الحركة العلمية في العصر العباسي و روادها وحواضرها

 

صورة1

 



من بين المجالات العلمية التي بزغت ابان العصر العباسى علمي الطب و الصيدله، و يرجع هذا الي الترجمة التي بلغت فالعصر العباسي شانا عظميا منذ خلافة ابي جعفر المنصور الذي كلف “جورجيس بن بختيشوع النسطورى” بتعريب كتب كثيرة فالطب عن الفارسيه، و توارثت اسرتة بعد هذا الترجمة و الاتيف و التدريس. و يعتبر عهد الخليفة المامون العصر الذهبي لازدهار حركة الترجمة و الانفاق عليها بسخاء، و ربما برز فمجال الترجمة و الاتيف “ابو يعقوب يوحنا بن ما سويه” الطبيب المسيحى الدمشقى، الذي عهد الية الرشيد بترجمة العديد من كتب الاطباء و الحكماء مثل: “ابقراط”، و ”جالينوس”، و غيرهما و خلف “يوحنا” تلميذة حنين بن اسحاق العبادى الملقب بشيخ تراجمة العصر العباسى. و لم يقتصر تاثير حركة الترجمة العلمية علي اثراء المكتبات و المدارس بجل تراث القدماء، و لكن التاثير ظهر فصورة اهم من ذلك، و هي استيعاب القديم، و الانطلاق بخطي سريعة الي عهد جديد فالتاليف الطبى. و بلغ الاتيف بعد هذا قمتة كما و كيفا بفضل عدد كبير من المبرزين فعلوم الطب تميزوا بغزارة انتاجهم، و عظمة ابتكاراتهم، و سلامة منهجهم و تفكيرهم.

وسنكتفي بضرب المثل من بين اعمال اشهر اربعة من الاطباء المسلمين هم: جالينوس العرب ابو بكر الرازي ، و عميد الجراحة العربية ابو القاسم الزهراوي ، و الشيخ الرئيس ابن سينا الملقب بالشيخ الرئيس , و نابغة عصرة فالطب ابن النفيس و ابن الجزار القيرواني. لقد قدم هولاء الرواد مع غيرهم خدمات جليلة للحضارة الانسانية تتمثل فمولفاتهم القيمة التي نهلت منها اوروبا فالقرون الوسطي و ظل معظهما يدرس فالجامعات الاوربية حتي عهد قريب.


زهراوي

ابو القاسم خلف بن عباس الزهراوى هو فخر الجراحة العربيه، و يعتبر كتابة “التصريف لمن عجز عن الاتيف” اكبر مولفاتة و اشهرها؛ فهو موسوعة طبية تقع فثلاثين جزءا و مزودة باكثر من ما ئتي شكل للادوات و الالات الجراحية التي كان يستعملها الزهراوي و معظهما من ابتكاره، و لقد حظي ذلك الكتاب باهتمام كبير لدي اطباء اوروبا و ترجم الي اللاتينيه.


ابن سينا

ابو علي الحسين بن عبدالله بن سينا و هو الملقب بالشيخ الرئيس، و العالم الثالث للانسانية بعد ارسطو و الفارابى. و مولفاتة تمتاز بالدقة و التعمق و السلاسة و حسن الترتيب، و هي كثيرة اشهرها كتاب القانون فالطب الذي فضلة العرب علي ما سبقة من مولفاتة لانة يجمع بين خلاصة الفكر اليونانى، و يمثل غاية ما و صلت الية الحضارة العربية الاسلامية فمجال الطب. و يقع الكتاب فخمسة اجزاء تتناول علوم التشريح، و وظائف الاعضاء، و طبائع الامراض، و الصحه، و العلاج. و كتب ابن سينا فالطب ظلت المرجع العالمي لعدة قرون، و اعتمدتها جامعات فرنسا و ايطاليا و بلجيكا اساسا للتعليم حتي اواخر القرن الثامن عشر


ابن النفيس

هو علاء الدين ابو الحسن علي بن ابي الحزم القرشي المصرى، و كتب ابن النفيس فالطب عديدة و متنوعة منها: كتاب فالرمد: و ثان فالغذاء، و ثالث فشرح فصول ابقراط، و رابع فمسائل “حنين بن اسحاق”، و خامس فتفاسير العلل و الاسباب و الامراض، و من اشهر اعمال ابن النفيس “موجز القانون”، و هو اختصار “القانون” لابن سينا و فكتاب “شرح تشريح القانون” اهتم ابن النفيس بالقسم المتعلق بتشريح القلب و الحنجرة و الرئتين و توصل الي كشف الدورة الدموية الرئويه. و بالاضافة الي هولاء الاقطاب يوجد عدد هائل من الاطباء المسلمين الذين نبغوا فمختلف مجالات الطب و تركوا بصماتهم المميزة فالكثير من الابتكارات الاصيلة و المولفات الصافية التي اعتمد عليها الغرب. منهم: “زاد المسافر” لابن الجزار القيرواني، و ”تقويم الصحه” لابن بطلان، و ”تقويم الابدان” لابن جزلة و “تذكرة الكحال” و ”المنتخب فعلاج امراض العين” لعمار بن علي الموصلي و غيرهم كثير.


