تعلم فنون الخطابة , تعرف علي فنون الخطابة

حتى يكون حديثك عامرا له انداء وفياء .. وظلال وبعاد .. وحتى يكون كلامك مؤنسا
مشجيا .. منعشا مشوقا .. وحتى يكون قولك مطربا مغريا .. خفيفا شائعا .. وحتى
يكون اسلوبك لطيفا شريفا .. باسما مبهجا .. وحتى يكون موضوعك عليه طلاوه .. وله
حلاوه .. وفيه نضاره .. وحتى تؤثر في الخرين فتبذر فيهم التفاهم والتكاتف .. فتجني
التضامن والتعاون ..
وحتى تكون كذلك بل اكثر .. انطلق معي اخي المتميز المبدع في هذه السطر حتى
نجول ونصول ونتعلم مهاره المبدعين المتميزين ( انت بالطبع احدهم ) مهاره العظماء ..
وصنعه البطال مهاره اللقاء الفعال المثمر على دراسه منهجيه تركز على الجوانب العمليه اكثر ..
وبعد ان تستمتع بهذا الموضوع وتنزل ما تعلمته على واقعك وتمارس وتجرب وتحاول مره وخرى
وثالثه حتى تتقن وتتجاوز حدود البداع ستعلم مدى ما كنت تحتاجه الى هذه المهاره المهمه
بل واللازمه للجميع والتي من خلالها ستتعلم الكثير من المهارات وستتذكر مباشره قول دوسكو درو
موند حين قال : (( لو قدر لي ان افقد كل مواهبي وملكاتي وكان لي
حق الاختيار في ان احتفظ بواحده فقط ..فلن اتردد في ان تكون هذه هي القدره
على التحدث لنني من خلالها استطيع ان استعيد البقيه بسرعه)).
ويضا ستشعر من خلال ممارستك الدائمه لللقاء بقول الخطيب المشهور (زج زجلر) :
(( سواء رضينا ام ابينا .. فن الذين يحسنون الحديث امام الناس يعتبرهم الخرون اكثر
ذكاء .. ون لديهم مهارات قياديه متميزه عن غيرهم .))
ذن اخي هي ليست مهاره عاديه بل منها السحر والبيان وكما في صحيح البخاري عن
ابن عمر رضي الله عنه قال :(( قدم رجلان من المشرق فخطبا فعجب الناس لبيانهما
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ان من البيان لسحرا ))

الخطابه في السلام:-
في لندن يزدحم الناس حول الخطباء في الركن المخصص لذلك في حديقه ((هايدبارك)) فذا وقف
قسيس ليخطب لا يظفر الا بعدد قليل جدا من المستمعين ..ويرجع ذلك الى ان خطبهم
لا تعدوا ان تكون احاديث عن حياه المسيح مخوذه عن الناجيل او تكون من مطالعات
في العهد القديم او بعض التعاويذ والترانيم ..لى غير ذلك مما هو معروف للناس وقد
سمع مرارا وتكرارا وصبح لا يهز المشاعر ولا يلمس الوجدان.
ومقارنه بالمثال السابق .. فن الخطابه في السلام لها مبادئ وصول قامت عليها وعلى سبيل
المثال خطبه الجمعه وما تتمتع به من مميزات فجميع المسلمين يحضرونها ويجلسون لاستماعها فالكل اذان
صاغيه للخطيب وبها يكون التوجيه فهي ليست مخوذه من اناجيل مكذوبه ..و ترانيم خادعه ..بل
هي قانون حياه ..ومنهج عمل .. مدعمه بخير كلام ليس فيه من التحريف وليس من
كلام الناس بل من كلام رب الناس (( ومن احسن من الله قيلا)).

