النهار خالدين بها ابدا هذا الفوز العظيم ) ( سورة التوبة : 100 ) و قال تعالي : ( اليوم اكملت لكم دينكم و تممت عليكم نعمتى و رضيت لكم السلام دينا ) ( سورة المائدة : 3 ) .


واليات فهذا المعني كثيرة .


وحداث كهذة الموالد يفهم منة : ان الله سبحانة لم يكمل الدين لهذة المة و ن الرسول صلي الله علية و سلم لم يبلغ ما ينبغى للمة ان تعمل بة حتي جاء هؤلاء المتخرون فحدثوا فشرع الله ما لم يذن بة زاعمين : ان هذا مما يقربهم الي الله و ذلك بلا شك فية خطر عظيم و اعتراض علي الله سبحانة و علي رسولة صلي الله علية و سلم و الله سبحانة ربما اكمل لعبادة الدين و تم عليهم النعمة .


والرسول صلي الله علية و سلم ربما بلغ البلاغ المبين و لم يترك طريقا يوصل الي الجنة و يباعد من النار الا بينة للمة كما ثبت فالحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال رسول الله صلي الله علية و سلم : ” ما بعث الله من نبى الا كان حقا علية ان يدل امتة علي خير ما يعلمة لهم و ينذرهم شر ما يعلمة لهم ” رواة مسلم فصحيحة .


ومعلوم ان نبينا صلي الله علية و سلم هو اروع النبياء و خاتمهم و كملهم بلاغا و نصحا فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاة الله سبحانة لبينة الرسول صلي الله علية و سلم للمة او فعلة فحياتة او فعلة اصحابة رضى الله عنهم فلما لم يقع شيء من هذا علم انه ليس من السلام فشيء بل هو من المحدثات التي حذر الرسول صلي الله علية و سلم منها امتة كما تقدم ذكر هذا فالحديثين السابقين .وقد جاء فمعناهما احاديث احدث كقولة صلي الله علية و سلم فخطبة الجمعة : ” اما بعد : فن خير الحديث كتاب الله و خير الهدى هدى محمد صلي الله علية و سلم و شر المور محدثاتها و جميع بدعة ضلالة ” رواة المام مسلم فصحيحة .


واليات و الحاديث فهذا الباب كثيرة .


وقد صرح جماعة من العلماء بنكار الموالد و التحذير منها ؛ عملا بالدلة المذكورة و غيرها .


وخالف بعض المتخرين فجازها اذا لم تشتمل علي شيء من المنكرات ؛ كالغلو فرسول الله صلي الله علية و سلم و كاختلاط النساء بالرجال و استخدام الات الملاهى و غير هذا مما ينكرة الشرع المطهر و ظنوا انها من البدع الحسنة .


والقاعدة الشرعية : رد ما تنازع فية الناس الي كتاب الله و سنة رسولة محمد صلي الله علية و سلم .


كما قال الله عز و جل : ( ييها الذين ءامنوا اطيعوا الله و طيعوا الرسول و ولى المر منكم فن تنازعتم فشيء فردوة الي الله و الرسول ان كنتم تؤمنون بالله و اليوم الخر هذا خير و حسن تويلا ) ( سورة النساء : 59 ) و قال تعالي : ( و ما اختلفتم فية من شيء فحكمة الي الله ) ( سورة الشوري : 10 ) .


وقد رددنا هذة المسلة و هى الاحتفال بالموالد الي كتاب الله سبحانة فوجدنا يمرنا باتباع الرسول صلي الله علية و سلم فيما جاء بة و يحذرنا عما نهي عنة و يخبرنا بن الله سبحانة ربما اكمل لهذة المة دينها و ليس ذلك الاحتفال مما جاء بة الرسول صلي الله علية و سلم فيصبح ليس من الدين الذي اكملة الله لنا و مرنا باتباع الرسول فية و ربما رددنا هذا كذلك الي سنة الرسول صلي الله علية و سلم فلم نجد بها انه فعلة و لا امر بة و لا فعلة اصحابة رضى الله عنهم فعلمنا بذلك انه ليس من الدين بل هو من البدع المحدثة و من التشبة بهل الكتاب من اليهود و النصاري فاعيادهم .


وبذلك يتضح لكل من له ادني بصيرة و رغبة فالحق و نصاف فطلبة ان الاحتفال بالموالد ليس من دين السلام بل هو من البدع المحدثات التي امر الله سبحانة و رسولة صلي الله علية و سلم بتركها و الحذر منها .


