تحضير درس يا ايها الكرز المنسي

صورة1

 



قصة : يا ايها الكرز المنسي


قصة جميلة جدا


-شهقت ضيعتنا مدهوشة لما علمت ان عمر القاسم ربما صار و زيرا. و ها هى ذى ضيعتنا يا عمر كما تركتها و ردة من


طين، و عشبا اصفر، و نهرا من الاطفال الحفاه.


وارتبك عمر قليلا، و لكنة قال لامه: (لا داعى الي البكاء. لست ذاهبا الي المشنقه).


فمسحت امة دموعها باصابعها، و قالت بصوت مرتعش: (ليس لى غيرك فالدنيا. احرص علي صحتك يا بني،


فالقري كلها امراض و اوساخ. مسكين انت. لو كان لك قريب مهم لما عينت معلما فقريه).


فقال لها عمر بلهجة مرحه: (اطمئنى يا امى اطمئني، فابنك ليس زجاجا سهل الكسر).


وعم ضيعتنا الفرح، و رحبت بحرارة بذلك النبا الذي اذاعة الراديو. اذن عمر القاسم صار و زيرا، فسبحان من يعطى دون


ان يسال، و صدق من قال ان من جد و جد.


(ماذا يشتغل الوزير?).


(تخصص له سيارة احلي من احلى بنت).


(ويقبض فاخر جميع شهر معاشا يتيح له ان ياكل خروفا فكل يوم).


(وعندما يدخل الي مبني و زارته، يرتجف الموظفون خوفا و يسلمون علية كانة عيسي النازل من السماء).


(ويامر فيطاع. يقول للمطر انزل فينزل).


(واذا امر الاغا فهل يطيع الاغا).


وحدق اهل الضيعة بوجوم و فضول الي شاب نزل من الباص الاتى من دمشق. كان شابا مرفوع الراس، ذا عينين


وديعتين و صارمتين فان و احد. سلم علينا كانة و احد من اهلنا غاب عنا زمنا بعدها عاد. قال لنا ان اسمة عمر القاسم،


وهو معلم المدرسة الجديده.


وقال و احد من اهل الضيعه: (يجب ان نذهب الي دمشق لتهنئته).


قال احدث بحماسه: (سنذهب كلنا.. الرجال و النساء و الصغار).


وقال ثالث: (ستذهب كذلك الابقار و الخراف و الدجاج و الارانب).


قال رابع: (الفكرة عظيمه، و لكن من سيدفع اجرة الباص هل نذهب سيرا علي الاقدام?).


ران الصمت حينا، بعدها قال رجل عجوز: (يكفى ان يذهب و احد منا و يهنئة باسم الضيعه. هو يعرف حالنا، و لن يعتب


علينا).


(ولكن من سيذهب?).


قال العجوز: (اختاروا من تشاوون. فليذهب مثلا ابو فياض).


فحاول ابو فياض الرفض، غير ان اصواتنا حاصرتة قائله:


(انت اعقلنا).


(واكبرنا سنا و قدرا).


(وانت تتقن الكلام حتي مع الملوك).


(كان عمر يحبك).


(دائما كان يشرب الشاى عندك).


(كان يحب حديثك).


(كان صديقك).


قال ابو فياض: (ولكن عمر كان كذلك صديقكم و كان يحبكم. انسيتم?).


ونظر عمر بحب الي الاولاد المسمرين علي المقاعد، و قال لهم: (انا معلمكم الجديد. اسمى عمر… عمر القاسم.


انى احب المجتهدين. اما الكسالي فمن الاروع لهم ان يتخلوا عن كسلهم و الا…).


ورفع رجل اشيب طفلة الصغير الي اعلي بحركة فخور، و قال: (ساسمية عمر كاسم جده).


ونظر الي الام الشاحبة الوجة المستلقية علي الفراش، و ضحك، و قال لها: لو كان يعرف ما ينتظرة لرفض المجيء،


ويوم اموت لن يرث سوي ثيابي).


وقلنا لابى فياض: (لا فوائد فالتهرب. ستذهب الي دمشق و تقابل عمر و تهنئه).


فهز ابو فياض راسة موافقا مستسلما.


وقال مختار الضيعة لعمر: (يا استاذ.. حتي الان لم تذهب لزيارة الاغا).


قال عمر: (لماذا اذهب ما دمت لا اعرفه، و هو لا يعرفني?).


قال المختار: (اللباقة ضروريه، و الاغا سينفعك، فكل ما تراة عينك من اراض فالضيعة هى ملكه).


قال عمر: (ابى و امى لم يعلمانى اللباقه، و عملى فالضيعة ان اعلم الصغار القراءة و الكتابه).


وقال اهل الضيعة لابى فياض: (قل لعمر اننا ما زلنا جياعا).


