مقالات مواضيع جديدة

ما تعريف الثقافي , مفهوم الثقافة

ما تعريف الثقافي - مفهوم الثقافة 17544 2

ما تعريف الثقافي مفهوم الثقافه

معنى كلمه ثقافه في معجم المعاني الجامع والمعجم الوسيط

ما تعريف الثقافي - مفهوم الثقافة 17544

حظيت كلمه “الثقافه” بمكان كبير في الداب الوروبيه في القرن العشرين وكان لها اهتمام لا
بس به في عالم الصحافه ايضا وهي كلمه عني بها البعض معنى “الحضاره”. هذا الموضوع
مازال يتطور وينمو ويخذ ابعادا وشكالا لم تكن موجوده من قبل وما زال يكتسب ابعادا
جديده. ومع هذا التطور نسل: هل الثقافه تعني ايضا “المدنيه”؟ وهل هي ايضا “المعرفه”؟ في
هذا المقال احاول القاء الضوء على مفاهيم ومعاني الثقافه وتطورها.

تعريف الثقافه :
كان الشاعر ت. س. اليوت من اشهر من اهتم بموضوع الثقافه منذ بدايات القرن العشرين
ومن اجل ادراك الثقافه وضع اليوت شروطا ثلاثه اذا ما تحققت تم بها تحقيق الثقافه
وهي: اولا: البناء العضوي ويرى انه يساعد على الانتقال الوراثي للثقافه داخل ثقافه ومجتمع معينين.
ثانيا: القابيله للتحليل: ويرى وجوب ان تكون الثقافه (من وجهه النظر الجغرافيه) قابله للتحليل الى
ثقافات محليه (البعد القليمي للثقافه). ثالثا: التوازن بين الوحده والتنوع في الدين. ويرى ان هذا
الشرط مهم لنه في الكثير من الثقافات لا يمكن اغفال او تهميش عامل الدين. وفي
هذا السياق اضاف اخرين الى ان الثقافه سياسه وتربيه.

وعندما اقدم بعض علماء النثروبولوجيا وعلماء الاجتماع على تعريف مفهوم الثقافه البشريه قالوا انها سلوك
تعلمي يكتسبه الفراد كعضاء في جماعات تعيش في المجتمع الواحد. في السبعينات من القرن التاسع
عشر قدم عدد من علماء النثروبولوجيا اكثر من تعريف للثقافه وفي المحصله اجمعوا على ان
الثقافه هي ذلك الكل المعقد الذي يتضمن المعرفه والمعتقد والفن والخلق والقانون والعادات الاجتماعيه ويه
امكانيات اجتماعيه اخرى بل وطبائع اكتسبها النسان كعضو في مجتمعه.” وبعدئذ دب هؤلاء على تقديم
العديد من التحسينات والتباينات على هذا التعريف العام لمعنى الثقافه لكن الهم هو ان الجميع
اتفقوا على ان الثقافه هي سلوك تعلمي كثيرا ما يتناقض مع السلوك الموهوب تراثيا.

وانطلاقا من واقع ان كل مجتمع انساني يتمتع بمنظومه من السلوك الذي تحكمه معايير قد
تختلف نسبيا من مجتمع الى اخر حتى داخل الثقافه الواحده (مثال ذلك الثقافه العربيه ومن
لها من ثقافات فرعيه تحكمها عوامل قسريه مثل العوامل القليميه والجغرافيه وربما ازدواجيه اللغه كحاله
الجزائر بين اصول بربريه وخرى عربيه) كما تحكمها معايير اخرى تؤدي الى الوان اخرى من
المعرفه مثل (الاستعمار والهجرات والحروب وما الى ذلكم من المور وربما ازدواجيه اللغه مره اخرى
لكن هذه المره نرى الازدواجيه بين اللغتين الفرنسيه والعربيه في بلاد المغرب العربي) فانه يتم
تلف الفراد مجتمعيا وتثاقفيا. ويتمتع النسان بمنظومه هذا السلوك منذ ميلاده بل ويتطور ذلك السلوك
وينمو معه طالما ظل يعيش في ذلك المجتمع.

من هنا يمكن القول بن الثقافه بهذا المفهوم تختلف عن الثقافه بالمفهوم الذي استخدم لوصف
شخص مصقول صقلا عاليا وله درايه بالموسيقى والدب والفلسفه والسياسه ويجيد لغه عالميه اضافه الى
لغه امه الصليه بل وربما يتضمن ايضا توجهات ثقافيه اخرى مشتركه مع الحياه المتحضره من
المعرفه بعالم الاتصال الحديث كالنترنت وقريناته وما شابه ذلك.

