مقالات مواضيع جديدة

قصة مجنون ليلى

قصة مجنون ليلى 24175 3

قصه مجنون ليلى

 

من اجمل القصص التي عرفناها منذ الصغر قصه مجنون ليلي اجمل القصص التي تعبر عن
الحب فاليكم قصه مجنون ليلي بالتفصيل

قصة مجنون ليلى 24175

 

 

مجنون ليلى هو قيس بن الملوح بن مزاحم بن عدس بن ربيعه بن جعده بن
كعب من
بلاد نجد من قبيله بني

عامر ولد في سنه (440) في عهد خلافه عبدالملك بن مروان من خلفاء بني اميه

ونشا قيس مترعرعا فطنا

ذكيا وورث عن ابيه شعر العرب وخبارهم وعلمه ابوه ببلده اسمها القطيف
قرب ديار نجد فتفوق في الدب

ومعرفه النجوم للسير ليلا فكان رجلا رزينا دمث الخلاق محبا للمكارم
ومن الدليل ان اسمه قيس هو قول

صاحبته ليلى فيه:
لا ليت شعري والخطوب كثيره…. متى رحل قيس مستقل وراجع

وكان مديد القامه جعد الشعر ابيض اللون ولم ينله الهزال والجنون الا من العشق والهيام.

ما صاحبته فهي ليلى بنت مهدي بن سعد بن ربيعه ابن الحريش بن

كعب بن ربيعه بن عامر بن صعصعه وتكنى ام مالك وقد قال قيس فيها :

تكاد بلاد الله يا ام مالك ….بما رحبت يوما علي تضيق

وهي ابنه عم قيس وكانت سكناهما في بلده اسمها النجوع قرب ديار

نجد ولدت سنه اربعمائه واربعه واربعين هجريه وكان قيس اكبر منها
بربعه اعوام وكانت بيضاء اللون ولها عينان

ساحرتان بشكل جذاب

معتدله القوام وكانت هي وقيس صبيان يجمع بينهما القرابه والرحم
فعلق كل واحد منهما صاحبه . وكانا يرعيان

مواشي اهلهما ولم يزالا على تلك الحاله حتى كبر كل منهما
فحجبت عنه ليلى فجن جنونه بها وازداد شغفه

بحبها وضاق صدره ونشد قائلا:
تعلقت ليلى وهي ذات ذؤابه ….ولم يبد للاتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعى البهم ياليت اننا …لا اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
قيل ومر وقت طويل لم يرى فيه ليلى وذلك من يوم ان حجبت عنه,
وجرى عليه مالم يجري على قلب بشر

وهو يكابد الم الفراق ولما اشتد به ذلك خرج من داره وركب ناقته
وكان عليه حلتان من حلل الملوك الفاخره

فمر بمره من قومه يقال لها كريمه وكان عندها نسوه يتحدثن
فعجبهم حسنه وجماله فدعونه للنزول

والحديث معه فنزل وكانت ليلى بين تلك النسوه فجعل يحادثهن
ويقلب طرفه حولهن فبينما هو كذلك اذ وقعت

عينه على ليلى فلم يصرف عنها طرفا وشاغلته عنها فلم يشتغل ونشد لها الشعر:

سحرتني ليلى بسواد عينها ….نما السحر في سواد العيون

فلما سمعت ليلى شعره ذرفت عيناها بالدموع وكانت تخفي دموعها
بطرف قناعها فعلم قيس ما عندها له من

الحب وجاء الى ليلى وقال لها: اعندكن ما تكلن ؟ فقالت له ليلى : لا.

فعمد على ناقته فنحرها وقطعها. فقامت

ليلى لتمسك معه اللحم فجعل يحز بالمديه في كفه وهو شاخص فيها
حتى اعرق كفه فجذبته من يده فقام

قيس وطرح من اللحم شيئا على الغضا وقبل يحادثها
فقالت له : انظر الى اللحم هل استوى؟ فمد يده الى

الجمر وجعل يقلب بها اللحم فاحترقت يده ولم يشعر فلما ماعلمت
ما داخله من الحب صرفته عن ذلك ثم شدت

يده بهدب قناعها وقد ذهب عقله وتحكم عشقهامن قلبه .

