تفسير سورة الحشر كاملة

تفسير سورة الحشر كامله

موضوعنا اليوم مقال رائع جدا جدا و هو ديني  اي تفسير سورة الحشر كاملة و من احب السور علي قلبي سورة الحشر فيارب تستفادو منها علي قدر المستطاع

images/5/b2a6dcdd45b354952dc647ea759ea20c.gif

صورة1

 



{ 1-7 } { سبح للة ما فالسماوات و ما فالرض و هو العزيز الحكيم * هو الذي خرج الذين كفروا من هل الكتاب من ديارهم لول الحشر ما ظننتم ن يظهروا و ظنوا نهم ما نعتهم حصونهم من الله فتاهم الله من حيث لم يحتسبوا و قذف فقلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بيديهم و يدى المؤمنين فاعتبروا يا و لى البصار }

لي خر القصه.


هذة السورة تسمي { سورة بنى النضير } و هم طائفة كبار من اليهود فجانب المدينه، و قت بعثة النبى صلي الله علية و سلم، فلما بعث النبى صلي الله علية و سلم، و هاجر لي المدينه، كفروا بة فجملة من كفر من اليهود، فلما هاجر النبى صلي الله علية و سلم لي المدينة هادن سائر طوائف اليهود الذين هم جيرانة فالمدينه، فلما كان بعد [وقعه] بدر بستة شهر و نحوها، خرج ليهم النبى صلي الله علية و سلم، و كلمهم ن يعينوة فدية الكلابيين الذين قتلهم عمرو بن مية الضمري، فقالوا: نفعل يا با القاسم، اجلس هاهنا حتي نقضى حاجتك، فخلا بعضهم ببعض، و سول لهم الشيطان الشقاء الذي كتب عليهم، فتمروا بقتلة صلي الله علية و سلم، و قالوا: يكم يخذ هذة الرحي فيصعد فيلقيها علي رسة يشدخة بها؟ فقال شقاهم عمرو بن جحاش: نا، فقال لهم سلام بن مشكم: لا تفعلوا، فوالله ليخبرن بما هممتم به، و نة لنقض العهد الذي بيننا و بينه، و جاء الوحى علي الفور لية من ربه، بما هموا به، فنهض مسرعا، فتوجة لي المدينه، و لحقة صحابه، فقالوا: نهضت و لم نشعر بك، فخبرهم بما همت يهود به.

وبعث ليهم رسول الله صلي الله علية و سلم: “ن اخرجوا من المدينة و لا تساكنونى بها، و ربما جلتكم عشرا، فمن و جدت بعد هذا فيها ضربت عنقه”

فقاموا ياما يتجهزون، و رسل ليهم المنافق عبدالله بن بى [بن سلول]: “ن لا تظهروا من دياركم، فن معى لفين يدخلون معكم حصنكم، فيموتون دونكم، و تنصركم قريظة و حلفاؤكم من غطفان”.

وطمع رئيسهم حيى بن خطب فيما قال له، و بعث لي رسول الله صلي الله علية و سلم يقول: نا لا نخرج من ديارنا، فاصنع ما بدا لك.

فكبر رسول الله صلي علية و سلم و صحابه، و نهضوا ليهم، و على بن بى طالب يحمل اللواء.

فقاموا علي حصونهم يرمون بالنبل و الحجاره، و اعتزلتهم قريظه، و خانهم ابن بى و حلفاؤهم من غطفان، فحاصرهم رسول الله صلي الله علية و سلم، و قطع نخلهم و حرق. فرسلوا ليه: نحن نخرج من المدينه، فنزلهم علي ن يظهروا منها بنفوسهم، و ذراريهم، و ن لهم ما حملت بلهم لا السلاح، و قبض رسول الله صلي الله علية و سلم، الموال و السلاح.

وكانت بنو النضير، خالصة لرسول الله صلي الله علية و سلم لنوائبة و مصالح المسلمين، و لم يخمسها، لن الله فاءها عليه، و لم يوجف المسلمون عليها بخيل و لا ركاب، و جلاهم لي خيبر و فيهم حيى بن خطب كبيرهم، و استولي علي رضهم و ديارهم، و قبض السلاح، فوجد من السلاح خمسين درعا، و خمسين بيضه، و ثلاثمائة و ربعين سيفا، ذلك حاصل قصتهم كما ذكرها هل السير.

