اتمنى الموت بسبب ما جرى بيني وبين خطيبي!
السوال
السلام عليكم.
ارجوكم اجيبوا عن استشارتي هذه بسرعه، لم اعد احتمل كل ما يحدث لي، واعتذر على
عدم صبري، ولكني ما عدت احتمل حالي،
ولا عدت احتمل كل الوجع الذي اشعر به، كالحبل حول عنقي!
فمشكلتي تتطور وتزيد حدتها كل يوم حتى اني اصبحت اشعر اني مريضه نفسيا، وتعدى الامر
مشكله فشل عاطفي وتانيب ضمير،
كما ذكرت في استشارتي السابقه.
كنت قد اخبرتكم اني خطبت لقريب لي واحببته بعنف، وتطورت الامور بيننا الى حد جعلت
علاقتنا كعلاقه الازواج وراى مني ما يرى
الزوج من زوجته، مع الاحتفاظ بعذريتي، وكاني لم انتهك عذريه ديني وشرفي وثقه اهلي بي،
وصوره ابي واخوتي في عين هذا الحقير!
وبعد كل هذا خانني ومضى في حياته وكان شيئا لم يكن!
وامر اخر لم اذكره في رسالتي الاولى هو اني ضعفت امام حبه بعد فراقنا وتحدثت
معه هاتفيا لاجده احقر مما كنت اتصور،
لقد بدا يحدثني كاني جسد فقط بالنسبه له، واصبح يجرحني بحديثه ويخبرني بمغامراته النسائيه الجديده،
بل ويفتخر امامي بانه يحفظ
كل شامه في جسدي، وانه سيشعر بالقرف مني حين اتزوج، كيف اخدع زوجي الذي سيظن
انني ملاك، وانا قد كنت على علاقه بغيره
وانه سيشفق على زوجي؛ لانه لا يعلم ماذا فعل هو معي، وانه اصلا لا يظن
ان زوجي سيكون جريئا مثله ويفعل كل ما فعله هو!
وقال لي ايضا: انه لم يعد يحبني، وانه الان يريد فتاه متدينه حقا، وانه تعرف
بعد فراقنا على فتاه “بريئه” ومحترمه وليس لها
اي تجارب سابقه، وانه هناك شراره حب بينهما وانه لن يتسلى بها؛ لانه لا يجرو
كونها انسانه محترمه!!
هل رايتم ظلما اكثر من هذا؟! هل رايتم ذلا اكبر من هذا الذل؟! لماذا انا؟!
لماذا هذه الاهانات والتجريح لي؟!
لماذا وضعت باختبار كنت اضعف من ان انجح فيه؟ لماذا شوهت صوره ابي واخوتي امام
شخص مثل هذا، ولماذا احببته بكل هذا
الضعف والغباء والجنون؟!
الان انا ما زلت محطمه وهو مضي في حياته ونسيني، ولكنه لم ينس جسدي وما
كان بيننا! اعيش دائما هاجس الفضيحه، اتخيل امورا
كثيره ممكن ان تحدث في المستقبل، اتخيله وقد فضحني امام اهلي، او غضب مني ان
ارتبطت وفضحني امام زوجي، او تشاجر
مع اخي واخي عيره باخلاق اخته السيئه فرد عليه هو بما كان بيننا، او غضب
من ابي ودون وعي منه تحدث عما كان بيننا،
او صارح امه او اخته او حبيبته وتطور الامر وفضحت، تراودني مخاوف غريبه واتذكر تفاصيل
قديمه واربطها باحتمال ان يفضحني.
فمثلا اخي عندما خطبنا حلم انه اطلق الرصاص عليه، فاتخيل ان هذا الحلم كان اشاره
لما سيحدث في المستقبل؛ اي: انه سيعير
احد اخوتي بما كان بيننا او يفضح ما كان بيننا فيكون مصيره كما في الحلم!!
