مقال عن الاعلام الفاسد بعنوان عزل العلام الفاسد واجب شعبي
مما لا شك فيه ن العلام يسهم في تشكيل فكار المه، وهذا التشكيل ما ن
يكون عامل بناء يحث المه على التقدم والتنميه والتماسك، وما ن يكون عامل هدم يحدث
اضطرابا وقلقا فكريا واعتقاديا، بل واجتماعيا، وما نراه في عالم العلام المشاهد والمسموع والمقروء؛ بل
وعلام (النترنت والفيس بوك والتويتر، وخلافه) – نرى ن كثره يحدث فتنه عارمه طائشه، لا
تترك حدا لا وتنال منه؛ لنه علام لا ضابط له، فكثر رؤساء تحريره ومحرريه العاطلون
والمستجرون.
ن العلام النزيه المهني هدفه واضح، يعرض القضايا عرضا مينا، ويقف على مسافه واحده مع
جميع الطراف التي يتعامل معها؛ فلا يجامل طرفا على حساب الخر، ولا يتحامل عليه؛ لن
كل همه الوصول لى الحقيقه، فليس همه حداث السبق الصحفي، ولا هدفه تشويه فصيل يختلف
معه في الرؤى، ولا يستخدم علامه من جل تحقيق مرب شخصيه و مؤسسيه.
ن العلام الحق الذي يدفع الظلام والظلم عن الناس، وليس العلام الذي يكيل بمكايل متعدده، ولنخذ
مثالا من علامنا السلامي؛ كي نرى كيف كان هدفه رفع الظلام والظلم عن الناس، ون
بذل صاحب هذا العلام نفسه من جل ذلك؛ وذلك لنه علام له رساله يسعى من
جل الوصول ليها، رساله يعيش من جلها، ويموت في سبيلها، وصاحب هذا المشهد العلامي هو
الغلام الذي عرفت قصته بقصه (صحاب الخدود)، عندما استخدم العلام المسموع والمشاهد في خدمه قضايا
المه، هذه المه التي وقف الملك الظالم وعوانه من السحره والبطانه السيئه ضد مصالحها زاعمين
مصلحه المه، هذا الملك ومعه الساحر – وكل ملك ظالم في كل عصر معه ساحر،
قد يكون علاما، قد يكون شخاصا منتفعين، قد وقد وقد.
ن الغلام لا يريد ن يقف مكتوفا، حظه التلم، وشجب واستنكار ما يحدث، ففكر في
وسيله لدفع الظلم ورفع الظلام، فكانت وسيلته العلاميه المحكمه؛ حيث قال للملك: “نك لست بقاتلي
حتى تفعل ما مرك به، قال: ما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد –
علام مسموع ومشاهد – وتصلبني على جذع، ثم خذ سهما من كنانتي، ثم ضع السهم
في كبد القوس، ثم قل: بسم الله رب الغلام، ثم ارمني؛ فنك ذا فعلت ذلك
قتلتني، فجمع الناس في صعيد واحد، وصلبه على جذع، ثم خذ سهما من كنانته، ثم
وضع السهم في صدغه، فوضع الغلام يده في موضع السهم فمات، فقال الناس: منا برب
الغلام، منا برب الغلام”؛ رواه مسلم.
وهذا العلام الهادف نرى منه صورا متكرره في كتاب ربنا وسنه نبينا محمد – صلى
الله عليه وسلم – حيث نرى مشهد الرجل الصالح وهو يدعو قومه راجيا لهم الهدايه: ﴿ وقال
الذي من يا قوم اتبعون هدكم سبيل الرشاد *يا قوم نما هذه الحياه الدنيا متاع ون
الخره هي دار القرار * من عمل سيئه فلا يجزى لا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر
و نثى وهو مؤمن فولئك يدخلون الجنه يرزقون فيها بغير حساب * ويا قوم ما لي دعوكم
لى النجاه وتدعونني لى النار ﴾ [غافر: 38 – 41]، ورسولنا – صلى الله عليه وسلم –
عندما مره ربه ن يعم بالنذار – والنذار علام – صعد رسول الله – صلى
الله تعالى عليه وسلم – الصفا، فهتف: ((يا صباحاه، يا بني عبدالمطلب، يا بني عبدمناف))،
حتى ذكر القرب فالقرب من قبائل قريش، فاجتمعوا ليه، وقالوا: ما لك؟ قال: ((ريتكم لو
خبرتكم ن خيلا تخرج من سفح هذا الجبل، كنتم تصدقوني؟))، قالوا: بلى؛ ما جربنا عليك
كذبا، قال: ((فني نذير لكم بين يدي عذاب شديد))، فقال بو لهب: تبا لك لهذا
جمعتنا، ثم قام فنزل الله – تعالى -: ﴿ تبت يدا بي لهب وتب ﴾ [المسد: 1]،
لى خر السوره.
