موضوع تعبير عن فضل الوطن
ن الوطن هو المكان الذي ترعرع فيه النسان، وانطبعت كل الصور الجميله في مخيلته، فحين
تتراءى مام ناظريه صوره الجبال التي ذرعها طولا وعرضا فنه يكبر حبا، وحين تلوح صور
عشاش الطيور في الفق لما كان التنافس على شده بين يدي الطفال العابثه وقلوب العصافير
الرقيقه فن القلب يتسع، وحين تسيل ذكريات الماضي طافيه على جمود الحاضر وغموض المستقبل فن
الروح تغتسل من كل الدران.
الوطن بجباله ومياهه وترابه ورجع صوات الحبه والصدقاء، وبحديث الجداد عن الطلال، و لو لم
يكن له سوى ذلك الحب والحنين الذي ينبعث في النفس لكفاه ذلك. قد يظن ن
هذا كلام يردد ويقال تكرارا لما ازدحم على قلام الشعراء،و اختنق في فواه الغرباء. ن
ذلك الحب والحنين الدائم الذي يفل ثم يبزغ من جديد بعد اشتداد الظلمه هو الذي
يحافظ على المل، نه سكبه الماء على تلك البذره، التي لولاها لماتت. ولعل المل هو
الشيء الذي يعيش من جله البشر، ومادام بهذا القدر من الهميه يجب المحافظه على ما
يحققه وينميه.
ن كان في الوطن ناس يضنون ويبخلون، ويهملون ويهمشون، ويبعدون ويستثنون فن رض الوطن تظل
على العهد، وتظل تبسط يدها طالبه الحب والوصال، وليس دل على ذلك من ذلك النداء
الخفي الذي يبقى يتردد في النفس حين يتغرب النسان عن وطنه، فيسمع نداء يشبه نداء
المحبوبه التي تطلب نجده حبيبها لرؤيه طيفه. ذن الوطن لا يرتبط بشخوص؛ فهذا نبي متنا
الكريم يخرج من مكه مجبرا ويقف على الحزوره فيقول: ” علمت نك خير رض الله
وحب الرض لى الله، ولولا ن هلك خرجوني منك ما خرجت”. لقد فرق النبي صلوات
الله عليه وسلامه بين الرض والهل، ولم يكن خروجه لا كراها.
ذا كان حب الوالدين واجبا فحب الوطن وجب؛ ليس النسان طفلا رضع مياه الوطن وكبر
على ذراعه، لم يشتم عبق وروده و شجاره، لم يضمه ضمات حنان، ويرتب ملابسه وشعره
قبل ن يدخل المدرسه، ويساعده في تصفح الكتب وفهم العناوين، لم يغن له (ريما الحندقه)
قبل النوم ويسرد له الحكايات والقصص، ليس الوطن الب الذي يمشي بجانب ولده، ولا يغيب
ظله عنه فيشعر الولد بالطمنينه وهو يقفز من ربوه لى خرى، ويمن من المكر وهو
يغرس جسده بين الدروب الضيقه، ويطلق العنان للسانه دونما خوف. الوطن الخ الكبير والصغير يضا،
هو الذي تناجيه ويعرف ما لايعرفه الخرون، وهو الحبيبه التي تربي وتعلم اللطف واللباقه دائما،
وتظل عيونها الجميله تجذبك نحوها، ويديها الناعمتين تغريك بسجنهما بين يديك.
فضل الوطن على النسان هو مجموع فضل كل من يعرف، فالوطن هو الحامي، والباعث على
الطمنينه، وهو المؤنس الذي يصغي باهنمام ، وهو الصديق الذي يلقاك بجناحيه ويحتضنك مهما طلت
الغياب، ومهما حصل منك جفاء وصدود، وهو الصوره الباهيه التي لا يعلوها الغبار لو مرت
السنون، والصفحه التي تظل حروفها ناصعه مترابطه على مر القرون.
- موضوع عن فضل الوطن