منهج الاتيف و البحث فعلوم الطب و الصيدله

اتخذ الاطباء و الصيادلة منهاجا قائما علي اساس علمي سليم يقوم علي بيان اثر التغذية فالاسقام و الابراء، و منهم من كان يعتمد فو صف العلاج علي تنظيم الغذاء بدلا من الاعتماد الكلي علي الادوية المفردة او المركبه. فقال الرازى: “مهما قدرت ان تعالج بالاغذية فلا تعالج بالادويه، و مهما قدرت ان تعالج بدواء مفرد فلا تعالج بدواء مركب”، بالاضافة الي هذا اتبع العلماء من صيادلة و اطباء منهجا علميا يقوم علي التجربة و المشاهده، و ربما انعكست جميع هذة الفلسفات فكل ما كتب عن علم العقاقير و العلاج بالادوية سواء ضمن الاتيف الطبية او فمصنفات مستقله، الامر الذي جعل هذة المصنفات تحظي باهتمام علماء الشرق و الغرب.

وقد مر علم الصيدلة شانة شان العلوم الاخري بمرحلة الترجمة بعدها مرحلة التلخيص و الشرح، و اخيرا و صل الي مرحلة الكشف و الابتكار فالعصر الذهبي للحضارة الاسلامية ابتداء من القرن العاشر الميلادي و حتي اواخر القرن الثالث عشر. فبالنسبة لمرحلة الترجمة فقد نقل حنين بن اسحاق كتاب “ذياسقوريذوس” عن “الادوية المفرده” و نقل مرة اخري ايام عبدالرحمن الثالث. و ايضا اهتم “حنين بن اسحاق” بترجمة مولفات “جالينوس” فالطب و الصيدله.

ثم جاءت بعد هذا مرحلة التلخيص و الشرح، و ربما تميز فيها القرن الثاني الهجرى، اذ و ضع حنين بن اسحاق كتابا فتدبير الناقهين و فالادوية المسهلة و الاغذية و وضع يوحنا بن ما سوية كتاب “الاغذيه” و صنف علي بن الطبري كتاب “منافع الاطعمة =و الاشربة و العقاقير” و كان على استاذا لابي بكر الرازي و الكندي الذي الف كتابا ف“الغذاء و الدواء” و كتاب “الابخرة المصلحة للجو من الاوباء”، و كتاب “الادوية المشفية من الروائح الموذيه”، و كتاب “طريقة اسهال الادويه”، و كتاب “اشفية السموم” و كتاب ف“الاقربازين” و كلها جاء ذكرها فكتاب “اخبار العلماء باخبار الحكماء” للقفطى. و وصل التقدم الي مرحلة النضوج الفكري و العلمي و المقدرة علي الابتكار و استخلاص النظريات السليمة بعد بحث و نقد و تجربه. فقد ظهر الكثير من نوابغ الطب و الصيدلة و اثروا المكتبة العربية و الاسلامية بانتاتجهم الغزير و دراساتهم الاصيله، و من هذا علي سبيل المثال:

1-كتاب “منافع الاغذيه” لابي بكر الرازى، و يتكون من (19) بابا، يتحدث فية عن منافع الكثير من الاطعمة =و يبين مضار هذة الاغذية و الاحوال التي ينبغي بها تناولها. و للرازى مولفات اخري مثل: “سر الاسرار”، و ”المرشد”، و ”صيدلة الطب”، و ”الحاوى”، و بها يعرض لصفات الادوية و الوانها و طعومها و روائحها و معادنها.

2-كتاب “الملكى” او “كامل الصناعة الطبيه” لعلى بن العباس المجوسي، خصص الجزء الثاني منة للمداواة و طرق العلاج.