فافتتح تعالي هذة السورة بالخبار ن كل من فالسماوات و الرض تسبح بحمد ربها، و تنزهة عما لا يليق بجلاله، و تعبدة و تخضع لجلاله  لنة العزيز الذي ربما قهر جميع شيء، فلا يمتنع علية شيء، و لا يستعصى علية مستعصي  الحكيم فخلقة و مره، فلا يخلق شيئا عبثا، و لا يشرع ما لا مصلحة فيه، و لا يفعل لا ما هو مقتضي حكمته.

ومن ذلك، نصر الله لرسولة صلي الله علية و سلم علي الذين كفروا من هل الكتاب من بنى النضير حين غدروا برسولة فخرجهم من ديارهم و وطانهم التي لفوها و حبوها.

وكان خراجهم منها و ل حشر و جلاء كتبة الله عليهم علي يد رسولة محمد صلي الله علية و سلم، فجلوا لي خيبر، و دلت الية الكريمة ن لهم حشرا و جلاء غير هذا، فقد و قع حين جلاهم النبى صلي الله علية و سلم من خيبر، بعدها عمر رضى الله عنه، [خرج بقيتهم منها].

{ ما ظننتم } يها المسلمون { ن يظهروا } من ديارهم، لحصانتها، و منعتها، و عزهم فيها.

{ و ظنوا نهم ما نعتهم حصونهم من الله } فعجبوا فيها و غرتهم، و حسبوا نهم لا ينالون بها، و لا يقدر عليها حد، و قدر الله تعالي و راء هذا كله، لا تغنى عنة الحصون و القلاع، و لا تجدى فيهم القوة و الدفاع.

ولهذا قال: { فتاهم الله من حيث لم يحتسبوا } ي: من المر و الباب، الذي لم  يخطر ببالهم ن يؤتوا منه، و هو نة تعالي { قذف فقلوبهم الرعب } و هو الخوف الشديد، الذي هو جند الله الكبر، الذي لا ينفع معة عدد و لا عده، و لا قوة و لا شده، فالمر الذي يحتسبونة و يظنون ن الخلل يدخل عليهم منة ن دخل هو الحصون التي تحصنوا بها، و اطمنت نفوسهم ليها، و من و ثق بغير الله فهو مخذول، و من ركن لي غير الله فهو علية و بال  فتاهم مر سماوى نزل علي قلوبهم، التي هى محل الثبات و الصبر، و الخور و الضعف، فزال الله قوتها و شدتها، و ورثها ضعفا و خورا و جبنا، لا حيلة لهم و لا منعة معه  فصار هذا عونا عليهم، و لهذا قال: { يخربون بيوتهم بيديهم و يدى المؤمنين } و هذا نهم صالحوا النبى صلي الله علية و سلم، علي ن لهم ما حملت البل.

فنقضوا لذا كثيرا من سقوفهم، التي استحسنوها، و سلطوا المؤمنين بسبب بغيهم علي خراب ديارهم و هدم حصونهم، فهم الذين جنوا علي نفسهم، و صاروا من كبر عون عليها، { فاعتبروا يا و لى البصار } ي: البصائر النافذه، و العقول الكامله، فن فهذا معتبرا يعرف بة صنع الله تعالي فالمعاندين للحق، المتبعين لهوائهم، الذين لم تنفعهم عزتهم، و لا منعتهم قوتهم، و لا حصنتهم حصونهم، حين جاءهم مر الله، و وصل ليهم النكال بذنوبهم، و العبرة بعموم اللفظ  لا بخصوص السبب، فن هذة الية تدل علي المر بالاعتبار، و هو اعتبار النظير بنظيره، و قياس الشيء علي مثله، و التفكر فيما تضمنتة الحكام من المعانى و الحكم التي هى محل العقل و الفكره، و بذلك يزداد  العقل، و تتنور البصيرة و يزداد اليمان، و يحصل الفهم الحقيقي، بعدها خبر تعالي ن هؤلاء اليهود لم يصبهم كل ما يستحقون من العقوبه، و ن الله خفف عنهم.

