مقال تعبير عن الصبر
المفهوم الشائع و العامي عن الصبر
وعندما يطرح فالحاديث، فمن الطبيعي ن يحرك المسلم و يبعث فنفسة الرغبة للتعرف لية و السعى للاتصاف به.
وللسف، فقد تعرض ذلك المفهوم كغيرة من المفاهيم للتحريف الذي ابتليت فيه غلب المفاهيم السلاميه، و ممكن القول بخصوص مفهوم الصبر نة مسخ و حرف معناه، فانقلب رسا على عقب.الفهم الشائع و العامي للصبر
يعرف الصبر عادة بنة تحمل اللام و المرارات. و ذلك التعريف و الفهم يمتزج بالبهام و الغموض لي حد كبير بحيث يسمح لكل من يريد، ن يوجهة لي معان مختلفه، بل متضاده. فذا طرح مفهوم الصبر فى مجتمع يعيش الظلم و القهر، و يخضع لشكال الفساد و الانحلال بشكل خاطئ، يتحول لي عامل مهم يستعملة الظالمون و المفسدون للاستمرار فالسيطرة و القمع، و يكون عاملا مساعدا للتخلف و الركون و بقاء حالة الفساد و الانحطاط. و عندما يطلب من شعب يعانى الفقر و الحرمان و التخلف ن عليك الصبر، و هو غائص فمستنقع الضياع و الانحراف و غارق فالمظالم التي تتسبب فيها زمرة الظالمين عديمو الشرف و النسانيه، فن و ل ما يفهم من هذي الموعظة كجراء عملى ن عليهم تحمل المرارات و اللام و الظروف القاسية المهلكة التي تمارس و تفرض عليهم. و تكون النتيجة يضا ن ذلك المجتمع ليس نة لن يتحرك نحو الثورة ضد الوضاع السيئة للتخلص و النجاة من ذلك الظلام و الضياع فحسب، بل سيتوهم و يمني نفسة بنة مجور و مثاب عند الله على هذا الصبر يضا و عليه، ينزوى و لا يبالى بما يحدث و لا يكترث بما يحصل حوله، و يعيش حالة من الرضا و السرور و يظن هذا فوزا عظيما له.
ومن الواضح ن شيوع و انتشار كهذه الروحية فالمجتمع سيعود بنفع كبير على الطبقات الظالمة التي تريد الحفاظ على امتيازاتها. و يبقي الضرر نصيب الطبقات المستضعفة المظلومه.
ومن المؤسف ن ذلك الفهم الخاطئ المستلزم لهذه الثار و النتائج فالمجتمع، يطغي فعصرنا الحالى على المجتمعات السلاميه. كما ن طرح ى معني خر للصبر و ن كان مقبولا و منطقيا عند من لم يسبق بالتعرف لي ذلك الموضع يحتاج لي العديد من المقدمات و الدلة لولئك الذين لم يتعرفوا لي التعاليم و المعارف السلامية بشكل صحيح. و ربما يصبح البحث معهم فغلب الحيان لا طائل و راءه.
وذا ردنا الاطلاع على اليات و الروايات التي تناولت مفهوم الصبر بشكل جامع و شمولي، فننا سنتعجب بعدين من ذلك التحريف النبوى الذي ربما وصل لي درجات خطره.
نظرة عامة على المصادر التي تطرح الصبر
ذا فهمنا معنى الصبر وتبين لنا و فق ما طرح بوضوح و من دون شائبة فاليات القرنية و الروايات المنقوله عن الئمه (عليه السلام) سنصل لي نتيجة تخالف كليا ما هو رائج و شائع بين الناس. و عندما ننطلق من الرؤية القرنية و الروائية سنشاهد ن الصبرهو هذا العمود الحديد الذي يقلب كبر الصخور و ثقلها، و يقوم برفع الموانع و العواتق الكبرى، و يواجة المشكلات و يتجاوزها بكل سهولة محققا النتائج اليجابية تماما.
وحينها سيصبح مفتاحا لكل بواب السعادة و الخير للمجتمع المظلوم و الضال. كما كان من الممكن ن يصبح مفتاح بواب الشقاء و التعاسة للمجتمع بسره. و بفهمة فهما صحيحا فنة سيغدو المانع و الرادع و المقلق لكل القوي الشريرة السيئه.
وللتعرف لي مفهوم الصبر ومضمونة و ميادينة التي يصبح بها الحل الوحيد المفيد و النافع، علينا الرجوع لي القرن و حاديث هل المنزل (عليهم السلام) والوقوف عليها و التدقيق فيها. فحينها ممكن ثبات المعني الصحيح لهذا المفهوم. ما فيما يتعلق بالقرن الكريم، فقد تي على ذكر الصبر والصابرين فكثر من سبعين ية بشكل مباشر و صريح مع مدح هذي الصفة و المتصفين بها، كما ذكرت الثار و النتائج القريبة لها و المواقع التي تزيد و تكبر المل فالذين يتمسكون بها. و لكن، لن تعرض فهذا البحث المختصر لي اليات القرنية و شرحها، بل سكتفى بالتدقيق فالروايات و استنباط المعاني و الدلالات منها. و انتهاجى هذي الكيفية مردة لي مرين.
الول: ن الوقوف و التدقيق فاليات القرنية التي تناولت مفهوم الصبر يستلزم الدخول فبحث و اسع و يحتاج لي فرصة و سع.
الثاني: اعتمادنا على الروايات يساهم فرفع النسيان و الهمال الذي تعرضت له حاديث المعصومين حيث خلت البحاث و الدراسات السلامية الخيرة منها، و يبين طريقة الاستفادة من روايات الشيعة لولئك الذين لم يطلعوا على الدور الوضاء و الهادى للحديث.
المفهوم الجمالى للصبر
بناء على مجموع الروايات التي و صلتنا، يمكننا ن نعرف الصبر بهذا النحو: هو مقاومة النسان المتكامل (السالك طريق الكمال) للدوافع الشريرة المفسدة و المنحطه.