فاقام معهن بياض ذلك اليوم الى ان اقبل المساء فبينما هم على ذلك
ذ اقبل عليهن غلام شاب جميل الطلعه

مليح الوجه له عينان ساحرتان وفوق خده خال اسود وهو من حيهن
يدعى منازل وكان يسوق غنما له فلما رته

تلك النسوه وما هو فيه من الجمال انصرفن اليه وقبلن بوجوههن عليه يقلن
له كيف ظللت يا منازل وكانت

ليلى ايضا ممن انصرفن وتركن قيس فاغتاظ غيظا شديدا وقال لمنازل
: هلم نتصارع او تتركهن؟ فنظر الفتى

لوجه قيس وعلم ما حل به من الغيظ فخجل واستحى ثم ترك النسوه ورحل.
قال الراوي لما رت ليلى قيسا

قام غاضبا علمت انه تكدر من ذلك صاحت به واستدعته للمحادثه معها
وكان قد داخلها الحب فقالت : هل لك

في محادثه من لا يصرفه عنك صارف ؟ قال: ومن لي بذلك؟

وتحدثا الى ان افترقا وذهب كل منهم الى بيته واشتعل
قلب كل واحد منهما بحب الخروالتهبت قلوبهم بنار

الغرام .وفي الصباح انتظرت قيسا لعله يمر عليها فبينما هي كذلك
ذ اقبل قيس على ناقه حمراء وعليه حله

فاخره فسلم ودعته للنزول ورادت ان تعلم ان كان يحبها
فاشتغلت تتحدث مع غيره من الجواري والتهت بهن

فنظرت الى قيس وقد امتقع لونه فنشدت ليلى :
كلانا مظهر للناس بغضا… وكل عند صاحبه مكين
تبلغنا العيون بما اردنا …وفي القلبين ثم هوى دفين
فطب نفسا وقر عينا …فن هواك في قلبي معين
فعندما سمع قولها شهق شهقه شديده وخر مغشيا عليه فلما افاق انشد :
حبك حبا لو تحبين مثله …صابك من وجدي علي جنون
فيا نفس صبرا لاتكوني لجوجه… فما قد قضى الرحمن فهو يكون
فتمكن حب كل واحد منهما في قلب صاحبه ثم مكثا مجتمعين الى
المساء فانصرف كل الى بيته.

قال الراوي: فبات قيس تلك الليله كطول ليله في حياته وحتى
ذا صبح الصباح ذهب اليها وعاد في المساء

فبات ليلته اطول من السابقه ولم ينم فانشد:
نهاري نهار الناس حتى اذا بدا… لي الليل هزتني اليك المضاجع
قضي نهاري بالحديث وبالمنى… ويجمعني الهم بالليل جامع
لقد ثبتت في القلب منك محبه …كما ثبتت في الراحتين الصابع

فكان يتيها كل يوم وذات يوم جاء قوم من العشيره يريدون ادما
فمر ابو ليلى ليلى ان تحضر السمن فاستبطها

وعندما ذهب وجدها مع قيس يشكوان الغرام ولما سمع
شعر قيس استعظم المر ولطم ليلى على خدها

ودخلها الدار وطرد قيسا ومنعها الزياره في الليل والنهار خوفا من الفضيحه والعار.

قال : وقد تسامع اهل الحي بعشق قيس لليلى ومنع ابوها قيس
من زيارتهم وقال له الناس ليس لك ان تدخل

بيت ليلى بعد هذا فلما سمع قولهم بكى وقال: ان الذي بي ليس
بهين فقلوا من كلامكم فني لست بسامع

ولا مطيع فوصل كلامه لوالد ليلى وشكاه الى الخليفه
عبدالملك بن مروان فكتب عبدالملك الى عامله بهدار دم

قيس ان هو زار ليلى وتحسر قيس وقال:
فن يحجبوها او يحل دون وصلها …مقاله واش او وعيد اميري
فلن يمنعوا عيني من دائم البكا …ولم يذهبوا ما قد اجن ضميري
فلما يئس قيس من زياره ليلى خرج هائما في القفار
حتى اشرف على الهلاك فلحقه اهله فدعوه فلم يستجب

لهم وعندما علمت ليلى بحاله اشفقت عليه ومرت جاريتها
ن تذهب لقيس وتواسيه وترثي حال ليلى اليه .