3-وهنالك مولفات اخري عديدة لا يتسع المجال لحصرها مثل: كتاب “التصريف” للزهراوي، و فية تحدث عن الادوية بانواعها المختلفة و طبائعها و مثل: “نزهة النفوس و الافكار من معرفة النبات و الاحجار و الاشجار” لعبد الرحمن الداوودى الاندلسي، و ”تذكرة اولي الالباب”، و ”الجامع للعجب العجاب” لداوود الانطاكي، و ”الافادة و الاعتبار” للبغدادى، و ”الجامع لصفات اشتات النبات” للادريسي، و ”الجامع فالاشربة و المعجونات” لابن زهر، و ”الادوية المفرده” لابن و افد، و ”العقاقير” لماسوية المارديتى و مولفات ابن البيطار.

ويتضح من المولفات الطبية العديدة التي و صلتنا من تراث الحضارة العربية الاسلامية ان المنهج التجريبي فادق تفاصيلة المعروفة لنا حاليا كان هو اسلوب المسلمين فممارسة الطب و تدريسه. و ينقسم الاطباء من هذة الزاوية الي مجموعتين فراي “سارتون”.

الاول مجموعة الممارسين الذين اهتموا فالمقام الاول بالمريض و التشخيص و العلاج معتمدين علي المشاهدات و الملاحظات، و الفلسفة عندهم و سيلة لبلوغ هذة الغاية و يمثل هذا ابوبكرالرازى.

والفريق الثاني فريق المدرسين الذين درسوا الطب علي انه جزء من المعرفة لاغني عنه، و سعيهم الي استكمال المعرفة فمارسوة باسلوب منطقى، لهذا اطلق عليهم “الفلاسفة الاطباء” و يمثلهم ابن سينا. و جلي ان كلا الفريقين يتبع المنهج التجربيى.

ويوكد ابن سينا علي اهمية اتباع المنهج التجربيي و التريث قبل استخلاص النتائج فيقول: “علينا الا نثق بنتائج تحليل البول الا بشروط: ان يصبح البول اول بول المريض، و الا يصبح المريض ربما شرب ماء بكثره، و يحب علي المريض الا يقوم بحركات خاصة او يتبع نظام علي غير عادته، و ايضا البراز”.

واسلوب الرازي لا يختلف هو الاخر عن اسلوب الطب الحديث الذي يتبعة الاطباء المعاصرون، فهو يري ان الطبيب يحتاج فاستدلال علل الاعضاء الباطنة الي العلم بجواهرها اولا، بان تكون شوهدت بالتشريح، و الي العلم بمواضعها من البدن، و الي العلم بافعالها، و الي العلم باعظامها، و الي العلم بما تحتوي علية المورفولوجيا، و الي العلم بفضولها لانة من لا يعرف هذا لم يكن علاجة علي صواب.

ومن ناحية اخري ادرك اطباء العرب و المسلمين ان الطب السريرى، و التعرف علي تاريخ المرض، و تسجيل الملاحظات الاكلينيكيه، و نتائج الفحوص، و المعاينه، و مراقبة تغيراتها هي امور لا ممكن الاستغناء عنها. و كان الرازي بارعا فذلك. كما كان الرازي هو اول من جرب تاثير العقاقير الحديثة علي الحيوان و خصوصا علي القرده، و هذا لاستخلاص النتائج التي يستصوبها قبل ان يصف العلاج للانسان. و ادراكا من العرب و المسلمين فعصر النهضة لاهمية الكيفية العملية الي جانب الدراسة النظرية فتعليم الطب؛ فانهم ادخلوا نظام الامتحانات و اعطاء الاجازات بعد اكتشاف الخبرة من مخالطة المرضي فالمستشفيات و مقارنة ما تلقوة نظريا بما يشاهدونة عمليا. و فالحالات المرضية المستعصية او العمليات الجراحية ال كبار كان يستدعي عدد من الاطباء المتخصصين للتشاور علي قرار “الكونسلتو”.

[عدل]

ماثر الحضارة الاسلامية فالطب و الصيدله

كان العلماء المسلمون فمجال الطب القدح المعلى، سواء ففن الترجمة و الاتيف، او فاتباع المنهج العلمي السليم، او فالسبق الي الكثير من الاكتشافات و الاختراعات التي لا يزال العالم ينعم بثمارها و فوائدها حتي الان.

اهم الاثار و الماثر علي سبيل المثال لا الحصر التي اثرت بصورة مباشرة فيما يسمي بعصر النهضة الاوربية و اصبحت الاساس العلمي الذي قام علية الطب:

1- اتباع المنهج العلمي التجريبي سواء فالتاليف، او فالبحث و التطبيق حيث كانت تجري الاختبارات علي الادوية قبل استعمالها لمعرفة طبائعها، و مدي صلاحيتها، و قوة تاثيرها، و اثارها الجانبيه، و قوتها الشفائيه. بجانب تغليف الادوية المرة بغلاف من السكر او عصير الفاكهة لكي يستسيغها المرضي كما فعل الرازى، او تغليفها بالذهب و الفضة المفيدين للقلب كما فعل ابن سينا.

