مقالات مواضيع جديدة

مقالات سياسية مترجمة

مقالات سياسية مترجمة 71191 3

مقاله سياسيه مترجمه مقالات سياسيه مترجمه من صحف انجليزيه

 

 

مقالات سياسية مترجمة 71191

كتب ديفيد كيركباتريك في صحيفه نيويورك تايمز بعددها الصادر في 28 ديسمبر 2024 تقريرا موسعا
عن احداث بنغازي وتداعياتها، وقسمه الى سته فصول هي: الاشارات التحذيريه، القائد، السفير، الشراره، الهرج
والمرج، التداعيات.

ترجمه: علاء خالد غزاله

 

مقالات سياسية مترجمة 71191 1

الفصل الاول: الاشارات التحذيريه

كان دبلوماسي ذو مظهر صبياني يلتقي لاول مره مع القاده الاسلاميين لاكثر المليشيات رعبا في
شرقي ليبيا. كان ذلك في 9 سبتمبر 2024. وفيما كان الجمع جالسين على كراسي قابله
للطي في قاعه الطعام قرب ساحل المتوسط، حذر الليبيون من تصاعد التهديد ضد الاميركيين من
المتطرفين في بنغازي. وحينما ذكر احد قاده المليشيات، وكان ذا لحيه طويله ويرتدي ملابس عسكريه
غير متناسقه، الوقت الذي قضاه في افغانستان، لامس حارس اميركي سلاحه بتحفظ.

تذكر محمد الغرابي لاحقا، وهو قائد كتيبه (رافلا السهاتي)، انه قال للميركيين: “طالما ان بنغازي
ليست منه، من الافضل لكم الرحيل الن.” مضيفا: ” لقد قلت للميركيين بنفسي، وعلى وجه
التحديد، اننا نمل ان يرحلوا عن بنغازي في اسرع وقت ممكن.”

ومع ذلك، تناول رجال المليشيا الكعك مع ضيوفهم من الاميركيين، كما عبروا عن عميق شكرهم
للمساعده التي قدمها الرئيس اوباما لهم اثناء انتفاضتهم ضد العقيد معمر القذافي. وكدوا انهم يريدون
ان يبنوا شراكه مع الولايات المتحده، خصوصا فيما يخص الاستثمار. بل انهم طلبوا، تحديدا، انشاء
فروع لمطاعم اميركيه مثل مكدونالدز وكي اف سي في بنغازي.

واستنادا الى زملاء ديفيد مكفيرلاند، وهو مساعد سابق في الكونغرس، والذي لم يلتق سابقا بقائد
مليشيا ليبي، غادر الاجتماع بحاله من القلق. ولكن الاجتماع لم يهز من ايمانه في منظور
الانخراط بليبيا بشكل اعمق. وبعد يومين، قام بايجاز الاجتماع في تقرير ارسله الى واشنطن، واصفا
رسائل مختلطه من قاده المليشيات.

كتب: على الرغم من “المشاكل الامنيه المتناميه” فقد اراد المقاتلين ان تنخرط الولايات المتحده بشكل
اكبر “من خلال (اقناع) رجال الاعمال الاميركيين على الاستثمار في بنغازي.”

ورسل التقرير، المؤرخ في 11 سبتمبر 2024، باسم مسؤول السيد مكفيرلاند، السفير كريستوفر ستيفنز.

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، قتل السيد ستيفنز مع ثلاثه اميركيين خرين في بنغازي،
في اكبر هجوم نوعي على ملكيه تابعه للولايات المتحده خلال احد عشر عاما، منذ هجمات
11 سبتمبر 2001.

لقد كان هذا التقرير خر علامه على شهر من عدم فهم اميركا لليبيا وتخبطها فيها،
وخصوصا بنغازي التي ترعرع فيها الكثيرون تحت ظلال هجوم 11 سبتمبر السابق (عام 2001). لقد
خاضت الولايات المتحده عميقا في ليبيا ما بعد القذافي، على مل ان تؤسس موط قدم
ضد المتطرفين، خصوصا القاعده. وقد منت انها تستطيع ان ترسم خطا ساطعا بين الاصدقاء والاعداء
في ليبيا. لكنها خسرت سفيرها، خر الامر، في هجوم شمل كل من المناوئين الصريحين للغرب
والمقاتلين المنتمين الى المليشيات التي اتخذها الاميركيون حلفاء لهم.

