اليمان والعمل الصالح متلازمان فاعمل الصالح مصدق لليمان واليمان لازم لقبول العمل الصالح
تكرر ذكرهما متجاوران فى كثير من ايات القرن الكريم وهكذا نجد اليمان يدفع الى العمل
الصالح و العمل الصالح يؤكد اليمان ويدعمه ويقويه وهو ايضا مصدر للتزود بالتقوى واليمان على
الطريق فهو مجال الممارسه و التطبيق وترويض النفس ومجاهدتها وتطويعها لتكون عند مرضاه الله سبحانه
وفى هذا عون وزاد على الطريق .
– ان تحقيق اليمان و العمل الصالح وتحقيقهما فى الفرد و الجماعه يترتب عليه خير
عظيم وفوز كبير كما قرر كتاب الله النجاه من الخسران مصداقا لقوله تعالى :{ و
العصر ان النسان لفى خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر }
و المغفره و الجر العظيم :{ وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفره وجرا
عظيما } وقبول التوبه وبدال السيئات حسنات :{ الا من تاب ومن وعمل صالحا فولئك
يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما } وتحقق الفلاح :{ فما من تاب
ومن وعمل صالحا فعسى ان يكون من المفلحين } ودخول الجنه :{ ومن يعمل من
الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن فولئك يدخلون الجنه ولا يظلمون نقيرا } والتمكين
والاستخلاف فى الرض 🙁 وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الرض كما
استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا
يعبدوننى لايشركون بى شيئا } .
– العمل الصالح مجال تطبيق العلم الذى نقرؤه ونسمعه فيكون بذلك حجه لنا لا علينا
وفى العمل تثبيت للعلم وخروج من مجال النظريات و الخيال الى واقع الحياه وميادين المجاهده
و الجهاد وفى هذا ارتقاء بالنفس وبناء للشخصيه وتقويه للراده وكسب للخبره و التجربه وكما
قال المام البنا رحمه الله ان ميدان القول غير ميدان الخيال وميدان العمل غير ميدان
القول وميدان الجهاد غير ميدان العمل وميدان الجهاد الحق غير ميدان الجهاد المخطىء اننا نرى
كثيرا من الناس يسهل عليهم القراءه و العلم ولكن تحويل هذا العلم الى عمل قد
يصعب على الكثير .
نوازع الخير ونوازع الشر فى كل انسان تتدافعان وفى ممارسه العمل الصالح دليل على تغلب
نوازع الخير وتقويه لها وضعاف لنوازع الشر وهذا فى ذاته زاد وخير ومن امثله ذلك
:
– نقرا عن فضل النفاق فى سبيل الله فتتوق انفسنا الى النفاق وعند الممارسه قد
تظهر نوازع البخل و الشح وحب المال لتحول دون النفاق فذا مارسنا النفاق نكون قد
قهرنا انفسنا وروضناها على البذل و العطاء وهذا خير .
– نقرا عن فضل الجهاد فى سبيل الله وقد يظل ذلك نظريا حتى تتم الممارسه
العمليه للجهاد فننفر فى سبيل الله متغلبين على جواذب الرض ومطالب الجسد ومتع الدنيا و
الخوف من الموت وغير ذلك مما يجعل صاحبه يثاقل الى الرض وفى التغلب على هذه
الجواذب نصر على النفس وزاد كبير .
-نقرا عن الصبر و التحمل و الثبات على طريق الدعوه وننتشى بما نقره من مواقف
لصحاب الدعوات على طريق الدعوه وعندما نتعرض لذلك عمليا يكون الترويض و الصقل وزياده اليمان
:{ الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا
الله ونعم الوكيل } { وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين } .
– الدعوات تقوم على العزائم وولى العزم ولا تقوم على الرخص و المترخصين والقرن الكريم
يحثنا على ذلك :{ يا يحيى خذ الكتاب بقوه } :{ واتبعوا احسن ما انزل
اليكم من ربكم } فعلى الخ المسلم ان يخذ نفسه بذلك فى حياته ويجد فى
العمل الصالح بكل طاقاته ففى ذلك زاد .
– مجال العمل الصالح متسع وليس محدودا مما يعطى الفرصه الكبيره لتزود الخ المسلم فى
كل ميدان ثم انه موزع على الوقات فهناك اعمال صالحه مطلوبه فى اليوم والليله وخرى
اسبوعيه وغيرها شهريه وكذلك اعمال سنويه وفى ذلك تجديد واستمرار للزاد على الطريق .
– لايفوتنا ان ننبه الى فرصه العمل الصالح فى شهر رمضان المبارك حيث يتضاعف الجر
ويكثر الزاد فى هذا الشهر الكريم كما اشارت احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
.
– العمل الصالح تزكيه للنفس وسمو بها وتطهير لها من الدنايا و الخطايا وتحليه لها
بفضائل الخلاق و الصفات وهذا زاد .
– ان الخ المسلم يقوم بالعمل الصالح لداء الواجب اولا ثم للجر الخروى ثانيا ثم
للفاده ثالثا وهو ان عمل فقد ادى الواجب وفاز بثواب الله متى توافرت شروطه وبقيت
الفاده ومرها الى الله فقد تتى فرصه لم تكن فى حسابه تجعل عمله يتى ببرك
الثمرات .