2- الاخذ بنظام التخصص فالطب و عدم السماح بممارستة الا بعد اجتياز امتحان فكتب التخصص المعروفة للتاكد من سعة ثقافة الطلاب النظرية و العملية فمجال تخصصهم. و ايضا اهتموا بالصيدلة كعلم مستقل له قواعدة و فحلوة و منهاجة العلمي السليم القائم علي المشاهدة و التجربة و وضعوا علم “الاقرباذين”، مع تنظيم مهنة الصيدلة و اخضاعها لنظام الحسبة لتفادي غش الادوية و الاتجار بها و اختيار نقيب للصيادله.

3- الاهتمام بعلم التشريح و التشريح المقارن و جعل دراستة اساسا لكل فروع الطب و ممارستة ضرورية لفهم و ظائف الاعضاء.

4-تقدم علم الجراحة و رفع شانة بين فروع الطب بفضل الكثير من الاطباء العرب و المسلمين الذين برعوا فاجراء العمليات الجراحية بالات و ادوات مناسبة و استعملوا الاوتار الجلدية و امعاء القطط و الحيوانات الاخري فتحنيط الجروح.

5- اكتشاف الدورة الدموية الصغري علي يد ابن النفيس الذي سجلة فكتابة الشهير “شرح تشريح القانون”. و توصلوا فالصيدلة الىعمل الترياق المولف من عشرات الادويه، ايضا “شراب الاصول” الذي الفة موسي بن العازر فعهد المعز العلوي، و يذكر جمال القفطي ان الرشيد عندما اصيب بصداع ذات يوم شديد الحر و كاد الصداع يذهب بصرة فاحضر له كل الاطباء و لكنهم اختلفوا حولة فقام “ابو قريش عيسي الصيدلاني” و دعا بدهن بنفسج و ماء و رد و خل خمر و جعلها فمضربة و ضربها علي راحتة حتي اختلط الجميع و وضعها علي راسة حتي سكن الصداع و شفى. و اكتشفوا الكثير من العقاقير التي لا تزال تحتفظ باسمائها العربية فاللغات الاجنبية مثل: الحناء، و الحنظل، و الكافور، و الكركم، و الكمون.

6- اكتشاف طفيلية “الانكلستوما” علي يد الشيخ الرئيس ابن سينا الذي و صفها بالتفصيل لاول مرة فىكتابة “القانون فالطب” و سماها الدودة المستديره، و تحدث عن اعراض المرض الي تسببه.

7- اكتشاف مرض الجدري و وصف الاعرض التي تميز بينة و بين مريض الحصبة لتشابة الاطوار الاولي للمرضين، و ربما سجل الرازي ذلك الاكتشاف فرسالة هي الاولي من نوعها عن الجدري و الحصبه، و اشار الي انتقالهما بالعدوى، و الي التشوهات التي تحدث من جرائهما.

8- الاهتداء الي العديد من الامراض الباطنية و الجلدية و الامراض المعدية او السارية كما سموها؛ فاكتشف ابن زهر سرطان المعده، و اكتشف ابن سينا داء الفيلاريا و الجمرة الخبيثة المسببة للحمي الفارسيه. و اكتشف الطبري الحشرات المسببة لداء الجرب، و عالجة “ابن زهر”، و ادرك الطبيب الاندلسى “ابن الخطيب” خطر العدوي بالطاعون الذي انتشر عام (1345م). و يرجع الفضل للاطباء المسلمين فانهم حققوا نجاحات كبار فمجال التشخيص المقارن للامراض المتشابهة فاعراضها كالجدري و الحصبة و التهاب الكبد و الالتهاب الرئوي و البللوراوى، و حالات الروماتيزم’ و مرض النقرس. و اهتم علماء المسلمين بتحضير ادوية حديثة من اصول نباتية و معدنية و حيوانية و ابتكار المعالجة المعتمدة علي الكيمياء الطبية و يعتبر الرازي اول من جعل الكيمياء فخدمة الطب فاستحضر العديد من المركبات.

9- الاهتمام بطب الامراض العبنوتة و اثر الوهم و العوامل النفسية فاحداث الامراض العضويه. و يعتبر ابو بكر الرازى اول من و ضع اصول ذلك العلم و الف فية كتابا اسماة “الطب الروحانى”. ايضا دراسة ابن سينا للنبض و حالاتة دراسة و افية و بين اثر العوامل النفسية فاضطرابه، و توسع فدراسة الامراض العبنوتة و النفسيه.