فضعف جسمه وقيل ان قيس بن ذريح مجنون لبنى سمع به وراد
لقائه فلما ره عرفه وسلم عليه فلم يرد

فقام اليه فحضنه وتباكيا ساعه من الزمن على ماحل بهما من العشق.

ظل هذا حال قيس هائما وباكيا واشتهر امرهما بين العرب
فكان قيس يتسلل الى ديار ليلى فحذر القوم

والده فقال لقيس: ان القوم يريدون قتلك وني اخاف عليك
يا بني ان يغدر فيك عمك فلا تفجعني فيك ! ولما

يئس قيس قلق قلقا شديدا وصبح يلعب بالعظام والتراب ولكن
والد ليلى اقسم ان قيسا ظل يهجم على

بيوتهم وقد سبق ان شكوه الى عبدالملك وتوعد بقتله فلم يرعه
ذلك وقال قيس : الموت اروح لي فليتهم

قتلوني. فخاف والدها من الفضيحه وارتحلوا فصبح قيس
يزور اثار ديارها ويستعبر ويبكي ومر وقت طويل لم

يسمع عنها شيء فمرض حتىشرف على الهلاك ودخل عليه
والده يعلله فوجده هائما ينشد في حب ليلى فما

هان حاله على ابيه وخذ جماعه من قومه يصحبهم قيس
لى ديار ليلى ونزلوا ضيوفا على ابيها وتحادثا في امر

قيس وليلى ودفع لوالد ليلى خمسين بعيرا حمراء وراعيها
مهرا لليلى فلم يقبل ابوها وجاء في الوقت ذاته قوم

من ثقيف يخطبون ليلى لرجل يدعى ورد وكان جميلا فقال
بوها نخيرها بين الاثنين ودخل على ليلى وقال لها :

ن لم تختاري وردا لمثلن بك. فاختارته وهي كارهه ومجبره
فخرج غلى القوم وقال : ان ليلى قد اختارت وردا

فغضب والد قيس وخرج ومعهم قيس هائما وقام عليه ابناء عمه
فحادثوه في النسيان فازداد في الهيام وعزم

على التوحش والخروج الى الصحاري فشار بعضهم
ان يخذ الى البيت الحرام لعله يسلى ثم توجهوا جميعا الى

الحرم فقال له والده : تعلق بستار الكعبه واسل الله ان
يعافيك مما انت فيه من حب لليلى فلما تعلق قيس

بستار الكعبه قال : اللهم زدني لليى حبا وبها كلفا ولا تنسني ذكرها ابدا.

وفي نفس السنه اخذت ليلى الى الحج بسبب مرضها
عل ما يشفيها هناك والتقت بقيس في رمي الجمرات

فقالت له : قيس!! فقال : اهلا بليلى. وره والد ليلى فقبل
ورحلت وهي تبكي فعلم انها تحبه ثار غضبه

ولطمها حتى سقطت من الهودج ثم ارتحلوا فلحقهم
قيسا حتى امسكوه ونظر الى الركب الراحل ولى خف

بعير ليلى فكب عليه يقبله وعند هذا اسرع والد ليلى
في تزويجها من ورد وبعد ان تزوجته لم تنشف لها دمعه

ولا تبرد لها لوعه حبا في قيس وخوفا عليه وعرضوها على سائر الطباء وقد عجزوا
عن دوائها .

وكان لقيس ابن عم يدعى زياد فذهب معه ولزمه في
وحشته فيقول زياد: انه كان يقول الشعر فلما انتهى صرخ

صرخه خلت روحه غادرت جسده ثم سقط على وجهه
وقد شج جبينه وسال الدم وغاب عن صوابه فصابني

الذهول لحالته وقام وهو يتخيل ليلى وينظر الى الجبل ويقول
: انظر الى ليلى ..ليلى فقلت له انه واهم لكنه

كان مبتسما وهو يتذكرها في صباها عندما كانا يرعيان الاغنام
فقلت له: دع هذه الوساوس ولا تركتك ثم بكى

فقلت : اصبر وتجلد فني لا افارقك حتى نرى ما يكون المصير.