وايضا اتذكر عندما تشاجر مع امه فاخذ يتحدث عنها بالسوء امامي وشبهها بالساقطات، واخذ يفضح
كل افعالها السيئه في لحظه
غضب، واقول في نفسي: ان كان استطاع ان يتحدث هكذا عن امه، ماذا سيردعه من
ان يتحدث هكذا عني؟
وايضا هو يتفاخر كثيرا بعلاقاته النسائيه، الن يتفاخر بعلاقته معي امام خطيبته ويروي لها كل
التفاصيل كما كان يروي لي تفاصيله
السابقه؟! اعيش بخوف وقلق وحياتي لم تعد حياه، في الوقت ذاته اشعر بالشفقه على اخوتي
وابي وقد شوهت صورتهم امامه،
واتخيلهم يتفاخرون امام اقاربنا باخلاقي انا واخوتي وبغيرتهم علينا، وهو يضحك بينه وبين نفسه على
غبائهم!
وافكر ايضا ان تزوجت واحببت زوجي، فكيف ساغفر لنفسي انه لم يكن اول من لمسني؟!
كيف ساستطيع الكذب عليه؟!
كيف ساجعله اضحوكه للشخص الذي يعلم ان خطيبي او زوجي الذي يفتخر باخلاق زوجته ويثق
بها ثقه عمياء لمسها شخص قبله،
اشفق عليه من نظرات هذا الشخص وتفكيره، اشفق على عائلتي، وعلى ابي واخي، اشفق عليهم؛
لاني اعلم الطريقه الرخيصه
التي يفكر بها، والراحه التي يشعر بها حين يعلم انه ليس الوحيد الذي لديه اخت
سيئه الاخلاق! لا اعلم كيف استطعت ان افعل هذا بهم،
و كم اتمنى في نفسي لو ان الانتحار ليس حراما! كم اتمنى الموت!
انا محطمه يائسه وكل احلامي بزوج حنون واطفال نشيطين وبيت دافئ تلاشت! تعبت حقا، تعبت
كثيرا واتمنى ان اموت،
انا تبت الى الله ولكن هل تعبي هذا ومعاناتي دليل على ان توبتي لم تقبل
وان الله غاضب علي؟ هل حقا الله موجود، لماذا
اذا سمح لكل هذا ان يحصل، لماذا يسمح اصلا بكل حالات الظلم والاغتصاب والقتل والجوع
والاضطهاد في العالم؟ استغفر الله،
لا يكفيني مصيبتي التي اقترفتها واصبحت ايضا اشك في وجود الله!!!
لا تتجاهلوا رسالتي ارجوكم، ولا تتاخروا في الرد فانا اموت حقا، كل يوم اقرر اني
ساكون افضل وان التائب من الذنب كمن لا ذنب له،
ولكن بعدها افشل واظل اتذكر ما فعلت وكيف ساواجه اهلي ان علموا او حتى لو
لم يعلموا كيف وضعتهم في موقف مهين ومذل كهذا
وامام شخص حقير، اكرهه، اكرهه كثيرا؛ هل يا ترى لي دعوه مظلوم عند الله ام
ان الله لا يعتبرني مظلومه كون كل شيء تم بارادتي؟
ولكني والله اشعر بظلم شديد واهانه وذل، لا اعلم كيف اوصل كل ما احس به،
ولكني مكسوره، وادفع عمري كله مقابل ان يعود الزمن؛
لكي لا اضع ابي بموقف كهذا؛ كي لا اكون سببا لان ينظر هذا الحقير لابي
واخوتي باستهزاء وسخريه ان تحدث احدهم عن اخلاقي!!
اشعر بذنب فظيع.
اريد ان اموت، اريد فقط ان اموت او ان يحدث لي حادث، افقد به ذاكرتي
وكل السواد الذي يغطيها.
الجواب
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.
ما زلت اتعجب من احكام المجتمع ونظرته لبعض الامور التي ابعد ما تكون عن العدل،
تقترف الفتاه مع احد الشباب ذنبا،
فلا ينظر لفعله ولا يابه لجرمه؛ لانه رجل، والرجل في فكرهم الفاسد لا تعيبه مثل
هذه الامور، في حين تبقى الفتاه في حاله
من الرعب والذعر والهلع المستمر؛ خشيه الفضيحه!