10- تحقيق اكتشافات عظيمة و تجديدات هامة فطب النساء و التوليد و طب الاطفال. فقد درس ابن سينا احوال العقم و عرف ان حالة منها تنشا من فقدان الوفاق النفسي و الطبيعي بين الزوجين. و ابو القاسم الزهراوى امير الجراحة ادخل الات جديدة و علاجات حديثة و طور طرق التوليد، و اوصي بولادة الحوض و لكنها نسبت لغيرة و عرفت بكيفية “فالشر”. كما اهتم الاطباء المسلمون بطب الاطفال.

11- اقامة المستشفيات كدور لعلاج المرضي و معاهد لتعليم الطب و الحقوا فيها الصيدليات . و من بين المستشفيات ما كان ثابتا فالمكان الذي اقيم علية او متنقلا من مكان لاخر، و اول مستوصف فالاسلام هو الذي امر الرسول علية السلام بانشائة خلال معركة الخندق (5ه) علي هيئة خيمه، و تطورت المستشفيات فعهد العباسيين تطورا كبيرا و تزايد عددها فحواضر العالم الاسلامى.= الرازي =

اشتهر فالطب و الكيمياء و جمع بينهما و بلغت مولفاتة الطبية (56) كتابا اشهرها: كتاب “الحاوى” و يقع فعشرة اجزاء يختص جميع منها بطب عضو او اكثر. و كتاب “المنصورى” و هو عشر مواضيع فتشريح اعضاء الجسم كلها اهداها الرازي الي المنصور بن اسحاق حوالي عام(293ه). و رسالة “الجدري و الحصبه”، اول بحث فتاريخ الامراض الوبائيه. و كتاب “الحصي فالكلي و المثانه”.

وباقي كتب الرازي لا تقل اهمية عن كتبة المذكوره، فمثلا كتاب “برء ساعه” و فكتب “الي من لا يحضرة الطبيب”، و ”الطب الملوكى” و ”فى قصص و حياة المرضى” اشتملت علي موضوعات حديثة تشهد بعبقرية الرازي و اجادتة و امانتة و اصالة منهجة العلمي فالتاليف و البحث و ظلت مكانتة فالقمة و وضعة المستشرقون و المشتغلون بتاريخ الطب اعظم طبيب انجبتة النهضة العلمية الاسلاميه.


الرجوع الي اعلي الصفحة اذهب الي الاسفل


http://www.cheikh0aissa.yoo7.com


djman


مدير المنتدى


مدير المنتدى


تاريخ التسجيل: 11/09/2009


العمل/الترفيه: طالب


مساهمهموضوع: الحركة العلمية فالعصر العباسى الجمعة يناير 08, 2023 1:16 pm


استمرت الخلافة العباسية فالمشرق من سنة 132 الي 656 للهجرة اي مدة 524 سنه، و بقى للعباسيين بعد هذا الخلافة بمصر الي سنة 923 للهجره.

و تعد الدولة العباسية كما يقول ابن طباطبا كثيرة المحاسن، جمة المكارم، اسواق العلوم بها قائمه، و بضائع الاداب بها نافقه، و شعائر الدين بها معظمه، و الخيرات بها دائره، و الدنيا عامره، و الحرمات مرعيه، و الثغور محصنه، و ما زالت علي هذا حتي اواخر ايامها، فانتشر الشر، و اضطرب الامر.

كان تطور الفكر العربى فالعصر العباسى نتيجة لما مر علية من احداث سياسية و اجتماعيه, و من مظاهر تطور الفكر فالعصر العباسى ما يلى :


– اصبحت الترجمة عملا رسميا بعدما كان فالعصر الاموى عملا فرديا يقوم بة بعض الراغبين فيه, و ذلك ما ادي الي اكتساب كثيرا من العلوم و الاداب من البلاد المترجم عنها بفضل الرحلات و البعثات العلمية و اول من عنى بالترجمة من الخلفاء العباسيين ابو جعفر المنصور بعدها نشطت الترجمة فعهد هارون الرشيد و خاصة فعهد المامون

