سرطان عنق الرحم وهو سرطان الرحم الخبيث الذي يصيب عنق الرحم، ويحتل المرتبه الثانيه في السرطانات من حيث الانتشار
بين النساء، السبب الرئيسي للاصابه بهذا السرطان هو الاصابه بالفيروس (HPV). هذا المرض لا يسبب
الام وانما يتصاحب بنزف بسيط. ولكن عندما يكون السرطان كبير ويتطور الى مرحله الورم فقد يتسبب بخروج
سائل وردي اللون له رائحه.
في المراحل الاولى من ظهور المرض قد يكون استئصال المكان المصاب عن طريق الليزر كافيا، ولكن في
المراحل المتقدمه قد يجب ازاله الرحم بشكل كامل وفي بعض الاحيان يستدعي الوضع الى ازاله
بعض الاعضاء المحيطه. وللكشف المبكر عن المرض يجب اللجوء بشكل دوري الى اجراء فحص طبي
عن احتمال الاصابه. وان اخذ لقاح ضد هذا المرض يقي من احتمال الاصابه باربع انواع من فيروس
ال HVP وبهذا يقلل اللقاح الى درجه ما من خطر الاصابه بهذا المرض.
في علم الوبائيات
ان سرطان عنق الرحم هو ثان اكثر سرطان يصيب النساء عالميا، في عام 2002 اصيب
حوالي 500.000 امراه بهذا المرض وماتت حوالي 273.000 امراه بسببه، وبحسب الاحصائيه العالميه للامراض المسببه لوفاه النساء
وبشكل خاص الامراض التي تصيب الانسجه، احتل هذا المرض المرتبه الاولى كمسبب بنسبه 60% للوفيات
المصابات بامراض الانسجه.
احتماليه الاصابه بالمرض : ان احتماليه الاصابه بالمرض تختلف من مكان لاخر ومن دوله لاخرى فعلى
سبيل المثال في فلندا تصل نسبه الاصابه بالمرض الى 3.6 من كل 100.00 اما في كولومبيا فتصاب تقريبا 45
امراه من كل 100.000 بهذا المرض سنويا، وفي المانيا فالنسبه تتراجع الى 12 امراه من كل 100.000
تصاب بهذا المرض سنويا حسب احصائيه في عام 2002. كما اظهرت نفس الاحصائيه ان هذه
النسبه تزداد من 50 الى 100 ضعف عند النساء اللائي لديهن استعداد وراثي، قديما كان
هذا السرطان من اعلى نسب السرطانات المسببه عن طريق العوامل الوراثيه. ولكن عن طريق الفحوص
الدوريه امكن من تخفيض احتمال الاصابه بنسبه 25% في اوروبا.
العمر الوسطي للاصابه بالمرض
يظهر هذا المرض على الاغلب بين عمر 45 و 55 عام، ولكن مرحله الاصابه الفيروسيه
المسببه لهذا السرطان تكون قد بدات على الاغلب بعمر بين عمر 20 حتى 30 عام.
العمر الوسطي لاكتشاف المرض سريريا هو 52 عام.كما يمكن لهذا المرض الظهور خلال فتره الحمل. وتتراوح
هذه النسبه حوالي 1.2 امراه من كل 10.000.
الاسباب الرئيسيه
لوحظ وبشكل واسع بان اغلب المسببات لهذا المرض هو الفيروس HPVهو كروي الشكل لايحتوي على غلاف ويحتوي
على حمض نووي DNA ثنائي، وهذا الفيروس هو من الفيروسات الحليميه التي تضم حوالي 200 نوع مختلفه من الفيروسات،
قسم كبير من هذه الفيروسات غير ضار بالبشر وفي معظمها تهاجم الاغشيه المخاطيه والطبقات القاعديه في الجلد
مسببه ظهور دمامل غير مستحبه. ولكن الفئه السادسه عشر والثامه عشر تكون السبب في حوالي
70% في الاصابه بهذا السرطان، كما ان تناول هرمونات الاستروجين الصناعيه في علاج اعراض الاياس (نهايه الدوره الشهريه) عند
المراه يسبب الاصابه بسرطان الرحم اذا اخذت بجرعات كبيره.
وقد تتسبب عوامل اخرى كالتدخين وضعف الجهاز المناعي والنشاط الجنسي وممارسه الجنس بدون محاذير وعدم النظافه الشخصيه والاهمال كذلك
فان الانجاب المتكرر وكل هذه الاسباب تلعب دورا في تسبب بهذا النوع من السرطان.
الاصابه بفيروس الHPV
فيروس ال HPVبالمجهر الاليكتروني
الاصابه الاولى بهذا الفيروس تكون على الاغلب في عمر الشباب عن طريق العدوى وعلى الاغلب
بسبب العلاقات الجنسيه. في الغالب يبقى الفيروس لسنوات عديده غير فعال او بمعنى اخر يتعايش
بشكل سلمي. وبحسب الاحصائيات فان احتماليه الاصابه بهذا المرض ترتفع بعد الممارسه الاولى للجنس وكما
ذكرنا سابقا ان تعدد الشركاء في العمليه الجنسيه واهمال النظافه العامه هي من الاسباب القويه
لانتقال الفيروس HPV. كما انه من الممكن ان تطرا الاصابه بهذا الفيروس بدون الممارسات الجنسيه
ولكن بصوره اقل. على سبيل المثال عند الولاده يمكن ان تنتقل الى الرضيعه. نظريا يمكن
ان ينتقل هذا المرض عن طريق الملامسه عن طريق اليد واستخدام الحمامات العامه وما شابه
ولكن كل هذه الفرضيات هي في طور الدراسه ولم يمكن حتى الان اثباتها بشكل قطعي.