وكمثال على هذا يمكننا ن نشبة ذلك المر بشخص يريد تسلق جبل. فثناء تسلقة للوصول لي القمم العليا يوجد موانع مصاعب، قسم منها يتعلق بهذا المتسلق و ينبع من نفسه، و القسم الخر يرجع لي العوامل الخارجيه، فيعملان معا على الحد من حركته.
ما ما يرجع لي النسان نفسه، فهو طلب الراحة و الخوف و اليس من الوصول لي الهدف، و الهواء المختلفة التي تعمل على منعة من الاستمرار فالتسلق و الصعود، حيث تنخفض حرارة الاندفاع و البواعث بسبب استمرار تلك الفكار و الوساوس. ما فيما يرجع لي العوامل الخارجيه، فهنالك الصخور الضخمة و الذئاب و الشواك و قطاع الطرق و مثالها. جميع منها يهدد النسان و يمنعة من متابعة مسيره. و كهذا الشخص الذي يواجة هذي المتاعب و المصاعب ما ن يقرر عدم مواصلة السير بسبب المخاطر و اللام و المشاق، و ما ن يكون المر عندة معاكسا، حيث يزداد عزمة قوة و ثباتا، و يقرر ن يقاوم كل الموانع الداخلية و الخارجيه، و بالاعتماد على عامل المثابرة و التحمل، يدفع هذي الموانع من كيفية و يواصل المسيره.
هذا الثاني هو الذي يعني الصبر.
والنسان فحقيقة حياتة المحدودة فهذا العالم و فالواقع، ربما جعل فطريق يمتد من بداية حياتة الدنيا و حتي و فاتة و ليسلكة و يطوية نحو الوصول لي على بيت =من منازل النسانيه. و لجل تحقق ذلك الهدف، و لكي يقترب من ذلك البيت، خلق لجلة جميع ما يعينة عليه. و جميع هذي الوظائف الملقاة على عاتقة و التكاليف التي كلف فيها تعد و سائل القرب و المراحل السير نحو الهدف المنشود. و لم يكن هذا المجتمع السلامي، الذي يعد و ل هدف للدين اللهى و النبياء العظام لا لجل بناء هذا النسان الواصل و صناعته. فهم(صلوات الله عليهم) كانوا يريدون يجاد المناخ المناسب لتمكين النسان من سلوك ذلك الطريق بيسر للوصول لي تلك الغايه.
ن هذي الغاية ممكن التعبير عنها بعبارات قليله، فهي تعني ارتقاء النسان و تكاملة و تفجر ينابيع الاستعدادات و القابليات المودعة فيه. و ذلك ما يعبر عنه فديننا يضا بتعبيرات مختلفة من قبيل “التخلق بالخلاق اللهيه، و القرب من الله و …”.
وبالطبع يوجد فهذا الطريق، الذي هو طريق صعب مليء بالمتاعب، موانع و حواجز عديده، على النسان ن يقطعها و يجتازها. و ن جميع ما نع منها يكفى لوحدة ليقاف ذلك المتسلق نحو قمة الكمال و الرقى و منعة من متابعة سيره.
فمن جانب باطن النسان يوجد جميع تلك الصفات و الخصال السيئة و الرذيله، بالضافة لي العوامل الخارجية الدنيوية التي تجلب المتاعب و اللام و تعتبر مجموعة من الشواك و العقبات فهذا الطريق.
الصبر هنا يعني مواجهة و مقاومة جميع هذي الموانع برادة صلبة و عزم راسخ يضع جميع هذي العقبات جانبا. و كما ذكرنا، فن كل التكاليف السلامية الفردى منها و الاجتماعى تعد و سائل و لوازم ذلك الطريق للوصول لي المقصد النساني. و بناء عليه يصبح جميع واحد منها بذاتة مقصدا و هدفا قريبا ينبغى تحقيقة للوصول لي الغاية النهائيه. فالذى يريد السفر لي مدينة بعيده، فن الماكن التي تقع فمسيره، و ايضا عداد اللوازم و متطلبات السفر، هي بمثابة الهداف و المقاصد القريبة التي ينبغى الوصول ليها كمقدمة نحو الهدف النهائى و الساسي. ففى نفس الوقت التي تعتبر تلك المقدمات و سيلة للوصول، هي يضا غاية و نتيجة لتحقيق مقدمات خرى. و ما ريد ن صل لية من ذلك الكلام، هو ن الوصول لي جميع واحد من هذي الهداف القريبة يتطلب شرطا ساسيا يضا، و هو الصبر الذى يعد كالحربة الحادة القوية التي تمزق جميع ما يمنع من الوصول لي المطلوب. و كما ن على طريق الهدف النهائى يوجد موانع عديده، ايضا هنالك موانع كثيرة (داخلية و خارجيه) تقف عائقا ما م الهداف القريبة و تشكل العقبة المواجهة لتطبيق جميع واحد من التكاليف و الوظائف السلاميه.
ومن جملة العوامل المؤدية لي الركود و الخمود فيما ينبع من نفس النسان هنالك الكسل و روحية القيام بما هو سهل فقط، و حب النفس و الغرور، و الحرص و حب الرئاسة و الجاه، و التكاثر بالموال و الشهوات و غيرها من الصفات و الخصال الخسيسه. و مما ينبع من العوامل الخارجية هنالك الجواء و البيئة المعيقة و غير المناسبة و المشاكل و تبعات بعض النظمة الاجتماعية الحاكمه. فكل واحدة من هذي العقبات تؤثر فمنع النسان من داء التكاليف اللهية البناءه، سواء منها التكاليف الفردية كبعض العبادات و التكاليف الاجتماعية كضرورة السعى لعلاء كلمة الحق.
ن ما يبطل تثير العوامل السلبيه، و يضمن القيام بكل التكاليف اللهية و استمرار السير على الطريق الصحيح، هو المقاومة النسانيه، و مواجهة النسان للموانع المذكوره. هذي المقاومة و المواجهة هي التي تعني الصبر.
