تفسير المنام , شروط تفسير المنام

تفسير المنام شروط تفسير المنام

من منا لم يحلم يوما سواء كان حلما سعيدا حزينا او غامضا.. المنام هو تجربة مر الجميع فيها .. و يعتقد معظمنا فتفسير المنامات و لكن ما هى الشروط الواجب توافرها لتفسير المنام ؟

صورة1

 



ما هى حقيقة الرؤي و الحلام التي يراها النسان فمنامة ؟

ما ان يوى النسان الي فراشة و يغمض عينية و يسيطر علية النوم حتي يجد نفسة فعالم احدث يختلف تماما عن عالم اليقظة من حيث المقاييس و الحدود و الوصاف .


نعم يجول النائم غالبا فعالم الحلام و الرؤي فيشاهد الماضى و الحاضر و المستقبل فذا بة تارة يرجع الي صباة و اخري يري نفسة شيخا طاعنا فالسن و ربما يدخل فحرب مدمرة مع عدو و اقعى او افتراضى او يري نفسة و هو يعالج سكرات الموت او يري ان لدية ثروة عظيمة و مكانة مرموقة ينعم بكل خير و يعيش بين الورود و الرياحين او يري بعض الصالحين من الحياء او الموات الي غير هذا من المشاهدات العجيبة التي يرتاح النسان لرؤية بعضها و يتمني لو انها طالت و استمرت من دون انقطاع كما و ينزعج من مشاهدة العديد من الحلام المهولة و المفزعة .

و ما ان ينقطع شريط الحلام حتي يسل النسان نفسة عن حقيقة هذة المشاهدات و مدي انطباقها علي الواقع فيحب ان يعرف هل ان لهذة المشاهدات من تثيرات سلبية او ايجابية علي معيشتة و حياتة ام لا .


لا بد من الاعتراف بن حقيقة الرؤي و الحلام لا تزال خافية حتي علي العلماء ذوى الاختصاص لذلك فانك تري ان نظراتهم العلمية مختلفة فتفسير مشاهدات النسان فالمنام .


فمنهم من حاول حصر الحلام فالبعد النفسى فقط و لم ينظر اليها الي من هذة الزاوية يقول فرويد : ” ان الحلام تلجا الي الرموز لتخفى الغراض التي يحظرها المجتمع ” 1 .


و كان المتنبؤن بالمس يقولون : ” اخبرنا بحلامك نخبرك بمستقبلك ” و اليوم يقول اطباء النفس : ” اخبرنا بحلامك نشخص مشكلاتك ” 2 .


و مع هذا فان اصل مشاهدة الحلام و الرؤيا ثابتة و لا نقاش بها الا ان ما يهمنا هنا هو النظرة السلامية بالنسبة الي الرؤي و الحلام و ما يهمنا كذلك هو معرفة مدي صحة الاعتماد علي امثال هذة المشاهدات من المنظار السلامى .


للحصول علي الجابة الصحيحة يتحتم علينا مراجعة القرن الكريم و الحاديث المروية عن النبى المصطفي ( صلي الله علية و الة ) و الئمة المعصومين ( عليهم السلام ) حتي نتوصل الي الرى السلامى الصائب فهذا المجال .


التفسير السلامى للرؤي و الحلام :


سل محمد بن القاسم النوفلى المام جعفر بن محمد الصادق ( علية السلام ) اسئلة حول حقيقة المشاهد و الشياء التي يشاهدها النائم فجابة المام ( علية السلام ) عنها باختصار و اليك نصف الرواية :


قال : قلت لبى عبدالله الصادق ( علية السلام ) : المؤمن يري الرؤيا فتكون كما رها و قد ري الرؤيا فلا تكون شيئا ؟


فقال : ” ان المؤمن اذا نام خرجت من روحة حركة ممدودة صاعدة الي السماء فكل ما رة روح المؤمن فملكوت السماء فموضع التقدير و التدبير فهو الحق و جميع ما رة فالرض فهو اضغاث احلام ” .


فقلت له : او تصعد روح الي السماء ؟


قال : ” نعم ” .


قلت : حتي لا يبقي منها شئ فبدنة ؟


فقال : ” لا لو خرجت كلها حتي لا يبقي منها شئ اذن لمات ” .


قلت : فكيف تظهر ؟


فقال : ” اما تري الشمس فالسماء فموضعها و ضوئها و شعاعها فالرض فايضا الروح اصلها فالبدن و حركتها ممدودة الي السماء ” 3 .