ومن زاويه اخرى نرى ان الثقافه النسانيه بمفهومها التقني تتضمن سمات للسلوك التافه والدنيوي اللازم
للحياه اليوميه مثل اللباقه الاجتماعيه (وهذا ما يحب البعض ان يسميه ب التيكيت) وطباع و
عادات الكل وما الى ذلك من فنون المجتمع المهذبه. وكما يمكن مناقشه امر تفاهه مجتمعات
محدده حول العالم وبناء على ما تقدم فنه يمكن اعتبار الثقافه مجموع كمي من المعرفه
البشريه وسلوكها المكتسب ضمن الطار الاجتماعي للفرد الواحد وهذا يؤدي بنا الى التذكير بنه يوجد
كم من المعرفه لا تشترك فيه كل المجتمعات النسانيه في اي وقت ولا يشترك فيه
كل الفراد في اي مجتمع اي ان هذا الكم المعرفي يكون مقصورا على افراد معينين
في اوساط اجتماعيه معينه وبالتالي فهم في اغلب الحيان يشكلون كما ضئيلا في مجموعهم الا
انهم جزء من الثقافه النسانيه.

وفي هذا السياق يمكن ان نخذ على سبيل المثال لا الحصر حرفه الزراعه او حرفه
صيد السمك فنرى ان كل منها تمثل جانبا مهما من الثقافه النسانيه الولى والمعاصره ايضا
وليس من التقاليد ان يشارك فيها الكثير من المجتمعات الطبيعيه المنتجه الخرى مثل مجتمعات الرعي
والصيد البري (دغال افريقيا وغابات امريكا اللاتينيه واستراليا) وحياه البداوه والترحال (صحراء سيناء وصحاري السودان
وصحارى المغرب العربي). فمن البديهي ان تتمتع الزراعه بجميع انماطها بخصوصيه تواجدها في الراضي الخصبه
كما ان صيد السمك لا يمكن ان يكون الا على شواطئ البحار وضفاف النهار.

ومثال اخر هو الطاقه النوويه والصناعات الثقيله التي هي الن جزء من الثقافه النسانيه التي
لا غنى عنها على الطلاق وهى في غالبها قاصره على عدد محدود من المجتمعات مالكه
الصناعه العاليه. وضافه الى ذلك نرى انه في هذه المجتمعات فقط يوجد عدد كامل من
الجوانب التقنيه مملوك لعدد صغير من العلماء والمهندسين وصحاب رؤوس المال الهائله.


انتقال الثقافه :
لكن قبل وبعد كل شيء تتكون المجتمعات النسانيه من مجموعات منظمه من الفراد هم غالبا
من الجنسين ومن مختلف العمار ولهم منظومه من القواعد السلوكيه التي تنتقل من جيل الى
جيل اخر. هذا الكلام ينسحب على مناح اخرى من الحياه حتى يصل الى الكائنات غير
الحيه مثل العديد من الحيوانات ومن ضمنها ثدييات وحشرات فهذه لها ايضا مجتمعات الا ان
طريقتها في نقل السلوك الاجتماعي تختلف في اساسها عن طرق المجتمعات البشريه تلك. الحشرات تنقل
سلوكها الاجتماعي بالوراثه البيولوجيه.

ن السلوك الاجتماعي لمعظم الثدييات ينتقل انتقالا طبيعيا و رئيسيا بواسطه الجينات الوراثيه ولكن ايضا
والى حد اقل يتم ذلك السلوك بواسطه التداعي الاجتماعي او بالتلقين. يمكن ان ترى اثر
التعلم على الكلاب والقرود والدلافين البحريه ويصل المر بهذه الحيوانات الى ان تفهم النسان وتتعامل
معه وتستجيب لوامره.

يتم تعلم السلوك النساني اما كليا او يتم تعديله تعديلا جذريا عن طريق التعلم الاجتماعي.
وحتى هذه المناحي البيولوجيه القويه او الغرائز مثل الجنس والجوع يتم تعديلها وتطويرها بالثقافه فمثلا
يتم تقنين السلوك الجنسي عمليا باستخدام تعبيرات تعكس دلالات العيب الاجتماعي في كل المجتمعات النسانيه
taboo بل وربما يرفض الناس الجياع الطعام الذي ينتهك حرمتهم الدينيه (ما يعتبر عيبا دينيا)
مثل اكل لحوم الكلاب والقطط الشائع بين شعوب جنوب شرق اسيا او لحم الخنزير الشائع
بين شعوب اوروبا ومريكا اللاتينيه او ينتهك قوانين الحميه الغذائيه او ينتهك ما يعتبرونه بغيضا
لثقافتهم ككل الضفادع والجراد وبعض الحشرات الخرى.