هذا هو العلام المضاد – تبا له – علام التضليل والتجريح، والخوض في عراض الناس،
واليقاع بين الناس، علان التخويف من السلام، هذا هو علام عبدالله بن بي ابن سلول
الذي يظهر الشفقه على الناس: ﴿ وني جار لكم ﴾ [النفال: 48]، ويظهر الخوف من الله: ﴿ ني
خاف الله رب العالمين ﴾ [المائده: 28]، علان لحن القول والقعود على الصراط المستقيم: ﴿ لقعدن لهم
صراطك المستقيم ﴾ [العراف: 16]، صدق الله العظيم، ﴿ ثم لتينهم من بين يديهم ومن خلفهم وعن
يمانهم وعن شمائلهم ﴾ [العراف: 17].
نعم لقد جاؤونا من بين يدينا ومن خلفنا، وعن يماننا وعن شمائلنا، ما ن تقلب
القنوات لا وتجدهم متربصين يتناقلون الخبار دون تحقق وتثبت: ﴿ وذا جاءهم مر من المن و الخوف
ذاعوا به ﴾ [النساء: 83].
والذي يتسف له ن فينا سماعين لهذا الكذب وهذا الافتراء: ﴿ سماعون للكذب سماعون لقوم خرين ﴾[المائده: 41]،
فبدلا من ن نعزل هذا العلام الفاسد، نرى الذين يسمعون، بل ويصدقون هذا الكذب، هذا
العلام الذي تنهال عليه الموال، وتصب عليه الوقاف صبا، علام فاسد لا بد ن يحجر
عليه كما يحجر على السفيه؛ لن هذا السفيه يضر نفسه ومن حوله؛ فعزله واجب على
وليه، ون لم يعزله، فعزله واجب على الشعب كله؛ لننا لو تركنا هذا العلام الفاسد،
لنخر بسوسه وجهله في جسد المه، بل وغرق المه كلها، كما راد صحاب الدور السفلي
ن يخرقوا خرقا في نصيبهم؛ حتى لا يضروا من فوقهم.
والشعب ن تركهم هلكنا جميعا،ون خذ على يديهم نجونا جميعا.
وقد تم هذا العزل على عهد عمر – رضي الله عنه – حيث جاء صبيغ
التميمي ليه فقال: يا مير المؤمنين، خبرني عن: ﴿ والذاريات ذروا ﴾ [الذاريات: 1]؟ فقال: هي الرياح، ولولا
ني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقوله ما قلته”، قال فخبرني
عن: ﴿ فالمقسمات مرا ﴾ [الذاريات: 4] قال: هي الملائكه، ولولا ني سمعت رسول الله – صلى
الله عليه وسلم – يقوله ما قلته”، قال فخبرني عن: ﴿ فالجاريات يسرا ﴾ [الذاريات: 3]؟، قال: هي
السفن، ولولا ني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقوله ما قلته”،
ثم مر به فضرب مائه، وجعل في بيت، فلما بر دعا به، وضربه مائه خرى،
وحمله على قتب، وكتب لى بي موسى الشعري: امنع الناس من مجالسته، فلم يزل كذلك
حتى تى با موسى، فحلف باليمان الغليظه ما يجد في نفسه مما كان يجد شيئا،
فكتب في ذلك لى عمر، فكتب عمر: ما خاله لا صدق، فخل بينه وبين مجالسه
الناس.
- كلام عن الاعلام الفاسد
- العلام و الكذب
- شعر عن الاعلام الفاسد
- علام فاسد
- لقعدن لهم صراطك المستقيم