مقالات مواضيع جديدة

مواضيع روعه

مواضيع روعه Df2E3D71398F0B614A6Ec08372C68Ae6

مواضيع روعه

موضوع غايه فى الجمال والروعه

Images/5/Df2E3D71398F0B614A6Ec08372C68Ae6-Jpg

هل تعرف دور الطبيب ؟

 

السلام بوصفه الرحمن المهداه لى البشر من رب العالمين ، هذا الذي راده الله نظاما
يحكم حياه النسان في كلياتها وجزئياتها ، هو نظام صلاح ونظام “صحه” .. ون الصحه
بمعناها الواسع الشامل هي هدف رئيسي من هدافه .. والصحه بمعناها الواسع تشمل كل معاني
الاستواء والتوازن ، وهي في معناها الشامل تستوعب حياه النسان بكاملها : جسما وعقلا وروحا
، وخلقا وسلوكا ، فطره واكتسابا .
والفرد ، وهو اللبنه الولى للحياه النسانيه، يحظي بقدر هائل من اهتمام هذا النظام الفريد
ويعطي عنايه خاصه لينش “سليما صحيحا ” وبه متجمعا يتحقق المجتمع “السليم الصحيح ” تلك
السلامه والصحه التي يهدف ليها السلام وهي سلامه وصحه ذات مفهوم تعجز كل النظم الخرى
عن استيعاب جوانبه فضلا عن محاكاته.
ومن هذا المفهوم يخذ “الطب السلامي” معنى مغايرا لمفهوم الطب المعاصر الذي اكتسبناه من المفهوم
العربي الحديث للطب ومن هذا المنطلق يخذ الطب مساحه شمل في حياه الفرد ويتشعب دوره
في حياه المجتمع كثر بكثير من دوره المحدود على اتساعه في واقعنا الطبي اليوم ذلك
الذي يعتني بصحه الفرد النساني في حدود دائرته الماديه فقط ، سواء جسميا و عقليا
و نفسيا .
والطبيب المسلم له دور، بل عليه واجب كبير متعدد الجوانب ، يبد من نقطه جذريه
صيله في المفهوم السلامي للنسان والحياه. هي تلك الوحده المتكامله المتمثله في الوجود النساني ذاته
والتي نجمع في كيانه طرفي النقيض في توازن متسق بديع والتي تحلق بروحه في السماء
وهي تضع قدمه على الرض، وتجعل من وجوده الدنيوي ووجوده الخروي وحده متناسقه ، وبذلك
تخرج منه عالما شاملا ، يحتاج لصحته علاجا شاملا متوازنا ، لا يفصل جسده على
روحه ، ولا فكره على قلبه ، كما يفعل طب العلم المادي المسيطر على عالم
اليوم ، وهذا كله يجعل واجب الطبيب المسلم ولا وقبل كل شيء ، ربط مفهوم
“الصحه” في العلم الطبي الحديث ، بمفهوم “الصحه” بكل سعته الشامله التي جاء به السلام
.
هذا الهدف ، و هذا الواجب يستلزم ابتداء ن يتحقق وجود ” الطبيب المسلم ”
و على الصح ” المسلم الطبيب ” .
والطبيب المسلم هو قبل ن يعرف الطب علميا وممارسه عملا هو ” فرد مسلم ”
متميز عن قرانه في المجتمعات غير السلاميه ، فهو نسان قد عاش نعمه ” الاستواء
الصحي ” عقيده وخلقا وسلوكا ، وتكيف بهذا الاستواء والشمول ، وصبح مهي بتكوينه هذا
ن يجعل من علمه الطبي الحديث وهو قاصر رغم منجزاته الهائله ، بسب انفصاله عن
الحقيقه الكبرى علما شاملا يخذ بيد المريض ، بل بيد النسان كله لى ” الاستواء
الصحي ” المنشود للحياه النسانيه ، علما يربط المكتسبات العلميه المحدوده بالعلم الرباني الواسع الذي
هداه الله للنسان عن طريق نبيائه صلوات الله عليهم ، وكما جاءنا في صورته الخيره
على يد محمد صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا ، وفي القرن الكريم وفي سنه
رسوله الكريم ما يفتح للطبيب فاقا واسعه لى علم هذا الاستواء الصحي المنشود .
وذا تيقن الطبيب المسلم ن “الاستواء الصحي” بمعناه الواسع هو الذي يصلح حياه الفرد النساني
، ومن ثم حياه المجتمع البشري فنه يستطيع ن ينشيء طبا يكون فتحا في عالم
الطب ، ونورا يهدي لى البشريه التي تتخبطها ظلمات الحياه رغم منجزات العلم الهائله .