فلولا نة كتب عليهم الجلاء الذي صابهم و قضاة عليهم و قدرة بقدرة الذي لا يبدل و لا يغير، لكان لهم شن خر من عذاب الدنيا و نكالها، و لكنهم – و ن فاتهم العذاب الشديد الدنيوى – فن لهم فالخرة عذاب النار، الذي لا ممكن ن يعلم شدتة لا الله تعالى، فلا يخطر ببالهم ن عقوبتهم ربما انقضت و فرغت و لم يبق لهم منها بقيه، فما عد الله لهم من العذاب فالخرة عظم و طم.

وذلك لنهم { شاقوا الله و رسولة } و عادوهما و حاربوهما، و سعوا فمعصيتهما.

وهذة عادتة و سنتة فيمن شاقة { و من يشاق الله فن الله شديد العقاب }

ولما لام بنو النضير رسول الله صلي الله علية و سلم و المسلمين فقطع النخيل و الشجار، و زعموا ن هذا من الفساد، و توصلوا بذلك  لي الطعن بالمسلمين، خبر تعالي ن قطع النخيل ن قطعوة و بقاءهم ياة ن بقوه، نة بذنة تعالى، و مرة { و ليخزى الفاسقين } حيث سلطكم علي قطع نخلهم، و تحريقها، ليصبح هذا نكالا لهم، و خزيا فالدنيا، و ذلا يعرف بة عجزهم التام، الذي ما قدروا علي استنقاذ نخلهم، الذي هو ما دة قوتهم. و اللينه: اسم يشمل سائر النخيل علي صح الاحتمالات و ولاها، فهذة حال بنى النضير، و كيف عاقبهم الله فالدنيا.

ثم ذكر من انتقلت لية موالهم و متعتهم، فقال: { و ما فاء الله علي رسولة منهم } ي: من هل هذة القريه، و هم بنو النضير.

{ في } نكم يا معشر المسلمين { ما و جفتم } ي: ما جلبتم و سرعتم و حشدتم، { علية من خيل و لا ركاب } ي: لم تتعبوا بتحصيلها، لا بنفسكم و لا بمواشيكم، بل قذف الله فقلوبهم الرعب، فتتكم صفوا عفوا، و لهذا. قال: { و لكن الله يسلط رسلة علي من يشاء و الله علي جميع شيء قدير } من تمام قدرتة نة لا يمتنع منه  ممتنع، و لا يتعزز من دونة قوي. و تعريف الفيء فاصطلاح الفقهاء: هو ما خذ من ما ل الكفار بحق، من غير قتال، كهذا المال الذي فروا و تركوة خوفا من المسلمين، و سمى فيئا، لنة رجع من الكفار الذين هم غير مستحقين له، لي المسلمين الذين لهم الحق الوفر فيه.

وحكمة العام، كما ذكرة الله فقولة { ما فاء الله علي رسولة من هل القري } عموما، سواء فاء الله فو قت رسولة و بعده، لمن يتولي من بعدة مته

{ فللة و للرسول و لذى القربي و اليتامي و المساكين و ابن السبيل } و هذة الية نظير الية التي فسورة النفال، في  قوله: { و اعلموا نما غنمتم من شيء فن للة خمسة و للرسول و لذى القربي و اليتامي و المساكين و ابن السبيل }

فهذا الفيء يقسم خمسة قسام:

خمس للة و لرسولة يصرف فمصالح المسلمين [العامه]، و خمس لذوى القربى، و هم: بنو هاشم و بنو المطلب، حيث كانوا يسوي [فيه] بين، ذكورهم و ناثهم، و نما دخل بنو المطلب فخمس الخمس، مع بنى هاشم، و لم يدخل بقية بنى عبد مناف، لنهم شاركوا بنى هاشم فدخولهم الشعب، حين تعاقدت قريش علي هجرهم و عداوتهم  فنصروا رسول الله صلي الله علية و سلم، بخلاف غيرهم، و لهذا قال النبى صلي الله علية و سلم، فبنى عبدالمطلب: “نهم لم يفارقونى فجاهلية و لا سلام”

وخمس لفقراء اليتامى، و هم: من لا ب له و لم يبلغ، و خمس للمساكين، و سهم لبناء السبيل، و هم الغرباء المنقطع بهم فغير و طانهم.