(قل له ان جوعنا ازداد).


(بتنا ناكل حتي الحصى).


(حدثة عن القمل الذي ياكلنا).


(وعن اللحم الذي نسينا طعمه).


(حدثة عن امراضنا).


(قل له اننا بحاجة الي اطباء و ادويه).


(ضيعتنا بحاجة الي ماء نظيف للشرب).


(حدثة عن شوقنا الي نور الكهرباء).


(كلمة عن الاغا و افعاله).


(نحن نشتغل و هو يحصد).


(نحن نشتغل و هو يحصد). و قال رئيس مخفر الشرطة لعمر: (انى و الله يا استاذ اعدك كاخى تماما، و سانصحك


نصيحه، انت حر، ان شئت اعمل فيها او ارمها و راء ظهرك. انت دائم السهر مع فلاحى الضيعه، و لا يليق باستاذ مثلك


ان يسهر معهم. معلم المدرسة شخصية محترمه).


قال عمر: (فلاحو الضيعة ناس طيبون).


قال رئيس المخفر: (وانت تكلمهم كلاما اذا سمعة الاغا فسيزعل، و اذا زعل الاغا، فالله يعلم ما يحدث).


وصاح شاب من شبان الضيعه: (اسمعوا.. من المناسب ان ياخذ ابو فياض معة هدية لعمر).


فتعالت اصواتنا مويده، و لكن اي هدية نختار (خروف او عدة دجاجات).


(هذة هدية لا تليق بوزير).


(اذن اي هدية نرسل!).


قال ابو فياض: (اروع هدية هى سلة من كرز ضيعتنا. اتذكرون كم كان عمر يحب كرز ضيعتنا، و يقول عن لونة الاحمر


انة تعبنا و دمنا).


فاثنينا جميعا علي راى ابى فياض.


وقال لنا عمر: (الظلم لا يدوم).


وقال لنا: (كيف تقبلون بحياة الذل!).


فقلنا له: (العين بصيرة و اليد قصيره).


فقال عمر بصوت غاضب: (اليد قصيرة لان القلب خائف).


واقبل ليل ابيض، و استسلمت الضيعة للنوم، و كنا نحن الفقراء جسدا و احدا مرتجفا مبتهجا ينادى ايام كنا ننصت


لكلام عمر مبهورين، فكانة عاش امدا فقلوبنا و قلوب موتانا.


وعندما اشرقت شمس الصباح علي الضيعه، تجمع الرجال و الصغار و النساء حول الباص المسافر الي دمشق.


وقال لنا عمر قبل ان يصعد الي الباص : ( الاغا صاحب نفوذ و جاة فدمشق، و هو الذي نقلنى من ضيعتكم لانى لم


اصبح خادما له و لانى احبكم، و لكن اليوم الذي تتخلصون فية من هذا الاغا و امثالة ليس بالبعيد بل هو قريب،


وسترونة انتم لا احفادكم، و ستصبح الارض التي تشتغلون بها ملكا لكم).


وركب ابو فياض الباص و برفقتة سلة ملاي بالكرز الاحمر ذى الحبات الناضجة البراقه.


ولما اوشكت شمس الضيعة ان تافل، بلغ سمعنا بوق الباص العائد من دمشق، فتراكضنا الي ساحة الضيعه.


اتى الباص، و نزل منة ابو فياض عابس الوجه، و اجما، و كانت احدي يدية ما زالت تحمل سلة الكرز.


تصايحنا بدهشه:


(لماذا لم تعط عمر سلة الكرز).


(الم تقابله).


(ماذا قال لك).


ظل ابو فياض ساكتا كانة اصم، و وضع سلة الكرز علي الارض، و تكلم بصوت اجش، فقال للصغار: (تعالوا و كلوا الكرز،


وعندما تكبرون لا تنسوا طعمه).


ثم مشي متجها الي بيته، فاعترضنا طريقه، و قلنا له: (تكلم، و اخبرنا بما حدث).


قال ابو فياض: (عمر ما ت).


فزعلنا كان امنا ربما ما تت، بينما عاود ابو فياض السير و ربما ازداد ظهرة انحناء .


زكريا تامر ( صاحب القصة )


مجموعة دمشق الحرائق


صفحة ( 29 – 35 )

  • تحضير نص ايها الكرز المنسي
  • تحضير نص يا ايها الكرز المنسي
  • تحضير نص الكرز المنسي
  • تحضير درس ايها الكرز المنسي
  • درس الكرز المنسي
  • تحضير ايها الكرز المنسي
  • تلخيص نص يا ايها الكرز المنسي
  • ايها الكرز المنسي
  • الكرز المنسي
  • تحضير درس يا ايها الكرز المنسي


تحضير درس يا ايها الكرز المنسي