وحب في هذه المقدمه عن (دور الطبيب المسلم في نشر تعاليم السلام من خلال رسالته
الطبيه ” وقبل ن دخل في تفاصيل هذا الدور وشروطه ن اشير شاره سريعه لى
الفارق الجذري بين هذا الدور وبين الدور الذي كثيرا ما يوكل لى الطب في البلاد
التي تعتنق نصرانيه الكنيسه . هذا الدور التبشيري العنصري الذي يهدف لى الهدم لا لى
البناء ، كما صرح بذلك الب زويمر ، والذي يجند الطب وهو مهنه نسانيه نبيله
في هذا الهدف التخريبي الذي يفسد القلب والروح في مقابل صلاح مضغه في الجسد ،
ويقوم بدور قرب ن يكون نوعا من اللصوصيه المقنعه . دور الطبيب السلم ولما يجب
ن يتميز به:
فيما سبق من الحديث في هذه المقدمه ذكرنا بجمال ثلاث مسائل هامه حداها تتعلق بالطبيب
، والخرى تعالج موضوع الطب ذاته ، وما الثالثه فتلمس الهدف المرجو من وراء وجود
طب سلامي وطبيب مسلم ، وفي عالم مزدهر ” بالعلم ” ومزهو بما عنده من
العلم ، مليء بالطباء الجهابذه في كل تخصص ، هذا العالم الذي نراه فقا نحاول
اللحاق به . وفي هذا القطاع من البحث سنحاول ن نرسم ملامح مفصله لهذه المسائل
الثلاث ، نبدؤها بالحديث عما يجب ن يتميز به الطبيب المسلم ليكون صالحا لداء دوره
السلامي من خلال داء رسالته الطبيه .
ولقد شرت شاره سريعه لى ن ول ما يتميز به هذا الطبيب ن يكون ”
مسلما طبيبا ” لا طبيبا مسلما ” فحسب ، وهذا يعني الكثير .
يعني قبل كل شيء ن يكون هدفه الول هو السلام ، وما الطب فهو وسيله
لخدمه هذا الهدف ولا ، ثم لكسب عيشه في حياته الدنيا ثانيا ، مدركا بذلك
قوله تعالى : ” وما خلقت الجن والنس لا ليعبدون ” .
ويعني ن يكون قد عد عدادا صحيحا كافيا وواعيا ، بحيث يكون مدركا لحقائق السلام
، عقيده وتعاليم وخلقا وسلوكا وهدفا ، فلا يكون سلامه مجرد عواطف مشبوبه لا تؤدي
دورا يجابيا في واقع الحياه ونما يكون مدركا بعمق وعيه وسعه ثقافته موضعه في الرض
وموقف العالم منه ، عارفا بحقيقه دور السلام للبشريه ومطلعا على فاق المعركه الدائره بين
الحق والباطل ، بين السلام ومبغضيه ثم يكون مع ذلك كله محققا للسلام في ذاته
ولا وفي سرته ما مكنه ذلك ، ملتزما بتعاليمه متخلقا بخلقه .
ويعني ن يدرك حق الدراك مهنته الطبيه ون كانت هي وسيلته للعيش هر رساله نسانيه
بالدرجه الولى ، فلذلك مقتضى من مقتضيات سلامه وقد علمه سلامه خلقا وسلوكا واعتقادا متميزا
في هذا المجال ، علمه ن الرزق بيده الله ، و ” ن الله هو
الرزاق ذو القوه المتين ” ، ولا يجوز للنسان ن يفقد خلاقياته النسانيه طلبا لرزق
مقدور عند الله من قبل .
وعلمه ن عملا للخير يبتغي به وجه الله هو خير له من ذلك الرزق العاجل
في العمر القصير : ” ما عندكم ينفد وما عند باق ” ” من كان
يريد العاجله عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما
مدحورا ومن راد الخره وسعى لها سعيها وهو مؤمن فؤلئك كان سعيهم مشكورا ” .

