الاحساس ظاهره نفسيه متولده عن تاثر احدى الحواس بموثر ما، وبذلك فهو اداه اتصال بالعالم
الخارجي ووسيله من وسائل
المعرفه عند الانسان بينما الادراك هو عمليه عقليه معقده نتعرف بها على العالم الخارجي بواسطه
الحواس ومن خلال
تعريفهما تظهر العلاقه القائمه بينهما و التقارب الكبير الذي يجمعهما مما اثار اشكالا لدى الفلاسفه
وخاصه علماء النفس حول
امكانيه الفصل بينهما او عدمه، بمعنى ان شعور الشخص بالموثر الخارجي و الرد على هذا
الموثر بصوره موافقه هل نعتبر
احساس ام ادراك ام انهما مها يشكلان ظاهره واحده ؟
امكان الفصل بين الاحساس و الادراك .
يوكد علم النفس التقليدي على ضروره الفصل بين الاحساس و الادراك و يعتبر الادراك ظاهره
مستقله عن الاحساس انطلاقا
من ان الاحساس ظاهره مرتبطه بالجسم فهو حادثه فيزيولوجيه ومعرفه بسيطه، اما الادراك فهو مرتبط
بالعقل. اي عمليه
معقده تستند الى عوامل كالتذكر و التخيل و الذكاء و موجه الى موضوع معين. فيكون
الاحساس معرفه اوليه لم يبلغ بعد
درجه المعرفه بينما الادراك معرفه تتم في اطار الزمان و المكان. حيث يقول )ديكارت( :
” انا ادرك بمحض ما في ذهني من
قوه الحكم ما كنت احسب اني اراه بعيني “. ويقول )مين دوبيران(Maine de Biran: ”
الادراك يزيد على الاحساس بان
اله الحس فيه تكون اشد فعلا و النفس اكثر انتباها….”.
و كما يختلف الادراك عن الاحساس فكذلك يختلف عن العاطفه لان الادراك في نظرهم حاله
عقليه و العاطفه حاله وجدانيه
انفعاليه .
لكن امكانيه الفصل بيم الاحساس و الادراك بشكل مطلق امر غير ممكن باعتبار ان الادراك
يعتمد على الحواس. حيث قال
)التهانوي( :” الاحساس قسم من الادراك ” وقال )الجرجاني( : ” الاحساس ادراك الشيء باحدى
الحواس ” .
استحاله الفصل بين الاحساس و الادراك .
يوكد علم النفس الحديث على عدم امكانيه الفصل بين الاحساس و الادراك كما ان الفلسفه
الحديثه تنظر الى الادراك على انه
شعور بالاحساس او جمله من الاحساسات التي تنقلها اليه حواسه ، فلا يصبح عندها الاحساس
و الادراك ظاهرتين مختلفتين و
انما هما وجهان لظاهره واحده، ومن الفلاسفه الذين يطلقون لفظ الاحساس على هذه الظاهره بوجهيها
الانفعالي والعقلي معا
)ريد(Reidحيث يقول :”الادراك هو الاحساس المصحوب بالانتباه “.
بينما يبني الجشطالط موقفهم في الادراك على اساس الشكل او الصوره الكليه التي ينتظم فيها
الموضوع الخارجي، فالجزء لا
يكتسب معناه الا داخل الكل. فتكون الصيغه الكليه عند الجشطالط هي اساس الادراك. فالادراك يعود
الى العوامل الموضوعيه.
فالصيغ الخارجيه هي التي تفرض قوانينها علينا و توثر على ادراكنا، وبذلك فهي تحد من
قدراتنا العقليه. وعلنيه فالادراك ليس
مجموعه من الاحساسات و انما الشكل العام للصوره هو الذي يحدد معنى الادراك.فالثوب المخطط عموديا
قد يزيد من اناقه
الفتاه، وذات الثوب بخطوط افقيه قد يحولها الى شبه برميل.
لكن رد الادراك بشكل كلي الى الشكل الخارجي امر لا يوكد الحاله النفسيه للانسان فهو
يشعر باسبقيه الاحساس الذي تعيشه
الذات كما ان رد الادراك الى عوامل موضوعيه وحدها، فيه اقصاء للعقل و لكل العوامل
الذاتيه التي تستجيب للموثر. و الا كيف
تحدث عمليه الادراك؟ ومن يدرك ؟
الادراك ينطلق من الاحساس و يتجه نحو الموضوع .
ان الادراك عمليه نشيطه يعيشها الانسان فتمكنه من الاتصال بالموضوع الخارجي او الداخلي، وهي عمليه
مصحوبه بالوعي
فتمكنه من التعرف على الاشياء. و الادراك يشترط لوجوده عمليات شعوريه بسيطه ينطلق منها. و
هو الاحساس ، بكل حالاته
الانفعاليه التي تعيشها الذات المدركه، و وجود الموضوع الخارجي الذي تتوجه اليه الذات المدركه بكل
قواها و هو ما يعرف
بالموضوع المدرك.
ان الاختلاف بين علم النفس التقليدي الذي يميز الاحساس و الادراك، و علم النفس الحديث
الذي لا يميز بينهما باعتبار ان
العوامل الموضوعيه هي الاساس في الادراك يبقى قائما. غير ان التجربه الفرديه تثبت ان الانسان
في اتصاله بالعالم الخارجي و
في معرفته له ينطلق من الاحساس بالاشياء ثم مرحله التفسير و التاويل فالاحساس مميز عن
الادراك ليسبقه منطقيا ان لم يكن
زمنيا.
- مقال عن الادراك
- مقدمة مقالة احساس و ادراك
- مقالة الاحساس و الادراك
- مقال الاحساس والادراك استقصاء بالوضع
- مقال الاحساس و الادراك جشظالة و ظواهرية
- حالة الإدراك للعقل
- المحيط الخارجي عند الادراك
- العلاقه بين الادراك والعالم الخارجي
- العلاقه بين الاحساس و الانتباه و الادراك
- العلاقة بين الاحساس و الانتباه و الادراك ؟