المعني اللغوى اولا :


لكى تكون دراستنا لمسلة الرؤي و الحلام دراسة دقائق لابد و ان نعرف المعني اللغوى للرؤيا و الحلم و مترادفاتهما من حيث اللغة العربية و لكى نتعرف علي المعني اللغوى لابد من مراجعة كتب اللغة اولا .


قال فالقاموس : الحلم و الحلم : بالضم و بضمتين الرؤيا … و الاحتلام الجماع فالنوم و الاسم الحلم كعنق .


و قال الدكتور احمد فتح الله : الرؤيا : ما يري فالنوم 4 .


و قال الستاذ محمد قلعجى : الرؤيا : علي و زن فعلي و ربما تخفف فية الهمزة فيقال الرؤيا ج رؤي ما يراة النائم فالمنام ﴿ لقد صدق الله رسولة الرؤيا بالحق … ﴾ 5 Dream 6 .


و قال البيضاوى : الرؤيا كالرؤية غير انها مختصة بما يصبح فالمنام 7 .


و قال الدكتور سعدى ابو حبيب : الرؤيا : ما يراة النائم فنومة . و يرادف الرؤيا حلم ( جمع ) احلام . و ربما غلب اسم الرؤيا علي ما يراة النائم من خير و الحلم علي ما يراة من شر . و فالحديث الشريف : ” الرؤيا من الله و الحلم من الشيطان ” 8 .


قسام الرؤيا :


تنقسم مشاهدات النسان فالمنام الي مشاهدات حسنة يستبشر فيها النسان المؤمن فيري بها ما يسرة و يرتاح الية و اخري قبيحة و مهولة يفزع منها النسان و يستيقظ علي اثرها مرعوبا و اخري تكون علي شكل لقطات غير مترابطة و مبعثرة و التي يعبر عنها بضغاث الحلام اي ضغثا من جميع حلم و هى ترسبات متبقية من مجموعة ما شاهدة فمنامة من الحلام التي يشاهدها النسان فينسي منها العديد و لا يتذكر منها الا بعض اللقطات لقطة من هنا و اخري من هنالك فتشكل بمجموعها حلما و احدا غير مترابط الجزاء او تكون من ترسبات الفكار و التخيلات و المانى التي تطرا علي الفكر اثناء اليقظة .


فقد روى عن رسول الله ( صلي الله علية و الة ) انه قال : الرؤيا ثلاثة : بشري من الله و تحزين من الشيطان و الذي يحدث بة النسان نفسة فيراة فمنامة 9 .


و قال ( صلي الله علية و الة ) : الرؤيا من الله و الحلم من الشيطان 9 .


و قال يحيي بن الحسين صلوات الله علية : بلغنا عن رسول الله صلي الله علية و علي الة و سلم انه قال : ” الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة و اربعين جزء من النبوة ” 10 .


و كان يقول صلي الله علية و علي الة و سلم : ” لم يبق بعدى الا المبشرات ” .


قالوا : و ما المبشرات يا رسول الله ؟


قال : ” الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح او تري له جزء من ستة و اربعين جزء من النبوة ” 11 .


و عن على بن ابراهيم عن ابية عن ابن ابي عمير عن سعد بن ابى خلف عن ابى عبدالله ( علية السلام ) قال : الرؤيا علي ثلاثة و جوة : بشارة من الله للمؤمن و تحذير من الشيطان و اضغاث احلام 12 .


الرؤيا الصالحة :


و هى الرؤيا الصادقة الواضحة التي لا تحتاج الي تعبير او تكون قابلة للتعبير و هى بشري من الله سبحانة و تعالي يراها النبياء و الصالحون و هذة الرؤيا تكون بالنسبة الي النبياء من اقسام الوحى فعن ابن عباس : ان اول ما ابتدا بة رسول الله صلي الله علية و الة من الوحى الرؤيا الصالحة فالنوم و كان لا يري رؤيا الا جاءت كفلق الصبح 13 .


و عن المام محمد بن على الباقر ( علية السلام ) قال : ” قال رجل لرسول الله ( صلي الله علية و الة ) : فقول الله عز و جل : ﴿ لهم البشري فالحياة الدنيا … ﴾ 14 قال : هى الرؤيا الحسنة يري المؤمن فيبشر فيها فدنياة ” 15 .