انتما مشتركان في الذنب، والاثم واحد، لم يفرق الاسلام بين الرجل والمراه في الحسنات، او
السيئات؛ ﴿ من عمل سيئه فلا يجزى
الا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مومن فاولئك يدخلون الجنه يرزقون
فيها بغير حساب ﴾ [غافر: 40].
﴿ فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم
من بعض ﴾ [ال عمران: 195].
فعليه ان يخاف مثلما تخافين، وان يحزن كما تحزنين، وان يندم كما تندمين، لكن ماذا
نملك لمن لا قلب له؟
فعل مثلما فعلت من الذنوب، واقترف ما اقترفت من المعاصي، فلا فرق بينكما امام الله،
وانما يفرق المجتمع بين الرجل والمراه
في مثل هذه الامور، ويعد جريمتها نكراء شنعاء؛ لان نظرته قاصره، وغير عادله، وعليك الا
تخافي فضيحه الدنيا ولا تفكري
فيمن حولك الان، قد عصيت الله وما عليك الا التوبه والانابه، ما عليك الا صدق
اللجوء اليه، وان تذرفي الدمع بين يديه – عز وجل –
وما يدريه انه سيظفر بفتاه بريئه طاهره عفيفه؟! وما يدريه ان الله سيرزقه بمن لا
يستحقها؟!
وهل سيعلم زوجك – ان شاء الله – بما كان بينكما؟
لا تفكري في هذه الامور؛ فالحساب ليس في هذه الدار، وانما يدخر الله للمجرمين ادخارا،
ويعد لهم عدا، والله – تعالى –
يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، ولكنه لا يعطي الاخره الا لمن يحب.
تقولين: “لماذا وضعت باختبار كنت اضعف من ان انجح فيه؟! لماذا شوهت صوره ابي واخوتي
امام حقير مثل هذا؟! ولماذا احببته
بكل هذا الضعف والغباء والجنون؟!” ثم تربطين هذا الاختبار بوجود الله!!!
جاء عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – الى رسول الله في الحديبيه وقد
حيل بين المسلمين وبين الطواف، فقال: يا رسول الله،
السنا على الحق وهم على الباطل؟ فقال: ((بلى))، فقال: اليس قتلانا في الجنه وقتلاهم في
النار؟ قال: ((بلى))، قال: فعلام نعطي
الدنيه في ديننا؟! انرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: ((يا بن الخطاب، اني رسول
الله ولن يضيعني الله ابدا))، فانطلق عمر
الى ابي بكر، فقال له مثل ما قال للنبي – صلى الله عليه وسلم –
فقال: انه رسول الله ولن يضيعه الله ابدا، فنزلت سوره الفتح فقراها
رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على عمر الى اخرها، فقال عمر: يا
رسول الله، اوفتح هو؟ قال: ((نعم)).
لم يكفر عمر – رضي الله عنه – بعد ان حيل بينه وبين الطواف، ولم
يرتد الصحابه وقد شردوا وعذبوا وقتلوا في سبيل دينهم.
لم يقل عمر وقد تالم قلبه لما يلاقي المسلمون من شده وذل: لماذا؟
لانهم يعلمون يقينا ان هذه الدنيا ليست دار العدل، وليست النهايه، اما الكافر فيقول: لا
بد من ظهور عدل الاله في كل موقف
في الحياه؛ لان الحياه الدنيا بالنسبه له كل شيء، فلا ايمان عنده بحياه بعدها!
على من تلقين باللوم في سقوطك مع ذلك الوضيع؟ على من حولك؟ ام على عدل
الله الذي انكرت وجوده ثم تراجعت عنه؟
يقول – – عز وجل -: ﴿ ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما
يوخرهم ليوم تشخص فيه الابصار ﴾
[ابراهيم: 42]، فمن اين لك هذا الربط العجيب بين الابتلاء وبين وجود الله؟!
استغفري الله وجددي ايمانك، وتقربي اليه – عز وجل – فلا اجمل من شعور القرب
من الله، ولا اروع من الانس به لمن ذاقه.