ولا ينبغى للعاقل ان يغتر بكثرة من يفعلة من الناس فسائر القطار فن الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين و نما يعرف بالدلة الشرعية كما قال تعالي عن اليهود و النصاري : ( و قالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصاري تلك امانيهم قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ) ( سورة البقرة : 111 ) و قال تعالي : ( و ن تطع اكثر من فالرض يضلوك عن سبيل الله ) ( سورة النعام : 116 ) .


ثم ان غالب هذة الاحتفالات بالموالد مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها علي منكرات اخري ؛ كاختلاط النساء بالرجال و استخدام الغانى و المعازف و شرب المسكرات و المخدرات و غير هذا من الشرور و ربما يقع بها ما هو اعظم من هذا و هو الشرك الكبر و هذا بالغلو فرسول الله صلي الله علية و سلم او غيرة من الولياء و دعائة و الاستغاثة بة و طلبة المدد و اعتقاد انه يعلم الغيب و نحو هذا من المور الكفرية التي يتعاطاها العديد من الناس حين احتفالهم بمولد النبى صلي الله علية و سلم و غيرة ممن يسمونهم بالولياء .


وقد صح عن رسول الله صلي الله علية و سلم انه قال : ” اياكم و الغلو فالدين فنما اهلك من كان قبلكم الغلو فالدين ” و قال صلي الله علية و سلم : ” لا تطرونى كما اطرت النصاري عيسي ابن مريم انما انا عبدة فقولوا : عبدالله و رسولة ” اخرجة البخارى فصحيحة من حديث عمر رضى الله عنة .


ومن العجائب و الغرائب : ان العديد من الناس ينشط و يجتهد ى حضور هذة الاحتفالات المبتدعة و يدافع عنها و يتخلف عما اوجب الله علية من حضور الجمع و الجماعات و لا يرفع بذلك رسا و لا يري انه اتى منكرا عظيما و لا شك ان هذا من ضعف اليمان و قلة البصيرة و كثرة ما ران علي القلوب من صنوف الذنوب و المعاصى نسل الله العافية لنا و لسائر المسلمين .


ومن هذا : ان بعضهم يظن ان رسول الله صلي الله علية و سلم يحضر المولد ؛ و لهذا يقومون له محيين و مرحبين و ذلك من اعظم الباطل و قبح الجهل فن الرسول صلي الله علية و سلم لا يظهر من قبرة قبل يوم القيامة و لا يتصل بحد من الناس و لا يحضر اجتماعاتهم بل هو مقيم فقبرة الي يوم القيامة و روحة فاعلي عليين عند ربة فدار الكرامة كما قال الله تعالي فسورة المؤمنون ( 15 16 ) : ( بعدها انكم بعد هذا لميتون * بعدها انكم يوم القيامة تبعثون ) .


وقال النبى صلي الله علية و سلم : ” انا اول من ينشق عنة القبر يوم القيامة و نا اول شافع و ول مشفع ” علية من ربة اروع الصلاة و السلام .


فهذة الية الكريمة و الحديث الشريف و ما جاء فمعناهما من اليات و الحاديث كلها تدل علي ان النبى صلي الله علية و سلم و غيرة من الموات انما يظهرون من قبورهم يوم القيامة و ذلك امر مجمع علية بين علماء المسلمين ليس فية نزاع بينهم فينبغى لكل مسلم التنبة لهذة المور و الحذر مما احدثة الجهال و شباههم من البدع و الخرافات التي ما انزل الله فيها من سطان . و الله المستعان و علية التكلان و لا حول و لا قوة الا بة .


ما الصلاة و السلام علي رسول الله صلي الله علية و سلم فهى من اروع القربات و من العمال الصالحات كما قال تعالي : ( ان الله و ملائكتة يصلون علي النبى يا ايها الذين ءامنوا صلوا علية و سلموا تسليما ) ( سورة الحزاب : 56 ) .


وقال النبى صلي الله علية و سلم : ” من صلي على و احدة صلي الله علية فيها عشرا ” و هى مشحلوة فجميع الوقات و متكدة فاخر جميع صلاة بل و اجبة عند جمع من اهل العلم فالتشهد الخير من جميع صلاة و سنة مؤكدة فمواضع كثيرة منها بعد الذان و عند ذكرة علية الصلاة و السلام و فيوم الجمعة و ليلتها كما دلت علي هذا احاديث كثيرة .


والله المسؤول ان يوفقنا و سائر المسلمين للفقة فدينة و الثبات علية و ن يمن علي الجميع بلزوم السنة و الحذر من البدعة انه جواد كريم .


وصلي الله و سلم علي نبينا محمد و له و صحبه  .