هل يمكن تعلم الخطابه واللقاء :
الخطابه صعبه … واللقاء مستحيل ..ونا سيء في حديثي .. فهل يمكنني ان اجيد فن
اللقاء.؟
قول : وبكل سهوله .. تستطيع ان تتعلم اللقاء .. ولا يعني عزوفك اصلا عن
القاء الكلمات انك لن تستطيع اجادتها او ان اخفاقك في موقف سابق يجعلك تصد عن
ذلك بل انظر بيجابيه واعلم انك قد استفدت من موقفك السابق وتعلمت منه التجارب والخبرات
حتى تجعلك تتقن هذا الفن يقول ايمرسون: ((ن جميع المتكلمين العظماء كانوا متكلمين سيئين في
البدايه)).
اعلم ان : القدرات .. يصنعها النسان والمهاره .. يكتسبها ويتعلمها النسان.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( انما العلم بالتعلم ..ونما الحلم بالتحلم)).
فاللقاء والخطابه علم ومر يمكن للنسان ان يتعلمه اذا اتبع قواعده وسار على نهجه وجلد
على مراسه.
فهذا واصل بن عطاء – احد ائمه المعتزله – كان لديه لثغه في حرف الراء
.. فحاول ان يستقيم لسانه .. فلم يستطع ورغم ذلك فلم يترك الخطابه بسبب هذه
اللثغه فما كان منه الا انه كان يخطب من غير حرف الراء فصبح من اوائل
الخطباء وشهرهم .
والن وحتى نبحر في هذا الفن الرائع الجميل .. فنه من الفضل ان نتطرق الى
امور كثيره تتعلق بالللقاء .. وحتى تكون دراستنا اكثر منهجيه .. وتعلمنا اكثر اتقانا ..
فسنتعرض الى ما يجب ان يتحلى به الخطيب من صفات وكذلك قضيه التحضير فهي ملازمه
تماما لللقاء ومرتبطه به تماما ولا يمكن فصل احدهما عن الخر بمستوى اتقان التحضير يكون
البداع في اللقاء ويضا التدرب قبل اللقاء وكذلك ما يمكن فعله عند الخوف والارتباك وبعد
هذا وذاك نشرع في ذكر المهارات اللقائيه والفنون الخطابيه .

صفات الخطيب المتميز:-
1- ثقافه الخطيب: وذلك بالطلاع الجيد على علوم القرن والسنه والمعرفه بفنه الذي يتحدث فيه
..ولا كان مناقضا لنفسه فسيتضح ذلك للناس سريعا .. وكما قيل : (كل اناء بما
فيه ينضح ) فالخطيب المميز هو اولا شخص مميز في ذاته ..فارفع من ثقافتك وحسن
من ادائك وكن جادا في انجازك.
2- موافقه القول للعمل : وذلك بالصدق في حديثه وعاطفته ..وصدقه في علاقته مع ربه
وتطبيقه لما يقول. (( يا ايها الذين ءامنوا لم تقولون مالا تفعلون .. كبر مقتا
عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون)). وكما في الحديث المتفق عليه (( يؤتي بالرجل
يوم القيامه فيلقى في النار فتندلق اقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار في الرحا
.. فيجتمع اليه اهل النار ..فيقولون : مالك يا فلان الم تكن تمر بالمعروف وتنهى
عن المنكر.؟ فيقول بل كنت امر بالمعروف ولا اتيه ونهى عن المنكر وتيه)).

يا ايها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى كيما يصح به ونت سقيم

3- دراسه علوم اللغه: فلا يحسن بالخطيب ان يجعل المرفوع منصوبا والمنصوب مجرورا .. و
المجرور مرفوعا .. هذا بما يتعلق بالنحو .. وكذلك المامه الجيد بالتراكيب اللفظيه ..وعلوم المعاني
.. ومتلاك مهاره لغويه تبنى لديه معجم واسع من المفردات .. يزوده بقدره فائقه على
التعبير عن المعنى بروع طريقه وبدع اداء.
4- الثقه بالنفس : عندما يكون الخطيب رابط الجش لا شك انه سيكون اكثر وصولا
الى قلوب وعقول الجمهور ..وكذلك يبدع اكثر فيما يريد ايصاله من رساله.
5- المانه العلميه : عزو المعلومات الى المصادر والمراجع فهذه امانه امام الله سبحانه تعالى
.

مرحله ما قبل العداد :
1- الخلاص: صحيح ان العمل الجاد يحتاج الى التعب والجهد ولكنه يحتاج قبل كل ذلك
الى الخلاص لله تعالى .. والمثل الرائع يقول: ( قل لمن لا يخلص لا يتعب)
فما فائده العمل ان اريد به غير وجه الله تعالى نعم .. لن يكون له
اي تثير لا على المتكلم ولا حتى على المستمعين .. ان لم يكن هناك اخلاص
(فرب عمل كبير تصغره النيه .. ورب عمل صغير تكبره النيه )) فالخلاص في الخلاص
. .ومما يعين على الخلاص كثره الدعاء بن يجعل الله العمل صالحا متقبلا خالصا له
وحده ..ون يجعل له بالغ الثر في الخرين.