وهو يعني كذلك ن يكون متواضعا بعلمه : ” تلك الدار الخره نجعلها للذين لا
يريدون علوا في الرض ولا فسادا “.. وقد علمه سلامه قبل ن يكون طبيبا ،
وعلمه من خلال دراسته لطلبه وممارسته له مدى ضله علمه بالقياس لى علم خالق هذا
الكيان المعجز : ” ويسلونك عن الروح قل الروح من مر ربي وما وتيتم من
العلم لا قليلا ” .
كذلك فنه مقتنع تماما بمدى عجز قدرته ون بدت هائله بما وهب الله النسان من
قدرات بالقياس لى قدره الخالق المدبر الذي بيده الصحه والمرض ، والحياه والموت : ”
تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير ” ” ولقد عهدنا لى دم
من قبل فنسي ولم نجد له عزما ” .
ثم فلقد علمه سلامه ن المريض في حاجه لى عطفه ورعايته مع علمه وقدرته لن
المرض ضعف ، والضعف موضع اعتبار وتقدير وعطف في المجتمع النساني الذي يريده السلام فيخالف
به مخالفه جذريه مجتمع ” الغابه ” الذي تنشئه الجاهليه والذي لا يقدر غير القوه
: ” الضعيف مير الركب ” ( المسلون يسعى بذمتهم دناهم ) .
كذلك هو يعني بالضروره ن يكون الطبيب متمكنا من عمله الطبي ، بارعا فيها ما
ستطاعت طاقته ، فنه يعرف يقينا ن افسلام دين تفوق وقوه ، ونه نزل من
عند الله ليكون نبراسا للبشريه ، ويكون هله قاده للرض ، شهداء عليهم : ”
وكذلك جعلناكم مه وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ” . ولن
يكونوا ذلك النمط القائد لا ن يكون في حوزتهم علم الدين والدنيا فهما في المفهوم
السلام علم واحد ، هو علم عماره الرض بمر الله وفي سبيله ، واليات القرنيه
والحاديث الشريفه التي تحض على العلم كثيره ، نذكر منها القليل شاهدا على ما نقول
: ” يؤتى الحكمه من يشاء ومن يؤت الحكمه فقد وتي خيرا كثيرا وما يذكر
لا ولو اللباب ” ، ويقول الرسول الكريم : ” فضل العالم على العابد كفضل
البد ليله التمام على سائر الكواكب ” . ” قل هل يستوي الذي يعلمون والذين
ولا يعلمون نما يتذكر ولو اللباب ” . ويقول : ” اطلبوا العلم ولو في
الصين ” ، ويقول كذلك : ” من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله
له طريقا لى الجنه ” .
ومن جل ذلك يرفض السلام ذلك النمط من الطب والطباء المتقوقع داخل ذاته لا يعلم
من مر الدنيا لا القليل ولا يعلم من مر دينه غير القل ، ولقد اكتسبنا
هذا النمط من الطب والطباء من الطب الغربي الحديث الذي يزداد تقوقعا وتجزءا كلما تقدم
في ” العلم ” وكلنا يعرف كيق كان حال الطبيب في تاريخنا السلامي، وكيف كانت
مساحه المعرفه بين علمه وفنه التقني ، وبين مجالات الثقافه الواسعه والوعي السلامي الصحيح فالتكامل
والشمول صفتان منبثقتان انبثاقا مباشرا من السلام وهما ملازمتان لشخصيه المسلم ” الصحيح ” فهما
في الطب لزم ، لن مهمه الطب والطبيب هي المشاركه الفعاله في يجاد النسان ”
الصحيح ” سواء بعلاج المرض و تفادي وقوعه علاجا لا يعتمد فقط على التحديد القاصر
لمفهوم الصحه والمرض في العلم المادي ، ولكن بمعناها الشامل المتكامل كما يبدو من خلال
المفهوم السلامي .
وخيرا فن تعبير ” المسلم الطبيب ” يعني بالضروره ن يكون هذا الطبيب قدوه صحيحه
ممثله للسلام خير تمثيل بواقعه كله ، فما سو ن ينفصل القول عن العمل ،
والواقع عن المثال ، وما خطر النتائج التي تترتب على مثل هذا الانفصال ، في
الدنيا على مرضاه وتلاميذه ومعاونيه في العمل ، وفي الخره حيث يكون المقت الشديد عند