العصر العباسى الثاني

شهدت الحياة الفكرية فالعصر العباسى ازدهارا كبيرا فشتي الميادين، يعود سببة الي ظهور العديد من العلماء و المفكرين فمختلف العلوم و انتشار حركة الترجمة و اهتمام الخلفاء فيها ، اضافة الي التوسع فالتعليم العام و بناء المدارس و الموسسات الثقافية كدور العلم و الربط فضلا عن المساجد. و من العلماء البارزين فاللغة و الادب و الشعر الخليل بن احمد الفراهيدى فعلم النحو و العروض (نظم الشعر) و عمرو بن الجاحظ فالادب و البلاغة و الاصمعى فالادب و اللغه, كما تميز الامام بن ثابت الكوفى المعروف بابى حنيفة و القاضى ابى يوسف فعلم الفقه. اما شعراء ذلك العصر فمن ابرزهم ابو العتاهية و العباس بن الاحنف و ابو تمام الطائى و البحترى و المتنبى و الشريف الرضى و ابو العلاء المعرى و ابو نواس و من المورخين البارزين محمد بن جريرالطبرى و اليعقوبى و برز فالجغرافية المسعودى اما فالرياضيات و الفيزياء فقد برز ابو الحسن بن الهيثم و فعلم الجبر محمد بن موسي الخوارزمى و فالكيمياء جابر بن حيان و غيرهم كثيرون ممن ترجمت مولفاتهم الي اللغات الاوربية و استفيد منها فالنهضة الاوربية الحديثه. و ربما اهتم الخلفاء بالعلم و العلماء فقربوهم و شجعوهم فكان لذا اثرة الكبير علي الرقى الفكرى فهذا العصر، و ابرزهم الخليفة هارون الرشيد الذي اشتهر بتقريبة العلماء و الفقهاء و الادباء و الشعراء و الكتاب و تشجيعهم علي البحث و الاتيف و توفير جميع ما يحتاجون الية فبحوثهم و دراساتهم.

كانت الحياة العلمية زاخرة علي الرغم من الضعف السياسى فالعصر العباسى الثاني فقد امتزج الفكر العربى مع الفكر الاجنبى و شكلا حركة علمية و ادبية متكاملة و اصبحت دار الحكمة و دكاكين الوراقين و حلقات المساجد مصدرا عظيما فهذا العصر علي الرغم من ضعف الخطابة الا ان المواعظ تطورت و نشطت الرسائل الديوانية .

لم يكتف المسلمون بمجرد الترجمة بل كانوا يبدعون و يضيفون الي جميع علم يترجمونه. كما لعب المسلمون بهذا دورا كبيرا فخدمة الثقافة العالميه، فقد انقذوا هذة العلوم من فناء محقق، اذ تسلموا هذة الكتب فعصور الظلام، فبعثوا بها الحياه، و عن طريق معاهدهم و جامعاتهم و ابحاثهم و صلت هذة الدراسات الي اوروبا، فترجمت مجموعات كبار من اللغة العربية الي اللاتينيه، و ربما كان هذا اساسا لثقافة اوروبا الحديثه، و من اهم الاسباب التي ادت الي النهضة الاوروبية .

وانشئ فهذا العصر بيت =الحكمة و هو اول مجمع علمى و معة مرصد و مكتبة جامعة و هيئة للترجمه، و صل الي اوج نشاطة العلمى فالتصنيف و الترجمة فعهد المامون الذي اولاة اعتناء فائقه، و وهبة كثيرا من ما له و وقته، و كان يشرف علي بيت =الحكمة قيم يدير شئونه، و يختار من بين العلماء المتمكنين من اللغات. و ضم بيت =الحكمة الي جانب المترجمين النساخين و الخازنين الذين يتولون تخزين الكتب، و المجلدين و غيرهم من العاملين. و كان المرصد من اكبر المراصد الفلكية فذلك العصر، عمل فية اكبر علماء الفلك المسلمين و تمكنوا من خلالة من تفسير ظاهرة الجاذبيه، و تعيين خط العرض و قياس طول محيط الارض، و ظل بيت =الحكمة قائما حتي داهم المغول بغداد سنة 656 للهجرة الموافق 1258 للميلاد.

* الاسباب التي ادت الي نهضة الادب فالعصر العباسى الاول :


1- الامتزاج بين ابناء الامة العربية و غيرهم من الاجناس الاخري و نشاة جيل جديد من المولدين يحمل الخصائص العربية و الاجنبية ( كبشار بن برد و ابن الرومي


2- انتشار التطور الحضارى المادى كبناء القصور و الحدائق و التماثيل و النافورات و وصف الشعراء لكل هذة المظاهر مما اثري الدرس الادبى .


3- الرقى الثقافى الذي اتسعت افاقة عن طريق الاتيف و الترجمة و مجالس العلم و الثقافة .


4- تشجيع الحكام و الخلفاء للادب و تقديرهم للادباء و الشعراء و اعطائهم الاموال الكثيرة .


5- تنافس الادباء و الشعراء فيما بينهم لنيل المكانة و الحظوة لدي الحكام و الخلفاء .