2- ما قبل اللقاء:
الجمهور : يجب على الخطيب ان يتعرف على جمهوره فما القيم والمبادئ التي يحملونها؟
وما مدى اهميه هذا الموضوع لديهم؟ وما الذي يريدون معرفته ؟ وما هي المشاكل التي
تواجههم فيه؟ لن القاعده تقول : ((شكل حديثك حسب جمهورك)). وكذلك يجب على الملقي ان
يعرف كم عدد الحضور التقريبي فن كان جمهور صغير (قل من 25 ) شخصا فيعلم
الملقي حينئذ ان الانتباه اكثر فالمثله اكثر والسئله والمناقشات ستكون مباشره مع الجمهور و سيقوم
الملقي المتميز بالاتصال بالجميع عن طريق العين.
ما اذا كان الجمهور كبيرا اكثر من (( 25 شخصا)) فسيحدث السرحان والهمس مع الجار
والتشتت في الانتباه فعند ذلك يقوم الملقي بالربط والتلخيص وتكرار النقاط المهمه ليحافظ على تركيز
الجمهور وانتباهه وكذلك مما يجب ان يعرفه الملقي قبل القائه : الوقت المتاح له والمكان
الذي سيلقي فيه ..فنهما سيساعدانه على القيام بمهمته .
3- الهدف : للسف اننا في اوقات كثيره نتحدث بدون اي هدف فلماذا لا يكون
لدينا اهداف صغيره تخدم هدفا مرحليا تصب اخيرا في هدفنا الخير .. من خلال ما
سبق نستطيع ان نحدد الهداف التي يمكن تحقيقها من خلال القائنا ..فكيف يصوغ الملقي هدفه؟

ليك هذه الطريقه العلميه المجربه التي يذكرها الدكتور طارق السويدان في كتابه (فن اللقاء الرائع)
فيقول : (اكتب جمله من 25 كلمه او اقل تشرح موضوع حديثك مرتبطا بهدفك .وذا
كنت انت غير واضح في هدفك فكيف يستطيع المستمع ان يتبين هذا الهدف؟ )
فعلميه الهدف تعد عمليه سهله وتجعل كل شيء بعدها ينساب سهلا ويسيرا فبدا بها اولا
وستجد كل شيء بعدها سيغدو سلسا فلعل هدفك الرئيسي هو ان تعرف الجمهور على شيء
جديد .وتجعله يفكر فيه .. ويشعر به ويتذكره دائما ..فكيف ستصل لهدفك ؟
فكر في ذلك جيدا !!.
يقول دايل كارينجي : ان التحضير يعني التفكير والاستنتاج والتذكر واختيار ما يعجبك وصقله وجمعه
في وحده فنيه من صنعك الخاص .

كيف تعد وتحضر موضوعا ناجحا
* امور مهمه في اختيار الموضوع:
1- قبل ان تبدا في اختيار الموضوع او كتابته .. صل ركعتين وادع الله ان
يوفقك ون يختار لك ما فيه الخير فبيده التوفيق اولا وخرا .
2- ان يكون موضوعك مناسبا للتحدث فيه وكذلك مناسبا للحضور .
3- البداع والخروج عن الملوف مطلب مهم في كل موضوع يطرح.
4- عندما يكون موضوعك مصحوبا بروح التفاؤل يكون قبوله احرى ويثير النفوس للعمل فروح التشاؤم
تفرضها علينا ظروف هذا الزمن.
5- قبل ان تبدا في عمليه التحضير قم ببعض التمارين الرياضيه ثم اجلس في مكان
مناسب وتخلص من جميع ما يلهيك ثم ابدا بالله مستعينا.
6- حاول ان تضع وقت البدايه في التحضير وذلك بالقراءه في الموضوع وجمع الشواهد ووضع
العناصر وتصنيفها وترتيبها وكذلك وقت النهايه من التحضير بحيث يصبح الموضوع جاهزا في ذلك الوقت
فن لم تنته فيه لاستطرادات الموضوع وحاجته الى البحث الطول والكثر فنك ان شاء الله
وان اضطررت لزياده الوقت لضافات فسيكون انتهائك قريب مما حددته مسبقا لن هذا من تجربه
كثير من الناس انهم لاينجزون اذا تركوا الوقت لنفسهم مفتوحا .

المفاتيح الست لاختيار العنوان الجذاب
* العنوان الجذاب: بعد تحديدك للموضوع الذي تود التحدث عنه ..فيجب ان تختار له عنوانا
مناسبا وجذابا وحتى يكون العنوان جذابا تعلم هذه السرار في اختيار عنوانك :-
1- اختر عنوانا تحدد من خلاله الفكره الرئيسيه للموضوع دون ابراز الفرعيات.
2- السلوب الاستفهامي يجلب التشويق دائما مثل : (كيف تحضر موضوعا ).
3- حاول ان لا يزيد عدد كلمات العنوان عن ( ثلاث كلمات ).
4- استخدم العداد في عنوانك فهي تجعله اكثر جمالا مثل : (( خماسيه النجاح))
واخبرك بسر اخر في اختيار العداد وهو ان العداد الفرديه هي اكثر جاذبيه واستثاره للسامعين.

5- اجعل العنوان هو اخر ما تكبته فاختياره اسهل انذاك.
6- ابتعد عن العنوان الذي يكون مكرورا ومشهورا واجعل فيه ابداعا وحداثه .