الله والعياذ بالله ، فهو الذي يقول : ” يا يها الذين منوا لم تقولون
ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ن تقولوا ملا تفعلون ” .
ذلك النموذج النساني الرائع متمثلا في طبيب هو الذي يستطيع حقا ن يخذ بيد المريض
لى الشفاء ، شفاء الجسد والروح في ن بما يسر له الله من علم ناف
للجهاله ومما وفقه ليه من رفعه نسانيه محببه لى القلوب .. هذا الطبيب هو الذي
يستطيع ن يقود مريضه لى معرفه الله الحق ، ككل صفه من صفاته التي سلفنا
الحديث عنها تقوم بدورها في الخذ بيد المريض في هذا الطريف ، وسوف نعود لى
ذلك ن شاء الله حين نتحدث عن الهدف المرجو من وراء وجود طب سلامي وطبيب
مسلم .
والن فما هي المكونات الخاصه التي تكفل نشه هذا الطب السلامي ، هذا الذي يدرك
مفهوم ” الصحه ” على وجهها الواسع الشامل ، ويدرك مفهوم ” المرض” كذلك في
حقيقته الجذريه لا في مظاهره المحدوده ؟ .
ن نشته لن تكون لا بمعرفه حقيقيه ” بالنسان ” وبالتالي معرفه واعيه مما يصلح
حياته وما يفسدها ، ومفهوم المرض والصحه في حقيقته عميق الارتباط بصلاح النسان وفساده ،
وبصلاح وضاعه الاجتماعيه والخلاقيه ، بل وضاعه الاقتصاديه والسياسيه كذلك ، بغير هذه الفواصل التي
تفرضها تخصصات العلم الحديث .
ولذلك فمع فساد الحياه البشريه في عالم اليوم لا يكون دور الطبيب لا المحاوله المستميته
لتنظيف المصب الذيب يمتليء كل لحظه بدران المنبع ! وها هي مجموعه المراض المستشريه حديثا
شاهد على ما قول ، فالفساد الخلقي في بشع صوره يلقي لى الطب بدرانه ،
فلا يكون دوره فيها لا المحاوله الدائبه ويجاد ” العلاج ” علاج الناتج لا علاج
الجذور ، علاج ظاهره المرض لا علاج مسبباته ي تنظيف المصب ن مكن ذلك ،
لا تطهير المنبع والتغلب على المرض تغلبا حقيقيا !
والكثير من المثله على هذا تمل ، ولنخذ مثلا السجائر و الكحول ، و الفوضى
الجنسيه ، و ما لا يحصى من صيغ الحياه ” الحديثه ” وما تجر ليه
من مراض ناتجه ساسا من تلك المنابع ومن رهق التوتر العصبي وثقل الحياه الحديثه وضراوه
الصراع فيها .
ن نشه طب حديث سلامي ، مزود بمعرفه حقيقيه ” بالنسان ” وهو ما لا
يمكن ن يتوفر لا عن طريق الدين الذي يملك ن يزودنا بهذه المعرفه ، لنها
تيه من عند العليم الخبير الذي خلق ويعلم من خلق ، ويعلم ما يصلح حياه
هذا المخلوق وما يفسدها : ” لا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ” ”
ولقد خلقنا النسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن قرب ليه من حبل الوريد ”
… هذا العلم الذي يرسم لنا في يسر الطريق التي تهب لهذا النسان ” الصحه
” بمفهومها الشامل كذلك .
ن طبا من هذا النوع سوف يكون فتحا في حياه البشريه ، وسوف يكون جزءا
من رساله السلامي للعالم ، ومساهمه فعاله في صياغه الحياه البشريه صياغه جديده ، تعين
النسان على الوصول لى الصحه وتجنب المرض بالقدر الذي يسمح به وجوده الرضي ، نها
سوف توجهه لى صح صوره يمكن ن يمارس بها حياته ، وفي الوقت ذاته تعطي
مفهوما صحيحا ” للمرض ” حين يكون جزءا من قدر الله ولا دخل للفساد البشري
فيه ، يخفف كثيرا من وطته فيحوله من لعنه ينوء بها النسان لى ابتلاء واجتباء
يتقبله القلب بالرضاء والتسليم ، وهي مشاعر تساعده مساعده فعاله في الشفاء ، ويكفي المريض