ذهب زياد ليصطاد شيئا وبعد ان ترك قيس لوحده رى قيس
صيادا يلاحق غزاله من غزلان المسك فوقعت في

الفخ وسرع اليها قيسا واحتضنها ومعن النظر في عينيها
فوجدهما تشبهان ليلى وخفه حركتها كرشاقه ليلى

فقبلها وطلق سراحها وكان الصياد يصرخ به فلم

يسمعه الى ان ضربه فقال له: قطعك الله كما قطعت
رزقي فقال له قيس: كفاني ياهذا ما ضربتني فن عيناها

تشبه عين ليلى واكمل سيره وهو يقول : ليلى ..ليلى..
يا شبه ليلى لا تراعي فنني …لك اليوم من دون الوحوش صديق

ويا شبه ليلى لو توقفت ساعه …لعل فؤادي من جواه يفيق

فعيناك عيناها وجيدك جيدها… سوى ان عظم الساق منك دقيق

 

فتغير حال الصياد وصابه الذهول وسل قيسا : ماهذه الفعال؟
فقال له قيس وقد اشتد به الجوى وعظم مصابه

لا تلمني فن عينيها تشبه عين ليلى فتركه الصياد وهو يهذي بليلى!

فلما رجع زياد ولم يجد قيسا خرج يبحث عنه فرى شبحا فذا
هو قيس فقبل يمسح عنه التراب فوجدا رجلا

قادما من ديار ليلى فسله قيس عن حال ليلى فنظر اليه الرجل
وقال: قيس؟ فقال : نعم فذهب مسرعا ولكن

قيس امسكه واستحلفه ان يخبره عن ليلى فخبره انها مريضه جدا
فقال قيس: ليتك يا قيس انت المريض

وليلى المعافاه.

ثم ذهب قيس الى الخباء ولما جلس اخذته سنه من النوم للم
الصداع الذي في رسه وكان يرى في نومه

ليلى وهي تحدثه وتعاتبه على ما فعله بنفسه فانتبه
من نومه ووجد زياد امامه فتذكر ليلى وصار ينشد ويصرخ

بسمها:
يقولون ليلى بتيماء مريضه….فمالك لا تضنى ونت صديق
قال : لما سمع اهل الحي صراخه اتوا اليه وسقوه لبنا
وواعدوه بليلى وفجه قام من بينهم ومرق كالسهم

متبطنا الصحراء وهو ينادي بعلى صوته.. ليلى ليلى لبيك ها انا واقف
بخبائك ولحقوه ومسكوا به ولاطفوه

حتى رجعوا به فقال له زياد: اننا غدا سنرحل الى وادي تيماء
فقال قيس: احقا ما تقول؟ قال زياد: لقد اخذت

على نفسي عهدا بذلك! وبات قيس ليلته قلقا ينتظر الصباح .

ما ماكان من امر ليلى فنها وصلت لوادي تيماء وقد اعياها المرض
وعجز الكل عن مداواتها ولم يكن بها مرض

سوى فراق قيس ففضت الى جاريتها مرجانه :
ن مرضي ودوائي هو الهوى ون طبيبي الوحيد هو قيس .

فوصل قوم من الشام وسلتهم عن المجنون فقالوا انه
في حاله بؤس وقد روا ما به من نكبات الغرام والهيام !

وخبرها رجل منهم انه ذاهب لبني عامر فتنهدت
وطلبت منه ان يذهب الى وادي الصخره وقره السلام وقل

له : ليلى اضناها السقام .

وعندما علم قيس صرخ صرخه قويه وكان زياد يلاطفه فرحلوا
لى الوادي ووصلوا بعد ايام يقول زياد: فنصبنا

خيامنا قريب من منازل ليلى وكان الليل قد دخل ويتنهد قيس
ويطلق اشعاره في هذا الليل ويسله زياد

السكوت لئلا يفضحه.