مرحله العداد:
تحضير الموضوع : تذكر هذه القاعده : حدد الموضوع – حلل الجمهور – حدد الهدف
– ابدع افكارا ..
1- اجمع المراجع واعرف ماهي الكتب التي تساعدك في تحضير موضوعك.
2- اقرا وتمعن .. ثم انتق .. وحتى تجيد الانتقاء لا تترك الدرر التي تلقاها
في طيات الكتب او في الدوريات مثل الجرائد اليوميه والمجلات …بل اجمعها وقتبس منها وجعل
لها عنوانا.
3- رتب العناوين والمعلومات التي تريد طرحها.
4- سجل ملاحظتك الشخصيه ووجهه نظرك ولا تعتمد فقد على اراء الخرين وفكارهم بل تذكر
ان لك عقل مثلهم ويمكن ان تضيف وتعدل.
5- الاستشهاد يعطي الموضوع قوه والاستشهاد يكون ب ( القرن الكريم – السنه –القصص –
الشعر – اقوال وحكم – احصائيات – وغيرها) .
6- ابحث بجد عن اخر المعلومات وحدث الحصاءات ولا تعتمد على ما حضرته قبل عده
سنين.
7- من المسوده الولى: اكتب كل الموضوع ولا تدقق ثم اطبعه على الكمبيوتر ليسهل تصحيح
الخطاء ان وجدت.
8- التعديل : اضف .. الغ .. عدل .. ثم اعد الترتيب.
9- التدقيق : دقق اللغه وصحح الخطاء اللغويه .
10- المراجعه النهائيه : الق نظره نهائيه وتكد ان كل شيء في مكانه الصحيح.
11- الاختصار النهائي: تكد من طول الموضوع ونه مناسب للوقت واختصر ان لزم المر
12- والن تكون قد وصلت الى مرحله كتابه الموضوع وليك بعض النصائح :-
. حاول دائما اذا كتبت او حضرت موضوعا ان تكتب جملا كامله ولا تكتفي بالترميز.

ب. اكتب فكره واحده لكل نقطه فرعيه ثم لخصها بحيث لا تزيد عن سطر واحد.

ج. تذكر ونت تكتب كل جمله انها : ( ترتبط بالهدف .. انها شيقه وممتعه
.. ونها ذات علاقه بالمستمعين .. ونها جمله قصيره )
د. تلطف وليكن كلامك مؤدبا ومراعيا لجميع الحضور.
ه . ان تكون كلماتك سهله ومعروفه. اعلم ان كل صفحه مكتوبه بالكامل تخذ في
المتوسط 3-4 دقائق عند اللقاء.
و . وفي كتابتك النهائيه للموضوع على اوراقك الخاصه راعي التالي:
– اكتب بخط كبير.
– اترك فراغا مناسبا بين السطور
– راجع الملاء والقواعد النحويه.
– لا تنس ترقيم الصفحات.
– لا تدبس الوراق ليسهل تحريكها اثناء اللقاء.
– ضع اوراقك في ملف حتى تبقى نظيفه ومرتبه.
– الفضل ان لا تكتب المقدمه والخاتمه الا بعد الانتهاء التام من العداد وحاول في
مقدمتك ان تجذب الانتباه وتذكر هدفك ثم تعط فكره عامه عن موضوعك وما في الخاتمه
فلخص ما ذكرته خلال كلامك وذكرهم بالشياء العمليه التي خلصت اليها حتى تبقى راسخه في
اذهانهم.
– ضع نقطه رئيسيه لكل 15 دقيقه.
– اربط حديثك بالموضوع الرئيسي.
– اكتب هدفك ولا تفترض انك تعرفه.
– لا تحاول تغطيه كل الموضوع ..الغ الممل او البديهي واختصر المقدمات.
– تذكر … ان الخطبه جيده التنظيم هي نتاج عقل منظم.
– لا تكتب اي كلمه الا وستضطر الى قراءتها.
– حدد هدفك قبل جمع المعلومات.
– حضر .. وحضر .. وحضر .. القاعده : ( عشره ساعات تحضير لكل ساعه
حديث )
– وبعد انتهاءك من التحضير تكد من التالي:-
* اطبع الموضوع راجع طباعته وتكد من خلوه من الخطاء اللغويه والملائيه ووجود الفقرات والفواصل
في اماكنها المناسبه.
* راجع مره او مرتين وثلاث ولا تمل وتكد من تغطيه الموضوع.
* قدر الوقت بحيث لا يتجاوز المده الكليه للحديث.
* وخيرا ..تكد من المضمون – التنظيم – السلوب- اللغه – القواعد النحويه.