المسلم ن يستمع لى قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ” ما يشاك
المؤمن من شوكه فما فوقها لا حط الله عنه بها خطيئه و رفعه بها درجه
” .
هذا الطب السلامي، الذي هو ول واجب من واجبات “الطبيب المسلم “، ون شئنا تعبيرا
صح نقول “الطباء المسلمين” ذلك لنه عمل جماعي لا يستطيع ن- يقوم به الفرد مهما
تكن قدراته، هذا الطب يقوم على دعامتين ساسيتين: الدعامه الولى. هي “اليمان بالله وحده ”
حسب المفهوم السلامي النقي من كل شائبه ، بما ينبثق تلقائيا عن هذا اليمان من
يقين بالخره وبالقدر خيره وشره ، هذا اليمان الذي يضع الحياه في حجمها الحقيقي في
القلب البشري ، فليس النقص فيها والحرمان من بعض متاعاتها ، ومنها الصحه ، ثقل
ينسحق النسان تحته وعامل فعال من عوامل استفحال المرض وتعذر شفائه.
فما الدعامه الثانيه فهي ” السلام” بمعنى الخضوع الكامل لبرنامج الحياه الذي رسمه الله للناس
رحمه منهم في دنياهم وخرتهم : ” ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن
يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون ” .. ذلك البرنامج الذي جاءت ساسياته ثم
الكثير من تفصيلاته في القرن والسنه ، والذي لو اتبع حق الاتباع لنش حياه صحيحه
حقا يكون المرض فيها هو الاستثناء لا القاعده ، ويكون الشفاء من المرض فيها حين
يحيا قرب ويسر ، ولا يكون فيها المرض الذي لا يتحقق شفاؤه فيكون كارثه تنقل
كاهل الفرد والجماعه.
ذلك بن هذا البرنامج بما حمل من نظام متكامل للحياه ، قد جفف قدر ما
تسمح طبيعه الحياه في الرض منابع المرض . والمثله على ذلك كثيره في كل مجالات
الطب لا نملك ن نحصيها هنا ، فهي تكون بحوثا مستقله ولكننا نستطيع ن نضرب
لها بعض المثال … ولنخذ مثلا شرب الخمر الذي حرمه السلام تحريما قاطعا ، كم
من المراض يعود ليه مباشره . وكم من المراض يكون هو سببا في استفحالها ؟
وكم منها تكون الخمر سببا في تقليص نسبه الشفاء منها و طاله العلاج . وما
نقوله عن الخمر نقوله عن كل مخدر مما هو منتشر في الرض اليوم نتيجه طبيعيه
للفساد الناشيء من تجنب طريق الله ونقوله كذلك عن السجائر التي هي كثر الموبقات انتشارا
ويسرها تداولا .
فذا تتبعنا وامر القرن ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلم في الطعام والشراب مثلا سواء
من حيث الكم و الكيف من كف عن السراف ، و تحريم لكل ما هو
ضار من الطعام فكم نجد لهذا النظام المحكم من فضل على النسان ومن صلات فاعله
في مر الصحه والمرض ؟ .
كذلك لد تبينا ما في نظام النوم والصحو من تثير الصحه والمرض ، ولو فحصنا
نظام الصلاه والصوم والوضوء والغسل ، ولو بحثنا في نظام الزواج والحياه الجنسيه ملها من
خلال تعاليم القرن والسنه ، من تحريم للواط ومنع للزنى بكل صوره من توصيه بالتبكير
بالزواج ، وتاحه السبل ليه وتيسيره اجتماعيا واقتصاديا ، ولو تفحصنا النظام السلامي في كل
جوانبه ومحاولته البارعه لنشاء حياه يغلب فيها المن والعدل والاستقامه ، لو تبينا كل ذلك
بالصحه والمرض عرفنا كيف يمكن ن ينش في الرض ” علم طب سلامي ” تتفوق
فيه برامج الطب الوقائي على كل ما عرفه علم الطب الوقائي في عصرنا الحاضر ،
وتكتمل فيه جوانب النقص في الطب العلاجي الحديث هذا النقص الذي يتبع حتما ا النقص
في معرفه “النسان ” ورؤيته كوحده متكامله لا تنفصل مكوناتها الرئيسيه .