و عندما يجد الفيروس نفسه في المكان المناسب والمناخ الملائم بين الخلايا القاعديه لغشاء الرحم فانه يعمل
على تسخير الخلايا وكل مدخراتها البروتينيه لمضاعفه حمضه النووي وانتاج فيروسات جديده والتي بدورها تهاجم خلايا اخرى
سليمه، وذلك لان الفيروسات لا تستطيع التكاثر وزياده اعدادها بدون معيل وفي هذه الحال تلعب
خلايا الرحم او عنق الرحم دور المعيل.
وفي هذه الحاله يجب على خلايا الرحم ان تكون محرضه للانقسام لكي تنتج اعداد جديده
من الفيروس وبالتحديد في هذه المرحله يطرا الخطا التالي : الفيروسات المحرضه تقوم بتعطيل مراكز تنظيم
التحكم بالانقسام الخلوي. وفي سياق متصل يقود هذا الانقسام غير المنتظم الى موت ذاتي مبرمج لهذه الخلايا.
كما ان الفيروس يستطيع ان يزرع صفاته الوراثيه في داخل الحمض النووي للخليه مما قد
يودي الى انقسامات غير منتظمه ولا تحتاج الى تحريض هرموني وكل هذا كافي لبناء الورم
السرطاني. في الحاله الطبيعه وبوجودجهاز مناعي سليم، يستطيع هذا الجهاز باكتشاف الخلايا المصابه بشكل سريع ويقوم
بالقضاء عليها بشكل كامل، حوالي 70% من المصابين تعافوا من الاصابه بعد سنتين بشكل تلقائي.
وهنا تجدر الاشاره ان المصابين لم يكونوا قد اصيبوا بالسرطان بعد وانما كانو في طور
مهاجمه الفيروس للخلايا.
وفي بعض الاحيان ينجح الفيروس ولسبب غير معروف حتى الان في خداع الجهاز المناعي ويستطيع
ان يتغلب عليه. اما النساء اللواتي يصبن بالعدوى فقد تستغرق مرحله تطور العدوى الى فيروس حوالي 10
الى 20 عاما بعد الاصابه، وهذا ما يوضح لنا لما ان اغلب الحالات المصابه تتراوح
اعمارها بين 35 وال 40. اي بعد حوالي 10 الى 20 سنه من مباشره النشاط
الجنسي.
التدخين
لا يعتبر التدخين بالضروره مسببا رئيسيا للمرض ولكن تعتبر خطوره الفيروس HPVعند النساء المدخنات اعلى
من خطورته عند النساء غير المدخنات او اللاتي لم يدخن قط، والجدير بالذكر هنا ان
التدخين يزيد من خطوره الاصابه بسرطان الخلايا الظهاريه وليس الخلايا الغديه او ما يسمى بالسرطان
الفصيصي، وهناك امور كثيره توثر على ارتفاع الخطوره كعدد السجائر المدخنه في اليوم والعمر كذلك
عمر المدخن عندما بدا التدخين، كذلك فان المواد الناتجه عن تفكك دخان التبغ والمحرضه للسرطان
يمكن ان يلاحظ وجودها في الغشاء المخاطي لعنق الرحم.كما ان الاصابه بفيروس ال HPVعند المدخنات
يمكن تبقى لفتره اطول مما قد يرفع احتمالات الاصابه بسرطان عنق الرحم.
اسباب اخرى
ويعتقد ان اسباب وعواما اضافيه قد تسبب وتقوي عامل الاصابه كبعض الامراض التي تصيب الاعضاء
التناسليه كمرض الهربس او الاصابه بالمتدثرات البكتيريه وفي حال الاصابه بفيروس ال HVP فان هذه
الامراض تزيد من خطوره الاصابه بالسرطان.
وسائل العلاج
ساعد اختبار بابا نيكولا على انقاص نسبه الوفيات من سرطان عنق الرحم، حيث يوخذ سائل
من المهبل او خلايا من عنق الرحم ويتم فحصها بواسطه المجهر، وميزه هذه الطريقه هي اكتشاف
سرطان الرحم قبل ظهوره بحوالي 5 – 10 سنوات. كذلك الجراحه تعتبر الطريقه الرئيسيه لعلاج
سرطان الرحم، وهناك عمليه استئصال فرعيه يتم فيها استئصال الرحم وقناتي فالوب، اما العمليه الجراحيه الشامله
فتشمل ازاله عنق الرحم، وفي بعض الحالات يتم ازاله احد المبيضين او كليهما. ايضا يتم
العلاج عن طريق المعالجه الاشعاعيه وذلك بقذف السرطان بالاشعه السينيه او جسيمات من مواد مشعه
مثل (الكوبالت 60، والراديوم). ويمكن للنساء اجراء فحص مسحات عنق الرحم كل ثلاث الى خمس
سنوات. وعموما المداومه على الرياضه والتقليل من الاطعمه الدسمه يودي الى الوقايه من مرض السرطان.
- اعراض سرطان الرحم الحميد
- بروشورات عن سرطان عنق الرحم