هى نوع من نوعيات المحادثات
وقد يزيد بعض الناس كونها بكلام بليغ الا ان ذلك القيد شرط كمال يصبح حسب حالة المخاطبين؛ لن حقيقة البلاغة فالكلام انما هى مطابقة الكلام لمقتضيات الحوال و ربما يقتضى الحال احيانا ان يتخلي الخطيب عن الساليب البلاغية الصناعيه.
ركانها:
ومن ذلك التعريف الموجز: “فن مخاطبة الجماهير للتثير عليهم” نستخلص عناصر الخطبة و ركانها فنجد ضرورة و جود التي:
1- فن اي: خبرة و معرفة و مرانة و ملكه.
2- مخاطبة اي: مشافهة و مواجهه.
3- خطيب اي: لا مقرئ او ملق يقرا كتابا او يلقى موضوعا.
4- جمهور اي: جمع كثير من المستمعين.
5- تثير اي: اثارة عواطف و تنبية شعور.
وذا ما انعدم عنصر او ركن من الخمس افتقدت الخطابة جزءا مهما منها و لا ينبغى ان تسمي خطابة للتي:
ا – لنة اذا انعدم الفن و الخبرة كان الكلام تهريجا.
ب – و ذا عدمت المخاطبة كان تلاوة او ترديدا.
ج – و ذا لم يوجد جمهور كان الكلام حديثا او و صيه.
د – و ذا لم يوجد خطيب كان القاء و ربما يصبح بالنيابة عن غيره.
ة – و ذا لم يحصل تثير كانت عديمة الثمرة و مضيعة للوقت.
نشتها:
بما ان الخطابة لون من المحادثات فالمحادثات رافقت النسان منذ و جودة علي التحقيق و لكن الخطابة تميزت بحقيقتها عن مطلق محادثة الي فن و اختصت بالجماهير دون الفراد و قصد فيها التثير و الاستمالة لا مجرد التعبير عما فالنفس.
ذا فلا بد ان تكون فنشتها ربما خطت خطوات تطور و تخصص من حديث الي فن و من افراد الي جماهير و كانت نشتها استجابة لما دعت الية حاجة الجماهير بعد توسع ميادين الحياة و تعدد اتجاهاتها و ما يصحبة من اختلافات تدعو الي توحيد فكر او اقناع برى و التثير علي المخاطبين و ذا لاحظنا الديان و الرسالات السابقة ادركنا مقتضيات و جودها و نشتها كفن مميز.
فهى اذا و ليدة رقى فكرى و تقدم اجتماعى قضت زمنا حتي ارتفعت و تميزت اولا بالجماهير و ثانيا اختصت بغراض خاصة و مواقف معينة و ثالثا اتسمت بسلوب و هيئة حتي و صلت الي عصور التاريخ و التدوين علي الحالة التي و صلت اليها من حقيقة متميزة عن غيرها و لم تزل فرقى و تقدم حتي اصبحت عنوانا علي منزلة المم و مكانتها كما فو فد العرب علي كسرى.
الفرق بينها و بين غيرها من فنون النثر:
لا يخلو الكلام مع الناس فكونة مع افراد او جماهير فالكلام مع غير الجماهير ان كان للفهام و البيان فهو حديث و ن كان لحث علي مصلحتهم شفقة بهم فهو و صيه.
والكلام مع الجماهير اما ان يصبح لشرح حقيقة علمية او لبيان نظرية فهو محاضرة و ما ان يصبح لثارة الشعور و بث الحماسة و تحريك العواطف و استمالة المخاطبين فهو خطابه.
وعلية فالخطابة و المحادثة و الوصية و المحاضرة تشترك كلها ففن النثر و تختص الخطابة و المحاضرة بالجماهير.
الفرق بين الخطابة و المحاضره:
ا – المحاضرة هى القصد الي حقيقة علمية او نظرية تلم بطرافها و تخرج غامضها و تزيل لبسها و علية فهى تعتمد الحقائق لا الخيالات و تخاطب العقول لا العواطف و تستهدف العلم لا الثارة و تخص غالبا المثقفين.
ب – اما الخطابة فهى القصد الي فكرة و رغبة تزيين اوضاعها و تحسن اهدافها و ربما تكون معلومة من قبل فهى تعمد الي الثارة و القناع و تخاطب العواطف و الشعور و تستهدف الاستمالة و تعم المثقفين و غيرهم.
ويلاحظ ان الخطابة بالنسبة الي المحاضرة ربما يجتمعان و ربما يفترقان و ن المحاضرة تكون موضوعاتها دائما و بدا علمية اسلامية كانت او دنيوية كن يتى مهندس زراعى يشرح نظرية تلقيح النبات و عوامل نقل اللقاح من الذكور الي ازهار الناث عن طريق الحشرات او الماء او الرياح او يتى طبيب يبين مراحل الحمل من حيوان منوى و بويضة الي علقة و مضغة و وسائل تغذيتة الي بروزة طفلا.
