يمكن تعريف القرصنه البحريه بانها “الجرائم او الاعمال العدائيه، والسلب او العنف المرتكبان في البحر
ضد سفينه ما، او طاقمها، او حمولتها”, كما يمكن تعريف القرصان “بانه المغامر الذي يجوب
البحار لنهب السفن التجاريه”. وقد استخدمت كلمه قرصان في عام 140 قبل الميلاد من جانب
المورخ الروماني بوليبيوس، واشار اليها المورخ اليوناني بلوتارك عام مائه بعد الميلاد؛ ليعبر بها عن
اقدم تعريف واضح للقرصنه؛ فقد وصف القراصنه بانهم “اولئك الاشخاص الذين يهاجمون بدون سلطه قانونيه
ليس فقط السفن ولكن المدن الساحليه ايضا”. ولقد وصفت القرصنه لاول مره في عدد من
الاعمال الادبيه القديمه، ومن بينها الالياذه والاوديسه، وانتشر في العصور الوسطى في بريطانيا معنى اخر
للقرصنه هو “انهم من لصوص البحر”، وظهر تعريف كلمه قرصان المعاصره في القرن الثامن عشر
الميلادي، وهو تعريف وصف القراصنه بانهم “اشخاص خارجون عن القانون”.
تاريخ القرصنه
يرجع تاريخ القرصنه البحريه الى اكثر من ثلاثه الاف سنه في البحر الابيض المتوسط اثناء
نمو التجاره البحريه المكثفه بين مصر وجزيره كريت وفينقيا، وكانت القرصنه بشكل مجموعات من البحاره
تعيش على سواحل صقليه، وتهاجم السفن المنفرده والموانئ ذات الدفاعات الضعيفه. وكان سكان جزيره كريت
هم اول من فكر بالتصدي لهولاء، ثم جاء بعد ذلك دور مصر في عهد الفراعنه،
حيث جهزت لاول مره في التاريخ اسطولا حربيا صغيرا لمحاربه القراصنه الذين ينهبون سفن البحر
الابيض المتوسط ومدنه، وكان القراصنه يهاجمون الاراضي في العمق فينهبون المواشي والجواهر والمحاصيل، ثم ياسرون
الرجال والنساء والاطفال ويبيعونهم، وكانت القرصنه تتطلب شروطا اساسيه لقيامها، منها: توافر الغابات لصنع السفن،
ووجود ورشات لصناعه تلك السفن، ووجود ايد ماهره لصناعه السفن المتينه القويه التسليح، ووجود اسواق
لتصريف البضائع المستولى عليها، وبعد بضعه قرون ازدهرت شواطئ بلاد الاغريق الممتده على مسافات شاسعه،
حيث تكونت ثروه ملك اسبارطه “مينيلاس” في اساسها من السلب والنهب، وفي القرن الثامن قبل
الميلاد انطلق الفينقيون والاغريق لانشاء تجاره بحريه نشطه، وانشئوا مستعمرات في جميع ارجاء حوض البحر
الابيض المتوسط، والتنافس بينهما دفع شعبيهما الى اللجوء الى ممارسه القرصنه، وفرضت اثينا سيطرتها على
العالم الاغريقي في القرن الخامس قبل الميلاد، وتسلمت مهمه مكافحه القرصنه. وبفضل جهود اثينا اختفت
القرصنه، لكنها عادت في القرن الرابع قبل الميلاد عندما تفككت امبراطوريه اثينا، وفي القرنين الثالث
والثاني قبل الميلاد، شجعت النزاعات الثلاثه الرئيسه الناشبه بين الرومان والقرطاجيين، على تنشيط اعمال القرصنه،
واستعانت القوات المتحاربه على نطاق واسع بالقراصنه، ولا سيما الرومان، وفي القرن الاول قبل الميلاد،
وعندما دخلت روما في صراع لا ينتهي ضد ملك بونت للسيطره على اسيا الصغرى، وجد
الملك “ميتريدات” نفسه مضطرا للتحالف مع قراصنه صقليه، الذين كانوا يمتلكون اسطولا يزيد تعداده على
الف سفينه، وبفضل هذا الدعم تمكن ميتريدات من التغلغل في الاراضي الاغريقيه، واستولى على اثينا،