شكال التحضير :
وهنا يترتب على شكل التحضير طريقه اللقاء ولذا دائما نقول ونكرر تحضير وعداد الموضوع امر
مرتبط تماما باللقاء وطبيعته.
1- القراءه فقط : بحيث يكون الموضوع معد ليقرا كاملا وهنا يكفي ان اذكر كلام
نفيس للدكتور ( محمود عماره )حيث يقول : ( ان خطيب الورقه في واد والمستمعون
في واد انه يسير مع افكاره المنقوشه لا مع افكار مستمعيه). اضافه الى مافيها من
ملل للقارئ والمستمعين ولكن لا بس بها في بدايه المر وخاصه اذا كان المتحدث جديدا
على اللقاء حتى يتدرب و يتمرس ثم ينتقل الى مستوى اعلى.
2- نقاط رئيسيه: بحيث لا يكتب الملقي جميع ما يريد ان يقوله بالتفصيل ولكن يضع
اهمها فيكتفي بالعناوين العامه ويدون ما قد يحتاج الى نصه او قد يصعب حفظه من
ايات وحاديث وبيات شعريه ومقولات وحصاءات ورقام فهذه الطريقه تجعله يتفاعل اكثر مع موضوعه ومع
اعين الجماهير. ويطرح ما يحتاجه من امامه لا ان يطرح ما هو مكتوب في ورقته
( ولعل هذه الطريقه هي افضل الثلاث ) .
3- استعياب كامل الموضوع : الماما تاما بفرعياته وشواهده وتدرجه وهذا يجعل الطرح اقوى وذلك
مع التكيد على الاستيعاب الكامل بحيث لا يخل بي شيء منه وهذا يكون نتاج قراءه
وطلاع مكثف على الموضوع ولقائه اكثر من مره مما يجعله محفوظا للملقي.

هميه التدرب قبل اللقاء:
كما يتدرب الممثلون كذلك يتدرب الخطباء فالتدرب مهم جدا وخاصه للمبتدئين وكذلك في حاله القاء
موضوع جديد.
وكان ديمستين – الخطيب اليوناني العظيم – معيبا في نطقه ..يسخر منه الناس ويستهزؤون به
اذا نطق او تكلم فضلا عن ان يكون خطيبا .. ولكن استاذه الذي يعلمه الخطابه
شجعه على اصلاح عيبه فعكف على المطالعات المختلفه وجاهد في اصلاح لسانه حتى رووا انه
كان يحلق نصف رسه حتى لا يخرج من باب بيته او يقابل الناس وقام في
منزله شهرا يتمرن على الخطابه والشاره ..وكان يذهب الى شاطئ البحر ويضع في فمه حصاه
..ويخطب على هدير الموج كنه جمهور عظيم حتى صلح لسانه .. فانظر معي الى عزمه
وحرصه على التعلم وصبره وجلده ثم كانت النتيجه بن اصبح خطيباص بارعا .
– الاستماع للخطبه مسبقا بالتسجيل.
– القاء الدرس امام المره او على الجمادات مثل : الثاث – المراكي …لخ ون
كان في ذلك نوع من الطرافه والبعض ينظر الى ذلك انه من المبالغه ولكن هذا
له فوائد فمنها:- ازاله الخوف والخجل وكن امامك اناسا تتحدث اليهم ويضا التمرس على المهارات
اللقائيه ففي هذا الموضع ترفع صوتك وفي الخر تحرك يدك وهكذا .
– جرب القاء الدرس على شخصين فقط وخذ اراءهم بعد ذلك ولا يهمك الثناء بقدر
ما تحتاج الى تطويره .
– قس مده حديثك عند التدرب ثم قم عدل حسب الوقت الذي سيتاح لك فعلا.

– لا تتوقف اثناء التدرب بل حاول ان تؤدي الخطبه كامله وترك الملاحظات للنهايه.
– تدرب حتى تشعر بالتمكن والارتياح خاصه في:-
المقدمه – القصص – النقلات – الوقفات – الخاتمه.
– لا مانع من وجود اختلافات اثناء التطبيق العملي والتدريب فهذا طبيعي .