موقع الصبر وهميتة فالروايات
عند الرجوع لي بعض الحاديث التي تدور حول الصبر نجدها تحكى و تدل على هميه الصبر فى السلام و الشرائع اللهية كافه، حيث يمكننا ن نلخص التعبير عن هذي الهمية بهذه الجملة و هي نة كان و صية كل النبياء و الولياء و القادة الحقيقيين لتباعهم و خلفائهم و جميع من يسير على دربهم.
ذا خذنا بعين الاعتبار حالة الب الرحيم و المعلم الشفيق الذي مضي عمرة فالسعى و الجهاد متحملا لكل اللام فسبيل تحقيق الهدف الذي يصبو ليه، نري نة فاللحظة التي يودع بها هذي الحياة الدنيا، و عندما تصبح يدة عاجزة عن متابعة العمل و السعى و بذل الجهد للوصول لي الهدف الذي صرف عمرة من جله، فنة يعهد لي و ارثة لجل المضى فيه و كمال المسير نحوة و يوصية بما يمكنة من بلوغ هذا المقصد السمى.
فما هي هذي الوصية الخيرة الذي ينطق فيها لي و ارثة الذي و جميع لية مر هذي المهمة الخطره؟
نة لن يقول له لا ما هو عصارة تجاربة كافه، و سيقدم له ثمرة سعية العلمي و العملي، ساعيا لتبيين هذا فجملة تختصر المطلوب، ضمن و صية تختزن بداخلها جميع المعارف و الدراكات القيمة لتتحول لي هاد و مرشد دائم لذا التلميذ الوارث، و كن النقطة النهائية فحياة الول تصبح نقطة بداية تكامل و ارتقاء للتالي.
بعد هذي المقدمة نري ن خر و صية للنبياء و الولياء و الشهداء و الصالحين و بناة المجتمع اللهى السامي و خر هدية فكرية قدموها لخلفائهم هي الوصية بالصبر.
وننتقل الن لي محطة نتوقف بها عند حديثين مرويين عن هل المنزل (عليهم السلام) فى موضع الصبر. الحديث الول عن بى حمزة الثمالى قال: قال بو جعفر (عليه السلام): “لما حضرت الوفاة بى عليا بن الحسين ضمنى لي صدرة و قال: “يا بني، و صيك بما و صانى فيه بى حين حضرتة الوفاة و بما ذكر ن باة و صاة يا بني، اصبر على الحق و ن كان مرا”(1).
وفيما يتعلق براوى الحديث فهو بو حمزة الثمالى من خواص التباع الخلص لهل المنزل (عليهم السلام)، و كان من العناصر الساسية فجبهة الدفاع عن التشيع. لذلك ما نقلة عن المام الباقر (عليه السلام) صحيح معتبر.
لقد خلف المام الباقر (عليه السلام) باة المام السجاد (عليه السلام) حاملا ما نة الحفاظ على ميراثة و متابعة كيفية و مشروعه. و كان و جوده (عليه السلام) استمرارا لوجود بيه (عليه السلام) الذى كان بدورة استمرارا لوجود المام الحسين بن علي (عليه السلام). فكل واحد من فراد سلسلة المامة كان يمثل استمرار مشروع السابق له، و كانوا جميعا استمرارا لوجود النبى الكرم (صلي الله عليه و له و سلم). لقد كانوا جميعا نورا واحدا و نهجا واحدا يرمون تحقيق هدف واحد.
وذا عدنا لي الحديث نجد من عبارة “يا بني، و صيك بما و صانى فيه بى حين حضرتة الوفاه” ن المشار لية هو المام الحسين(عليه السلام) الذى نعلم جميعا ين كان و بية حاله، حين حضرتة الوفاه.
ففى تلك الجواء الشديدة ليوم عاشوراء و وسط بحر اللام و المصائب و فهذه الظروف الدموية التي خيمت على كربلاء، و العداء يحاصرون معسكر المام الحسين (عليه السلام)، نجدة يستفيد من فرصة صغار قبل ن يحمل حملتة الخيرة على معسكر العداء، فيرجع من ساحة القتال لي معسكرة و يعقد لقاءا قصيرا مع فراد سرتة الذي من المفترض ن يواصلوا ثورتة و يتابعوا نهضته، و يتحدث من و لدة و خليفتة على بن الحسين (عليه السلام) لمدة قصيره، لكنها مهمة جدا جدا و مليئة بالفائده، و ذلك ما يعبر الناس عنه بالوداع الخير. و المام كما ينبغى ن نعلم معصوم لا يقع تحت تثير العواطف لي درجة ن يضيع هذي الفرصة الخيرة من حياتة بكلام غير مهم مقتصرا فو صيتة على المسائل الشخصية و العاطفيه. فهذا لا ينسجم مع الوصايا التي و ردتنا من الئمة العظام(عليه السلام) ولا يشبهها!!
والمام المعصوم (عليه السلام) يعلم ن فهذه الساعات الحساسة الباقية من عمره، ينبغى ن يودع هذي المانة التي سعي جاهدا من بداية ما متة لحفظها، متحملا جميع اللام و المصائب العظمى، كما فعل مؤسس الثورة السلامية رسول الله (صلي الله عليه و له و سلم)ومير المؤمنين (عليه السلام) والمام الحسن (عليه السلام) من قبله. و لهذا، عليه ن يعهد بهذا الحمل لي شخص يتى من بعدة ذى قوة متين ثابت القدم ليخلفه. فنراة يتى لية ليوصية بهم و صيه، تساعدة على حمل و حفظ هذي المانه. ماذا كانت تلك الوصية المهمة و النفيسه؟!
نجد المام عليا بن الحسين (عليه السلام) الذي، و ن لم تكن حالة شهادتة كشهادة بية الحسين (عليه السلام)، لا نة كان يعيش فظروف مشابهة يكشف النقاب عن تلك الوصية التي و صاة فيها بوه (عليه السلام) ويعيدها على مسامع و لدة المام الباقر (عليه السلام) كوصية خيرة له. و يذكر ضمن هذا ن هذي الوصية ربما نقلها بوه (عليه السلام) عن بية مير المؤمنين (عليه السلام). هذي الوصية التي انتقلت عبر السلسلة الطاهرة للمامه، و كان جميع ما م يوصى فيها المام الذي بعده، هي الصبر: “يا بني، اصبر على الحق و ن كان مرا”.