و لا شك ان الرؤيا الصادقة حقيقة ثابتة فالقرن و السنة فالقرن الكريم ذكر الكثير من الرؤي التي رها النبياء ( عليهم السلام ) كما ذكر رؤي اخري لغيرهم من الناس و اليك بعضا منها :


1. رؤيا النبى ( صلي الله علية و الة ) التي ذكرها القرن الكريم : ﴿ لقد صدق الله رسولة الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين محلقين رؤوسكم و مقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون هذا فتحا قريبا ﴾ 16 .


2. رؤيا النبى يوسف ( علية السلام ) التي ذكرت فالقرن الكريم : ﴿ اذ قال يوسف لبية يا ابت انى ريت احد عشر كوكبا و الشمس و القمر ريتهم لى ساجدين * قال يا بنى لا تقصص رؤياك علي اخوتك فيكيدوا لك كيدا ان الشيطان للنسان عدو مبين ﴾ 17 .


3. رؤيا السجينين اللذين كانا مع يوسف ( علية السلام ) فالسجن و التي عبرها لهما و التي ذكرها القرن الكريم كالتالي : ﴿ و دخل معة السجن فتيان قال احدهما انى ارانى اعصر خمرا و قال الخر انى ارانى احمل فوق رسى خبزا تكل الطير منة نبئنا بتويلة انا نراك من المحسنين * قال لا يتيكما اكل ترزقانة الا نبتكما بتويلة قبل ان يتيكما ذلكما مما علمنى ربى انى تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله و هم بالخرة هم كافرون ﴾ 18 … ﴿ يا صاحبى السجن اما احدكما فيسقى ربة خمرا و ما الخر فيصلب فتكل الطير من رسة قضى المر الذي فية تستفتيان ﴾ 19 .


4. رؤيا ملك مصر التي عبرها النبى يوسف ( علية السلام ) و التي ذكرت فالقرن الكريم كالتالي : ﴿ و قال الملك انى اري سبع بقرات سمان يكلهن سبع عجاف و سبع سنبلات خضر و خر يابسات يا ايها الملا افتونى فرؤياى ان كنتم للرؤيا تعبرون * قالوا اضغاث احلام و ما نحن بتويل الحلام بعالمين * و قال الذي نجا منهما و ادكر بعد امة انا انبئكم بتويلة فرسلون * يوسف ايها الصديق افتنا فسبع بقرات سمان يكلهن سبع عجاف و سبع سنبلات خضر و خر يابسات لعلى ارجع الي الناس لعلهم يعلمون * قال تزرعون سبع سنين دبا فما حصدتم فذروة فسنبلة الا قليلا مما تكلون * بعدها يتى من بعد هذا سبع شداد يكلن ما قدمتم لهن الا قليلا مما تحصنون * بعدها يتى من بعد هذا عام فية يغاث الناس و فية يعصرون ﴾ 20 .


5. رؤيا النبى ابراهيم ( علية السلام ) و هو يذبح ابنة اسماعيل ( علية السلام ) و التي ذكرت فالقرن الكريم كالتالي : ﴿ فلما بلغ معة السعى قال يا بنى انى اري فالمنام انى اذبحك فانظر ما ذا تري قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدنى ان شاء الله من الصابرين * فلما اسلما و تلة للجبين * و ناديناة ان يا ابراهيم * ربما صدقت الرؤيا انا ايضا نجزى المحسنين ﴾ 21 .


لي غيرها من الرؤي المذكورة فالقرن الكريم و الحاديث الشريفة .


كيف نجعل رؤانا صادقة ؟


و ربما يسل البعض عن امكانية التوفيق لرؤية الرؤي الصالحة و يقول هل هنالك اداب او سنن خاصة يتمكن النسان من اتباعها حتي تصبح منامات النسان و رؤاة صالحة ام انها خارجة عن ارادتة بالمرة .


فى الجواب لابد ان نقول ان قسما من الرؤي تكون خارجة عن ارادة النسان و لا ممكن التحكم بها لكن هنالك مجموعة من الداب و السنن تمكن النسان من توفير الشروط المناسبة لرؤية الرؤي الصادقة القابلة للتعبير و اليك بعضا منها :


1. ان ينام النسان و هو علي طهارة فقد روى عن امير المؤمنين ( علية السلام ) : ” لا ينام المسلم و هو جنب و لا ينام الا علي طهور ” 22 .