ونما قدر الله ذلك التقدير، و حصر الفيء فهؤلاء المعينين ل { كى لا يصبح دولة } ي: مدوالة و اختصاصا { بين الغنياء منكم } فنة لو لم يقدره، لتداولتة الغنياء القوياء، و لما حصل لغيرهم من العاجزين منة شيء، و فذلك من الفساد، ما لا يعلمة لا الله، كما ن فاتباع مر الله و شرعة من المصالح ما لا يدخل تحت الحصر، و لذا مر الله بالقاعدة الكلية و الصل العام، فقال: { و ما تاكم الرسول فخذوة و ما نهاكم عنة فانتهوا } و ذلك شامل لصول الدين و فروعه، ظاهرة و باطنه، و ن ما جاء بة الرسول يتعين علي العباد الخذ بة و اتباعه، و لا تحل مخالفته، و ن نصف الرسول علي حكم الشيء كنص الله تعالى، لا رخصة لحد و لا عذر له فتركه، و لا يجوز تقديم قول حد علي قوله، بعدها مر بتقواة التي فيها عمارة القلوب و الرواح [والدنيا و الخره]، و فيها السعادة الدائمة و الفوز العظيم، و بضاعتها الشقاء البدى و العذاب السرمدي، فقال: { و اتقوا الله ن الله شديد العقاب } علي من ترك التقوى، و ثر اتباع الهوى.

(8) بعدها ذكر تعالي الحكمة و الاسباب =الموجب لجعلة تعالي الموال موال الفيء لمن قدرها له، و نهم حقيقون بالعانه، مستحقون لن تجعل لهم، و نهم ما بين مهاجرين ربما هجروا المحبوبات و الملوفات، من الديار و الوطان و الحباب و الخلان و الموال، رغبة فالله و نصرة لدين الله، و محبة لرسول الله، فهؤلاء هم الصادقون الذين عملوا بمقتضي يمانهم، و صدقوا يمانهم بعمالهم الصالحة و العبادات الشاقه، بخلاف من ادعي اليمان و هو لم يصدقة بالجهاد و الهجرة و غيرهما من العبادات، و بين نصار و هم الوس و الخزرج الذين منوا بالله و رسولة طوعا و محبة و اختيارا، و ووا رسول الله صلي الله علية و سلم، و منعوة من الحمر و السود، و تبووا دار الهجرة و اليمان حتي صارت موئلا و مرجعا يرجع لية المؤمنون، و يلج لية المهاجرون، و يسكن بحماة المسلمون ذ كانت البلدان كلها بلدان حرب و شرك و شر، فلم يزل نصار الدين توى لي النصار، حتي انتشر السلام و قوي، و جعل يزيد شيئا شيئا فشيئا، و ينمو قليلا قليلا، حتي فتحوا القلوب بالعلم و اليمان و القرن، و البلدان بالسيف و السنان.

الذين من جملة و صافهم الرائعة نهم { يحبون من هاجر ليهم } و ذلك لمحبتهم للة و لرسوله، حبوا حبابه، و حبوا من نصر دينه.

{ و لا يجدون فصدورهم حاجة مما و توا } ي: لا يحسدون المهاجرين علي ما تاهم الله من فضلة و خصهم بة من الفضائل و المناقب التي هم هلها، و ذلك يدل علي سلامة صدورهم، و انتفاء الغل و الحقد و الحسد عنها.

ويدل هذا علي ن المهاجرين، فضل من النصار، لن الله قدمهم بالذكر، و خبر ن النصار لا يجدون فصدورهم حاجة مما و توا، فدل علي ن الله تعالي تاهم ما لم يؤت النصار و لا غيرهم، و لنهم جمعوا بين النصرة و الهجره.

