اني هنا في ظلمتي متعطش
للنور في اشراقه المنساب
و تملكت بالام شبه غمامه
غمرت فضاء سمائها بسحاب
اتقول قولا صادقا لجنينها
ام تستكين لحيره و عذاب
قال الجنين لامه: يا ام قد
تعب الفواد و لم تف بلباب
اهي الحياه سعاده و رفاهه
ام خدعه ملفوفه بسراب ؟
و بدا على الام اكتئاب هزها
بتوتر و تشنج الاعصاب
نطقت…و صاحت: يا بني قتلتني
و رميتني في مقلتي بحراب
ان الحياه عجيبه و رهيبه
اسرارها مطويه ككتاب
فاذا سعيت لنيلها و دفعت مهرها
غاليا، خدعتك مثل سراب
تركتك وحدك خائرا متهالكا
مثل الفريد من القطيع بغاب
ضل القطيع و ظن انه امن
فغدا طريد ثعالب و ذئاب
و لقد تراها كالملاك براءه
تسبي العقول يسحرها الجذاب
فاذا اقتربت تمنعت و تراجعت
و لو ابتعدت لنلت شر عقاب
هي هكذا،تضع الرفيع من السما
و تزجه بغيابه السرداب
اما الوضيع فيرتقي بمقامه
ان كان وغدا او سليل كلاب
هذا مقالي يا بني سمعته
و لك الخيار ففز بخير طلاب
سكن المكان طواه صمت مطبق
شل العقول وغاب بالالباب
و بدا على الام ارتخاء حالم
و استسلمت للواحد الوهاب
و تدحرجت من خدها قطرات دمع
دافئ مجهوله الاسباب
اما الجنين فلا حراك ببطنها
فكانه لم يلق اي جواب
و مضى الزمان يسير سير مكبل
فاذا القليل يمر كالاحقاب
حتى تمزق فجاه صمت الدجى
و على صراخ الام فوق سحاب
و تتابعت صرخاتها، و تضرعت
و توسلت للخالق الوهاب
ان يستجيب لغوثها و صراخها
و يحط عنها من ثقيل عذاب
و تصاعدت من بعد صرخه قادم
قبل الحياه و رام خوض صعاب
قدم الوليد و شاع بشر عارم
فكسا الوجوه بفرحه الترحاب
هي هكذا سنن الحياه و شرعها