2. ان يسبح النسان تسبيح الزهراء ( عليها السلام ) قبل النوم و طريقة تسبيحها ( عليها السلام ) هو التكبير 23 اربعا و ثلاثون مرة بعدها التحميد 24 ثلاثا و ثلاثون مرة بعدها التسبيح 25 ثلاثا و ثلاثون مرة .


3. ان يستعيذ النائم بالله عز و جل من الشيطان الرجيم و يذكر الله جل جلالة قبل النوم : فقد روى عن المام الصادق ( علية السلام ) فعلة تخلف بعض الرؤيا مع كونها فالسحر : ” … الا ان يصبح جنبا او يصبح علي غير طهور و لم يذكر الله عز و جل حقيقة ذكرة فنها تختلف و تبطئ علي صاحبها … ” 26 .


و هنالك بعض العوامل الخري المؤثرة التي تساعد علي جعل الرؤيا صادقة و قابلة للتعبير كالوقت الذي يشاهد فية النسان الرؤيا .


وقت الرؤيا :


قال ارباب التعبير : رؤيا الليل اقوي من رؤيا النهار و اصدق ساعات الرؤيا و قت السحر 27 .


و روى عن ابى سعيد قال : اصدق الرؤيا بالسحار 28 .


و قال ابن حجر ف” فتح البارى ” : ذكر الدينورى ان رؤيا اول الليل يبطئ تويلها و من النصف الثاني يسرع و ان اسرعها تويلا و قت السحر و لا سيما عند طلوع الفجر 28 .


و عن المام جعفر الصادق ( علية السلام ) : ” اسرعها تويلا رؤيا القيلولة ” 28 .


و عن ابى بصير قال قلت لبى عبدالله ( علية السلام ) الرؤيا الصادقة و الكاذبة مخرجهما من موضع و احد .


قال : ” صدقت اما الكاذبة المختلفة فان الرجل يراها فاول ليلة فسلطان المردة و الفسقة و انما هو شيء يخيل الي الرجل و هى كاذبة مخالفة لا خير بها و اما الصادقة اذا رها بعد الثلثين من الليل مع حلول الملائكة و هذا قبل السحر فهى صادقة لا تختلف انشاء الله الا ان يصبح جنبا او يصبح علي غير طهور و لم يذكر الله عز و جل حقيقة ذكرة فنها تختلف و تبطئ علي صاحبها فان كان ربما دخل فراشة و شق علية الخروج للوضوء فليتيمم بغبار ” 26 .


تعبير الرؤيا :


تعبير الرؤيا او تفسيرة و تويلة هو من المور العجيبة و هو فالغالب موهبة الهية و الهام من قبل الله جل جلالة و علامة ربانية للمعبر .


و تعبير الرؤيا او تويلة انما هو فهم الرؤيا و فك رموزها و من بعدها تطبيق المشاهدات التي شاهدها النائم فمنامة علي الواقع الخارجى للشخص الرائى او الذي تري الرؤيا له و ذلك لا يحصل بالتاكيد الا لمن و فقهم الله لذا .


و من الواضح ان تحقق الرؤيا الصادقة انما تكون بتحقق تفسيرها لا بتحقق نفس المشاهدة حرفيا يقول العلامة المجلسى ( قدس الله سرة ) : ان تعبير الرؤيا لا يجب ان يصبح مطابقا للرؤيا بحسب الصورة و الصفة من جميع الوجوة فسجود الكواكب و الشمس و القمر تعبيرة تعظيم النوار من الناس له و لاشك ان ذهاب يعقوب مع اولادة من كنعان الي مصر لجل نهاية التعظيم له فيكفى ذلك القدر فصحة الرؤيا فما ان يصبح التعبير مساويا لصل الرؤيا فالصفة و الصورة فلم يقل بوجوبة احد من العقلاء 29 .


المعبر و اهلية التعبير :


لاشك و ان تعبير الرؤيا و تويلها يحتاج الي اهلية خاصة لذلك يجب علي من اراد ان يعرف تويل رؤاة و تفسير احلامة ان يراجع من يمتلك الهلية و الموهبة الخاصة و ليس له ان يراجع جميع من يدعى القدرة علي تفسير الرؤي و الحلام .