ومن هنا يمكنني القول بنه صار ممكنا في الغلب اعتماد البشريه على السلوك التعليمي وذلك
بمظاهر بيولوجيه نادره للنسان بوصف هذا النسان نوعا بيولوجيا. وحيث ان البدايات في اي امر
مهمه للنجاح نرى ان وجوب الاهتمام الشديد بدوره الحياه الطويله نسبيا للطفل والفتره الممتده لنموه
وهى التي يكون خلالها الطفل البشري معتمدا على والديه ومتعلما منهما ومن من حولهم من
بالغين اخرين. وفي هذا المقام نرى ان من المهم تطوير قدره النسان اللغويه لنها تؤدي
الى التطور المعقد للدماغ والجهاز العصبي والحبال الصوتيه والحنجره وجزاء الجهاز السمعي.


اللغه والثقافه :
في البدايه دعني اقول انه ليس هناك ما هو اهم من اللغه في تطوير الثقافه
النسانيه وهى ثقافه اصبحت بالغه التعقيد في الزمن الحاضر. بهذه اللغه تمكن بني البشر من
استخدام الرموز وتطوير لخلق معان للحياه وذلك يعني ان اصحاب اللغه تمكنوا من اسداء النعم
ومن نقل المعاني عبر الصوات و ترتيبات الصوات الى كلمات وجمل. وبعدئذ صار من الممكن
تعليم العديد من الحيوانات ان يستجيبوا الى اللغه ولكن فقط في صوره اشارات او اصوات
وليس كرموز حقيقه.

وقد اشارت بعض الدراسات الى انه يمكن تعليم قرد الشمبانزي ان يستخدم عددا محددا من
الرموز في استجابه الى اصوات ويماءات معينه؛ لكن بني البشر فقط هم الذين يمكنهم الاتصال
ببعضهم البعض باستخدام لغه نظاميه. كل الثقافات النسانيه تعتمد على اللغه وكل اللغات البشريه حتى
لغات تلك الشعوب غير المتعلمه هي لغات معقده بدرجه كافيه لن تقوم بنقل الثقافه النسانيه
باعتبارها كلا متكاملا. وكذلك المر فن اي كانت لغه هي مرنه ومطواعه بدرجه كافيه لكي
تتمدد في مفرداتها وتراكيبها كلما صارت ثقافه المجتمع اكثر تعقيدا.

يكتسب الطفال ثقافه مجتمعهم اكتسابا رئيسيا عن طريق اللغه. ومع ذلك فن اللغه والثقافه ليستا
ذات علاقه بتركيب الجينات او الجنس البشري فمثلا لو تربى طفل عربي في عائله من
امريكا الشماليه (الولايات المتحده) او كندا فهو سوف يكتسب ويتعلم و يتكلم نمط اللغه النجليزيه
لمريكا الشماليه او كندا بحسب الحاله وسوف يتصرف اجتماعيا وثقافيا مثلما يتصرف طفل شمال امريكي
او كندي بحسب الحاله ايضا. هذا المر يؤدي بنا الى القول بنه يمكن لي شخص
من اي جنس بشري او نوع بيولوجي ان يتعلم لغه ما اذا ما عاش في
كنفها وبواسطه هذه اللغه يمكن ان يحقق الثقافه النسانيه لتلك اللغه وهلها.


تباينات الثقافيه :
تتباين الثقافات النسانيه تباينا واسعا في الرض بل ويصل الاختلاف الى ابعد حد بفعل عوامل
اقليميه وجغرافيه ودينيه وطبقيه. هناك تباين كبير بين مجتمعات وثقافات غابات المازون او اواسط افريقيا
فتلك مجتمعات ما زالت بدائيه وبين مجتمعات اخرى تتمتع بثقافات متحضره بفعل التعليم مثل مجتمعات
حوض البحر البيض المتوسط ثم هناك مجتمعات اكثر تعلما وتقنيه و تحضرا مثل الولايات المتحده
وكندا واستراليا واليابان.