وقوله: { و يؤثرون علي نفسهم و لو كان بهم خصاصة } ي: و من و صاف النصار التي فاقوا فيها غيرهم، و تميزوا فيها علي من سواهم، اليثار، و هو كمل نواع الجود، و هو اليثار بمحاب النفس من الموال و غيرها، و بذلها للغير مع الحاجة ليها، بل مع الضرورة و الخصاصه، و ذلك لا يصبح لا من خلق زكي، و محبة للة تعالي مقدمة علي محبة شهوات النفس و لذاتها، و من هذا قصة النصارى الذي نزلت الية بسببه، حين ثر ضيفة بطعامة و اكل هلة و ولادة و باتوا جياعا، و اليثار عكس الثره، فاليثار محمود، و الثرة مذمومه، لنها من خصال البخل و الشح، و من رزق اليثار فقد و قى شح نفسة { و من يوق شح نفسة فولئك هم المفلحون } و وقاية شح النفس، يشمل و قايتها الشح، فجميع ما مر به، فنة ذا و قى العبد شح نفسه، سمحت نفسة بوامر الله و رسوله، ففعلها طائعا منقادا، منشرحا فيها صدره، و سمحت نفسة بترك ما نهي الله عنه، و ن كان محبوبا للنفس، تدعو ليه، و تطلع ليه، و سمحت نفسة ببذل الموال فسبيل الله و ابتغاء مرضاته، و بذلك يحصل الفلاح و الفوز، بخلاف من لم يوق شح نفسه، بل ابتلى بالشح بالخير، الذي هو صل الشر و ما دته، فهذان  الصنفان، الفاضلان الزكيان هم الصحابة الكرام و الئمة العلام، الذين حازوا من السوابق و الفضائل و المناقب ما سبقوا بة من بعدهم، و دركوا بة من قبلهم، فصاروا عيان المؤمنين، و سادات المسلمين، و قادات المتقين

وحسب من بعدهم من الفضل ن يسير خلفهم، و يتم بهداهم، و لهذا ذكر الله من اللاحقين، من هو مؤتم بهم و سائر خلفهم فقال: { و الذين جاءوا من بعدهم } ي: من بعد المهاجرين و النصار { يقولون } علي و جة النصح لنفسهم و لسائر المؤمنين: { ربنا اغفر لنا و لخواننا الذين سبقونا باليمان }

وهذا دعاء شامل لجميع المؤمنين، السابقين من الصحابه، و من قبلهم و من بعدهم، و ذلك من فضائل اليمان ن المؤمنين ينتفع بعضهم ببعض، و يدعو بعضهم لبعض، بسبب المشاركة فاليمان المقتضى لعقد الخوة بين المؤمنين  التي من فروعها ن يدعو بعضهم لبعض، و ن يحب بعضهم بعضا.

ولهذا ذكر الله فالدعاء نفى الغل عن القلب، الشامل لقليل الغل و كثيره  الذي ذا انتفي ثبت ضده، و هو المحبة بين المؤمنين و الموالاة و النصح، و نحو هذا مما هو من حقوق المؤمنين.

فوصف الله من بعد الصحابة باليمان، لن قولهم: { سبقونا باليمان } دليل علي المشاركة فاليمان  و نهم تابعون للصحابة فعقائد اليمان و صوله، و هم هل السنة و الجماعه، الذين لا يصدق ذلك الوصف التام لا عليهم، و وصفهم بالقرار بالذنوب و الاستغفار منها، و استغفار بعضهم لبعض، و اجتهادهم فزالة الغل و الحقد عن قلوبهم لخوانهم المؤمنين، لن دعاءهم بذلك مستلزم لما ذكرنا، و متضمن لمحبة بعضهم بعضا، و ن يحب حدهم لخية ما يحب لنفسة و ن ينصح له حاضرا و غائبا، حيا و ميتا، و دلت الية الكريمة [على] ن ذلك من جملة حقوق المؤمنين بعضهم لبعض، بعدها ختموا دعاءهم باسمين كريمين، دالين علي كمال رحمة الله و شدة رفتة و حسانة بهم، الذي من جملته، بل من جله، توفيقهم للقيام بحقوق الله و حقوق عباده.

فهؤلاء الصناف الثلاثة هم صناف هذة المه، و هم المستحقون للفيء الذي مصرفة راجع لي مصالح السلام.

وهؤلاء هلة الذين هم هله، جعلنا الله منهم، بمنة و كرمه.

ثم تعجب تعالي من حال المنافقين، الذين طمعوا خوانهم من هل الكتاب، فنصرتهم، و موالاتهم علي المؤمنين، و نهم يقولون لهم: { لئن خرجتم لنخرجن معكم و لا نطيع فيكم حدا بدا } ي: لا نطيع فعدم نصرتكم حدا يعذلنا و يخوفنا، { و ن قوتلتم لننصرنكم و الله يشهد نهم لكاذبون } فهذا الوعد الذي غروا بة خوانهم.