خوفك الشديد من ان يفضحك لا مبرر له؛ فمن يقول على والدته مثل هذا الكلام
لن يكون له كلمه مسموعه عند الناس،
ولو فعل، فعليك الانكار واظهار التعجب من قوله، وليكن ذلك باستخدام التعريض؛ كان تقولي: لم
افعل معه شيئا مما قال،
وتكون نيتك: انك لم تفعلي معه ذلك اليوم او امس.
والستر على النفس واجب شرعي، فلا تجعلي من خوفك الفضيحه شبحا يخيم ظلاله على حياتك،
فيذهب بنورها ويقضي
على احلامك.
تتساءلين في تالم: كيف ستغفرين لنفسك ان لم يكن زوجي اول من يلمسني؟!
واقول لك: ستغفرين لنفسك لانك بشر يخطئ ويصيب؛ لانك زللت، والزله لا تعني نهايه العالم،
ولا تعني ان نحتقر انفسنا
لهذا الحد المولم.
لا تعني ان العالم قد انتهى وقد حيل بيننا وبين التوبه، وكم من مذنب خير
من الف عابد، ان هو تاب واناب وطهر قلبه
ونفسه مما اقترف!
تغفرين لنفسك لانك تقرئين قول الله: ﴿ والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا
يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق
ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق اثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامه ويخلد فيه
مهانا * الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا
فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ﴾ [الفرقان: 68 – 70].
من يتوب من الشرك او القتل او الزنا لا تغفر ذنوبه فقط، بل تبدل حسنات؛
اليس هذا كرما ولطفا من الله؟!
وما ذلك على الله بعزيز!
فلماذا يحكم المسلم على نفسه بهذا الحكم الجائر، وقد فتح الله له باب التوبه على
مصراعيه؟!
لماذا يقنط من رحمه الله وقد وعده الله بها؟!
قد يدفعك ما فعلت من ذنوب لبذل المعامله الحسنه والخلق الطيب مع زوجك، قد يذكرك
ذنبك بحق زوجك عليك،
وتقديم المزيد من التضحيات من اجل اسعاده.
ما مضى فات، والمومل غيب، ولك الساعه التي انت فيها.
ما فائده التحسر على الماضي؟! ماذا نجني من تعذيب النفس وجلد الذات؟!
تشعرين بالشفقه على والدك واهلك مما فعلت، فلم لا تحاولين تعويضهم ببرهم ومعاونتهم ورفع راسهم
من جديد؟!
امامك الكثير لتعمليه، لكنك قبعت في غرفتك وتوسدت احزانك، واغترفت من بحر الهموم الذي لا
ساحل له!
لماذا نسمح للاحزان ان تتجرا علينا وتسكب عبراتنا في وقت احوج ما نكون فيه الى
القوه؟!
مهما اشتدت ظلمات احزانك، فشمعه امل واحده كفيله بتبديد كل هذه الظلمه ومحو اثارها.
تشفقين عليهم من نظرته اليهم؟ ومن يكون هو حتى تخشي نظرته اليكم؟! انت بحاجه لمحوه
من ذاكرتك والتغلب على اثاره
والقاء مخلفاتها في نهر النسيان.
تقربي الى الله وتعرفي عليه، واحسني استغلال ما انعم به عليك، بدلا من تمني زوال
النعم عنك، ولتعلمي ان تعبك وحزنك
ليس دليلا على رد توبتك؛ وانما هو نتيجه حتميه لارتكاب الذنوب وتعدي الحدود، وهو شعور
نفسي طبيعي للندم الذي يرافق
كل معصيه، فجددي التوبه كلما شعرت بنوبه ندم تجتاح قلبك، واهرعي الى من يغفر الذنوب
ولا يبالي.
اخيرا:
يقول البحتري:
فاسلم بمغفره الاله فلم يزل
يهب الذنوب لمن يشاء ويغفر
- خطيبى يلمسنى من تحت
- خطيبي يلمسني من تحت
- حبيبي يحب يلمسني
- حبيبي يلمسني من تحت
- خطيبي يلمسني
- حبيبي يلمسني
- يلمسني من تحت
- حبيبي يريد لمسي
- هل اسمح لحبيبي ان يلمسني
- حبيبي بيلمسني