تعريف الحب عند علماء المسلمين

تعريف الحب عند علماء المسلمين

كلمة الحب مؤلفة من حرفين انها فالسلام تعنى شيئا كبيرا انها اصل من اصول الدين انها حقيقة راسخة من حقائق اليمان.

صورة1

 



 

حب الله و رسولة صلي الله علية و سلم:


وهذا من اعظم الواجبات؛ فن الله تعالي اوجب علينا هذا و توعد من خالف فية بقوله: }قل ان كان اباؤكم و بنؤكم و خوانكم و زواجكم و عشيرتكم و موال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها احب اليكم من الله و رسولة و جهاد فسبيلة فتربصوا حتي يتى الله بمرة و الله لا يهدى القوم الفاسقين{([1]).


ودلت السنة النبوية علي انه لا ايمان لمن لم يقدم حب الله و رسول الله صلي الله علية و سلم علي جميع محبوب فعن انس بن ما لك  رضى الله عنه  قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم: «لا يؤمن احدكم حتي اكون احب الية من و لدة و والدة و الناس اجمعين»([2]).


وقال عبدالله بن هشام  رضى الله عنة : كنا مع النبى صلي الله علية و سلم و هو اخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر: يا رسول الله لنت احب الى من جميع شيء الا من نفسي-وما كانوا يكذبون رضى الله عنهم- فقال النبى صلي الله علية و سلم: «لا و الذي نفسى بيدة حتي اكون احب اليك من نفسك». فقال له عمر: فنة الن و الله لنت احب الى من نفسي. فقال النبى صلي الله علية و سلم: «الن يا عمر»([3]).


قال ابن حجر رحمة الله: “قال الخطابي: حب النسان نفسة طبع و حب غيرة اختيار بتوسط السباب و نما اراد علية الصلاة و السلام حب الاختيار؛ اذ لا سبيل الي قلب الطباع و تغييرها عما جبلت عليه. قلت: فعلي ذلك فجواب عمر اولا كان بحسب الطبع بعدها تمل فعرف بالاستدلال ان النبى صلي الله علية و سلم احب الية من نفسه؛ لكونة الاسباب =فنجاتها من المهلكات فالدنيا و الخري فخبر بما اقتضاة الاختيار و لذا حصل الجواب بقوله: «الن يا عمر». اي: الن عرفت فنطقت بما يجب”([4]).


ومحبة الله و رسولة خير ما يعدة النسان للقاء الله فهو اسباب دخول الجنة ففى حديث انس رضى الله عنه: ان رجلا سل النبى صلي الله علية و سلم عن الساعة فقال: متي الساعه؟ قال: «وماذا اعددت لها». قال: لا شيء الا انى احب الله و رسولة صلي الله علية و سلم. فقال: «نت مع من احببت». قال انس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبى صلي الله علية و سلم: «نت مع من احببت»؛ انا احب النبى صلي الله علية و سلم و با بكر و عمر و رجو ان اكون معهم بحبى اياهم و ن لم اعمل بمثل اعمالهم([5]).

حب شرع الله:


ولقد اعلمنا ربنا فكتابة ان من صفات الكافرين بغض شرع الله قال تعالى: }والذين كفروا فتعسا لهم و ضل اعمالهم* هذا بنهم كرهوا ما انزل الله فحبط اعمالهم{ ([6]).


ي: و الذين كفروا فهلاكا لهم و ذهب الله ثواب اعمالهم؛ هذا بسبب انهم كرهوا كتاب الله البيت علي نبية محمد صلي الله علية و سلم فكذبوا بة فبطل اعمالهم.


وفى حديث نبينا صلي الله علية و سلم: «وجعل قرة عينى فالصلاه»([7]).

حب الزوجه:


فعن عائشة رضى الله عنها: “ن نساء رسول الله صلي الله علية و سلم كن حزبين فحزب فية عائشة و حفصة و صفية و سودة و الحزب الخر ام سلمة و سائر نساء رسول الله صلي الله علية و سلم و كان المسلمون ربما علموا حب رسول الله صلي الله علية و سلم عائشة فذا كانت عند احدهم هدية يريد ان يهديها الي رسول الله صلي الله علية و سلم اخرها حتي اذا كان رسول الله صلي الله علية و سلم فبيت عائشة بعث صاحب الهدية فيها الي رسول الله صلي الله علية و سلم فبيت عائشه”([8]).