ولا يستكثر ذلك عليهم، فن الكذب و صفهم، و الغرور و الخداع، مقارنهم، و النفاق و الجبن يصحبهم، و لهذا كذبهم [الله] بقوله، الذي و جد مخبرة كما خبر الله به، و وقع طبق ما قال، فقال: { لئن خرجوا } من ديارهم جلاء و نفيا { لا يظهرون معهم } لمحبتهم للوطان، و عدم صبرهم علي القتال، و عدم و فائهم بوعدهم

{ و لئن قوتلوا لا ينصرونهم } بل يستولى عليهم الجبن، و يملكهم الفشل، و يخذلون خوانهم، حوج ما كانوا ليهم.

{ و لئن نصروهم } علي الفرض و التقدير  { ليولن الدبار بعدها لا ينصرون } ي: ليحصل منهم الدبار عن القتال و النصره، و لا يحصل لهم نصر من الله.

والاسباب =الذي و جب لهم ذلك  نكم – يها المؤمنون – { شد رهبة فصدورهم من الله } فخافوا منكم عظم مما يخافون الله، و قدموا مخافة المخلوق الذي لا يملك لنفسة و لا لغيرة نفعا و لا ضرا، علي مخافة الخالق، الذي بيدة الضر و النفع، و العطاء و المنع.

{ هذا بنهم قوم لا يفقهون } مراتب المور، و لا يعرفون حقائق الشياء، و لا يتصورون العواقب، و نما الفقة جميع الفقه، ن يصبح خوف الخالق و رجاؤة و محبتة مقدمة علي غيرها، و غيرها تبعا لها.


{ 14 } { لا يقاتلونكم جميعا } ي: فحال الاجتماع { لا فقري محصنة و من و راء جدر } ي: لا يثبتون لقتالكم  و لا يعزمون عليه، لا ذا كانوا متحصنين فالقرى، و من و راء الجدر و السوار.

فنهم ذ ذاك قد يحصل منهم امتناع، اعتمادا [على] حصونهم و جدرهم، لا شجاعة بنفسهم، و ذلك من عظم الذم، { بسهم بينهم شديد } ي: بسهم فيما بينهم شديد، لا فة فبدانهم و لا فقوتهم، و نما الفة فضعف يمانهم و عدم اجتماع كلمتهم، و لهذا قال: { تحسبهم جميعا } حين تراهم مجتمعين و متظاهرين.

{ و } لكن { قلوبهم شتي } ي: متباغضة متفرقة متشتته.

{ هذا } الذي و جب لهم اتصافهم بما ذكر { بنهم قوم لا يعقلون } ي: لا عقل عندهم، و لا لب، فنهم لو كانت لهم عقول، لثروا الفاضل علي المفضول، و لما رضوا لنفسهم ببخس الخطتين، و لكانت كلمتهم مجتمعه، و قلوبهم مؤتلفه، فبذلك يتناصرون و يتعاضدون، و يتعاونون علي مصالحهم و منافعهم الدينية و الدنيويه.

مثل هؤلاء المخذولين من هل الكتاب، الذين انتصر الله لرسولة منهم، و ذاقهم الخزى فالحياة الدنيا.

وعدم نصر من و عدهم بالمعاونة { كمثل الذين من قبلهم قريبا } و هم كفار قريش الذين زين لهم الشيطان عمالهم، و قال: { لا غالب لكم اليوم من الناس و نى جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص علي عقبية [وقال نى بريء منكم نى ري ما لا ترون] } اليه.

فغرتهم نفسهم، و غرهم من غرهم، الذين لم ينفعوهم، و لم يدفعوا عنهم العذاب، حتي توا “بدرا” بفخرهم و خيلائهم، ظانين نهم مدركون برسول الله و المؤمنين ما نيهم.

فنصر الله رسولة و المؤمنين عليهم، فقتلوا كبارهم و صناديدهم، و سروا من سروا منهم، و فر من فر، و ذاقوا بذلك و بال مرهم و عاقبة شركهم و بغيهم، ذلك فالدنيا، { و لهم } فالخرة عذاب النار.

ومثل هؤلاء المنافقين الذين غروا خوانهم من هل الكتاب { كمثل الشيطان ذ قال للنسان اكفر } ي: زين له الكفر و حسنة و دعاة ليه، فلما اغتر بة و كفر، و حصل له الشقاء، لم ينفعة الشيطان، الذي تولاة و دعاة لي ما دعاة ليه، بل تبر منة و { قال نى بريء منك نى خاف الله رب العالمين } ي: ليس لى قدرة علي دفع العذاب عنك، و لست بمغن عنك مثقال ذرة من الخير.

