مقالات مواضيع جديدة

حكاية السندباد

حكاية السندباد 27278 2

حكايه السندباد

 

هل انتهت قصص السندباد ؟؟ .. لا الامر ليس صحيحا علي الاطلاق مهما كبرنا لا
نقلع عن هذه القصص الجميله حتي وان كان بدافع استرجاع الذكريات .. ربما هذه الابتسامه
تغمر وجوهنا من مجرد استرجاع احداث قصه

 

حكاية السندباد 27278

 

عندما اجتمع السندباد باصحابه قال لهم :كنت في الذ العيش الى ان خطر ببالي يوما
من الايام السفر الى بلاد الناس واشتاقت نفس ي الى التجاره والتفرج الى بلاد الناس
والجزر واكتساب المعاش فهممت في ذالك الامر واخرجت من مالي شيا كثيرا اشتريت به بضائع
واسبابا تصلح لسفر وحزمتها وجئت الى الساحل فوجدت مركبا مليحا جديدا وله قلع من قماش
مليح وهو كثير الرجال زائد العده وانزلت حمولتي فيه انا وجماعه من التجار وقد سافرنا
في ذالك النهار وطاب لنا السفر ولم نزل من بحر الى بحر ومن جزيره الى
جزيره وكل محل رسونا عليه نقابل التجار وارباب الدوله والبائعين والمشترين ونبيع ونشتري ونقايض بالبضائع
فيه.
ولم نزل على هذه الحاله الىان القتنا المقادير على جزيره كثيره الاشجار يانعه الاثمار فائحه
الازهار مترنمه الاطيار صافيه الانهار ولاكن ليس بها ديار ولا نافخ نار فارسىبنا الريس على
تلك الجزيره وقد طلع التجار والركاب الى تلك الجزيره يتفرجون على ما بها من الاشجار
والاطيار ويسبحون الله الواحد القهار ويتعجبون من قدره الملك الجبار فعند ذالك طلعت الى الجزيره
مع جمله من طلع وجلست على عين ماء صاف بين الاشجار وكان معي شيئ من
الماكل فجلست في هذا المكان اكل ما قسم الله لي وقد طاب النسيم بذالك المكان
وصفا لي الوقت فاخذتني سنه في النوم وتلذذت بذالك النسيم الطيب والروائح الزكيه ثم اني
قمت فلم اجد انسيا ولا جنيا وقد سارت المركب بالركاب ولم يتذكرني منهم احدا لا
من التجار ولا من البحريه فتركوني في الجزيره وقد التفت فيها يمنا وشمالا فلم اجد
بها احدا غيري فحصل عندي قهر شديد ما عليه من مزيد وكادت مرارتي تنفقع من
شده ما انا فيه من الغم والحزن والتعب ولم يكن معي شيئ من حطام الدنيا
ولا من الماكل ولا من المشرب وصرت وحيدا وقد تعبت في نفسي ويئست من الحياه
وبعد ذالك قمت على حيلي وتمشيت في الجزيره يمنا وشمالا لا استطيع الجلوس في محل
واحد .
ثم اني صعدم اله شجره عاليه وصرت انظر من فوقها يميننا وشمالا فلم ار عير
سماء وماء واشجار واطيار وجزر ورمال ثم حققت النظر فلاح لي في الجزيره شيئ ابيض
عظيم الخلقه فنزلت من الشجره وقصدته وصرت امشي الى ناحيته ولم ازل سائرا الى ان
وصلت اليه واذا به قبه كبيره بيضاء شاهقه شاهقه في العلو كبيره الدائره فدنوت منها
ودرت حولها فلم اجد لها بابا ولم اجد لي قوه ولاحركه في الصعود عليها من
شده النعومه,فعلمت مكان وقوفي ودرت حول القبه اقيس دائرتها فذا هي خمسون خطوه وافيه فصرت
متفكرا في الحيله الموصله الى دخولها وقد قرب زوال النهار وغروب الشمس وذا بالشمس قد
خفيت والجو قد اظلم واحتجبت الشمس عني فظننت انه جاء على الشمس غمامه وكان ذالك
في زمن الصيف,فتعجبت ورفعت راسي وتاملت في ذالك,فرايت طيرا عظيم الخلقه كبير الجثه عريض الاجنحه