تباين هذه المفاهيم الثقافيه يبدو لنا واضحا جليا في صوره عادات ومعتقدات اجتماعيه يكون لها
احيانا صفه وبعد ديني ففي بعض المجتمعات عاده ما يمارس الناس احاديه الزواج (شريك او
شريكه عمر واحد او واحده كما في الزواج المسيحي الكاثوليكي) هذه العاده تم حمايتها بنظم
وقوانين صارمه وضعتها الدوله وشرفت عليها وعملت على حمايتها مثلما المر في الولايات المتحده وبريطانيا
وفرنسا وبقيه اوروبا؛ وهناك مجتمعات اخرى توجد فيها ثنائيه الزواج (زوجان لامره واحده في نفس
الوقت) وهذا المر موجود في بعض دول امريكا اللاتينيه وفي حاله ثالثه توجد مجتمعات تجيز
وتمارس تعدديه الزواج (عده زوجات) كما في المجتمعات السلاميه سواء عربيه كالسعوديه وغيرها او اسلاميه
غير عربيه مثل الباكستان وبنغلادش و افغانستان وغيرهم.

وعلى ذكر الزوج والزوجات نقول انه في بعض الثقافات يكثر التندر على ام الزوجه ويكون
اطلاق النكات عليها امرا شائعا وهذا الحال متوافر في الثقافه العربيه خاصه في مصر وبر
الشام. في بعض المجتمعات يعتبر الب قوي الشخصيه اذا كان يتصرف كالطاغيه مع افراد اسرته.
وفي مجتمعات اخرى يعتبر الب جيدا اذا كان حاميا للسره ومتسامحا معها. والحالين متوافرين في
ثقافه العرب المعاصره وتحكم هذه المور ضوابط البيئه والمناخ العام للسره ونسبه التعليم فيها وما
الى ذلك.

ورغم التباين الهائل بين الثقافات النسانيه حول العالم الا ان هناك عموميات محدده موجوده في
كل المجتمعات وهى تعكس ردود افعال اساسيه عن حاجات بني البشر. هذه العموميات تتضمن وسائل
اوليه للعيش والبقاء – وعلى سبيل المثال كما وسبق ان ذكرنا الصيد والزراعه والصناعه. يشكل
بعض هذه العموميات للسره الوليه ؛ نظام من القربى ؛ مجموعه من قواعد السلوك الاجتماعي
؛ الدين ؛ ثقافه ماديه (دوات وسلحه وملابس) و انماط من الفن ؛ والعديد من
المؤسسات الخرى التي تشير الى التوجهات العامه في كل المجتمعات النسانيه في اتجاه بيئات طبيعيه
متباينه.


نماط الثقافه :
على اي حال فن نموذج الثقافه عموما يشير الى مجموعه من المسالك الثقافيه او العناصر
التي تشكل نظاما متداخلا على اكثر من صعيد فذا ما بدئنا بوائل سبل الحياه الولى
نقول ان المحراث هو عنصر لنمط ثقافي يتكون اصلا من المحراث ذاته والحيوان الليف الذي
يستخدم في سحب المحراث و محاصيل حبوب العالم القديم مثل القمح والشعير وحرث اراض اكبر
في مساحتها من الحدائق واستخدام السمده من روث الحيوانات الليفه . جاءت الزراعه بالمحراث والعوامل
المشتركه معها كنمط ثقافي جاءت من القرون الوسطى في حوالي 500 ق.م.

مثل هذا النمط الثقافي تواصل عبر اليام ؛ فالزراعه تنتشر من ثقافه الى اخرى ويضاف
اليها عناصر جديده بين حين وخر وهو ما نسميه بالتطور التقني للزراعه. اليوم تعرف زراعه
المحراث كنمط ثقافي وقد تم دمج محاصيل باستخدام وسائل علميه عاليه التقنيه وباستخدام ونماذج جديده
من السمده فنتج لنا انواع اخرى من المحاصيل و الخضره الخرى. كل هذا يندرج تحت
تسميه النمط الثقافي للمجتمع الواحد.

حيانا يستخدم تعبير النمط الثقافي لكي يعني ترتيبا متجانسا للسلوك البشري والعادات الاجتماعيه ومنظومه القيم
المرتبطه بها وهى يلك القيم التي ستكون من خصائص المستقبل او الحضاره . هناك علماء
انثربيولوجيا ينظرون الى الحضارات في سياق نمط الشخصيه المهيمنه في اي حضاره وهى الشخصيه التي
تكون مفضله عند كل ثقافه والذي يظهر في طبيعه المنظمات الاجتماعيه وطرائق تعليم الطفال و
تدريبهم ومراسم العادات والتقاليد والقيم الدينيه وما يتبع ذلك من وسائل تطبيق ذلك على الواقع
العملي للحياه. هناك انماط ثقافيه تاريخيه يمكننا المرور عليها بالذكر وذلك مثل بعض ثقافات الغريق
القديمه فقد كان منها ما هي ثقافه محمومه وعنيفه ومنها ما هي ثقافه منظمه وهادئه.
الحكم هنا هو الزمان والمكان.