نها تطلب منه ن لا يتردد ثناء سلوك طريق الحق، و لا يعير اهتماما للموانع و العقبات. و ذا تم تشخيص العمل المطلوب فهذا الطريق فلا يرفع يدة عنه، طالبة منه التحمل و الاستمرار.. و من الواضح فساحة المواجهة بين الحق و الباطل نة لا وجود للراحة و اللذة و العيش الهنيء، و نما المحن و البلاءات و المصاعب “ون كان مرا”. هذي هي الوصية التي انتقلت من ما م لي خر. و شاهدنا كيف كان الئمه (عليهم السلام) يعملون فيها ثابتين عليها حتي خر لحظات حياتهم، متقبلين لكل العواقب التي تحملها ليهم، و كانوا حقا مصداقا بارزا لهذا المنزل الشعري الجميل:
وذ تبين لنا من جميع ما ذكرناة فالحديث الول، هميه الصبر وموقعة فالتعاليم اللهية كجوهر نفيس و ميراث غال طبقة الئمه(عليه السلام) طوال حياتهم، ننتقل لي الحديث الثاني المرورى عن هل المنزل (عليهم السلام) وقد و رد فكتاب فقة الرضا (عليه السلام) هكذا: “نروى ن فو صايا النبياء صلوات الله عليهم اصبروا على الحق و ن كان مرا”.
وهنا يبد المام جديدة بقوله “نروي”، و ذلك يدل على نة ميراث نقل لهل المنزل (عليهم السلام)، و هم ربما سمعوة من بائهم و سلافهم، و هم ينقلونة بدورهم و يوصون فيه غيرهم. و جملة “ن فو صايا النبياء” تعني ن و صية النبياء (عليهم السلام)لورثتهم و تباعهم و حملة ما نتهم و لي تلاميذ مدرسة الوحى هو ذلك الدرس: “اصبروا على الحق و ن كان مرا”. و هي عين الجملة التي نقلها تباع الئمة المعصومين (عليهم السلام) دون زيادة و نقصان. و لعل هذي الجملة هي قصر ما دل على همية الصبر، و فنفس الوقت لها مغزي و دلالة كبار تفوق غيرها.
وبعد ذلك الاستعراض لهمية الصبر، ننتقل للتعرف لي موقع هذي الخصلة النفسية و دورها داخل مجموع المعارف الدينية بحيث نها استحوذت على ذلك القدر من الاهتمام عند و لياء ذلك الدين و ئمته.موقع الصبر داخل التعاليم السلاميه
قبل الدخول مباشرة فالحديث عن موقع ذلك المفهوم، ريد ن بين المقصود من “الموقع” داخل المفاهيم و التعاليم الدينيه.
ول شيء هو ن الدين يمثل مجموعة المعارف و الحكام الحقوقية و الخلاقيه. و هو يقوم على سس فكرية يعبر عنها بالرؤية الكونية التي يحملها عن العالم و النسان. ايضا يتضمن الصول العملية التي تنبع من تلك الرؤيه، و تبين كيفية تعامل النسان و سلوكة (اليديولوجية العمليه). بعدها يحدد العلاقات الضرورية للنسان، ى علاقتة بالله و بنفسة و بغيرة من البشر، و بالموجودات الخري فطار تلك الصول العمليه، و يتضمن و فق ذلك، مجموعة من الوامر و التعاليم الخلاقية التي تؤدى لي التكامل الواقعى على ساس السعى و الجد، و هذا للنجاح فالمجالات المختلفة للحياة النسانية المحتاجة فمسيرتها التكاملية لي كهذه الوامر و التعاليم. و لاشك نة فمثل ذلك المذهب الاجتماعى توجد مسائل فردية (ى ما يرتبط بشكل مباشر بمصالح الفرد الشخصيه)، و قضايا اجتماعية ترتبط بالجماعة البشرية و جماعة المسلمين.
وذا رجعنا لي نقطة البحث الساسيه، نسل: ما هو دور الصبر وثرة ضمن هذي المجموعة من المعارف و المقررات التي تشكل الدين؟ و بعبارة خرى، ما هو دور الصبر فى تكوين النسان الذي من بالدين، بمعني ما يجب الاعتقاد به من صول و عقائد، و التزام بمقرراتة و تعاليمة فالعمل، و امتلاك الخصائص الخلاقية التي دعا ليها ذلك الدين؟
فى الشكال الهندسية مثلا نجد ن للضلاع و الزوايا و الانحرافات تثيرا ساسيا فالشكل و التكوين. فما هو موقع الصبر وتثيرة فالشكل الهندسى لليمان. و كمثال نقدمه، ذا خذنا حافلة نقل الركاب التي صنعت لهذا الغرض، فهذه الحافلة نما تقطع المسافات الطويلة و توصل الركاب مع حوائجهم لي المكان المطلوب بمان لن بها و سيلة ساسية و هي المحرك. و ذلك المحرك يحصل على قوة الدفع من اثناء الوقود. فذا جئنا لي الصبر، يمكننا ن نعتبرة محركا لطائرة التكامل التي هي فموضعنا الدين اللهي، و الوقود الذي يدفع ذلك المحرك.