بعد اشهر من الحقيق الذي اجرته (نيويورك تايمز)، والمتمركز على مقابلات مكثفه مع الليبيين في
بنغازي الذين كان لديهم معرفه مباشره بالهجوم وما يحيط به، قد توصل الى انه ليس هناك
من دليل على ان القاعده او ايه منظمه ارهابيه دوليه قد لعب اي دور في
الاعتداء. بدلا من ذلك، فقد قاد الهجوم مقاتلون استفادوا مباشره من القدره الجويه المكثفه لحلف
الناتو والدعم اللوجستي خلال الانتفاضه ضد القذافي. وعلى الضد من ادعاءات بعض اعضاء الكونغرس، فقد
استمد الهجوم وقوده في الجزء الاكبر من الغضب حول الفيديو المسيء للاسلام المنتج في اميركا.

ان المحاسبه التامه عن الهجوم تقترح دروسا للولايات المتحده تذهب فيما وراء ليبيا. فهي تظهر
المخاطر الناجمه عن ترقب المساعده الاميركيه في الاوقات العصيبه لشراء الولاء المستدام، وصعوبه تمييز الاصدقاء
عن حلفاء المصلحه في ثقافه شكلتها عقود من النزعه المناهضه للغرب. وكلا الامرين هما تحديان
يحومان الان حول التورط الاميركي في الصراع المدني السوري.

كما يقترح الهجوم ان التهديد من المليشيات المحليه في انحاء المنطقه قد تضاعف، وعليه فان
التركيز المكثف على مقارعه القاعده قد يصرف الانتباه عن حمايه المصالح الاميركيه.

مقالات سياسية مترجمة 71191 2

وفي هذه الحاله، فان الشخصيه المركزيه في الهجوم كان رجلا غريب الاطوار يقود مليشيا ساخطه،
واسمه احمد ابو ختاله، استنادا الى عدد كبير من الليبيين الذين تواجدوا في ذلك الوقت.
ويصفه المسؤولون الاميركيون المطلعون على التحقيق الجنائي في الهجوم على انه المشتبه الرئيسي. وقد صرح
السيد ابو ختاله علنا ولعده مرات انه يضع الولايات المتحده في موقع ليس ببعيد عن
العقيد القذافي في قائمته للعداء الكافرين. ولكن ليس من المعروف عنه ارتباطه باي مجموعه ارهابيه،
كما انه فر من عمليه التفحص التي جرتها محطه لوكاله الاستخبارات الاميركيه تضم 20 عنصرا
في بنغازي، والتي عدت لمراقبه الوضع المحلي.

لقد كان السيد ابو ختاله، الذي ينفي اشتراكه في الهجوم، منضويا باحكام في شبكه مليشيات
بنغازي قبل الهجوم وبعده. ويعتبره الكثير من القاده الاسلاميين الاخرين متطرفا غريب الاطوار. ولكنه لم
يكن الا عتبه ازيلت من امام اكبر القاده تثيرا الذين هيمنوا على بنغازي وكانوا اصدقاء
للاميركيين. لقد كانوا جيرانه، وزملاءه في السجن، ورفاقه في خطوط القتال ضد العقيد القذافي.

والى هذا اليوم، يعرض بعض قاده المليشيا حجه غياب للسيد ابو ختاله. ويقاوم الجميع الضغوط
الامريكيه الهادئه لتسليمه لمواجهه المحاكمه. وفي الربيع الماضي، سعى احد اكثر القاده الليبيين نفوذا لتعيينه
قاضيا محليا.

وبعد خمسه عشر شهرا من موت السيد ستيفنز، فان سؤال المسؤوليه يبقى سؤالا ذاويا في
واشنطن، التي تؤطرها قصتين متعارضتين.

احدهما تدور حول ذلك الفيديو، والذي نشر على موقع يوتيوب، ما دى الى خروج مظاهرات
عفويه في الشوارع خرجت عن السيطره. تلك النسخه، المستنده الى تقارير استخباريه اوليه، كانت هي
ما عرضته سوزان رايس مبدئيا، والتي اصبحت الان مستشاره السيد اوباما للامن القومي.