و يقوم عالم بكتاب الله و سنة رسولة – صلي الله علية و سلم – فيتناول ركن الزكاه: متي شرعت؟ و علي من؟ و نوع المال الذي تجب فية و شروط و جوبة و مصارفة و ما و راء هذا من حكم و مصالح.
ما الخطابة فقد تكون موضوعاتها معلومة بالفعل كما فخطب الجمع مثلا اذا تناول الخطيب مقال الصدق و المانة يحث عليهما او مقال الربا يحذر منة فن كل السامعين يعلمون و جوب الصدق و لزوم المانة كما يعلمون تحريم الربا.
لا ان الخطيب حينما يتكلم عن المعلوم فنما يريد اثارة العواطف و الشعور بما علمت و يؤثر علي السامعين بما يلقية عليهم و يصل بهم الي العمل بالفعل.
فلا يعدم من السامعين من يعزم علي تحرى الصدق او من يندم علي التعامل بالربا و ربما يوفق بالتزام ذلك و قلاع ذاك و هذة هى الغاية من الخطابة الناجحة و من ذلك تخرج خصائصها.
خصائص الخطابه:
بالنظر الي نوعيات النثر من حكم و مثال و وصايا و مفاخرات و نحوها و خطابة و محاضرات نجدها كلها ما عدا الخطابة و المحاضرة تسير فمجال فردى و يتسم اغلبها بالاختصار و اليجاز و تؤدى بى اسلوب و يؤديها اي انسان.
ما الخطابة فهى تخص الجماهير و الخطيب ربما يواجة جمهورا مختلف الطبقات متنوع المشارب مختلف المسالك و ربما يشتمل علي من لا يعرفهم و لا يعرفونه.
ثم هو يتقدم اليهم موجها و مرشدا و ربما يصبح امرا ناهيا فعلية ان يستميلهم الي جانبة و يقنعهم بمذهبة و يقودهم الي مسلكه.
وقد تكون الفكرة حديثة عليهم او ثقيلة علي نفوسهم مما يؤدى الي تردد او امتناع و من بعدها فعلية ان يروض نفوسهم و ن كانت جامحة و يقنع اذهانهم و ن كانت معاندة فيكون قائدا للجماهير البية و محققا لرغباتة من كافة سامعية علي اختلاف و جهاتهم و ليس ذلك بالمر الهين فقد يقدر النسان علي ترويض الوحوش الكاسرة و تذليل الحيوانات النافرة و يعجز عن استمالة بعض النفوس؛ لنها فوق ذلك و ذاك كما شبههم عمر – رضى الله عنة -: “الناس كجمل انف”.
ولعل من كل ما تقدم من تعريف الخطابة و نشتها و خصائصها تكون ربما ظهرت لنا اهمية الخطابة و ثارها و وجوب الاعتناء بها.
همية الخطابة و ثارها
تعتبر الخطابة اثرا من اثار الرقى النسانى و مظهرا من مظاهر التقدم الاجتماعى و لهذا عنى فيها جميع شعب و اهتمت فيها جميع المم فكل زمان و مكان و اتخذتها اداة لتوجية الجماعات و صلاح المجتمعات.
وقد كان للعرب فذلك الحظ الوفي فحفلوا فيها فالجاهلية و ساعد عليها و جود عدة سبب اجتماعية ادت الي ازدهارها و رفعة شنها فوصلت الي القمة و توجت بالشرف و الاعتزاز من تلك السباب ما يتي:
1 – طبيعة مقالات الخطابه: و هى اما حث علي حرب او حض علي سلم و بطبيعة الحال لا يتعرض لهذة المواضع الا من كان سيدا مطاعا؛ لنة الذي يسمع قولة و يطاع امرة فمثل تلك المواقف و هو الذي يملك اعلان الحرب و قبول الصلح.
2 – التهانى او التعازى و ذا ارادت قبيلة ان تهنئ قبيلة اخري بمكرمة كظهور فارس او نبوغ شاعر او غير هذا فنها ستوفد من طرفها من يؤدى هذا عنها و بطبيعة الحال كذلك لن تختار الا من اشرافها ليمثلوها و يعبروا عنها.
3 – المفاخرات و المنافرات و من عادة هذين الغرضين الا يقعان الا بين قبيلين عظيمين يري جميع قبيل منهما انه اعلي و عظم من القبيل الخر فيرفع من شنة و يحط من قدر من يقابلة و علية فلن يتقدم لتعداد المفاخر الا الفضلاء جميع هذا يجعل مهمة الخطابة فاضلة نبيلة و يرفعها الي المكانة العاليه.