هذا الطب السلامي حين يوجد ، يكون وجوده بذاته دعوه لى الطريق المستقيم ونبراسا يهدي
البشر لى السلامي ، سبيله الحق ، ويكون هذا دوره الول في حياه البشريه ،
ويتي دوره الثاني ، وهو دور مهم كذلك هو صلاح الحياه في مجال الصحه والمرض
وهذا جزء لا يتجز من عباده الله بعماره الرض بتوجيه من الله .
ما كيف يصل الطبيب المسلم من خلال داء دوره الفردي لى الخذ بيد مريضه لى
الطريق الموصل لى الله فقد بينا ونحن نتحدث عن الشروط التي يجب ن تتوفر فيه
، الكثير منها ، ذلك ن تلك الصفات التي سلفنا ذكرها لها دور فعال ،
كواقع حي للنسان المثل . في الوصول بقلب المريض لى الله ولى طريقه الحق ،
ذلك ن النسان في حاله المرض يكون قرب ما يكون نفسيا لى تلمس الحق .
هذا الحق الذي يتوارى بعيدا عن القلب في عنفوان القوه والصحه : ” كلا ن
النسان ليطغى ن ره استغنى ” . ” وذا مس النسان الضر دعانا لجنبه و
قاعدا و قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كن لم يدعنا لى ضر مسه ”
.
ولكن هناك جوانب خرى يضا غير هذه المتحققه في شخصيه الطبيب يجب عليه ن ينتبه
لى دائها حق الداء في ثناء التعامل مع مرضاه نذكر منها .
ن يحاول قدر ما يسمح له الوقت المعطى للمريض ن يدخل عقله وقلبه المفاهيم السلاميه
الصحيحه ” للمرض والشفاء ” .. ” والحياه والموت ” .. فارمض ليس لعنه ،
وليس بالضروره عقوبه ، ولكنه ابتلاء تكفير و رضاء وهو في الحالين خير ، ويطمئن
القلب ويهديء الجزع ، ويستشعر القلب قرب الله ورحمته .. والمرض جزء صيل في كيان
الحياه الدنيا لنه جزء من المعاناه والكدح ” يا يها النسان نك كادح لى ربك
كدحا فملاقيه ” فهو ذن وسيله للجر من الله ذا حقق المريض الالتزام الصحيح بالعلاج
وبالصبر ، وكلها معان تقرب القلب من الله وتقوده لى المعرفه الصحيحه بدين الله ،
وحين يعرف المريض ن المرض والشفاء كلاهما مر من الله : ” تداووا فن الذي
انزل الداء نزل الدواء ” ، يستشعر القرب من الله ويعرف قيمه التوكل الصحيح عليه
، وينحسر في دور الطبيب لى مكانه الحقيقي ، ويستيقن ن الله هو الملج والملاذ
.
كذلك مر ” الحياه والموت ” ، فهما من مر الله ” الذي خلق الموت
والحياه ليبلوكم يكم حسن عملا ” فالطب والطبيب ليسا شركاء الله في هذا المر نما
هما وسيله من وسائل قدره ، دورهما هو القيام بالواجب الملقى عليهما من الله في
محاوله للتخفيف من المرض وصلاح شن الحياه بكل ما عطاها الله من قدره حتى ينفذ
قضاؤه بما يحب ، وبما هو الخير في كل حال .
ومن خلال هذه المفاهيم الصحيحه يستطيع الطبيب ن يقرب لى مرضاه حقيقيه التوحيد برد المور
كلها لى الله في حقيقتها ، ويوضع النسان بكل قدراته حتى ولو كان طبيبا عالما
وضعه الصحيح الذي يتمثل فيه العجز والقصور البشريين ، وهي قمه في التعريف بوحدانيه الله
وبتوجيه القلب للتعلق بالله الفرد الصمد ، ذلك ن المريض عاده يتطلع في حده مرضه
وخطورته لى طبيبه ، كما لو كان بيده ” الشفاء ” ” والحياه “! ورده
لى الحقيقه الكبرى ، وهي وحدانيه الله وتفرده بالفعل ، مر ذو خطر عظيم في
رد القلب في حالات العسر لى الله وحده الفعال . وهذا مدخل من عمق المداخل
للوصول بالنسان لى حقيقه السلام ، بل لى حقائقه وكبراها وهي التوحيد ثم ربط قلبه
بالله الذي بيده ملكوت كل شيء مر خر يجب ن يقوم الطبيب بتعليمه لمرضاه ونشره
بينهم ، وذلك بكل الوسائل المتاحه له ، هو البرنامج الذي جاء به القرن وفصلته