{ فكان عاقبتهما } ي: الداعى الذي هو الشيطان، و المدعو الذي هو النسان حين طاعة { نهما فالنار خالدين بها } كما قال تعالى: { نما يدعو حزبة ليكونوا من صحاب السعير } { و هذا جزاء الظالمين } الذين اشتركوا فالظلم و الكفر، و ن اختلفوا فشدة العذاب و قوته، و ذلك دب الشيطان مع جميع و ليائه، فنة يدعوهم و يدليهم لي ما يضرهم بغرور، حتي ذا و قعوا فالشباك، و حاقت بهم سباب الهلاك، تبر منهم و تخلي عنهم.

واللوم جميع اللوم علي من طاعه، فن الله ربما حذر منة و نذر، و خبر بمقاصدة و غايتة و نهايته، فالمقدم علي طاعته، عاص علي بصيرة لا عذر له.

{ 18-21 } { يا يها الذين منوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد و اتقوا الله ن الله خبير بما تعملون * و لا تكونوا كالذين نسوا الله فنساهم نفسهم و لئك هم الفاسقون * لا يستوى صحاب النار و صحاب الجنة صحاب الجنة هم الفائزون * لو نزلنا ذلك القرن علي جبل لريتة خاشعا متصدعا من خشية الله و تلك المثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون }

يمر تعالي عبادة المؤمنين بما يوجبة اليمان و يقتضية من لزوم تقواه، سرا و علانيه، فجميع الحوال، و ن يراعوا ما مرهم الله بة من و امرة و شجميلة و حدوده، و ينظروا ما لهم و ما عليهم، و ما ذا حصلوا علية من العمال التي تنفعهم و تضرهم فيوم القيامه، فنهم ذا جعلوا الخرة نصب عينهم و قبلة قلوبهم، و اهتموا بالمقام بها، اجتهدوا فكثرة العمال الموصلة ليها، و تصفيتها من القواطع و العوائق التي توقفهم عن السير و تعوقهم و تصرفهم، و ذا علموا يضا، ن الله خبير بما يعملون، لا تخفي علية عمالهم، و لا تضيع لدية و لا يهملها، و جب لهم الجد و الاجتهاد.

وهذة الية الكريمة صل فمحاسبة العبد نفسه، و نة ينبغى له ن يتفقدها، فن ري زللا تداركة بالقلاع عنه، و التوبة النصوح، و العراض عن السباب الموصلة ليه، و ن ري نفسة مقصرا فمر من و امر الله، بذل جهدة و استعان بربة فتكميلة و تتميمه، و تقانه، و يقايس بين منن الله علية و حسانة و بين تقصيره، فن هذا يوجب له الحياء بلا محاله.

والحرمان جميع الحرمان، ن يغفل العبد عن ذلك المر، و يشابة قوما نسوا الله و غفلوا عن ذكرة و القيام بحقه، و قبلوا علي حظوظ نفسهم و شهواتها، فلم ينجحوا، و لم يحصلوا علي طائل، بل نساهم الله مصالح نفسهم، و غفلهم عن منافعها و فوائدها، فصار مرهم فرطا، فرجعوا بخسارة الدارين، و غبنوا غبنا، لا يمكنهم تداركه، و لا يجبر كسره، لنهم هم الفاسقون، الذين خرجوا عن طاعة ربهم و وضعوا فمعاصيه، فهل يستوى من حافظ علي تقوي الله و نظر لما قدم لغده، فاستحق جنات النعيم، و العيش السليم – مع الذين نعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين – و من غفل عن ذكر الله، و نسى حقوقه، فشقى فالدنيا، و استحق العذاب فالخره، فالولون هم الفائزون، و الخرون هم الخاسرون.

ولما بين تعالي لعبادة ما بين، و مرهم  و نهاهم فكتابة العزيز، كان ذلك موجبا لن يبادروا لي ما دعاهم لية و حثهم عليه، و لو كانوا فالقسوة و صلابة القلوب كالجبال الرواسي، فن ذلك القرن لو نزلة علي جبل لريتة خاشعا متصدعا من خشية الله ي: لكمال تثيرة فالقلوب، فن مواعظ القرن عظم المواعظ علي الطلاق، و وامرة و نواهية محتوية علي الحكم و المصالح المقرونة بها، و هى من سهل شيء علي النفوس، و يسرها علي البدان، خالية من التكلف  لا تناقض بها و لا اختلاف، و لا صعوبة بها و لا اعتساف، تصلح لكل زمان و مكان، و تليق لكل حد.