اسباب تطور الحركة العلميه

: علي الرغم من الانحلال السياسى الذي اصاب الدولة العباسية فالعصر العباسى الثاني الا ان الادب شعرا و نثرا ظل مزدهرا و هذا لوجود عدة عوامل منها


حرص الخلفاء علي نقل العلوم عن الحضارات الاخري كالفارسية و الهندية و اليونانية .


تشجيع الترجمة و دراسة هذة الاثار و تحليلها و الاضافة عليها ، و لم يكن العرب مجرد ناقلين .


ازدهار الثقافة الدينية و الاهتمام بالتفسير و علوم الحديث .


ازدهار العلوم اللغوية و ظهور مدرستى البصرة و الكوفة فالنحو و الاهتمام بالنقد الادبى – ظهور تيار جديد فالشعر العربي، يسمي مذهب المحدثين ،احدث نوعا من التجديد فمنهج بناء القصيدة العربية ،واكثر من البديع


سمات الادب فهذا العصر


النضج العقلى و العلمي


اهتمام الحكام بالعلم و الثقافة و الفن و الادب


تعدد الحواضر الادبية من كالقاهرة و دمشق و حلب و قرطبة – التنافس الشديد بين الدويلات و منافستها بعضها البعض فجذب الشعراء و العلماء و الادباء و الفنانين


التنافس الشديد بين الشعراء و هذا ليحظوا بالمكانة المرموقه


ظهور فلتات فالشعر و الادب كالمتنبى و ابي العلاء المعرى

الادب فالعصر العباسى الثاني

اتسم الشعر فالعصر العباسى الثاني من حيث اغراضة بالتجديد فالموضوعات القديمة و ابداع موضوعات جديده

حيث تتمثل فالموضوعات القديمة التي تطورت : الرثاء و العتاب و الزهد

الموضوعات الحديثة التي ابتكرت و صف نوعيات الاكل و اللهو و وصف الحيوانات المتوحشة و الشعر التعليمى .

1- الشعر التعليمى :


حيث يحاول بعضهم كتابة التاريخ شعرا و من امثلة هذا قول احدهم فبعثة النبى (صلي الله علية و سلم )


ثم ازال الظلمة الضياء و عاودت جدتها الاشياء


اتاهم المنتخب الاواة محمد صلي علية الله


2- و صف الحيوانات المفترسة :


كقول البحترى فو صف معركة بين اسد و بين الفتح بن خاقان


فلم ار ضرغامين اصدق منكما عراكا اذا الهيابة النكس كذبا


3- و صف نوعيات من الطعام


حيث عرف العرب فهذا العصر نوعياتا من الاكل و الشراب لم يكن يعرفوها من قبل حيث كانت حياتهم تتسم بالبداوة و الاكل الذي يفتقر الي الانواع الاخري و مثال هذا بن الرومى حيث يقول و مرفقات كلهن مزخرف بالبيض منها ملبس و مدثر


4- و صف نوعيات من اللهو و اللعب :


حيث عرف العرب نوعيات من اللعب لم يعرفوها من قبل نتيجة تاثرهم بحياة الفرس حيث عرفوا الصولجان و عرفوا الشطرنج


ومن ايضا قول ابن الرومى :


تقتل الشاة حيث شئت من الرقعة طبا بالقتلة النكراء


5- شكوي الدهر :


وذلك نتيجة الفتن و الثورات و سوء الاحوال الاقتصادية و سيطرة الفرس مرة و الترك مرة و ضعف الحياة و الانقسام الذي ساد فجسد الدولة ظهرت شكوي الزمان و من امثلة هذا : قول المتنبي


صحب الناس قبلنا ذا الزمان و عناهم من امرنا ما عنانا


وتولوا بغصة كلهم منة و ان سر بعضهم احيانا


ما حدث من تطور للادب فالعصر العباسى الثاني ليس كما حدث فالعصر العباسى الاول، و ما حدث فالعصر الثاني كان اقل من ما حدث فالعصر الاول و لهذا ما كتب هنا مختصر جدا جدا .


اولا الشعر :


_ ازدهر شعر المديح فهذة الحقبة و شاع و كان له سبب و من هذة الاسباب ظهور الدول المستقلة ،وهذة الدول ظهرت بسبب ارتخاء قبضة السلطة المركزية فبغداد و سامراء .


_ و ظهر بسبب التعقيد السياسى و الاجتماعى الوان من الشعر معا هما شعر اللهو و المجون و شعر الزهد و التصوف .


_ و من ابرز ملامح تطور الشعر التي ظهرت فهذا العصر التجديد فالمعنى، و الميل الي الاوزان العروضية المجزوءة و ذات الاقاع السريع لكى يسهل غنائها،وظهور مجالات شعرية طريفة كالتامل الفلسفى العميق ،والهجاء الساخر و طرائف الرثاء كرثاء المفقود من اعضاء الانسان او شى من المتاع و اشهر من ابدع فهذا الفن ابن الرومى .