يقول العلامة الفيض الكاشانى مبديا رية بالنسبة الي تعبير الرؤيا : هو تطبيق المثال المحفوظ علي الممثل و هو من العلوم الحدسية التي يقل الحذق بها الا لمن و فقة الله و للخائضين فاسرار الشريعة المقدسة الناظرين فبطون الكتاب المجيد الذي فية تبيان جميع شئ 30 .


و عن ابى جعفر ( علية السلام ) ان رسول الله كان يقول : ان رؤيا المؤمن ترف بين السماء و الرض علي رس صاحبها حتي يعبرها لنفسة او يعبرها له مثلة فذا عبرت لزمت الرض فلا تقصوا رؤياكم الا علي من يعقل 31 .


و عن ابى عبدالله ( علية السلام ) قال : قال رسول الله ( صلي الله علية و الة ) : الرؤيا لا تقص الا علي مؤمن خلا من الحسد و البغى 31 .


و لعل السر فذلك ان غير المؤمن و الحاسد اذا عبر الرؤيا عبرها بوحى من الحسد و البغض و بتعبير سيئ فيوشوش ذهن صاحب الرؤيا و يفسد علية فكرة و ينغص عيشة .


تخر تفسير الرؤيا :


و قد يتخر تحقق الرؤيا الصادقة التي رها النسان فالمنام عن زمن المشاهدة فترة طويلة لربما و صلت الي عشرات السنين .


فعن ابن عبدالبر فكتاب بهجة المجالس و انس الجالس انه قيل لجعفر الصادق ( علية السلام ) : و هو احد الئمة الاثنا عشر : كم تتخر الرؤيا ؟


فقال : ” خمسين سنة لان النبى ( صلي الله علية و الة ) ري كن كلبا ابقع و لغ فدمة فولة بن رجلا يقتل الحسين ابن بنتة فكان الشمر بن ذى الجوشن قاتل الحسين ( علية السلام ) و كان ابرص فتخرت الرؤيا بعد خمسين سنة ” 32 .


الاعتماد علي الرؤيا :


اتضح مما بيناة ان مشاهدات النسان التي تصلح لن تكون موضع اهتمام النسان انما هى الرؤيا الصادقة فحسب اما غيرها من اقسام المشاهدات فلا اعتبار لها اساسا .


ثم ان الرؤيا الصادقة التي يشاهدها النسان العادى رغم كونها من المبشرات السارة الداعية الي الابتهاج و السرور الا انها ليست من الناحية الشرعية حجة فلا توجب تكليفا و لا تحلل حراما حتي لو شاهد النسان احد الصالحين او المعصومين ( عليهم السلام ) يمرة بذلك .


بل المفروض هو الاقتصار علي الستيناس بالرؤي و الاعتبار فيها و التثر بمواعظها اذا كان بها ما يذكرنا بالله و يحذرنا من معصيتة اما الاعتماد علي الرؤي و البناء عليها و الخذ بوامرها فمما لا دليل علية .


فعن المفضل بن عمر عن الصادق ( علية السلام ) قال : ” … فكر يا مفضل فالحلام كيف دبر المر بها فمزج صادقها بكاذبها فنها لو كانت كلها تصدق لكان الناس كلهم انبياء و لو كانت كلها تكذب لم يكن بها منفعة بل كانت فضلا لا معني له فصارت تصدق احيانا فينتفع فيها الناس فمصلحة يهتدى فيها او مضرة يحذر منها و تكذب كثيرا لئلا يعتمد عليها جميع الاعتماد ” 33 .


ضغاث الحلام او الرؤيا المهولة :


ربما تتشوش ذاكرة النسان فتخذ من جميع صورة ضغثا و تخلط بينها علي و جة لا ينتزع منها شئ محصل و ذلك هو المسمي بضغاث الحلام و يكثر ذلك النوع من الحلام غالبا فالفترة الولي للنوم و لا سيما عند امتلاء المعدة لذلك فقد روى ان اكذب الرؤيا ما كان اول الليل و اصدقها ما كان اخرة .


فعن ابى بصير قال قلت لبى عبدالله ( علية السلام ) الرؤيا الصادقة و الكاذبة مخرجهما من موضع و احد .


قال : ” صدقت اما الكاذبة المختلفة فان الرجل يراها فاول ليلة فسلطان المردة و الفسقة و انما هو شئ يخيل الي الرجل و هى كاذبة مخالفة لا خير بها و اما الصادقة اذا رها بعد الثلثين من الليل مع حلول الملائكة و هذا قبل السحر فهى صادقة لا تختلف انشاء الله الا ان يصبح جنبا او يصبح علي غير طهور … ” 26 .