وترى ليلى الخيام فتطلب من مرجانه ان تذهب لتعرف من
هؤلاء علهم يعرفون قيس وتسرع الجاريه ليلا وتسمع

شعر قيس وصراخه وتدخل عليه وهولا يعي وتحادثه
ولا يسمع حتى ذكرت له ليلى ففاق وعرفها : فقال

اعذريني فني مشغول اللب:

 
وشغلت عن فهم الحديث سوى…. ماكان فيك ونتم شغلي
وديم نحو محدثي ليرى ….ن قد فهمت وعندكم عقلي

 

وكان والد ليلى وزوجها في مكه لقضاء بعض العمال.
. فرى قيس ليلى وكان كل ليله يراها حتى قدم القوم

فارتحل هو وزياد وكان قيس يلعلع في الصحراء بصوته بكاء
وغناء ورجع لقومه فاستقبلته امه باكيه وقدمت له

الطعام فامتنع عنه وخرج هائما في الصباح وبوه يرثي
لحاله ويبكي لما ال اليه قيس فخرج الى البراري عله

يعرف خبرا عنها وبعد وقت طويل سمع انها وصلت لديارها
فعاد لهله ووجد والده مريضا فدخل عليه وقد زال

نشاط والده وانقطع صوته فانكب عليه قيس باكيا وضمه لصدره
حتى فاضت روحه وقيل ان قيسا نحر ناقته

على جانب قبر ابيه وجاء القوم معزين ومعهم والد ليلى
فعز القوم ولم يعزي قيسا فجن جنونه واعتراه الهزال

وعلمت ليلى ما فعله والدها احتقارا لقيس فازداد
مرضها وقد اصبح دمع عينيها سيال . مكث قيس ثلاثه ايام

ورحل وهو باكيا حزينا تخذه رعشه قويه وطال غيابه
وكان يسرح مع الغزلان وتغير شكله وقد توحش وانسدل

شعره على جسده وصبح في صوره مريعه وذا بمره عجوز توقد النيران فجاء قيس

وهربت ظنا منها انه جان وجاء ابنائها وسلوه : اجني ام انسي؟
وانشد لهم شعره وخر ما قاله:

 
ولو انني اشكوا الذي قد اصابني ….لى ميت في قبره لرثى ليا

 

وعلموا انه قيسا وخرجت العجوز لرؤيه ليلى فقالت
لها مرجانه: لا تتعبي نفسك فمنذ ثلاثه ايام لم يدخل عليها

حد ولا تكلم احدا! فرجعت ولم تجد قيس فكان
يرافق الغزلان وتت الغربان على ذلك الوادي وسمع نعيقها

فن وبكى:
لا يا غراب البين مالك ناعيا… افارقت الفا او دهتك الدواهيا
لا يا غراب البين عذبت مهجتي …ولازلت بالانشاد تكوي فؤاديا
ما ليلى بعد فراقها لقيس كانت لا تلذ بطعام ولا شراب
وتخاطب نفسها وتعض على يديها حسره وندامه فضاق

وردا بها ولطمها وطلقها وعادت لاهلها ولما علموا انها
لفظت المال والجاه لجل قيس اخذوا يضربونها ليلا ونهارا

حتى اخذها الخبل والبكاء ومكثت ثلاثين يوما لا تكل
ولا تشرب حتى محى المرض والبكاء جسمها وانقفلت

عيناها الكحيلتين وسلمت الروح الى باريها وقامواعليها العزاء,

وانتشر الخبر وعلم قيس بذلك ………

وصار النور في عينيه ظلاما وصاح : وداعا ياليلى هل من
رجوع لرى وجهك الجميل؟ ورجع الى الديار وكان

قيس كلما سمع تغريد العصافير صاح : ليلى تركتيني
وحيدا في هذه الحياه البائسه ياليتني مت قبل ان افقدك

لقد مات كل امل بعدك يا ليلى وسلحق بك عما قريب
ثم ابتهل الى الله انني عبدك المعترف هدني الحب

سلك ان تجمع بيننا ون كانت يد القدار قد انتشلت
روحها وكتب ان لا اراها بعد اليوم فخذ روحي اليك كما

خذت روحها لستريح مما انا فيه ووصل الى حي ليلى
فلما اقبل ازداد نحيب الناس وبكائهم وقام والد ليلى

وحضنه وبكى وسل قيس عن قبرها فدلوه عليه فلما ره
انقلب عليه جاثيا واحتضنه : ايها القبرلقد ضممت

رفات من احبها وفيك دفنوا كل امل لي في الحياه ان روحي
ترفرف حول رفات ليلى وكان يضم القبر ويحضنه

ويسل: ليلى اين فمك الضحوك؟ اين رقه ابتساماتك؟
وين دلالك؟ ابكي ايتها العينين على

رحيل ليلى البدي. وظل هذا حال حتى اقبل الليل وقيل
انه كان يوي الى القبر ليلا ونهارا وكان يرثيها بالشعار

حتى جف جلده وضعفت قوته وجاء اليه رجلا ليواسيه
ففر منه ثم اندفع الى قبرها فاصطدم به وانهارت عظام

جسده من حجاره القبر ثم يغمر رسه في الرمل متوهما
رؤيه ليلى وتقبل هند اخته فتحضنه وتبكي وتهون

عليه حتى غشي عليه. فلما افاق قالت له: ان ليلى ماتت
فدعنا نخطب لك غيرها فارحم نفسك وارحمني!