وقال عمرو بن العاص  رضى الله عنة : يا رسول الله من احب الناس اليك؟ قال: «عائشه»([9]).


وثبت عن ابى هريره  رضى الله عنه  انه قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم: «لا يفرك([10]) مؤمن مؤمنة ان كرة منها خلقا رضى منها اخر»([11]).


وقد قال الله ممتنا علي الزواج: }وجعل بينكم مودة و رحمه{. و المودة هى المحبة و فرق الرازى رحمة الله بين المودة و الرحمة بقوله: ” }موده{ حالة حاجة نفسة }ورحمه{ حالة حاجة صاحبة الية و ذلك لن النسان يحب مثلا و لدة فذا ري عدوة فشدة من جوع و لم ربما يخذ من و لدة و يصلح بة حال هذا و ما هذا لسبب المحبة و نما هو لسبب الرحمه… و لهذا فن الزوجة ربما تظهر عن محل الشهوة بكبر او مرض و يبقي قيام الزوج فيها و بالعكس”([12]).

محبة الخوان:


فالنبى صلي الله علية و سلم كان يحب اصحابة رضى الله عنهم..


ففى حديث عمرو السابق لما اجابة النبى صلي الله علية و سلم علي سؤاله: من احب الناس اليك؟ بقوله: «عائشه». قال له عمرو  رضى الله عنة : فمن الرجال؟ قال: «بوها».


وهو الذي قال فشنه: «ولو كنت متخذا خليلا من امتى لاتخذت ابا بكر»([13]). و الخله: اعلي درجات المحبه. فلم يكن للنبى صلي الله علية و سلم خليل بنص ذلك الحديث و لكن الحديث دال علي ان الصديق احب الناس اليه.


وعن معاذ بن جبل رضى الله عنة ان رسول الله صلي الله علية و سلم اخذ بيدة يوما بعدها قال: «يا معاذ و الله انى لحبك». فقال له معاذ: ببى انت و مى يا رسول الله و نا و الله احبك. قال: «وصيك يا معاذ لا تدعن فدبر جميع صلاة ان تقول: اللهم اعنى علي ذكرك و شكرك و حسن عبادتك»([14]).


وكان اسامة من احب الناس الي نبينا صلي الله علية و سلم فعن عائشة رضى الله عنها: ان قريشا اهمهم شن المرة المخزومية التي سرقت فقالوا: من يكلم بها رسول الله صلي الله علية و سلم؟ فقالوا: و من يجترئ علية الا اسامة حب رسول الله صلي الله علية و سلم؟ فكلمة اسامه([15]).


فلا يوجد دين يحث ابناءة علي التحابب و المودة كدين السلام؛ و لهذا حث النبى صلي الله علية و سلم علي الخبار بمشاعر الحب؛ لن ذلك يقوية و يفضى الي شيوع اللفة بيننا. قال النبى صلي الله علية و سلم: «ذا احب الرجل اخاة فليخبرة انه يحبه»([16]). و عن انس  رضى الله عنه  ان رجلا كان عند النبى صلي الله علية و سلم فمر بة رجل فقال: يا رسول الله انى لحب هذا. فقال له النبى صلي الله علية و سلم: «علمته»؟ قال: لا. قال: «علمه». قال: فلحقة فقال: انى احبك فالله. فقال: احبك الذي احببتنى فيه([17]).

والمحبة فالله اسباب لنيل محبة الله:


فعن ابى هريرة رضى الله عنة عن النبى صلي الله علية و سلم: «ن رجلا زار اخا له فقرية اخري فرصد الله علي مدرجتة ملكا فلما اتي علية قال: اين تريد؟ قال: اريد اخا لى فهذة القريه. قال: هل لك علية من نعمة تربها؟ قال: لا غير انى احبة فالله. قال: فنى رسول الله اليك: ان الله ربما احبك كما احببتة فيه»([18]).

والحب فالله من علامات صدق اليمان:


فقد قال النبى صلي الله علية و سلم: «وثق عري اليمان: الحب فالله و البغض فالله»([19]).


وعن انس بن ما لك  رضى الله عنة عن النبى صلي الله علية و سلم قال: «ثلاث من كن فية و جد حلاوة اليمان: ان يصبح الله و رسولة احب الية مما سواهما و ن يحب المرء لا يحبة الا للة و ن يكرة ان يعود فالكفر كما يكرة ان يقذف فالنار»([20]).