و عن محمد بن سليمان الكوفى خرج النبى ( صلي الله علية و الة ) الي اصحابة بعدها قال : ايها الناس ان الرؤيا علي ثلاثة فالرؤيا الصادقة بشري من الله تعالي و الحلام من حديث النفس و الضغاث من الشيطان 34 .


كيف نتجنب مشاهدة الحلام المزعجة :


لكى نجنب انفسنا مشاهدة الحلام المزعجة و المهولة و نستريح منها لا بد و ان نخذ بعين الاعتبار الداب و السنن الشرعية التي الكفيلة ببيان السلوك الفكرى و العملى للنسان المسلم و هذة الداب و السنن كما انها تؤثر علي حياة النسان اثناء فترة اليقظة فنها تؤثر كذلك علي حياتة اثناء رحلة النوم فسلوك النسان و اخلاقة و معاشرتة للناس و السرة و مسكنة و طعامة و التزامة الدينى او عدمة كلها من المور المؤثرة علي سلامة النوم و ارتياح النسان اثناء هذة الرحلة الغامضة و هنالك تعاليم صحية ينصح فيها الطباء و اخري نفسية و صحية ينصح فيها علماء النفس لكن نعرض عنها و نكتفى هنا بهم النصائح الدينية فهذا المجال و هى :


1. ان يتوضا النسان بعدها يوى الي فراشة .


2. ان يسبح النسان قبل نومة تسبيح السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) و طريقة تسبيحها ( عليها السلام ) هو التكبير 23 اربعا و ثلاثون مرة بعدها التحميد 24 ثلاثا و ثلاثون مرة بعدها التسبيح 25 ثلاثا و ثلاثون مرة .


كيف نمن عواقب الحلام المكروهة ؟


كثيرا ما يتفق للنسان ان يري فمنامة احلاما مزعجة و مرعبة يشاهد بها امورا يكرهها فيستيقظ علي اثرها ذعرا و يبقي من نتيجتها قلقا متخوفا لا يدرى الي ما يؤول امرة و ما سيحدث له و لربما ينتهى امرة الي العلاج النفسى فهل هنالك و سيلة ممكن استخدامها لتجنب رؤية ذلك النوع من الحلام المزعجة و المحلوة ؟


نعم هنالك الكثير من الداب و السنن السلامية التي لو راعاها النسان حالت دونة مشاهدة تلك الحلام و منعت عنة اي مكروة احتمالى و فما يلى نشير الي بعض منها :


عن العلامة المجلسى نقلا عن عدة الداعى : لدفع عاقبة الرؤيا المكروهة : تسجد عقيب ما تستيقظ منها بلا فصل و تثنى علي الله بما تيسر لك من الثناء بعدها تصلى علي محمد و الة و تتضرع الي الله و تسلة كفايتها و سلامة عاقبتها فانك لا تري لها اثرا بفضل الله و رحمتة 35 .


و كان رسول الله ( صلي الله علية و الة ) اذا راعة شئ فمنامة قال : ” هو الله لا شريك له ” 36 .


و عن ابى سعيد الخدرى عنة ( صلي الله علية و الة ) قال : ” اذا ري احدكم الرؤيا يحبها فنما هى من الله فليحمد الله عليها و ليحدث فيها و اذا ري غيرة مما يكرة فنما هى من الشيطان فليستعذ بالله من شرها و لا يذكرها لحد فنها لا تضرة ” 37 .


و لا بد من التنبية فختام ذلك البحث الي ان علي النسان المسلم ان لا يستسلم للرؤيا و الحلام كما هو حال بعض الفاشلين الذين يعولون فكل مجالات حياتهم علي الرؤي و الحلام و يترك العمل و الجتهاد و التخطيط و السعى لبناء الحياة و حل مشاكلها فن الدنيا دار عمل و جد و اجتهاد و النجاح لمن خطط و عمل و جد و اجتهد لا من عول علي الحلام و الرؤي و ان كانت بعض الرؤي الصادقة تعطى دفعة و تنير الدرب و تفتح نافذة من المل فو جة العاملين الجادين .

صورة2

 



 

صورة3

 



  • شروط صحة المنام
  • شروط المنام
  • شروط تفسير الحلم
  • شروط تفسير المنامات
  • وسيلة تسبيح في المنام


تفسير المنام , شروط تفسير المنام