ثانيا:النثر – اما النثر فهذا العصر لم يتطور، غير انه ظهر فية الجاحظ الذي ابدع فالادب العربى و كان من اشهر كتبة البيان و التبيين و كتاب البخلاء و كتاب الحيوان، و الف ايضا الرسائل الادبية و منها كتاب القيان و تفضيل النطق علي الصمت .

رابعا : العتاب


هو ترك السخرية اللاذعة الي الدعابة و اتسع و احتوي علي خطرات نفسية و تاملات فكرية و من امثلة هذا قول ابي فراس يعاتب صديقا له :


لم اواخذك بالجفاء لانى و اثق منك بالوداد الصريح


فرائع العدو غير رائع و قبيح الصديق غير قبيح


الجوانب الفكرية و الادبية التي تاثرت بالحركة العلمية :

* الجانب الادبى :

– الشعر الفلسفى و الحكمى و التهكمى و الهزلى و التعليمي

– و صف القصور و كسر المقدمة الطلليه

– جودة فالالفاظ و سهولة العبارة (تاثرهم باللغة الفارسى )

– الاكثار من النظم بالاوزان الخفيفة .

* الجانب الفكري:

– ربط الكل ( الاسباب بالمسببات )

– اتباع الاساليب التصنيفيه

– النانق و التفخيم و التفصيل و الاطناب و اطالة المقدمات

– تنويع البدء و الختام

اهم الحواضر :

البصرة ، الكوفة ، بغداد ( اتساع نطاق الاتيف و وضع المصنفات)


الرجوع الي اعلي الصفحة اذهب الي الاسفل


http://www.cheikh0aissa.yoo7.com


djman


مدير المنتدى


مدير المنتدى


تاريخ التسجيل: 11/09/2009


العمل/الترفيه: طالب


مساهمهموضوع: الحركة العلميهوالفكرية فالعصر العباسى الجمعة يناير 08, 2023 1:20 pm


كان عصر المعتضد يموج بالحركة العلميه، و النشاط الثقافي، و الذي لم يتاثر بالانقلابات السياسية التي كانت تحدث فحركة الدوله، و كان الازدهار العلمى يمشي قدما الي الامام، يموج بالحركة و النشاط، و شهدت فترة المعتضد، و هى امتداد لفترة عمة و ابيه، تالق عدد كبير من النابهين فاللغة و الادب و التاريخ و الجغرافيا و الحديث، ياتى فمقدمتهم “الحافظ بن ابى الدنيا” المتوفي (281ه 894م) صاحب “حلية الاولياء”، و ”المبرد” اللغوى المشهور المتوفي (285ه 894م) امام النحاة فعصره، و صاحب كتاب “الامل”، و ”ابن و اضح اليعقوبي”، المتوفي (292ه 905م)، و كان من اكابر مورخى عصره، و نبغ “ثابت بن قره” الرياضى المشهور، و ابن الفقية الهمدانى الجغرافي، و كلاهما ربما توفى فسنة (287ه 900م).

ولمع فمجال الشعر كوكبة من اعظم شعراء العربيه، مثل: “ابن الرومي”، المتوفي سنة ( 283ه 896م)، الذي اشتهر بقدرتة علي توليد المعانى و ابتكار الاخيلة الجديده، و ”البحتري” المتوفي سنة (284 ه 897م) صاحب الديباجة الشعرية الرائعه، و الموسيقي العذبة الجميله.


المكتبات فالعصر العباسي


مع امتداد الفتوحات الاسلامية اطلع العرب و السلمون علي حضارات الامم السابقة و ترجموا ما استطاعوا الية سبيلا” فالفوا و ابدعوا حتي انتجوا للعالم اجمع حضارة لا يزال العلم الحديث يرتكز علي قواعدها و المبادئ التي سارت عليها

  • الحركة العلمية في العصر العباسي
  • حواضر الحركة العلمية في العصر العباسي
  • رواد الحركة العلمية في العصر العباسي
  • حواضر الحركة العلمية
  • حواظر الحركة العلمية في العصر العباسي
  • مظاهر طور العلوم في العصر العباسي
  • الحركة العلمية وانتشارها في الحواضر العربية في العهد العباسي وروادها
  • الجوانب التي برز فيها ابن سينا في مجال الطب
  • الثقافة الاسلامية وحواضرها
  • ابرز رواد الحركة العلمية في العصر العباسي


الحركة العلمية في العصر العباسي و روادها وحواضرها