طائرا في الجو وهو الذي غطى عين الشمس وحجبها عن الجزيره,فازددت من ذالك عجبا ثم
اني تذكرت حكايه .
اخبرني بها اهل السياحه قديما والمسافرون وهي ان في بعض الجزائر طيرا عظيما يقال له
الرخ يرن اولاده بلافيال فتحققت ان اللقبه التي رايتها انما هي بيضه من بيض الرخ,ثم
اني تعجبت من خلق الله تعالى,فبينما انا على هده الحاله ودا بذالك الطير نزل على
تلك القبه وحضنها بجناحيه وقد كد رجليه من خلفه على الارض ونام عليها فسبحان من
لاينام فعند ذالك فككت عمامتي من فوق راسي وثنيتها وفتلتها حتى صارت مثل الحبل وتحزمت
بها وشددت وسطي وربطت نفسي في رجلي الطير وشددتها شدا وثيقا وقلت في نفسي :
لعل هذا يوصلني الى بلاد المدن والعمار ويكون ذالك احسن من جلوسي في هذه الجزيره
وبت تلك الليله ساهرا خوفا من انام فيطر بي الطير على حين غفله.
فلما طلع الفجر وبان الصباح قام الطائر من على بيضته وصاح صيحه عظيمه وارتفع بي
لبى الجو حتى ظننت انه وصل بي الى عنان السماء وبعد ذالك تنازل بي حتر
نزل الى الارض وحط على مكان مرتفع عال فلما وصلت الى الارض اسرعت وفككت الرباط
من رجليه وانا انتفض,ومشيت في ذالك المكان ثم انه اخذ شيئا من على وجه الارض
في مخالبه وطار به الى عنان السماء فتاملته فذا هو حيه عظيمه الخلقه كبيره الجسم
قد احذها وذهب بها الى البحر فتعجبت من ذالك ثم اني تمشيت في ذالك المكان
فوجدت نفسي في مكان عال وتحته واد عميق وبجانبه جبل عظيم شاهق في العلو لايقدر
ان يرى اعلاه من فرط علوه ولايس لاحد قدره في على الطلوع فوقه فلمت نفسي
على ما فعلته وقلت ياليتني مكثت في الجزيره فنها احسن من هذا المكان القفر لان
الجزيره يوجد فيهاشي اكله من اصناف الفواكه واشرب من انهارها وهذا المكان ليس فيه اشجار
ولا انهار فلا حو ولا قوه الا بالله العلي العظيم,انا كلما اخلص من مصيبه اقع
فيما هو اعظم منها واشد.
ثم اني قمت فقويت نفسي ومشيت في ذالك الوادي,فرايت ارضه من حجر الالماس الذي يثقبون
به المعادن والجواهر وهو حجر صلب يابس لا يعمل فيه الحديد ولا الصخر ولااحد يستطيع
ان يقطع منه شيئا ولا ان يكسره الا بحجر الرصاص وكل ذالك الوادي حيات وافاع,وكل
واحده مثل النخله ومن عظم خلقتها ان لوجاءها فيل لابتلعته وتلك الحيات يظهرن في الليل
ويختفين في النهار خوفا من طير الرخ ان يختطفها ويقطعها ولا ادري سبب ذالك.
فقمت بذالك الوادي وانا متندم على ما فعلته وقلت في نفسي :والله اني قد عجلت
بالهلاك على نفسي وقد ولى النهار علي فصرت امشي في ذالك الوادي ولتفت على محل
ابيت فيه وانا خائف من تلك الحيات ونسيت اكلي وشربي ومعاشي واشتغلت بنفسي فلاح لي
مغاره بالقرب مني,فمشيت فوجدت بابها ضيقا فدخلتها ونظرت الى حجر كبير عند بابها فدفعته وسددت
به باب تلك المغاره وانا داخلها وقلت في نفسي :قد امنت لما دخلت في هذا
المكان وان طلع علي النهار اطلع ونظر ماذا تفعل القدره.
ثم التفت في داخل المغاره فريت حيه عظيمه نائمه في صدر الممغاره على بيضها فاقشعر
بدني وقمت رسي وسلمت امري للقضاء والقدر وبت ساهرا طوال الليل الى ان طلع الفجر
ولاح,فزحت الحجر الذي سددت به باب المغاره وخرجت منه وانا مثل السكران دائخ من شده
السهر والجوع والخوف وتمشيت في الوادي .