نسبيه الثقافيه :
العادات والسلوك التي تعتبر خطاءه في ثقافه ما قد تكون مقبوله كليا او ربما ممتدحه
ومحببه في ثقافه اخرى. غالبيه علماء النثروبيولوجيا ينظرون الى الثقافه النسانيه نظره نسبيه [النسبيه هي
نظريه تقول بن كل شيء في الدنيا نسبي وليس هناك شيئا مطلقا] والمفهوم بن كل
الثقافات هي نظم مرتبه ومن خلالها تكون التقاليد الاجتماعيه والمؤسسات منطقيه في معانيها الخاصه. وبهذا
يمكن رؤيه ايمان الهندوس بعدم اكل لحوم البقر وضمان معامله خاصه للبقار يمكن رؤيتها على
انها وظيفيه ومنطقيه هذا ليس فقط في اطار التقاليد الدينيه للبقار المقدسه ولكن ايضا في
سياق الفائده المرجوه من البقره كحيوان جر وكمصدر للروث من اجل التسميد والوقود. غالبيه علماء
النسان يقرون كذلك بن الثقافات البشريه تتضمن في بعض الحيان عادات وقيم مضاده للرفاهيه النسانيه.


تحولات الثقافه  :
يرتبط تحول الثقافه النسانيه ارتباطا وثيقا بالتطور التكنولوجي وهو التحول الذي من خلاله قامت البشريه
باستثمار البيئه بطرق معقده تعقيدا كبيرا يتزايد يوما بعد يوم ولنا في ذلك مثال في
تاريخ تطور التكنولوجيا ففي القرن التاسع عشر قدم العديد من علماء الانثروبيولوجيا الرواد وعلماء الاجتماع
نظريه تقول بنه لا بد ون تمر كل ثقافه انسانيه بمراحل محدده من التحول بل
وقسم البعض هذا التطور الى ثلاثه مراحل تتكون من التالي: مرحله اساس (مرحله الوحشيه) عندما
قام بني البشر بجمع البذور والحبوب ؛ وتبع ذلك مرحله ثانيه سموها (مرحله البربريه) عندما
قام بني البشر بزراعه الحبوب واستخدموا بعض الدوات المعدنيه من اجل ذلك وعاشوا في مساكن
دائمه ؛ وخيرا مرحله ثالثه عندما اهتموا بالحضاره التي بدت بابتكار الحروف الصوتيه والكتابه. علماء
الانثروبيولوجيا وعلماء الثار ومؤرخون لم يعودوا يعتقدون ان حضارات محدده هي بالضروره تحقق تقدما في
مراحل ثابته من التاريخ.

 ومن الواضح ان مجتمعا بسيطا مكونا من بضعه مئات من الفراد في صحراء النقب او
سيناء مثلا لا يمكن ان يطور بمفرده نظاما اجتماعيا بمفردهم ودون الاختلاط بمجتمعات اخرى او
ثقافات اخرى بل ويمكن ان نقول بن سكان العصر الحجري يمكنهم ان يسوقوا دراجات و
سيارات وجرارات مباشره ان يقوموا بصلاحها عندما يتم تقديم تلك الماكينات الى ثقافتهم. هذا الفهم
الواضح لمعنى الثقافه جعل اليابان و من بعدها الصين ودول النمور السيويه جعلها قادره على
تغيير ذاتها من مجتمعات اقطاعيه زراعيه الى مجتمعات صناعيه متقدمه الى ابعد الحدود. وبناء على
ما تقدم نقول ان الثقافه النسانيه تنمو وتتعاظم وذلك يعني انها يمكن ان تتمدد من
مجتمع الى اخر ضمن حدود البيئه الجغرافيه وطبقا لقدره المجتمع على استيعاب افكار جديده والتعامل
اليجابي معها.