مهارات وفنون القائيه:
– تذكر معي مره اخرى اهميه اخلاص عملك هذا لله .. ون الله سيوفق من
اخلص له.
– لا تكن خطبتك بتراء او شوهاء او جذماء.
فالبتراء : الخطبه التي لا تفتتح بالبسمله والحمد لله.
والشوهاء : الخطبه التي تخلو من القرن الكريم.
والجذماء : الخطبه التي تخلو من الشهاده بعد الحمد.
ذكر هدفك ولخصه وعطي نبذه عامه عن الموضوع وتسلسل نقاطه.
– لجذب الجمهور وثارتهم في البدايه جرب احد النقاط التاليه في حديثك :
1- اذكر قصه مثيره وغير معروفه.
2- اعرض صوره او دعهم يشاهدون شيئا.
3- اسال سؤالا مثيرا غير واضح الجابه ودعهم يفكرون في الجواب.
4- اذكر حقيقه او بيانا مذهلا او اذكر احصائيه تدهش المستمعين.
– حاول ان تحفظ غيبا ما ستقوله في اول دقيقه فهذا يزرع ثقه المستمعين فيك
من البدايه ويشعرون انهم بحاجه للاستفاده منك.
– يقول كارين كاليش ( ان لديك 30 ثانيه الى دقيقتين كي تستحوذ على انتباه
الجمهور والجمهور يكون عنك فكره في هذه الفتره القصيره ولهذا فنت تحتاج الى لفت انظارهم
والاستحواذ عليهم من اللحظه الولى).
ن من الخطا الفادح .. واللبس الواضح .. الذي يقترفه الملقي في المقدمه الاعتذار بن
يقول ( انا لست بالخطيب البارع.. ولا الملقي المتميز .. انما احرجني احدهم لتحدث امامكم
.. فليس لدي الجديد.. ونما فقط للتذكير .. وعذرا ان امللتكم في الدقائق القادمه). غفر
الله لك اتقول هذا في المقدمه ثم تريد منهم التركيز معك او ان يعيروك اي
اهتمام ؟!! بعد هذه الافتتاحيه السوداويه حتى ون ابدعت في موضوعك وتيت بكل جديد ..
واستعملت كل فن في الخطابه واللقاء .. فلن تغتفر لك هذه الزله في فن اللقاء
طالما كنت تطمح للوصول الى مراتب الخطباء والعظماء .. لن القاعده الحقيقيه والواقع الميداني يحكيان
ان المستمعين يتثرون بالبدايه ويعلق في اذهانهم الطابع الذي همس به الملقي في اذانهم وخاصه
اذا كان يتحدث عن نفسه وهو اعلم بها و ان كان يقولها بعضهم من باب
التواضع ولكن حقيقه ليس هذا موضعه فبهذه الكلمات تتزعزع ثقه المستمعين بالمتحدث .
– لا تقلد غيرك في صوته او نظرته او لبسه او طريقه حركته ( ولا
مانع من ان تستفيد من تميز الخرين).
– اجعل حركتك طبيعيه وتحدث وكنك تتبادل الحديث مع صديق في الشارع الست طبيعيا انذاك
؟. اذن كن طبيعيا هنا.
– لا تقعر الكلام( وهي : الفصحى المبالغ بها ) ولا تتكلف استعمال اسلوب بلاغي
او سجعي فلن تبدو طبيعيا.
– اذا ذكرت معلومات او احصاءات غريبه وهي بالفعل صحيحه تماما فلا تترك مجالا للشك
فيها بل اذكر انك راجعتها مرتين مثلا .
– مما يجعل الناس تتفاعل وتنجذب مع الملقي هو ان يتقن هذه المهاره الخفيه التي
قد تخفى على الكثير وهي : ان تجعل نفسك احد هؤلاء المستمعين واجعل نفسك ليس
كي واحد منهم بل لتكن انت المستمع المتفاعل من بينهم بحيث تظهر ما تتوقع داخل
الجمهور تجاه كلامك بمعنى : انك تفاعل تماما مع كلامك فتغضب في حال الغضب وتظهر
ذلك على قسمات وجهك ثم تتفاعل اخرى في حال الضحك فتتبسم وتضحك وهكذا في ثالثه
تسخر في حال السخريه ولتكن جميع هذه التفاعلات التي تقدمها للجمهور واضحه من خلال نبرات
صوتك
– خلال حديثك يمر بك كلمات هامه جدا وتشعر انه من واجبك كشخص مخلص في
اداء عمله ويصال معلومته ان توضح للمستمعين ان هذه الكلمات مهمه ويجب التركيز عليها وفهمها
جيدا . فماذا تراك تفعل في مثل هذه اللحظات ؟ ان افضل ونجح طريقه توصلك
الى ان يركز الجمهور على مثل هذه الكلمات هو ان تقلل من سرعتك اللقائيه ثم
تضغط بصوتك على هذه الكلمات حتى لا تكاد ان تخرجها من مخارجها .. وفي تلك
اللحظات فسترى جميع المستمعين مشدودين اليك تماما .. جرب وسترى !
وما دمنا انني قد افشيت لكم العديد من اسرار اللقاء فليك هذا السر ايضا ويسمى
( الوقفات السحريه ) هذا السر سهل جدا ولا يحتاج منك الى اي مجهود .
كيف يكون ذلك ؟
فالجواب هو ( ان تعلم كيف تستخدم قوه الصمت ولو لثوان ) وذلك بن تكون
منهمكا في شرح موضوع معين مستخدما في ذلك جميع قواك العقليه والحركيه والكلاميه ثم وفي
لحظه مفاجئه تقف عن الكلام وتصمت لمده خمس ثوان فقط .. فهذه اللحظات البسيطه تجعل
الجميع مباشره ينظر اليك .. فالنائم يستيقظ .. والسرحان ينتبه .. فيحسن بك ان تستغل
انتباه الجميع بن تذكر شيئا مهما لديك مادمت انك قد احسنت بن جذبت النظار وقبلها
العقول .
– ولكن هناك وقفات مهمه لابد منها مثل عند انتهاءك من جزئيه والانتقال الى اخرى
حتى تشعرهم بالانتقال الى موضوع جديد .. وتذكر ان الوقفات الهامه تبدو لديك اطول مما
تبدو للجمهور فلا تستعجل .. وليك اوقات الوقفات الخمس لللقاء الفعال :
1- بعد البدء   2- قبل الكلام   3- قبل ان تسل    4- قبل البدء الجديد     5-
قبل (شكرا).
– هل تعلم ان : القط له اكثر من 100 صوت – ون الكلب له
عشره اصوات فقط – ون الزرافه ليس لديها حبال صوتيه …الخ الخطا المتكرر والروتين القاتل
هو الرتابه الصوتيه لدى الملقي بحيث انه يستمر على نبره واحده لا يغيرها الا في
النادر .. وذلك جلي وملاحظ يسمعه الطالب من استاذه ويراه المستمع في خطيب الجمعه ..
فمن المناسب لتجنب مثل هذه الرتابه ان تكثر من رفع صوتك وخفضه .. وساس مهم
في اللقاء هو تغيير نبرات الصوت حسب ما يقتضيه الحال فمثلا : عندما تحتاج ان
تتحدث عن الغرور فيلزمك ان تضخم صوتك لن حال الغرور يقتضي ذلك …. وغير ذلك
من المثله .
– احذر و ابتعد عن استخدام بعض الكلمات الممله مثل : اه .. اه في
الحقيقه بصراحه بالفعل كما تعلمون .

