تعريف البلاغه فى اللغة العربية

الفصاحه

(الفصاحه) في اللغه: بمعنى البيان والظهور، قالى تعالى: (واخي هارون هو افصح مني لسانا)(1).

وفي الاصلاح: عباره عن الالفاظ الظاهره المعنى، المالوفه الاستعمال عند العرب.

وهي تكون وصفا للكلمه والكلام والمتكلم يقال: كلمه فصيحه، وكلام فصيح، ومتكلم فصيح.

فصاحه الكلمه

فصاحه الكلمه هي: خلوص الكلمه من الامور التاليه:

1 من تنافر الحروف، بان لا تكون الكلمه ثقيله على السمع، صعبه على اللسان، فنحو
(هعخع): اسم بنت ترعاه الابل، متنافر الحروف.

2 ومن غرابه الاستعمال، وهي كون الكلمه غير ظاهره المعنى، ولا مالوفه الاستعمال عند العرب،
حتى لا يفهم المراد منها، لاشتراك اللفظ، او للاحتياج الى مراجعه القواميس، فنحو (مسرج) و)
تكاكاتم) غريب.
قال الشاعر:

ومقله وحاجبا مرججا            وفاحما، ومرسنا مسرجا

وقال عيسى بن عمروا النحوي حين وقع من حماره واجتمع عليه الناس (ما لكم تكاكاتم
علي، كتكاكئكم على ذي جنه، انفرقعوا عني).

3 ومن مخالفه القياس: بان تكون الكلمه شاذه، على خلاف القانون الصرفي المستنبط من كلام
العرب، فنحو (الاجلل) مخالف للقياس، والقياس (الاجل) بالادغام.

قال ابو النجم:

الحمد لله العلي الاجلل            الواحد الفرد القديم الاول

4 ومن الكراهه في السمع، بان تكون الكلمه وحشيه، تمجها الاسماع، كما تمج الاصوات المنكره،
نحو) الجرشى) بمعنى: النفس.

قال المتنبي:

مبارك الاسم اغر اللقب            كريم الجرشى شريف النسب

والحاصل:

انه اذا كان في الكلمه شيء من هذه الاربعه، كانت غير فصيحه، فاللازم على الفصيح
اجتناب هذه الامور.

فصاحه الكلام

فصاحه الكلام هي: خلوص الكلام من الامور التاليه:

1- من عدم فصاحه بعض كلماته، فاذا اشتمل كلام على كلمه غير فصيحه كما تقدم
سقط الكلام عن الفصاحه.

2- ومن تنافر الكلمات المجتمعه، بان يكون بين كلماته تنافرا، فتثقل على السمع، وتعسر على
النطق، نحو هذين البيتين:

وقب رحرب بمكان قفر            وليس قرب قبر حرب قبر

وقال ابو تممام:

كريم متى امدحه والورى            معي واذا ما لمته لمته وحدي

3- ومن ضعف التاليف: بان يكون الكلام جاريا على خلاف قوانين النحو المستنبطه من كلام
العرب، كوصل ضميرين وتقديم غير الاعرف نحو: (اعاضهاك) في قول المتنبي:

خلت البلاد من الغزاله ليلها            فاعاضهاك الله كي لا تحزنا

4- ومن التعقيد اللفظي، بان تكون الكلمات مرتبه على خلاف ترتيب المعاني.

قال المتنبي:

جفخت وهم لا يجفخون بها بهم            شيم على الحسب الاغر دلائل

والاصل: جفخت بهم شيم دلائل على الحسب الاغر وهم لا يجفخون بها.

5 ومن التعقيد المعنوي: بان يكون التركيب خفي الدلاله على المعنى المراد بسبب ايراد اللوازم
البعيده، المحتاجه الى اعمال الذهن، حتى يفهم المقصود.

قال عباس بن الاحنف:

ساطلب بعد الدار عنكم لتقربوا            وتسكب عيناي الدموع لتجمدا

اردا بجمود العين: الفرح والسرور الموجب لعدم البكاء، وهذا خلاف المعنى المتفاهم.

6- ومن كثره التكرار، بان يكرر اللفظ الواحد، فياتي به مرتين او ازيد.

قال الشاعر:

اني واسطار سطرن سطرا            لقائل يا نصر نصر نصرا

7- ومن تتابع الاضافات، بان تتداخل الاضافات.

قال ابن بابك:

حمامه جرعى حومه الجندل اسجعي            فانت بمراى من سعاد ومسمع

والحاصل:

انه اذا كان في الكلام احد هذه الامور السبعه كان غير فصيح.

فصاحه المتكلم

فصاحه المتكلم عباره: عن ان يكون المتكلم ذا ملكه يقتدر بها على التعبير عن المقصود،
بكلام فصيح، والملكه تحصل بطول ممارسه الكلام الفصيح، بان يكون في بيئه عربيه فصيحه، او
يمرن نفسه بكلمات الفصحاء كثيرا، كل ذلك وللذوق مدخل عظيم.

البلاغه

(البلاغه) في اللغه‏: بمعنى الوصول والانتهاء، قال تعالى: (ولما بلغ اشده)(2) اي وصل.

وفي الاصطلاح:

1 ان يكون مطابقا لمقتضى الحال، بان يكون على طبق مستلزمات المقام، وحالات المخاطب، مثلا
لمقام الهول كلام، ولمقام الجد كلام، ومع السوقه كلام. ومع كلام الملوك كلام.. وهكذا.

2 وان يكون فصيحا على ما تقدم ..
والبلاغه تقع وصفا للكلام وللمتكلم، فيقال: كلام بليغ، ومتكلم بليغ، ولا يقال: كلمه بليغه.

بلاغه الكلام

(بلاغه الكلام) عباره عن: ان يكون الكلام مطابقا لما يقتضيه حال الخطاب، مع فصاحه الفاظ
مفرداته ومركباته، فلو تكلم في حال الفرح مثل ما يتكلم في حال الحزن، او العكس،
او تكلم في حال الفرح بكلام يتكلم به في هذه الحال لكن كانت الالفاظ غير
فصيحه، لا يسمى الكلام بليغا.
ثم ان الامر المقتضى للاتيان بالكلام على كيفيه ما، يسمى:

1 (مقاما) باعتبار حلول الكلام فيه.

2 (حالا) باعتبار حاله المخاطب او المتكلم او نحوهما.

والقاء الكلام على هذه الصوره التي اقتضاها الحال يسمى (مقتضى) فقولهم: (مقتضى الحال) او (مقتضى
المقام) بمعنى الكيفيه التي اقتضاها الحال او المقام.

مثلا: يقال عند كون الفاعل نكره، حين يتطلب المقام التنكير: هذا الكلام مطابق لمقتضى الحال.

اذا: فالحال والمقام شيء واحد، وانما الاختلاف بالاعتبار.

بلاغه المتكلم

(بلاغه المتكلم) عباره عن: ملكه في النفس يقتدر بها صاحبها على تاليف كلام بليغ، بحيث
يكون مطابقا لمقتضى الحال، فصيحا.
وقد عرف (ابن المعتز) الكلام البليغ بكلام بليغ، فقال: (ابلغ الكلام: ما حسن ايجاده، وقل
مجازه، وكثر اعجازه، وتناسبت صدوره واعجازه).