انتشار الثقافه :
تنتشر وتتطور عناصر الثقافه من مجتمع الى مجتمع بالاتصال المباشر او غير المباشر بين الفراد
و الجماعات او الجماعات والجماعات وبعمليه يمكن تسميتها بالانتشار. بعد ان وصل المستكشفون الوروبيون الى
اقصى الشرق والى المريكيتين في القرن الخامس عشر استعيرت استعاره واسعه عناصر ثقافيه من قارات
مختلفه في كل العالم. وجيء بمحاصيل زراعيه جديده من المازون الى افريقيا والعكس صحيح.
وضمن التطور المتواصل في وسائل الاتصال وسبل السفر ازداد تبادل عناصر الثقافه ازديادا مطردا. ومع
ذلك مازالت هناك اختلافات ثقافيه كبيره قائمه ليس فقط بين بعض المم بل ايضا بين
مجموعات عرقيه وخرى غير عرقيه بحسب القليم. وعلاوه على ذلك لا تنتشر كل عناصر الثقافه
بنفس السرعه والسهوله. يميل الفراد الى السهل واليسر والنجع بغض النظر عن الصل.

ومع ذلك يكون النظام السياسي او الديني نموذجا مثاليا لما هو جميل وبالتالي يكون اكثر
قدره على الانتشار من الجوانب الماديه للثقافه. الثوره الثقافيه الاشتراكيه التي قام بها في الصين
ماو تسي تونغ بدت في 1966 في محاوله لعاده احياء الغيره والحس الثوري في الصين.
في ذلك الحين نظم الطلبه الراديكاليون ودربوا الحرس الحمر وسيروا المظاهرات وقادوا الشارع الصيني مرارا
وتكرارا في الهجوم العنيف على “الربعه القدماء” وهى: الفكار القديمه والثقافه القديمه والقيم الاجتماعيه القديمه
والعادات القديمه. وخلال الحمله الشامله على المثقفين وما هو مستجلب من خارج الصين مما اعتبر
من الشياء الجنبيه اتهم هؤلاء بنهم “عناصر قديمه” بحاجه الى “صلاح” وجبروا على القيام بعمل
سنوي وتم اذلالهم جماهيريا في “مقابلات نضاليه”. وفي 1968 عندما صارت الصين على شفا حرب
اهليه وذلك عندما حاربت الفصائل الراديكاليه بعضها البعض تم عندها الغاء الحرس الحمر وتم احضار
الجيش ليفرض النظام بينما الثوره تتواصل. لقد دمرت الثوره الثقافيه مصداقيه وخلاق الحزب الشيوعي. وانتهت
الثوره رسميا في 1969 لكن العديد من وسائلها ظل متواصلا حتى موت ماو تسي تونع
في 1976. كانت تشيانغ تشنغ زوجه ماو تسي تونغ قائده للثوره الثقافيه التي انتهت بموت
اللاف من ابناء الشعب الصيني.


بين الثقافه والفوضى :
في مقال بعنوان (الثقافه والفوضى) (1869) عرض الشاعر والناقد النجليزي ماتثيو ارنولد للخطر الذي سماه
“الخلط بين الثقافه والفوضى” وقد قام ارنولد بتشخيص المجتمع البريطاني باعتباره يتكون من ثقافات عده
قسمها بحسب التوزيع الطبقي الذي جعله من ثلاثه طبقات عامه: اولا : البربر (الطبقه العليا)
وثانيا : الانتهازيون (الطبقه الوسطى) و ثالثا : الرعاع (الطبقه العامله). ون لكل من هذه
الطبقات خصوصيتها ولغتها وجوائها وطموحاتها وقد اردف قائلا ان المل في المجتمع الصادق يكمن في
تثير اهل الثقافه على المجتمع وتثير المدافعون عن الجمال والحقيقه على مجتمعهم بل وقد اعتبرهم
“الرسول الحقيقي للمساواه الاجتماعيه”.


التوزيع الجغرافي للثقافه :
في العاده تكون منطقه الثقافه اقليما جغرافاي يعيش فيه سكان يشتركون في سمات ثقافيه متشابهه
ونماط من البيئه الثقافيه وطرائق حياه متماثله. السمات الثقافيه تتضمن اي شيء له شكل مادي
ووظيفه معلومه وقيمه متعارف عليها عند المجموعه الثقافيه الواحده. هذا ويمكن تصنيف انماط السلوك الثقافي
باعتبارها مؤسسات اجتماعيه تمتلك كل وسائل التحكم في المجتمع وتمتلك ما يحكم التفاعل الداخلي بين
اعضائها ؛ وهى مؤسسات ايديولوجيه تتضمن كليه المعرفه والمعتقد الذي تشترك فيه الثقافه ووسائلها بغرض
الاتصال ؛ وهى مؤسسات تقنيه تتضمن كل الدوات والمهارات والقدرات التكنولوجيه ؛ وهى التوجهات الراسخه
والعواطف والمفاهيم التي تتضافر لتؤثر على السلوك النساني.