وممن يظلهم الله فظلة المتحابون فيه:


فعن ابى هريره  رضى الله عنه  قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم: «ن الله تعالي يقول يوم القيامه: اين المتحابون بجلالي؟ اليوم اظلهم فظلى يوم لا ظل الا ظلي»([21]).


ومن السبعة الذين يظلهم الله فظلة يوم لا ظل الا ظله: «رجلان تحابا فالله»([22]).

والحب فالله سبيل الجنه:


قال نبينا صلي الله علية و سلم:«والذى نفسى بيدة لا تدخلوا الجنة حتي تؤمنوا و لا تؤمنوا حتي تحابوا اولا ادلكم علي شيء اذا فعلتموة تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم»([23]).

محبة القارب و العشيرة و المتاع و النعم:


قال تعالى: }قل ان كان اباؤكم و بناؤكم و خوانكم و زواجكم و عشيرتكم و موال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها احب اليكم من الله و رسولة و جهاد فسبيلة فتربصوا حتي يتى الله بمرة و الله لا يهدى القوم الفاسقين{([24]).


ولم يلم الله تعالي علي حب هذة المذكورات؛ فن حبها مغروز فنفوسنا و نما علي تقديم حبها علي حب الله و رسولة و شرعة و الجهاد فسبيله.


وعن قرة بن اياس  رضى الله عنة ان رجلا كان يتى النبى صلي الله علية و سلم و معة ابن له فقال النبى صلي الله علية و سلم: «تحبه»؟ قال: نعم يا رسول الله احبك الله كما احبه. ففقدة النبى صلي الله علية و سلم فقال: «ما فعل فلان بن فلان»؟ -للابن الصغير- قالوا: يا رسول الله ما ت.  فقال النبى صلي الله علية و سلم لبيه: «لا تحب ان لا تتى بابا من ابواب الجنة الا و جدتة ينتظرك»؟ فقال رجل: يا رسول الله الة خاصة ام لكلنا؟ قال: «بل لكلكم»([25]).


وقال النبى صلي الله علية و سلم -فيما يروى عن ربة تعالى-: «من اذهبت حبيبتية فصبر و احتسب لم ارض له ثوابا دون الجنه»([26]).


وعن انس  رضى الله عنه  قال: كان ابو طلحة اكثر النصار بالمدينة ما لا من نخل و كان احب اموالة الية بيرحاء و كانت مستقبلة المسجد و كان رسول الله صلي الله علية و سلم يدخلها و يشرب من ماء بها طيب. قال انس: فلما نزلت هذة اليه: }لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون{([27]) قام ابو طلحة الي رسول الله صلي الله علية و سلم فقال: يا رسول الله ان الله تبارك و تعالي يقول: }لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون{ و ن احب اموالى الى بيرحاء و نها صدقة ارجو برها و ذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث اراك الله. فقال رسول الله صلي الله علية و سلم: «بخ! هذا ما ل رابح هذا ما ل رابح»([28]).

حب المساكين و العمال الصالحه:


وقد امر الله نبية صلي الله علية و سلم ان يقول: «اللهم انى اسلك فعل الخيرات و ترك المنكرات و حب المساكين و ذا اردت بعبادك فتنة فاقبضنى اليك غير مفتون»([29]).

حب الوطان:


وقد قال النبى صلي الله علية و سلم لمكه: «ما اطيبك من بلد! و حبك الي! و لولا ان قومى اخرجونى منك ما سكنت غيرك»([30]).

هل للحب عيد؟ و ما قصته؟


قيل: لما دخل الرومان فالنصرانية بعد ظهورها و حكم الرومان المبراطور الرومانى (كلوديوس الثاني) فالقرن الثالث الميلادى منع جنودة من الزواج؛ لن الزواج يشغلهم عن الحروب التي كان يخوضها فتصدي لهذا القرار (القديس فالنتاين) و صار يجرى عقود الزواج للجند سرا فعلم المبراطور بذلك فزج بة فالسجن و حكم علية بالعدام.


وفى سجنة و قع فحب ابنة السجان و كان ذلك سرا حيث يحرم علي القساوسة و الرهبان فشريعة النصاري الزواج و تكوين العلاقات العاطفية و نفذ فية حكم القتل يوم 14 فبراير عام 270 ميلادى ليلة 15 فبراير و من يومها اطلق علية لقب قديس و احتفل بعيد الحب([31]).

 

صورة2

 



صورة3

 



  • الحب عند العلماء
  • تعريف الحب عند العلماء


تعريف الحب عند علماء المسلمين