إن محو الأمية يعتبر من أهم العناصر والمتطلبات لتنمية المجتمع وتطوره وهو من الحقوق الأساسية
للأفراد بكل فئاتهم العمرية .
تعريف محو الأمية لغة يرجع مصطلح الأمّية إلى الأمّ، ويعني: بقاء الإنسان على ما ولدته
عليه أمه، أو على ما تعاهد عليه في صغره،
ويقول أبو إسحاق: (معنى الأمي) المنسوب إلى ما ولدته أمه عليه أي لا يكتب، فهو
أمّي إن لم يكن يكتب؛ لأنّ الكتابة مهارة مكتسبة،
أما محو الأمّية فتُعرف حسب معجم المعاني، بأنها تعليم القراءة والكتابة، أو نشاط يهدف إلى
نشر التعليم.
تعريف محو الأمية اصطلاحًا تُعرّف الأمم المتحدة محو الأمّية بأنه حق إنساني، وأداة تعزز القدرات
الشخصية، وتحقق التنمية البشرية والاجتماعية،
وهي نشر القدرة على قراءة أو كتابة جملة بسيطة بأي لغة للأشخاص الأميين، كما أضافت
منظمة اليونيسكو تبعًا لمجموعة من الأبحاث موضوع الفهم إلى التعريف؛
أي أن محو الأمية هي نشر القدرة على القراءة والكتابة أو فهم نصٍّ قصيرٍ وبسيطٍ،
وفي عام 1971م تبنّت هذا التعريف لمحو الأمّية:
” اكتساب القدرات والمعلومات اللازمة لممارسة النشاطات التي تتطلّب وجود الألفبائية فيها بفعالية، ويستطيع تعلّم
القراءة والكتابة بطريقة تسمح بتوظيف هذه المهارات في خدمة النمو الفردي والجماعي”.
محو الأمّية هي تعليم الكتابة والقراءة للأشخاص الذين لا يجيدونها؛ لأن الأمية أصبحت مشكلة عالمية
منتشرة بشكل كبير عربيًا ودوليًا، وسببًا للتخلّف الحضاري والاجتماعي والاقتصادي كذلك.
ما هو اليوم العالمي لمحو الأمية؟ يُصادف الثامن من أيلول من كل عام الذكرى السنوية
لمحو الأمّية، حيث أعلنت اليونسكو في عام 1966م، هذا اليوم يومًا عالميًا لمحو الأمّية، في
الدورة الرابعة عشرة من مؤتمرها السنوي؛ بهدف تذكير العالم بأهمية القراءة للفرد والجماعة.
يعتبر الثامن من أيلول من كل عام اليوم العالمي لمحو الأمية.
هل يمكن القضاء على الأمية يومًا ما؟ من المعلوم لدى الجميع أن العلم هو علة
التحضر والتنمية البشرية، فالمعرفة هي إحدى الموارد والأدوات المساهمة في تطورات الحضارات، وأحد أهم الأهداف
الكونية، يدخل التعليم في معظم نطاقات الأصعدة التي يقوم عليها المجتمع؛ الاقتصادية، والأكاديمية، والمهنية، والاجتماعية.
وبناءً على ما سبق لا بد من تحضير رؤية مستقبلية، ودراسة تحليلية للحاضر، والتخطيط بشكل
يوضح خطوات مسيرة القضاء على المشكلة، عن طريق الاستفادة من تقنيات التخطيط التربوي،
مع مراعاة خصوصية كل منطقة وبيئتها وتاريخها، وفي ما يلي بعض من الخطوات التي سلكتها
الحكومات والمنظمات للحد من مشكلة الأمّية:
الخريطة التربوية: وهي مجموعة من الخرائط، تُصمم لتشخيص الواقع التربوي بجميع أبعاده، ونقاط ضعفه وقوته،
وضمن معايير محددة، داخل وخارج المدرسة.
تصميم المناهج: وهو أهم قواعد المنظومة التعليمية، الي يجب أن يُراعى فيه العمر والتوجّهات المهنية،
ومتوافقة مع الأهداف الوطنية، وقريبة من الواقع، ومرونة المحتوى مع البيئة ومستوى المشاركين.
تدريب المعلّمين: لا بد من إعداد وتدريب المعلمين لاكتساب مهارات تربوية، تناسب المستويات والأعمار والمواد
الدراسية.
الإعلام: حيث إن التكنولوجيا المتغلغلة في جميع الأُسر؛ لذلك يمكن استغلاله بطريقة فاعلة وإيجابية، بتوضيح
الصورة المشرقة لحاضر العالم المتطور.
الجهات المساعدة: لا بد من الاستفادة من كافة الجهات المكونة للبيئة، والتعاضد فيما بينها لتوفير
مناخ ملائم يسمح بالقضاء على الأمية، كالجمعيات والاتحادات والهيئات الدينية.
الإنسان هو الثروة الأعظم على هذا الكون، والعلم هو السبيل الأمثل لتكريمها، والحفاظ عليها، واستغلالها
في سبيل البناء التربوي والتطور الحضاري للعالم،
وهو الخطوة الأولى نحو التنمية الشاملة؛ لذلك، لا بد من تضافر الجهود والجهات للحد من
انتشار ظلام الأمية، والقضاء عليها نهائيًا.
تعريفات محو الأميات