كيف تعرف سرعتك الالقائيه ؟
مهم تنويع السرعه في الكلام فكل حسب موقفه مثل :
1. تحتاج ان يكون كلامك بطيئا في المواضع التاليه :
. الفكره المعقده     ب. الفكره الجاده    ج. لنهايه النكته    د. للاثاره .
2. وتحتاج ان يكون كلامك سريعا عند بدايه النكته .
3. تحتاج ان تقف عند تفاعل الجمهور ( ضحك – اندهاش ) .

وهكذا الن تعرف على سرعتك اللقائيه ؟ فليك هذه الطريقه العمليه :
تعرف على سرعتك اللقائيه :
– خذ جزء من موضوعك او خطبتك ثم القها بصوت واضح وكنك امام الجمهور وعلى
عادتك وسجل ذلك بجهاز التسجيل الصوتي .. ثم احسب عدد الكلمات التي قرتها في الدقيقه
( واعلم ان المعدل الطبيعي 130 – 140 كلمه في الدقيقه وعد التسجيل حتى تصل
الى هذا المعدل .
– يجب ان يكون مظهرك لائقا ومرتبا .. فلقد بوب البخاري في كتاب الخطبه بابا
سماه (يلبس احسن ما يجد) .
– نظرات الملقلي .. وما ادراك ما نظراته ؟ من المهم ان تنظر الى جميع
الحضور ون تشعر كل واحد منهم وكنك تتحدث له ثم انتقل عشوائيا بين الحضور بعينيك
وتوقف بهما عند كل شخص لثلاث او اربع ثوان ثم انتقل الى غيره .
– ابتسم .. ابتسم .. ابتسم ..
– اما عن حركه اليدين فضعهما الى جانبك فهو افضل مكان لهما حتى تشعر انك
غير قادر على الاحتفاظ بهما فاجعلهما تتحركان بطبيعتهما .
– لا تشر بصبعك الى الجمهور فهذا يجعلك تبدو ديكتاتوريا .
– لا ترفع يديك عن مستوى كتفيك .. الا في مواضع معدوده .
– من الجميل والرائع اذا كان هناك تعداد لنقاط ان يقوم الملقي بعدها على اصابعه
واحده واحده . فلها بالغ الثر .
– من التجربه فن الفضل بن يتحدث الملقي واقفا فهو ادعى لاتصاله اكثر بالجمهور .