والاخرى، التي يفضلها الجمهوريون، تصر على ان السيد ستيفنز مات في اعتداء مخطط بعنايه من
قبل القاعده في المناسبه السنويه لضربها الولايات المتحده قبل 11 عاما. واتهم الجمهوريون اداره اوباما
بالقيام بالتغطيه على الادله التي تشير الى دور القاعده لتفادي الحط من ادعاء الرئيس بان
تلك المجموعه قد تفككت، جزئيا بفعل الغاره التي قتلت اسامه بن لادن.

يظهر التحقيق الذي اجرته صحيفتنا ان الحقيقه في بنغازي كانت مختلفه، واكثر غموضا، من كلتا
القصتين. لم تكن بنغازي مخترقه من قبل القاعده، لكنها مع ذلك ضمت تهديدات محليه مهلكه
للمصالح الاميركيه. لا يبدو ان الهجوم كان مدبرا بعنايه، لكنه لم يكن فعلا عفويا، او
حدث بدون اشارات تحذيريه.

واضحى السيد ابو ختاله معروفا في بنغازي بعد دوره في قتل الجنرال الثائر، وبعد ذلك
لاعلانه ان زملائه من الاسلاميين لم يكونوا ملتزمين بشكل كاف بالدوله الدينيه. وهو لم يخف
استعداده لاستخدام العنف ضد المصالح الغربيه. وتفاخر احد حلفاؤه، وهو قائد المليشيا الاكثر صراحه في
معاده الغرب، انصار الشريعه، قبل اشهر قليله من الهجوم ان بامكان مقاتليه “تسويه” البعثه الاميركيه
بالرض. ويبدو ان نظام المراقبه في المجمع الاميركي كان جاريا قبل 12 ساعه على الاقل
من بدء الاعتداء.

ومع ذلك، كان هناك عنصرا عفويا في اعمال العنف. فقد حفز الغضب من الفيديو الهجوم
الاولي. وشارك العشرات من الاشخاص، بعضهم بتحريض الفيديو وخرين استجابه لشاعات انتشرت بسرعه مفادها ان
الحراس داخل المجمع الاميركي قد اطلقوا النار على متظاهر ليبي. وكان الناهبون ومشعلو الحرائق، بدون
اي اشاره على وجود خطه، هم من خرب المجمع بعد الهجوم الاولي، استنادا الى ما
يزيد على انثي عشر شاهدا ليبيا، بالاضافه الى المسؤولين الاميركيين الذين شاهدوا صور الكاميرات الامنيه.

وقدم فريق وكاله الاستخبارات الاميركيه في بنغازي لكل من السيد مكفيرلاند والسيد ستيفنز قبل يوم
واحد من الهجوم تقريرا موجزا عن الوضع الامني. لكن الجهود الاستخباريه في ليبيا تركزت على
اجندات كبار قاده المليشيات وحفنه من الليبيين المشتبه بصلتهم بالقاعده، حسبما افاد بعض المسؤولين الذين
تلقوا ذلك الايجاز. وكما هو الحال مع جميع الايجازات تقريبا في تلك الفتره، لم يرد
ذكر اسم السيد ابو ختاله او انصار الشريعه او الفيديو المسيء للاسلام في ذلك الايجاز،
حتى مع كون القناه التلفازيه المصريه، التي تحظى بشعبيه في بنغازي، تفيض غضبا ضد الفيديو.

وقد اثبت ان اعضاء المليشيات المحليه التي استدعاها الاميركيون لتقديم المساعده انهم لا يعتمد عليهم،
بل وحتى معادين. وربما يكون التركيز على القاعده قد صرف نظر الخبراء عن التهديدات الوشيكه.
ويبدو ذلك الان فشلا استخباريا.

 

وبشكل اكثر توسعا، فان السيد ستيفن، على غرار رؤسائه في واشنطن، اعتقد ان بامكان الولايات
المتحده ان تحول الجمع الحرج من المقاتلين الذين ساعدتهم في التخلص من القذافي الى اصدقاء
يعتمد عليهم. لقد مات وهو يحاول فعل ذلك.

  • مقالات سياسية مترجمة
  • صحف انجليزية مترجمة
السابق
مقالة فلسفية هل لكل سوال جواب
التالي
مقال بسيط عن الابتسامة