بيعه العقبه الثانيه
تعددت الاحداث الاسلاميه قديما حيث عرفنا الهجره وعرفنا الاسراء والمعراج ولكن هل عرفتم البيعه الثانيه
فاليكم اروع المعلومات عن البيعه الثانثه بكل تفصيل
لقد وهبنا الله بخاتم المرسلين الذي تعددت مواقفه منها البيعه الثانيه :
و فى موسم الحج التالى وفد مع حجاج يثرب ثلاثه و سبعون رجلا, و امراتان
من المسلمين و معهم مصعب ليبايعوا رسول الله صلى الله عليه و سلم و سر
الرسول بانتشار الاسلام بين اهل يثرب ووجد فيهم المنعه و النصره و الحمايه, و وجد
المسلمون فى يثرب الملجا والملاذ والماوى فتاقت نفوسهم وهفت اليها افئدتهم و تمنوا ساعه الخلاص
تواعد الرسول و مسلمو يثرب اللقاء فى العقبه فى ليله الثاني عشر من ذى الحجه على
ان يكون سرا حتى لا تعلم قريش او مشركوا يثرب به فيفسدوه, ولما حان الموعد
بدا المسلمون يتسللون تسلل القطا-وهو طائر معروف بالخفه و الحذر-الى مكان الاجتماع و خرج اليهم
الرسول و معه عمه العباس وكان لا يزال مشركا و لكنه اراد ان يتثبت لابن
اخيه من اهل يثرب, و كان اول من تكلم فقال : يا معشر الخزرج, ان
محمدا منا حيث علمتم, و قد منعناه من قومنا ممن على مثل راينا فيه, فهو
فى عز من قومه و منعه فى بلده, و انه قد ابى الا الانحياز اليكم
و اللحاق بكم, فان كنتم ترون انكم وافون له بما دعوتموه اليه, و ما منعوه
ممن خالفه, فانتم و ما تحملتم من ذلك, و ان ترون انكم مسلموه و خاذلوه
بعد الخروج اليكم فمن الان فدعوه فانه فى عز و منعه من قومه و بلده,
فقال الخزرج للعباس, قد سمعنا ما قلت تكلم يا رسول الله فخذ لنفسك و لربك
ما احببت, فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:ابايعكم على ان تمنعونى مما تمنعون
منه نسائكم و ابنائكم, فاخذ البراء ابن معرور يده, و قال:نعم و الذى بعثك بالحق
لنمنعنك مما نمنع منه ازرنا- كنايه عن انفسهم ونسائهم-فبايعنا يا رسول الله, فنحن والله ابناء
الحروب, و اهل الحلقه ورثناها كابرا عن كابر
واراد الانصار ان يستوثقوا لانفسهم ايضا من الرسول فقال ابو الهيثم بن التيهان : يا
رسول الله ان بيننا و بين الرجال حبالا و انا قاطعوها(يريد اليهود)فهل عسيت ان نحن
فعلنا ذلك ثم اظهرك الله ان ترجع الى قومك و تدعنا فتبسم رسول الله صلى
الله عليه و سلم و قال:”الدم الدم والهدم الهدم”,يعنى انا منكم و انتم منى احارب
من حاربتم و اسالم من سالمتم
وقال العباس بن عباده الانصارى, موكدا البيعه فى اعناق الانصار:يا معشر الخزرج هل تدرون علام
تبايعون هذا الرجل, قالوا:نعم, قال:انكم تبايعونه على حرب الاحمر و الاسود من الناس, فان كنتم
ترون انكم اذا انهكت اموالكم مصيبه,واشرافكم قتلا, اسلمتموه فمن الان, فهو و الله خزي فى
الدنيا و الاخره ان فعلتم, و ان كنتم ترون انكم وافون له بما دعوتموه اليه
على نهكه الاموال و قتل الاشراف فخذوه, فهو و الله خير فى الدنيا و الاخره
فاجاب الانصار : ناخذه على مصيبه الاموال و قتل الاشراف, ابسط يدك يا رسول الله
لنبايعك فبسط يده فبايعوه
وطلب الرسول ان يختاروا من بينهم اثنى عشر نقيبا فاختاروا تسعه من الخزرج و ثلاثه
من الاوس,و قال الرسول لهم:انتم كفلاء على قومكم ككفاله الحواريين لعيسى بن مريم فاجابوه
وفى الصباح علمت قريش بامر البيعه و ان اهل يثرب قد بايعوا محمدا ليخرج اليهم
و يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم و اولادهم, فوقع فى ايديهم و طاش صوابهم و
خرجوا مسرعين الى منازل اهل يثرب يسالونهم:انا قد بلغنا انكم قد جئتم الى صاحبنا هذا
تستخرجوه من بين اظهرنا و تبايعوه على حربنا, وانا و الله ما من حي من
العرب ابغض الينا ان تنشب الحرب بيننا و بينهم منكم, فسكت المسلمون و قام اهل
يثرب يحلفون لهم ما كان من هذا من شئ, و ما علمناه, وعاد اهل يثرب
الى بلدهم, و لكن قريشا تيقنت خبر البيعه فخرجوا عليهم يظفرون باهل يثرب و لكنهم
لم يدركوا منهم الا سعد بن عباده فكتفوه و عادوا به الى مكه يضربونه و
يجرونه من شعره و لم يخلصه من بين ايديهم الا مطعم بن عدى الذى اجاره
فعاد الى يثرب
هكذا وتمت بيعه العقبه الثانيه و اصبحت هجره الرسول و المسلمين امرا محققا .