فلو لم يكن الصبر موجودا، لم يكن بالمكان فهم منطق الدين الحق و السامي، و لما حازت معارفة التي تمثل رقي المعارف النسانية فالعالم على موقعها هذا. كما نة من دون الصبر، لن يبقي المل و انتظار هذا اليوم الذي ينتصر به ذلك الدين، و لفقد المؤمنون فيه الثبات و القوة اللازمه. و لتوقف العمل بالتعاليم الدينية التي لا تريدها الغرائز البشرية الطاغيه. و ذا فقد الصبر يكون الحديث عن الجهاد فسبيل الله و علاء كلمة الدين كلاما لا معني له. و ذلك الاجتماع العالمي الذي هو الحج حيث يلتقى الناس من الماكن البعيدة فنة سيتحول لي مكان ساكن و خال، و الحناجر المناجية فظلمات الليالي ستخمد، و تفقد ساحة جهاد النفس بريقها و تنكمش عروق الحياة الاقتصادية فالمجتمع السلامي حيث يبتعد الناس عن النفاق فسبيل الله. فلولا وجود الصبر، لكانت جميع القيم العملية و الخلاقية للسلام كالتقوي و المانة و الصدق و الورع تودع فعالم النسيان. و خلاصة ما نريد ذكرة نة بدون شيء اسمه الصبر فى الثقافة السلامية لبقى جميع شخص بعيدا عن النسانية و الدين اللذين يتطلبان السعى و العمل و بذل الجهد، و هي مور لا تتحقق من دون شرط ساسي، هو الصبر. فالدين هو العمل، و العمل بالصبر. و نما ينفخ فتلك التعاليم و المقررات الدينية الروح و القوة و يجعل قطارها يتحرك نما هو الصبر.
وبالبيان الذي تقدم، نستطيع ن نفهم مغزي و مفاد ذلك اللهام اللهى الذي و صلنا عبر الئمة المعصومين (عليهم السلام) باختلاف يسير فبعض اللفاظ من راو لي خر “الصبر من اليمان بمنزلة الرس من الجسد”(2). فالرس له خصوصية بالنسبة للجسد فنة ساس و عماد الحياه، و من دونة لا يبقي ى معني للجسد بينماذا فقد الجسد ى عضو خر من عضائة الظاهرية كاليد و الرجل و … فنة يبقي حيا. لكن الرس الذي هو مركز القيادة و الوامر للعصاب ذا فقد و صيب بشلل تصاب جميع عضاء البدن الخري بالشلل. و من الممكن ن تبقي هذي العضاء حية و لكن لن تقدر على القيام بى عمل و تثير. و عندها لن يصبح هنالك ى فارق بين حياتها و موتها. نحن نري الهمية الكبري للدوار التي تؤدية العضاء كالعين اليد و الرجل.. و ذلك ما نلمسة بشكل و اضح، و لكن جميع هذا نما هو بفضل وجود الرس.. و كذا المر بالنسبة للصبر.
فعندما يفقد الصبر، لن يبقي التوحيد ثابتا، و ايضا النبوة و بعثة النبياء، فنها لن تحقق ما تصبو ليه، و لن تتمكن من تسيس و بناء المجتمع اللهى السلامي، و استعادة حقوق المستضعفين. بل ن الصلاة و الصيام و سائر العبادات ستفقد الساس و القاعدة التي تحتاجها. و عليه نجد ن الصبر يهب تلك الاعتقادات و الغايات الدينية و النسانية روح التحقق. و لو لم يثبت النبي (صلي الله عليه و له و سلم) فى بداية البعثة على القول الحق، و لو لم يقف ثابتا فمواجهة تلك الموانع و الصعاب التي و قفت سدا ما م السلام، فمن المعلوم ن السلام لم يكن ليتجاوز ربعة جدران، ى بيت =النبي (صلي الله عليه و له و سلم) نفسه. ما شعار “لا له لا الله” فكان مصيرة الزوال و الانحسار.
ن الشيء الذي حفظ السلام هو الصبر. و لو لم يصبر و لياء الله و نبياؤة العظام لم يكن ليصلنا ى شيء عن التوحيد. فالعامل الذي صان النداء اللهي، و جعل حبل التوحيد متماسكا و ثيقا، و الذي سيحفظة لي يوم القيامة يضا هو صبر حملة رايات ذلك الفكر.
فذا لم تترافق المعتقدات و المال البشرية مع صبر المعتقدين و المنادين بها، فنها لن تتجاوز اللسان، و تزول على ثر تلاطم مواج حوادث التاريخ. و كذا يتضح مفهوم “الصبر من اليمان بمنزلة الرس من الجسد”. و ربما شار مير المؤمنين “عليه السلام” لي هذا فخطبتة القاصعة فتحليلة لثورة المستضعفين و انتصارهم على الطغاه، فيقول:
“حتي ذا ري الله جد الصبر منهم على الذي فمحبته، و الاحتمال للمكروة من خوفه، جعل لهم من مضائق البلاء فرجا، فبدلهم العز مكان الذل، و المن مكان الخوف. فصاروا ملوكا حكما، و ئمة علاما، و بلغت الكرامة من الله لهم ما لم تبلغ المال لية بهم”(3).
هذه سنة تاريخية و خالدة لي البد، على ذلك النحو. و الصبر سيبقي على ذلك الساس سر و رمز تحقق المعتقدات الفردية و الاجتماعية للدين فهدافة القريبة و البعيده.
مواطن الصبر
من اثناء تفسير الصبر والذى اختصرناة بهذه الجملة القائلة بنة المقاومة لكل العلل و العوامل الموجودة للشر و الفساد و الانحطاط، يمكننا ن نمدد دائره الصبر والمواطن التي تتطلب التحلى و التمسك بها. و من الواضح فالقرن و الحاديث الشريفة ن الصابر المتمسك بالصبر ربما و عد بجر عظيم فالدنيا و الخره. و من جهة خري لاشك بن الذين يقفون مقابل حملة نداء الحق و العدل من البطال طليعة جيش السلام، و الذين يلوثون نفسهم فطاعة ربابهم النفعيين فساحة هذي المعركه، و الذين يحاربون دعوة الحق من جل تحصيل المال و الزاد و الجاه، و الذين يصدون عن الحق و يعارضونة انطلاقا من هوائهم، ن جميع هؤلاء يشتركون مع الصابرين على طريق الحق باسم و لفظ الصبر. هؤلاء ربما يطلق عليهم لفظ الصابرين، و لكنهم بعيدون جميع البعد عن معني الصبر. لن كفاحهم و تحملهم، لا يصب فطريق تكامل النسان، بل على العكس من ذلك، نهم لا يواجهون المور الباعثة على الشر و الفساد و الانحطاط، بل يقفون مقابل تجليات و شراقات التكامل و السمو النسانى لذلك فهم خارج دائرة مفهوم الصبر بالاصطلاح القرن و الروائي. لن ميدان و مواطن الصبر الواقعى الحقيقي هو ميدان تكامل النسان.