فنظر اليها وقال: وانت يا هند تعاذليني في ليلى احب
الناس الي وقد احترق قلبي عليها وتغيرت احوالي

وصبحت شريدا من اجل حبها .. لقد ذهبت ليلى وذهبت
معها ايام الصفاء ليلى في كل يوم اشعر بنتهاء الحياه

وانني على حافه القبر ليلى لقد تركت لي ذكرى تمزق قلبي
وتقطعه اربا ثم بكى وبكت معه ليلى وقد ظهرت

له ظبيه فلحق بها وقال : السلام عليك يا هند فما اراك
تريني بعد اليوم وانطلق جاريا خلف الظبيه.

خرج اهله يبحثون عنه فلم يجدوه ولم يلتمسوا له اثرا وفي
اليوم الرابع قالوا : فلما ايسنا منه عدنا طالبين ا

لديار فبينما نسير اذ مررنا بواد كثير الحجاره فوجدناه ميتا
بين الحجاره وكان قد خط بصبعه عند رسه :
توسد احجار المهامه والقفر ….ومات جريح القلب مندمل الصدر
فياليت هذا الحب يعشق مره ….فيعلم ما يلقى المحب من الهجر
قال زياد: فحملناه ونحن نبكي وجاء كل من سمع بوفاته
وقمنا بتكفينه ودفنه ولم تبقى فتاه من بني جعده ولا

بني الحريش الا خرجت حاسرهصارخه عليه بالندب
والنواح واجتمع فتيان الحي يبكون عليه احر بكاء وينشجون

عليه وحضر حي ليلى معزين وكان ابوها اشد القوم
جزعا وجعل يقول ماعلمت ان الامر يبلغ كل ذلك ولكني

كنت امرىء عربيا اخاف من العار وقبح الحدوثه ما
يخاف مثلي فزوجتها ولو علمت ان الامر يجري على هذا لما

خرجتها عن يدك يا قيس .

ودفن قيس بجانب قبر ليلى نام قيس نومته
الاخيره الى جانب حبيبته ليلى وتحلل جسمه الى تراب غمر تراب

حبيبته ولم يرى يوما كان اكثر باكيا وباكيه على
ميت سوى قيس عام 490 من الهجره ولم يكن بينه وبين ليلى

لا خمس وعشرون ليله.

رحم الله العاشقين الذين سمعت بخبارهم جميع القطار فسبحان من له البقاء!!!

وظلت قصيده قيس المؤنسه التي كانت تؤنسه في
وحشته من اجمل قصائد الغزل ولقيس شعر مبثوث في

كتب الدب ومن هذا الشعر نرى ان مجنون بني عامر قلب
هائم وعقل شارد وضلوع خفاقه وروح ارق من

النسيم وجسم ذائب وعين ذاهله وفيه رقه وسذاجه مريض
الغرام لا يملك شعوره ولا يقوى على تسيير

القلب على طريق السواء ويغمى عليه ولا يفيق الا لذكر
ليلى وخيرا قضى عليه اللم والوجد فوجد طريحا

على الرمال صريع حبه وهيامه.

 

 

قصة مجنون ليلى 24175 1

 

قصة مجنون ليلى 24175 2

  • وادي ليلى رجل نيك
  • أبناء مهدى مجنون ليلى لبن مرجانة
  • جديد لترك بليلى ألحبو له
  • صور قصص قيس وليلي كلمات
  • صور قيس وليلى اشعار
  • على ياغراب البين مالك ناعيا
  • قصة مجنون ليلة بلتفصيل
  • قصص نيك حبيبتي ليلاالمجنونة
  • قيس بوها
السابق
شعر لعيد ميلاد حبيبتي
التالي
دعاء للتخفيف عن الحزن