سنه الرسول الكريم هذا البرنامج المؤدي لى صحه الجسم والعقل والقلب جميعا ، فيتيح لمرضاه
ثقافه صحيه متميزه تؤدي لى خير الدنيا والخره … خير الدنيا : عن طريق المساهمه
الفعاله في الوقايه من المرض ومن ثم نشاء عالم صحيح بدنا ونفسا وعقلا ، وخير
الخره بالوصول للمريض ن كان مسلما لى الاعتزاز بدينه والاستياق من حقيقه تفوقه على كل
ما عداه من برامج الرض . و بتعريفه بالسلام ذا كان مريضه بعيدا عنه بعدا
كاملا و جزئيا …
وقد ذكرنا بعض النماذج القليله الوارده في هذا البرنامج وهناك الكثير غيرها مما يحتاج حصاؤه
لى بحث مستقل ون كنت ذكر هنا جزئيه من اصغر جزئياته ستشهد بها على دقه
هذا الدين وشموله اللذين لا مثيل لهما !فلنخذ مثلا ” مر السلوك وتوصيه رسول الله
صلى الله عليه وسلم
به : لقد ثبتت التجربه ن مستعمل السواك يظل حياته كلها سليم السنان وكم وراء
سلامه السنان من سلامات في الجسد ، وكم وراء تلف السنان من مراض يمكن ن
تكون متلفه للبدن ؟
وهكذا يقوم الطبيب ، من خلال ثقافته السلاميه الواسعه بنشر الوعي المقرب من السلام وربط
قلب المريض وعقله بحقائق مجهوله اليوم في هذا الدين الحق وهو يقوم بدوره الطبيعي كطبيب
، معالجا لمرضاه وموجها لهم ” الصحه ” في الحياه الدنيا .
المجالات التي يمكن للطبيب ن يقوم بدوره من خلالها.
يتي الن دور الحديث عن المجالات المختلفه والهيئات والمؤسسات التي يمكن ن يقوم بدوره من
خلالها ..
وول هذه المجالات بالطبع هو قربها لى الطبيب ولصقها به ، العياده الخاصه ، والمستشفى
الخاص والعام ثم المستوصفات ، وهي الماكن التي تكاد تستوعب الكثريه الغالبيه من الطباء ،
وكذلك من المرضى ، وفي هذه المجالات يكون الاحتكاك المباشر بين الطبيب ومرضاه هو وسيله
لى هدفه الول . لا وهو الخذ بيد مرضاه لى صحه القلب والعقيده وصحه الجسد
المادي .
ويتي في المكان الثاني في الفاعليه مشاركه الطبيب في جهزه وهيئات الصحه الوقائيه والعلاجيه على
اختلاف مستوياتها وماكنها ، دوليه كانت م وطنيه م قليميه ، حيث يستطيع ن يساهم
بما عنده من العلم بما يجعل ذلك من تعريف بهذا الدين المنبع لهذا العلم الذي
يتسم بالشموليه والعمق .
ثم محاوله نشاء هيئات متخصصه على مستوى البلاد السلاميه ن واختيار طباء مسلمين تتوفر فيهم
تلك الشروط التي ذكرناها نفا ، وبذلك تتكون نواه صالحه لنشاء مؤسسه طبيه سلاميه موحده
تخذ على عاتقها مورا كثيره وخطيره ، وولها تجميع الطاقات السلاميه المتفوقه في مجالات الطب
المختلفه لنشاء ” علم طب سلامي ” يفرض وجوده عالميا بجانب التفوق الغربي في هذا
المجال هذه الجهزه المنبثقه من منطلق موحد والهادفه لى هدف موحد تحمل في طياتها سباب
نجاحها ن شاء الله ما خلصت لله عمالها . وهي بذلك تسد ثغره هائله في
مجالات الاحتياجات الطبيه في العالم السلامي وما كثرها … فهي تستطيع مثلا اختيار الطباء الصالحين
للمشاركه في العمل السعافي ثناء الكوارث والنكبات العالميه والمحليه . فلا يترك هذا المجال كاملا
لى طباء الغربيين كما هو سائد الن ،. والحال في افغانستان خير شاهد على ما
قول : والبلاد السلاميه ، كما هو واضح على خريطه العالم ، هي كثر البلاد
اصطلاء بهذه الكوارث سواء كانت طبيعيه و ناتجه عن الحروب .

Images/5/00D04493E217Ed4F288A810Bb1561Fe4-Jpg

  • مواضيع لنشاء
  • اهتمام السلام بعمارة الرض
  • مواضيع روعه
السابق
الصمت لغة يجب أن نتعامل بها , كلمات الصمت
التالي
مقالات في الحياة