فهناك، حيث الهدف الحقيقي لخلق النسان، و المقصد النهائى للنسانيه، و صيرورة المخلوق عبدا حقيقيا لله، و ظهور الطاقات و الاستعدادات الكامنة من اثناء التحرك و السعي، هنالك يتجلي معنى الصبر وموطنه، حيث ينبغى المقاومة و الثبات مقابل الدوافع و العوامل المانعة من ذلك السعى و التحرك. تلك العوامل الذاتية و الخارجية التي تعرضنا لذكرها، و التي غالبا ما تترافق فتثيرها و تكون مصداقا لمكائد الشيطان. و عندما نريد ن نسلك الجادة الخطرة لداء التكليف الشرعيه، و نتعرض للمضايقات و الموانع المختلفه، كالموانع السلبية و الموانع اليجابية و غير المباشره، كما فمثال المتسلق السابق، فنة ثناء تسلقة ربما تكون مشاهدة المناظر الخلابة و رفقة صاحب موسوس سببا فلقاء الحمل على الرض، و تبدل العزم على الصعود لي الخمود و الخلاد لي هذا المكان الجميل. و حيانا خري يصبح المرض و الانشغال بمريض و تذكر مور محزنة و مؤمله، باعثا على فتور العزيمة و عدم مواصلة السير. و ذلك الخير ما نع من نوع خر و هو غير مباشر.
هذه النواع الثلاثة من الموانع تقف على طريق تكامل النسان. فذا اعتبرنا ن الواجبات الدينية و سائل ذلك المسير، و المحرمات هي حركة انحرافية فيه، و ن الحوادث المرة و المؤلمة فالحياة تؤدى لي عدم الاستقرار النفسي و فتور العزيمه، ممكن ن نقسم الموانع عندئذ على ذلك النحو:
العوالم المانعة التي تؤدى لي ترك الواجبات.
ب العوامل التي تدفع نحو فعل المحرمات و ارتكاب الذنوب.
ج و العوامل التي تجلب حالة عدم الاستقرار و عدم الثبات الروحي.
ما الصبر، فنة يعني المقاومة و عدم الاستسلام فمواجهة هذي العوامل الثلاثه، التي لاشك بنها تقف و راء الفساد و الشر و السقوط. و بهذا التوضيح يمكننا ن ندرك عمق ذلك الحديث الذي ينقلة مير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلي الله عليه و له و سلم):
“الصبر ثلاثه: صبر عند المصيبه، و صبر على الطاعه، و صبر عن المعصيه”.
وفى جميع مورد من هذي الموارد الثلاثه، عندما تحدث المور و الحوادث المؤلمة و المرة فالحياه، و عندما يطلب من النسان القيام بتكليف ما ، و عندما يدعوة مر ما لي ارتكاب معصية ما ، فعندها يتى دور ظهور قوة و بطولة الروح.
ولكي يتضح معني ذلك المصطلح السلامي بشكل كامل نتى على شرح جميع واحد من هذي المور الثلاثه:
الصبر على داء التكليف
مام جميع تكليف و و اجب يوجد نواع مختلفة من المصاعب و الموانع. و ذلك يعود لي طبيعة الجهد المطلوب لداء هذا الواجب، و لي روحية طلب الراحة فالنسان.
فمن الواجبات و التكاليف الفردية الشائعة كالصلاة و الصوم و ما هو مطلوب كمقدمة لها، لي الواجبات المالية و النفاقات و الحج و الوظائف الاجتماعية المهمة و الواجبات التي تتطلب بذل النفس و النفيس و ترك زخارف الحياه، جميع هذي الواجبات لا تنسجم مع طبع البشر، الذي و ن كان طلبا للرقى و الكمال، لا نة محب للراحة و السهوله.
وهذا الوضع موجود بالنسبة لجميع قوانين و نظمة العالم سواء كانت سماوية م و ضعيه، صحيحة م سقيمه.
وفى الصل، رغم ن القانون لا ممكن الاستغناء عنه بالنسبة للنسان، و على ذلك الساس يقر به، لكنة بشكل عام لا يراة حلوا و لا يستسيغه. و حتي تلك القوانين الوضعية المتعارفة فالعالم، و التي لها نتائج جلية و واضحة من الناحية اليجابيه، و الكل يعلم عواقب مخالفتها كقوانين السير فنها لا تظهر عن هذي القاعدة التي ذكرناها. و مع ن لاف الحوادث الدامية و المساوية تقع بسبب التساهل فمخالفة هذي القوانين، و على مري معظم الناس، لكننا قلما نجد سائقا لا ينزعج من الوقوف عند الضوء الحمر و عندما يجد شارة تمنعة من اختصار الطريق من اثناء المرور فهذا الشارع. كهذا الوضع موجود بالنسبة للقوانين الخرة يضا.
فالتكاليف الدينية رغم نها شرعت على ساس الفطرة الصيلة للنسان و طبق الاشياء الواقعية له، و هي و سيلة لتكاملة و رقية عندما تنزل لي ساحة العمل تقترن بالصعوبة و المتاعب بغض النظر عن حجمها.
الصلاة مثلا التي لا تتطلب من النسان سوي بضع دقائق، بالضافة لي ترك المشاغل الضرورية و غير الضروريه، و تحصيل المقدمات الضرورية كاللباس و المكان.. جميع هذي المور مخالفة للطبع و الميول النفسانيه. و فثناء الصلاه، فن تحصيل حضور القلب و التوجة لي فعالها و ذكارها، و طرد جميع الخواطر و الواردات و جميع ما يشغل عن الله، و قفال بواب الروح على الفكار الطارئه، هي بمثابة شروط لازمة لكمال الصلاة و تحقق ثارها. و هي لهذا عمل مليء بالمشقة يستلزم قوة و رسمالا كبيرا.