ثم خبر تعالي نة يضرب للناس المثال، و يوضح لعبادة فكتابة الحلال و الحرام، لجل ن يتفكروا فياتة و يتدبروها، فن التفكر بها يفتح للعبد خزائن العلم، و يبين له طرق الخير و الشر، و يحثة علي مكارم الخلاق، و محاسن الشيم، و يزجرة عن مساوئ الخلاق، فلا نفع للعبد من التفكر فالقرن و التدبر لمعانيه.


{ 22-24 } { هو الله الذي لا له لا هو عالم الغيب و الشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا له لا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له السماء الحسني يسبح له ما فالسماوات و الرض و هو العزيز الحكيم }

هذة اليات الكريمات ربما اشتملت علي كثير من سماء الله الحسني و وصافة العلى، عظيمة الشن، و بديعة البرهان، فخبر نة الله الملوة المعبود، الذي لا له لا هو، و هذا لكمالة العظيم، و حسانة الشامل، و تدبيرة العام، و جميع له سواه  فنة باطل لا يستحق من العبادة مثقال ذره، لنة فقير عاجز ناقص، لا يملك لنفسة و لا لغيرة شيئا، بعدها و صف نفسة بعموم العلم الشامل، لما غاب عن الخلق و ما يشاهدونه، و بعموم رحمتة التي و سعت جميع شيء و وصلت لي جميع حي.

ثم كرر [ذكر] عموم لهيتة و انفرادة بها، و نة المالك لجميع الممالك، فالعالم العلوى و السفلى و هله، الجميع، مماليك لله، فقراء مدبرون.

{ القدوس السلام } ي: المقدس السالم من جميع عيب و فة و نقص، المعظم الممجد، لن القدوس يدل علي التنزية عن جميع نقص، و التعظيم للة فو صافة و جلاله.

{ المؤمن } ي: المصدق لرسلة و نبيائة بما جاءوا به، باليات البينات، و البراهين القاطعات، و الحجج الواضحات.

{ العزيز } الذي لا يغالب و لا يمانع، بل ربما قهر جميع شيء، و خضع له جميع شيء، { الجبار } الذي قهر كل العباد، و ذعن له سائر الخلق، الذي يجبر الكسير، و يغنى الفقير، { المتكبر } الذي له الكبرياء و العظمه، المتنزة عن كل العيوب و الظلم و الجور.

{ سبحان الله عما يشركون } و ذلك تنزية عام عن جميع ما و صفة بة من شرك بة و عانده.

{ هو الله الخالق } لجميع المخلوقات { البارئ } للمبروءات { المصور } للمصورات، و هذة السماء متعلقة بالخلق و التدبير و التقدير، و ن هذا كلة ربما انفرد الله به، لم يشاركة فية مشارك.

{ له السماء الحسني } ي: له السماء الكثيرة جدا، التي لا يحصيها و لا يعلمها حد لا الله هو، و مع ذلك، فكلها حسني ي: صفات كمال، بل تدل علي كمل الصفات و عظمها، لا نقص فشيء منها بوجة من الوجوه، و من حسنها ن الله يحبها، و يحب من يحبها، و يحب من عبادة ن يدعوة و يسلوة بها.

ومن كماله، و ن له السماء الحسنى، و الصفات العليا، ن كل من فالسماوات و الرض مفتقرون لية علي الدوام، يسبحون بحمده، و يسلونة حوائجهم، فيعطيهم من فضلة و كرمة ما تقتضية رحمتة و حكمته، { و هو العزيز الحكيم } الذي لا يريد شيئا لا و يكون، و لا يصبح شيئا لا لحكمة و مصلحه.

 

images/5/df5d34b7f5e8f615a2352026e3ffe051.jpg

صورة2

 



images/5/99cd83d84b7d89d88dd779eddf372caa.jpg

صورة3

 



 

 

 

 

 

  • هل معنى خاشعا في سورة الحشر منقادا


تفسير سورة الحشر كاملة