ولما تمكن ميتريدات من السلطه قرر تطهير سواحل صقليه من القراصنه التي تقيم فيها، وعاش
البحر في سلام من القرصنه حتى سقوط الامبراطوريه الرومانيه في نهايه القرن الخامس بعد الميلاد،
حيث عادت القرصنه الى الظهور فيه. ولكن القرصنه بلغت ذروتها خلال القرنين السابع عشر والثامن
عشر الميلاديين، وبنهايه القرن السابع عشر ومع نمو القوه المركزيه القويه في اليابان وفي الصين
تم القضاء على معظم القراصنه، وزاد حجم السفن التجاريه، كما تطورت تكنولوجيا الاتصالات ودوريات الحراسه
البحريه في معظم الطرق الرئيسيه على المحيط، وقويت الاداره المنظمه لمعظم الجزر والمناطق البريه في
العالم، وتم تجريم القرصنه من قبل الحكومات المختلفه؛ الامر الذي ادى الى احداث تراجع كبير
في حجم القرصنه في القرن التاسع عشر والعشرين، وقد حدثت القرصنه في القرن العشرين في
اماكن تقليديه مثل بحر الصين الجنوبي.
القرصنه في الحاضر:
على الرغم من التقدم الحضاري الكبير في العالم، وعلى الرغم من وجود منظمات دوليه ومحاكم
وقوانين دوليه، ووسائط رصد ومراقبه فائقه القدره، وطيران سريع واسلحه فعاله، عادت اعمال القرصنه البحريه
لتطل براسها من جديد، ولا سيما بعد هجمات القرصنه التي شهدتها جنوب شرق اسيا، علاوه
على القرصنه قرب السواحل الافريقيه منذ بدايه التسعينيات، فالقراصنه يجوبون البحار بحريه، وينهبون السفن الماره
بقوه السلاح غالبا، والقانون الدولي للبحار لا يمنح صلاحيات كافيه للسفن الحربيه والجهات المختصه من
اجل مقاومه القرصنه، وكذلك قوانين الدول التي تجري قرب سواحلها اعمال القرصنه، وموخرا ازدادت القرصنه
نتيجه للاضطرابات التي تشهدها بعض الدول وانتشار الفوضى فيها، وتنتشر عمليات القرصنه البحريه حاليا شمالا
الى خليج عدن وجنوبا الى سواحل كينيا، ويقول مكتب البحريه الدولي: ان “عمليات القرصنه قباله
القرن الافريقي وفي خليج عدن، ومساحتها حوالي مليون ميل مربع، تمثل ثلث عمليات القرصنه في
العالم باسره”. اما مساعد مدير مكتب الملاحه الدوليه في لندن، الذي يتابع مثل هذه العمليات،
مايكل هوليت فيقول: “هذا امر غير مسبوق تماما، لم نر البته وضعا مماثلا”.، واضاف: لقد
ارتفع عدد هذه العمليات من خمس عام 2006 الى 12 العام الماضي، وحتى الان خلال
هذا العام بلغ عددها 39، ويسيطر القراصنه على 17 سفينه واطقمها ال339، بعد ان كانوا
قد احتجزوا واطلقوا 22 سفينه اخرى مع 439 يشكلون اطقمها. وتابع هوليت: ” لا يتم
اطلاق سفينه اليوم حتى يتم اختطاف اخرى في اليوم التالي”. ويشير نويل شونج الذي يراس
مكتب الابلاغ عن القرصنه الى ان “المخاطر تبدو ضئيله والعوائد تبدو كبيره بالنسبه الى القراصنه.”,
واوضح قائلا: “انهم يعرفون ان حظوظ مقتلهم او اعتقالهم اثناء عمليه الاختطاف تبدو قليله جدا”.
- تعريف القرصنة
- القرصنة البحرية
- تعريف القرصنه
- القرصنه البحريه
- تعريف القرصنة البحرية
- تعريف القر صنة البحرية
- تعريف القراصنة
- بداية القرصنة البحريه
- القرصنة البحرية الجزائرية
- مقالات عن القرصنة البحرية