وذا جئنا لي الصوم، نجد نة يتطلب يضا الامتناع عن الكل و الشرب لساعات عده، مع مجاهدة شهوة الكل، و عدم العناية بمطالب البطن و الفرج، و هذي عمال صعبه، تحتاج لي قوة مقاومة و تحمل.
وعندما تتيبس الشفاه، و تعصر البطن الخالية فيوم صيفي حار، ينبغى امتلاك رسمال كاف مع رادة و عزم و كذا فالحج الذي يتضمن عناء السفر و البعد عن الهل و الديار و الالتحاق بمجموعة من الغرباء و صرف مبالغ من المال جميع هذي اللوازم ينبغى ن لا تترافق مع نية الرغبة بالسياحة و التجاره. بل ن الهدف يصبح “حج بيت =الله” فقط. و ذلك مر صعب. و ايضا فالمر بالمعروف و النهى عن المنكر، و الجهاد فسبيل الله.
ولعلنا لا نحتاج لي يضاح صعوبة و متاعب هذي الفرائض. فالعقبات التي تقف فطريقها معلومة للجميع. ن علان كلمة الحق و يصالها لي هل الباطل، و الاستعداد لتحمل جميع المرارات و اللام عند مواجهة سلطان البغى الذي يشهر سيفة و يرفع سوطه، و الوقوف فو جة الذئاب المفترسة التي يلمع من عيونها بريق السيوف الحادة الذي ينفذ لي عماق القلب، ن هذي المقاومة ليست بالمر السهل سواء بالنسبة لمة و فرد، بل هي من شد العمال و خطرها. ذلك هو حال الواجبات و التكاليف السلاميه. فهي ملازمة للمحن و المصاعب و اللام، رغم نها بحد ذاتها تتضمن المواد اللازمة و الكثر فوائد و ضرورة لصلاح البشرية و سعادتها.
ولاشك ن المر سيصبح بالنسبة للذين عرفوا الطريق الصحيح و المستقيم لذيذا، لنة فسبيل الله و نحو الهدف المقدس و السامي للنسانيه. فبالنسبة لهؤلاء تتحول جميع المرارات و اللام لي شيء عذب و قابل للتحمل. فنفس الصلاة التي ذكرنا بها تلك الشروط، هي لذيذة و روعة عند هل الله الذين تذوقوا حلاوتها و استعذبوها. لها نري الرسول الكرم (صلي الله عليه و له و سلم) عندما كان يحين موعد الصلاة يقول لبلال المؤذن: “رحنا يا بلال”. و كذا فالجهاد فسبيل الله، فهو عند صحاب القلوب القوية كمير المؤمنين(عليه السلام)، يبعث فيهم النشاط و الحيويه، و يرونة طريقا للسعادة و الثبات. و فخطبة له (عليه السلام)، فنهج البلاغة يوضح مير المؤمنين (عليه السلام) ملامح تلك الروحية العالية و المدهشه، فيقول:
“ولقد كنا مع رسول الله (صلي الله عليه و له و سلم) نقتل باءنا و بناءنا و خواننا و عمامنا، و لا يزيدنا هذا لا يمانا و تسليما و مضيا على اللقم و صبرا على مضض اللم”.
بعد ذلك العرض، نطرح السؤال الاتي و هو: ما الذي يجب فعلة لمواجهة هذي المشقات و المصاعب الموجودة عند القيام بالتكاليف الدينيه؟ فهل ممكن ترك الصلاة لنها صعبه، و نترك تحصيل حضور القلب و منع الواردات و الخواطر لنة مر صعب! و ايضا فسائر التكاليف من جهاد و حج و مر بالمعروف و نهى عن المنكر و غيرها من التكاليف الاجتماعية التي تتلازم مع التعب و المشقه، فهل يصح ن نقف مكتوفى اليدى ما م القلب للهواء و طلب الراحة و السهوله؟
هنا يتى جواب السلام قائلا لا يصح هذا بل يجب الصبر، الصبر علي الطاعه. و يجب علينا ن نواجة تلك الوساوس التي تخرج ثناء الصلاة و تريد ن تظهر القلب عن حالة الحضور و تنسية نة قائم فمحراب العباده، و علينا ن نصبر على هذا حتي نوصل الصلاة لي كمالها و تحقق ثمرتها.
وفى مقابل الهواء العديدة و القوية التي تدفع النسان للفطار ثناء صيام يوم طويل و حار من شهر رمضان، علينا بالصبر و المواجهه. و عندما ندخل لي ساحة المواجهة مع العدو الذي يكشر عن نياب العداء يريد ن يجرعنا كس الموت الحمر يجب ن نسارع، و نبتعد عن جميع ما يذكرنا بلذات الدنيا و حلاوة الحياة و البناء و العزاء و المشاغل المادية و المصالح الخاصه، و جميع ما من شنة حداث التزلزل و ضعف الراده. يجب علينا ن نبعد جميع هذي العوامل المانعة للاستمرار و التقدم نحو تحقيق الانتصار.
عندما نقول يجب الصبر، يعني ن لا نسمح بتسلل الخوف لي قلوبنا من جراء تهديد و رعيد الظالم الذي يؤدى فسادة و طغيانة لي فساد المة و انحطاطها، بل علينا ن نلقى من على سطح الصبر العالى سطل فضائحة و ذلته.
عندما نقول يجب الصبر، ى يجب مواجهة غواء الشيطان الذي يخرج بلف لون و لون لمنعنا من النفاق و العطاء، من اثناء تذكيرنا بحاجاتنا الخاصة و شغالنا بمصالحنا و حب التكاثر و جمع الموال، و بالتالي لمنعنا من القيام لداء و ظائفنا المالية (كالخمس و الزكاة و الصدقه..)، و جعل ضاءة بيوتنا و لي من شعال شمعة فالمسجد.