– اما عن وقوف الملقي وتحركه فالفضل الوقوف في مكان واحد والمشي للحاجه والتحرك بهدو
نحو هدف معين .. او لحاجه الموضع الذي وصلت اليه من الكلام بن تتحرك فتحرك
بما يقتضيه الحال .
– قف على كلتا رجليك .. ولا تقف على احدهما دون الخرى فهي ليست الوقفه
الصحيحه المستقيمه للملقي .. ومن ناحيه صحيه فهي ايضا غير جيده ..
– قف مستقيما وارفع رسك .
– تفاعل مع حديثك بصوتك وحركاتك واجعله نابعا من داخلك وليكن ايمانك به عظيما حتى
يؤثر في الخرين .

– ماذا تفعل عند الخوف والارتباك :
– في استبيان وجد ان 70 % من الناس يخافون عند مواجهه الجمهور .. فالخوف
طبيعي ويمر به كل الناس حتى المحترفين فهذه الظاهره يمكن التغلب عليها .. وهاك علاج
الخوف :
– يقول د. علي الحمادي : ( اذا كنت خائفا لسبب او لخر .. فخذ
نفسا عميقا وخرجه ببطء .. ثم وجه نظرك لبعض الوقت فوق رؤوس الجمهور ولا تنظر
الى اعينهم كما يمكنك ان تحدث نفسك ان المر هين ويسير وحاول كذلك ان تتصنع
الابتسامه .. وقبل هذا وذاك .. استعن بالله وسله التيسير ) .
– افرك يدك قبل دخولك للجمهور .
– ان قراءتك للخطبه عده مرات .. يزيد ثقتك بنفسك مما يجعله يطرد الخوف عنك
.
– وقد تخطئ في كلمه فلا ترتبك وكمل فهذا طبيعي – ون وجدت سخريه –
ولا تجعلها حاجز يحكى ان خالد بن عبد الله القسري من الخطباء المعروفين اجهدته الخطبه
على المنبر فقال : ( اطعموني ماء ) فاتخذها الناس سخريه .. حتى قال فيه
الشاعر :
بل المنابر من خوف ومن هلع واستطعم الماء لما جد في الهرب

نصائح عامه :
– يقول صاحب كتاب قوه الكلمه : ( التوقف او التشديد على كلمه او عاده
استخدام التشديد هو الترياق الشافي لمعالجه الملل ) .
– توقف عندما تنتهي من الموضوع ولا تتكلم لتملا الوقت فقط .
– حاول ان يكون المكان جيد .. في حجمه وتهويته ون تكون مقاعد الجمهور مريحه
لهم
– حاول استخدام وسائل اليضاح ( الشفافيات – عروض الكميوتر – الشرائح – البورجكتر –
الوراق الكبيره – افلام الفديو – الخرائط والرسوم البيانيه – جهاز التسجيل السمعي- السبوره …
الخ .
– التمارين .. تحرك الجمهور وتجعله يتفاعل معك اكثر وكثر .
– اكثر من ضرب المثله فهي تجعل الصوره اقرب في اذهان المستمعين .
– اكثر من ذكر القصص فقد جبلت النفوس على حبها .. ولكن اذكر فقد ما
يتعلق بموضوعك .
– حتى تجعل صوتك جميلا ورائعا .. ما عليك الا ان ترطب حبالك الصوتيه بشرب
كوب من الشاي الساخن قبل اللقاء بدقائق .. ويضا مما يفيد في تحسين الصوت واستمرار
المتحدث لوقات طويله براحه تامه تناول شيء من العسل او مما يغلب عليه السكريات .

– في ختام اللقاء لخص اهم الفكار التي طرحتها وكيفيه الاستفاده من هذا الموضوع في
الواقع العملي .. وكذلك حاول ختام لقاءك بطرفه او مرح لن الناس يبقى لديها انطباع
اخر لحظات فتحكم عليك من خلاله .

وبعد .. فهذه مهارات ومعلومات لن تنفع وستبقى حبرا على ورق ان لم يحاول ويجرب
النسان الطموح لتطوير ذاته تدريب نفسه بنفسه عليها . وغلاق باب غرفته عليه – ون
وجد في ذلك بعض الهمز واللمز – ومحاوله تطبيقها واجدا واحدا وملاحظه ما اتقنه وما
يحتاج الى تعلمه ثم استشاره من يثق فيه من المربين والساتذه فهم اصحاب الخبره والسبق
في ذلك .

وخيرا .. يسعدني كثيرا موافاتي بكل ما هو جديد ومفيد في ما يتعلق باللقاء والخطابه
و لا تنسونا من صالح دعائكم ..فهذا جهد بشري مقل معرض للخطا لامحاله ارجو من
الله قبول هذا العمل ثم ان يحوز على رضاكم .. نسل الله ان يوفقنا للتثير
في الناس وتغييرهم للفضل ..
نه ولي ذلك والقادر عليه ..