وبينما انا على هذه الحاله وذا بذبيحه قد سقطت قدامي ولم اجد احدا,فتعجبت من ذالك
اشد العجب وتفكرت في حكايه اسمعها من قديم الزمان من بعض التجار المسافرين واهل السياحه
ان في حجر الالماس الاهوال العظيمه ولا يقدر احد ان يسلك اليه ولاكن التجار الذين
يجلبونه يعملون حيله في الوصول اليه ويخذون الشاه من الغنم ويذبحونها ويسلخونها ويرشون لحمها ويرمونه
من اعلى ذالك الجبل الى ارض الوادي فتنزل وهي طريه فيلتصق بها شي من هذه
الحجاره ثم يتركها التجار الى نصف النهار فتنزل الطيور من النسور والرخ الى ذالك اللحم
وتخذه في مخالبها وتصعد الى اعلى الجبل,فياتيها التجار ويصيحون اليها ويخلصون منه الحجاره اللاصقه به
ويتركون اللحم للطيور ويحملون الحجاره الى بلادهم ولا يقدر ان يتوصل الى حجر الالماس الا
لهذه الحيله.
ثم قال : فلما نظرت الى تلك الذبيحه تذكرت هذه الحكايه فقمت وجئت عند الذبيحه
فنقيت من هذه الحجاره شيئا كثيرا ودخلته في جيبي وبين ثيابي وصرت انقي وادخل في
جيوبي وحزامي وعمامتي وبين حوائجي فبينما انا على هذه الحاله وذا بذبيحه كبيره فربط نفسي
عليها ونمت على ظهري وجعلتها على صدري ونا قابض عليها فصارت عاليه على الرض وذا
بنسر نزل طائرا بها الى ان صعد بها الى اعلى الجبل وحطمها وراد ان ينهش
منها وذا بصيحه عظيمه عاليه من خلف ذلك النسر وشيء يخبط بالخشب على ذلك الجبل
فجفل النسر وطار الى الجو ففككت نفسي من الذبيحه وقد تلوثت ثيابي من دمها ووقفت
بجانبها وذا بذلك التاجر الذي صاح على النسر تقدم الى الذبيحه فرني واقفا فلم يكلمني
وقد فزع مني وارتعب وتى الذبيحه وقلبها فلم يجد فيها شيئا فصاح صيحه عظيمه وقال
وا خيبتاه لا حول ولا قوه الا بالله نعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهو يتندم
ويخبط كفا على كف ويقول : وا حسرتاه اي شيء هذا الحال .
فتقدمت اليه فقال لي: من انت؟ وما سبب مجيئك الى هذا المكان؟ فقلت له: لا
تخف ولا تخش،فني انسي من خيار النس،وكنت تاجرا ولي حكايه فتقدمت اليه فقال من انت
؟وما سبب مجيئك الى هذا المكان ؟ فقلت له لا تخف ولا تخش فني انسي
من خيار الانس وكنت تاجرا ولي حكايه عظيمه وقصه غريبه وسبب وصولي الى هذا الجبل
وذا الوادي حكايه عجيبه فلا تخف فلك ما يسرك مني ونا معي شيء كثير من
حجر اللماس فعطيك منه شيئا يكفيك وكل قطعه معي احسن من كل شيء يتيك فلا
تجزع ولا تخف.
فعند ذلك شكرني الرجل ودعا لي وتحدث معي وذا بالتجار سمعوا كلامي مع رفيقهم فجاؤوا
الي وكان كل تاجر رمى ذبيحته،فلما قدموا علينا سلموا علي وهناوني بالسلامه اخذوني معهم اعلمتهم
بجميع قصتي وما قاسيته في سفرتي اخبرتهم بسبب وصولي الى هذا الوادي تم انى اعطيت
لصاحب الذبيحه التي تعلقت فيها شيئا كثيرا مما كان معي ففرح بي ودعا لي وشكرني
على ذلك وقال لي التجار :والله انه قد كتب لك عمر جديد فما احد وصل
الى هذا المكان قبلك ونجا منه ولكن الحمد لله على سلامتك،وباتوا في مكان مليح وبت
عندهم ونا فرحان غايه الفرح بسلامتي ونجاتي من وادي الحيات ووصولي الى بلاد العمار.

 

حكاية السندباد 27278 1

 

 

حكاية السندباد 27278

 

 

السابق
اضرار اللولب لمنع الحمل
التالي
التدخين السباب والنتائج