مقالات مواضيع جديدة

الصبر الحزن فرجا , الصبر على البلاء

الصبر الحزن فرجا - الصبر على البلاء 17743 2

الصبر الحزن فرجا الصبر على البلاء

بين الحزن والصبر والرضاالصبر الحزن فرجا - الصبر على البلاء 17743

الحمد لله وكفى والصلاه والسلام على عباده الذين اصطفى وبعد فن الله _تعالى_ عليم بخلقه
حكيم في قضائه وذا كان الله حكيما عليما فليس لنا الا الصبر والرضا والتسليم فهل
يعارض الحزن شيئا من ذلك؟

لعل في قول الله _تعالى_ عن نبيه يعقوب _عليه السلام_ جوابا: “وتولى عنهم وقال يا
اسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم” [يوسف:84] وذا تقرر ان يعقوب _عليه
السلام_ نبي كريم يستحيل عليه الكذب في اثبات الصبر الجميل لنفسه علم ان الحزن لا
يعارض الصبر والرضا والتسليم.

ن الحزن شعور لابد ان يعتري النسان السوي ان وجد سببه كاللم والغضب بل كالجوع
والعطش فن الله _تعالى_ قد ركب في الناس الحساس ويكون الشعور بحسب ما يجده الحس
من اثر المحسوس وجودا وعدما.

ولما كان الحزن من عوارض الطبيعه البشريه لم يكن يوما من الدهر محرما في شريعه
سماويه طالما كان مقتضيه صحيحا ولهذا قال الله _تعالى_ عن اهل الجنه: “وقالوا الحمد لله
الذي اذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور” [فاطر:34] وقال لخير النبيين _صلى الله عليه
وسلم_: “يا ايها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر”،[المائده:41] بل قال _تعالى_: “قد نعلم
انه ليحزنك الذي يقولون فنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بيات الله يجحدون” [النعام:33] وفي الصحيح
عن انس _رضي الله عنه_ قال: قنت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ شهرا حين
قتل القراء فما ريت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ حزن حزنا قط اشد منه(1)
وقال _تعالى_ فيما اخبر به عن نبيه وصديق هذه المه: “…ذ يقول لصاحبه لا تحزن
ان الله معنا” [التوبه:40] وقال للمؤمنين: “ولا تهنوا ولا تحزنوا ونتم العلون ان كنتم مؤمنين”
[ل عمران:139] “ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم عليه
تولوا وعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون” [التوبه:92].

فليس الحزن مختصا بضعفاء اليمان او الفجار بل هو مختص بمن ركب فيه الحساس فلا
غضاضه في الحزن اذن فقد حزن النبياء وحزن الصديقون وحزن الصالحون قبل وبعد يعقوب _عليه
السلام_.

فالحزن عارض بشري يعرض للتقي والفاجر والمسلم والكافر فن كان منشو الحزن امر لايد للمرء
فيه كقضاء كوني نزل فصابه او كان منشؤه مشروعا كجهاد قتل فيه ابنه كان صبر
المسلم على الحزن خيرا له وكان حزنه سببا في تكفير سيئاته فعن صهيب قال: قال
رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: “عجبا لمر المؤمن! ان امره كله خير وليس ذاك
لحد الا للمؤمن ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له ون اصابته ضراء صبر فكان
خيرا له”(2).

ما ان كان منشو الحزن معصيه فنه اما ان يحزن على مقارفتها او على فوتها
فن حزن على مقارفته لها فهذا من جنس الول؛ لنه متعلق بالندم على الذنب وهو
احد اركان التوبه وما ان كان الحزن على فوتها فذلك حزن محرم وثره المترتب عليه
مؤاخذ به العبد ومثله الحزن على فعل واجب لا لعارض او الحزن على قضاء كوني
هو خير للمؤمنين او شر على الكافرين وقد جاء في الحديث: “نما الدنيا لربعه نفر…
وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي
فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بخبث المنازل” قال:
“وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول: لو ان لي مالا لعملت فيه
بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء”(3).

والذي يحزن على فوت المعصيه يشبه من عقد العزم على فعلها وليست عنده اسبابها وقد
امرت الملائكه لوطا لما جاءت تجعل قريه قومه عاليها سافلها بلا يحزن قالوا: “قالوا لاتخف
ولاتحزن انا منجوك وهلك الا امرتك” [العنكبوت:33] وقال الله _تعالى_: “فمن تبع هداي فلا خوف
عليه ولا هم يحزنون” [البقره: 38] وقال _سبحانه_: “ولا تهنوا ولا تحزنوا ونتم العلون ان
كنتم مؤمنين” [ل عمران:139].

وقد جعل من اسباب ذم المنافقين والكافرين فرحهم بما يسوء المسلمين والحزن بما يفرحهم من
قبيله قال الله _تعالى_: “ن تصبك حسنه تسؤهم ون تصبك مصيبه يقولوا قد اخذنا امرنا
من قبل ويتولوا وهم فرحون” [التوبه:50] وقال: “ن تمسسكم حسنه تسؤهم ون تصبكم سيئه يفرحوا
بها ون تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا ان الله بما يعملون محيط” [ل عمران:120]
وقال: “فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا ان يجاهدوا بموالهم ونفسهم في سبيل الله
وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم اشد حرا لو كانوا يفقهون” [التوبه:81].

والشاهد ان الحزن عارض كاللم غير مرغوب فيه او مرغب اليه من حيث هو كالجوع
والعطش بل هو مصيبه من جمله المصائب ولهذا قال _صلى الله عليه وسلم_ كما في
حديث ابي هريره: “ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا
اذى ولا غم حتى الشوكه يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه”(4).

وذا كان كذلك فن على المسلم ان يدافعه –يا كان منشؤه- ما اطاق او يكظمه
ما استطاع كما ان عليه لا يخرج به –ون كان منشؤه مباحا او محمودا- عن
حدود الشرع فهذا ممنوع فن كان الذي يجوع لا يسوغ له ان يكل الخنزير بل
عليه ان يتخير من الحلال الطيب مع ان اكل الخنزير قد يكون سببا للشبع فكذلك
المحزون ليس له ان يذهب حزنه بمحرم.

ولئن قتل الجائع نفسا بحجه الجوع او قارف جرما اخر ليس سببا للشبع بحجه الجوع
كان ذلك من القبح بمكان اظهر. فكذلك الذي يحزن ليس له ان يتكلم بما لايليق
وليس له ان يشق ثوبا او يلطم وجها او يفعل فعلا يخرج به الى حد
التسخط والجزع فتلك افعال محرمه ولا علاقه لها بدفع الحزن كحال من يجوع فيقارف جرما
ليس سببا للشبع بل تلك الفعال مع الحزن اشد حرمه لما تضمنته من الحرمه ولما
اشتملت عليه من تسخط قدر الله فنسل الله ان يعافينا ولا يبتلي ضعفنا ون يلهم
المصابين الصبر ون يكتب لهم عظيم الجر ون يذهب عنا وعنهم الحزن انا ربنا لغفور
شكور.

الصبر الحزن فرجا - الصبر على البلاء 17743 1

 

  • لا تحزنو حزن العالم
السابق
حكم واقوال , اقوال و حكم الفلاسفة
التالي
كيف اعمل بحث عن موضوع , طريقة عمل بحث