ما الذى يقعد عن العمل الصالح فقد لزمه اثم التقصير وضاع منه اجر الجهاد وحرم
الفاده قطعا فى الفريقين خير مقاما وحسن نديا .
– ان الله يحب معالى المور ويكره سفاسفها وبممارستنا العمل الصالح نعيش دائما معالى المور
ونعلو على سفاسفها وفى هذا زاد وسمو .
– العمل الصالح يجعل من صاحبه قدوه صالحه للغير وفى ذلك معاونه على نشر الفضيله
فى المجتمع بالقدوه العمليه وهى اكثر تثيرا من القول او الكتابه .
– العمل الصالح يوصل التوجيه الى غير المتعلمين بصوره عمليه لا قوليه كما يوصله الى
الذين لايقرون لعدم وجود وقت عندهم للطلاع .
– لكى يكون العمل الصالح مقبولا يلزم ان يتوافر معه الخلاص واللتزام بسنه رسول الله
صلى الله عليه وسلم وتوافر هذين الشرطين بممارسه العمل الصالح زاد كبير لصاحبه .
– العمال الصالحه هى مجال تنفيذ اوامر الله سبحانه وتعالى والابتعاد عن نواهيه ولم يمرنا
الله الا بكل خير لنا ولغيرنا ولم ينهنا الا عن كل شر لنا ولغيرنا ولكل
منا طاقات ومكانيات من وقت وجهد وصحه وفكر ومال ونفس اذا بذلناها فى مجال العمل
الصالح تحققت حكمه الله من وراء هذه الوامر وصبحنا مصدر اسعاد لنا وللبشريه وهذه منزله
عاليه اما اذا بذلت هذه الطاقات فى غير العمل الصالح كان الفساد والفساد فى الرض
ونعوذ بالله من ذلك … هذا فى الدنيا اما فى الخره فالفوز و النعيم للصنف
الول و الخسران و العذاب للصنف الثانى وهكذا نرى فضل العمل الصالح .
– الظروف التى تمر بها الدعوه السلاميه و المسلمون اليوم تحتم النهوض من هذه الكبوه
و العمل المتواصل لمجابهه اهل الباطل وعداء السلام الذين يبذلون جهدهم للقضاء على السلام و
المسلمين … وهذا يعظم من قدر وهميه العمل الصالح وخيره وثره فى مجال الدعوه .
– ان نهوض المه السلاميه يتطلب من ابنائها قوه روحيه ونفسيه هائله تتمثل كما قال
المام البنا فى عده امور ك( اراده قويه لا يتطرق اليها ضعف ووفاء ثابت لايعدو
عليه تلون ولا غدر وتضحيه عزيزه لايحول دونها طمع ولا بخل ومعرفه بالمبدا ويمان به
وتقدير له يعصم من الخطا فيه والانحراف عنه و المساومه عليه و الخديعه بغيره .
وتحقق هذه الصفات لايتم الا من خلال العمل و العمل الجاد .
– العمل الصالح يحقق التغيير المطلوب فى النفس وهو مفتاح الخير لهذه المه مصداقا لقول
الله تعالى :{ ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بنفسهم } فذا تغلبنا
على انفسنا ولزمناها تعاليم السلام استطعنا ان نؤثر فى غيرنا حتى نقيم المجتمع المسلم و
الدوله السلاميه ولا ففاقد الشىء لا يعطيه .
– الخ المسلم الذى يحرص على العمال الصالحه فى حياته ووقاته يكتسب صفه هامه وهى
الحرص على الوقت فلا يضيع جزءا من وقته الا فى عمل نافع مفيد ويدفعه ذلك
الى تنظيم وقته وعماله وترتيبها حسب اهميتها مستشعرا ان الوقت هو الحياه ون الواجبات اكثر
من الوقات وفى حسن استغلال الوقت زاد وخير كبير .
– العمل الصالح مجال طيب لكسب الثواب الخروى وبقدر ما يقدم المسلم من عمل صالح
بقدر ما يزداد رصيده من الحسنات فمن يعمل مثقال ذره خير يره ومن يعمل مثقال
ذره شرا يره وما اشد حاجه كل منا يوم القيامه الى ما يرجح كفه حسناته
.
– العمل الصالح وفعل الخير يقوم به الخ المسلم فى اى مكان فيظل ذكرى طيبه
له ولجماعته فى ذلك المكان حتى بعد مغادرته او بعد وفاته .
– المسلمون يتفاوتون بالنسبه الى اقبالهم على العمل الصالح وفعل الخيرات فمنهم من تتاح له
فرصه عمل الخير ويتركها تمر دون ان يعمل ذلك الخير ومنهم من يعمل الخير متثاقلا
ومنهم من يؤديه بهمه واهتمام وفضل من هؤلاء من لاينتظرون فرصه عمل الخير حتى تتيهم
ولكنهم يفتشون ويبحثون عنها ويسعون اليها :{ اولئك يسارعون فى الخيرات وهم لها سابقون }
.
وهذا ما يجب ان تكون عليه اخى المسلم اذا كنا صادقين فى دعوانا وما نتصدى
له من مهام ومال .
- حكمة عن العمل الصالح
- يقو ل الا ما م على كر م الله وجهه النا س ثلا ث عا لم