لا يعمل اي من هذه العوامل منفردا ؛ بل على العكس حيث يؤثر كل واحد
منها على العوامل الخرى في مثيلها من المؤسسات الثقافيه العالميه مثل مؤسسه الدين والنظم السياسيه
والاقتصاديه وتلك الوسائل التي يحاول المجتمع بها ان يحافظ على الاستقرار الداخلي ويدافع بها عن
نفسه ضد التهديدات الحقيقيه او المتوقعه ويبقي على ذاته باستخدامه مصادر بيئيه ماديه. ترتبط البيئه
الثقافيه بالعلاقه الجليه التي تفرزها الثقافه مع البيئه الطبيعيه المحيطه بالثقافه. وتتباين عناصر الرض في
طبيعتها ووفرتها وطرق الوصول اليها وتوزيعها الجغرافي ومثل ذلك تماما تكون اهميه هذه العناصر لكل
ثقافه وتكون هذه الهميه نسبيه بطبيعه الحال. وبمجرد ان يتم التعرف على عناصر بيئيه مفيده
او قيمه تصبح هذه العناصر مصدرا طبيعيا.

وتصبح المجتمعات النسانيه بقياده انظمتها الثقافيه عوامل بيئيه فاعله. وبما ان المجتمعات النسانيه تستخدم وتعدل
عاداتها بوسائل ثقافيه متباينه فمن الممكن ان تبرز انماط واضحه ذات طابع ثقافي مميز ومن
بين هذه النماط المرئيه نماذج تقسيم الرض واستخدامها والاستيطان والتنقل بوسائل مواصلات و استغلال المصادر
وفن العمران وزراعه النباتات وتربيه الحيوانات وتطبيق القيم الخلاقيه.

قام علماء انثروبيولوجيا وجغرافيون وعلماء اجتماع اخرين باستخدام مفهوم منطقه الثقافه (جغرافيه الثقافه) كوسيله للتعرف
على وتصنيف وفهم افضل للثقافه النسانيه في بعد مكاني معروف. ورغم ان ثمه محاولات تمت
للتعرف على منطقه الثقافه على مستوى كوني الا ان معظم الدباء ينوون ان يعرفوا منطقه
الثقافه في اطار عالمي او ربما في اطار اصغر في اقاليم جغرافيه. وبسبب الاختلاف الكبير
في الممارسه الثقافيه في كل العالم فانه غالبا ما يختلف الدباء على العدد والتوزيع المكاني
الدقيق لمنطقه الثقافه. تم تعريف المناطق الساسيه للثقافه على انها مجموع متشابك من السمات التي
تتطور تطورا كاملا وهى منفصله الواحده عن الخرى بمناطق انتقاليه للاختلاط الثقافي (التوزيع القليمي للثقافه).

في ابسط اوليات مناطق الثقافه يمكن تعريف واقع الثقافه في ارهاصاته الولى ومن ثم في
مراحله الثانيه وغالبا الثالثه. منطقه الثقافه الوروبيه على سبيل المثال يمكن ان تقسم بسهوله الى
ما لا يقل عن ثلاثه مناطق ثقافيه فرعيه وهى: البحر المتوسط والشمال الغربي والشمال الشرقي
وكل واحده منها له احزمه محيطه انتقاليه. ويمكن عمل تمايز ثقافي اضافي على اساس العرق
(القوميه) وعلى اساس الكتل اللغويه التي توجد في كل مكان. وربما ان اوروبا افضل من
اي اقليم رئيسي اخر في تبسيط مفهوم الدوله/المه ؛ معظم الدول الوروبيه تحمل اسم اللغه
المهيمنه او المجموع العرقي السائد فعلى سبيل المثال انجلترا انجليز وفنلندا فنلنديون وفرنسا فرنسيون.

الحواجز الثقافيه غالبا تتصادف مع الحواجز الطبيعيه التي تفصل بين السكان البشريين. هذه الموانع هي
اجسام من المياه وسلاسل جبال و صحاري وراض واسعه وممتده غير مهوله. والحواجز الاجتماعيه والسياسيه
والدينيه والحواجز التاريخيه يمكن ان تحفظ ايضا ليس بالموانع الطبيعيه ولكن بشكل منفرد على اساس
الالتصاق القوي من مجموعه واحده او من كل المجموعتين من اجل طريقه تقليديه في الحياه.

منذ القرن السادس عشر تغير التمدد الكوني للثقافه الوروبيه اذا لم تكن تلك الثقافه قد
مسحت العديد من النماط الثقافيه القوميه وريفها.

في المريكيتين على سبيل المثال يصعب ان تجد امثله لم تتغير من ثقافه السكان الصليين
؛ بل لكثر مراره ان الثقافات الوروبيه والايبيريه (ثقافه اسبانيا والبرتغال) تهيمن على الثقافه الم.
و مع وسائل النقل ووسائل الاتصال المتطوره والتعليم الرسمي والتجاره والنشاط العسكري وجهود دعاه التبشير
وبرامج المساعدات تم تسهيل الهجره المباشره ظهرت نماذج غير مباشره من الانتشار الثقافي وقد ساهمت
كل هذه المؤثرات الهائله في تغيير الممارسات الثقافيه التقليديه في معظم انحاء العالم تقريبا.


ضعف الثقافه وهوانها :
الهوان والضعف الثقافي هو جانب ثقافي يجيء من الماضي ثم يصعب المحافظه عليه مع طرق
الحياه المعاصره. وفي عمليه التغير الثقافي نرى بعض العوامل التي تتغير ببطء اشد من عوامل
اخرى تنوي البقاء في المجتمع حتى بعد ان تكون عناصر منطقيه وكافيه قد تطورت لتحل
محلها. غالبا ما ينتج الهوان والضعف الثقافي عن حواجز طبيعيه واقتصاديه متوافره في مناطق بعيده.

الاعتماد على مصباح الكيروسين على سبيل المثال يثابر خارج مناطق تضاء بالكهرباء وحتى في بعض
المدن حيث لا يستطيع سكان الحياء الفقيره جدا ان يوفروا خط كهرباء او ان يدفعوا
فاتوره الكهرباء. بعض الهوان والضعف الثقافي لم يعد له اي وظيفه مفيده وينتج عن مجرد
عادات متصله. من هوان وضعف الثقافه الخمول ونمطيه السلوب (مثلا استخدام ازرار الكمام المعطف). ومن
هوان وضعف الثقافه ايضا العباءات الكاديميه التي تلبس عند التخرج من الجامعه او من دوره
دراسيه وهى عباءات يتم المحافظه عليها من اجل الوظيفيه الاحتفاليه التي يريدونها. وفي العام 1922م
ولول مره جاء عالم الاجتماع ويليام ف اوغبيرن بتعبير “الهوان والضعف الثقافي”.


الصدمه الحضاريه :
يستخدم علماء الاجتماع تعبير الصدمه الحضاريه لوصف الشعور بالكبه التي تظهر في صوره الحنين الى
الوطن في اوائل ايام الغربه وهو شعور يسببه العيش في بيئه اجنبيه ذات ثقافه مغيره
للثقافه التي تربى فيها ذلك الفرد ويتزايد ذلك الشعور عند الاصطدام بلغه اجنبيه غير معروفه
ومفاهيم ثقافيه غريبه وعادات وتقاليد مغايره لتي يعيش فيها هذا المغترب اصلا ويبدو ذلك الشعور
حتى لو كان مفهوم المغترب للثقافه الجديده ضعيفا ومختلطا برموز مختلفه تتعلق بالسلوك وبطعمه غير
ملوفه وحتى بمحيط مادي غير ملوف وربما ينظر المسافر او القاطن الجديد الى الناس والسلوك
الذي لم يعتاد عليه نظره ليس لها مذاق وحيانا ينظر اليها بخوف وتوجس. و يتم
تجاوز الصدمه الثقافيه اذا ما تم التعرف عليها بهذا المعنى. و قد يحدث ايضا ان
يمر الناس بصدمه ثقافيه معاكسه عندما يعودون الى مجتمعهم المحلي بعد ان يمضوا عده شهور
او سنين بعيدا عنه خاصه اذا انتقلوا من مجتمع تتوافر فيه سبل حياه الرغد و
الرفاهيه الى مجتمع احدى دول العالم الثالث.

ما تعريف الثقافي - مفهوم الثقافة 17544 1

  • الثقافات في مجتمعات أخرى
  • الثقافة المصرية هل هي ثقافة تقليدية أم غير تقليدية؟
  • تعريف الثقافة في بلاد المغرب
  • تعريف الثقافه عندعلماالااجتماع
  • تعريف الممارسة الثقافية
  • ما هو تعريف الثقافة
السابق
شهر سبتمبر هو , شهر سبتمبر اي شهر هجري
التالي
مساحة قطر بالكيلو متر مربع , دولة قطر بكيلو متر