علينا ن نقاوم، و ن تكون مقاومتنا بكل ما ينبغى علينا القيام به. ففى ساحة القتال يجب الصمود و الثبات، و فميدان جهاد النفس ينبغى الاستقامه، و فمحل خر يجب عدم العناية بالفقر و وساوسه. هذي المقاومة هي الصبر. فالصبر ليس الاستسلام و تكبيل اليدى و سرها بالحداث اليومية و الغفلة عما يجري.
الصبر على الطاعة فحياة الئمه (عليه السلام)
فى الزيارات التي يزار فيها الئمه (عليه السلام) نجد ن من جملة الخصال الواردة التي يتم التركيز عليها هي الصبر “صبرت، احتسبت..”، نتوجة لي المام قائلين نك ربما صبرت و احتسبت عند الله، و نهضت فسبيل الله، و حملت المانة مع وجود جميع تلك المشقات و المصاعب و ديتها.. حقا، لقد كانت مسؤولية هداية الناس و بيان الحقائق المكتوبة و مواجهة الطغاة و محاربة الظلم و الفساد مسؤولية مليئة بالمصاعب و اللام التي تحتاج لي صبر و مقاومه.
وباليقين، لو كان صبر المام بن يبقي حزينا و مغموما لما يري من الوضاع السيئة فزمانه، و يحترق قلبة لما يجرى على السلام و المسلمين، و هو جليس المنزل مع تجرع اللام و الغصات، دون ن يتحرك لجل القضاء على الفساد و تغيير الوضاع القائمة و صلاح المجتمع و النهوض به، لم يكن ليعد هذا من جملة فضائلة و مفاخره. لن هذي المور ممكن ن تكون بشخص، و خصوصا فالفراد الضعفاء و اللامسؤولين.
ن هذي الفضيلة لي و ردت فالزيارات. و هي خصلة بارزة فحياة المام (عليه السلام) والتى ينبغى ن تكون بالنسبة لنا درسا ملهما، بحيث نكررة دائما، هي الصبر علي و ظيفة عجز الناس عن حملها و دائها، هي الصبر علي الطاعة و داء التكليف.
نظرة لي القرن
ذا نظرنا لي عشرات اليات التي تتحدث عن الصبر والصابرين، نجد ن الصبر علي الطاعة يتى ضمن قسام الصبر. فقوله تعالى مثلا: {ن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا ما ئتين و ن يكن منكم مئة يغلبوا لفا بذن الله}. فهذه الية يرينا الله ن الصبر ليس هو لا المقاومة و الثبات فمواجهة العوامل الصعبة و الشاقة التي تعترض المجاهد فساحة الحرب و القتال لثنية عن الاستمرار.
وهذا المعني فالية شديد الوضوح. ما و الصابرون الذين شير ليهم فهذه الية فهم الذين لا تمنعهم بوارق السيوف و تهديدات العداء من القيام بتكاليفهم، كما لا يمنعهم ذكر البناء و الحبة و الحياة الهانئة و المريحة من الجهاد و القتال، و لا تتزلزل قدامهم فهذه الطاعه. و نتى لي ية خري حيث يقول تعالى:
{ربنا فرغ علينا صبرا و ثبت قدامنا و انصرنا على القوم الكافرين}.
فذكر بها تلك الفئة المؤمنة التي تتجة نحو ميدان القتال للقيام بواجبها، و ربما عدت نفسها و تجهزت لمواجهة هذا العدو القوي، طالبة من الله تعالى ن يهبها روح الثبات و المقاومة لمواجهة الموانع التي تقف حائلا ما م الاستمرار، و الوصول لي الثمرة التي هي الانتصار. و هنالك يات كثيرة فمجال الصبر علي الطاعة يتطلب بحثها تفصيلا و مجالا و سع.
الصبر عن المعصيه
فى جميع نسان يوجد ميول طبيعية و رغبات تدفعة للقيام بعمال و الامتناع عن خرى.
وهي فالحقيقة اسباب للاندفاع و بذل الجهاد فمراحل الحياة النسان كافه. و تسمي هذي الميول بالغريزيه، التي من مصاديقها و مثلتها محبة البناء و حب المال و طلب القدرة و الميول الجنسية و عشرات الميول الخرى. و لنري الن كيف حكم السلام على هذي الغرائز النسانيه؟ و كيف حدد الطر المناسبة لمواجهتها و التعامل معها؟ فهل يجب القضاء عليها و كبحها من اثناء الرياضات الشاقة و بشكل كلى و تام؟! م نة لا يوجد ى تقييد، و لا يجب مراعاة ى شرط فيها، بل على النسان ن يستسلم لها لتخذة حيث تريد؟!
فى الجواب، نقول ن السلام لا يعتبر كلا السلوبين علاجا سليما و صحيحا. فهو لا يغض النظر عن وجود هذي الغرائز البشريه، بل يعتبر نها مر و اقعى لا ينبغى تجاهله، و يعتبرها مفيده. لكنة من جهة خري يسد باب طغيانها و تعديها و انحرافها، و هذا من اثناء سلسلة من الجراءات الفعالة و وضع حدود و اقعية لها.
وفى الواقع، نجد ن صل وجود الغرائز فالنسان نما كان و سيلة لاستمرار الحياه، و القيام بمتطلباتها الساسيه، كما ن طغيانها فالمقابل و انحرافها يؤدى لي القضاء على هذي الحياة و رقيها. فذا جئنا لي غريزة حب النفس، نري نها لو لم تكن موجودة لما استمرت الحياة على الرض (فبسببها يدافع النسان عن نفسة و يدفع عنها المخاطر و المهالك), و لكن طغيان هذي الغريزة و خروجها عن الحد المطلوب يؤدى لي جعل هذي الحياة سلسلة من المتاعب و المصائب، حتي ن المر ربما يصل حيانا لي استحالة العيش. و على ذلك قس كل الغرائز الخرى.. هنا يتى دور الصبر عن المعصيه، و الذي هو حد النواع الثلاثة للصبر. و هو مقاومة نيران و طغيان هذي الغرائز و انحرافاتها. هذا لن ساس المعاصى و الذنوب هو ذلك الطغيان و الانحراف.
والنسان يميل بشكل طبيعي نحو تمين و سائل الحياة و حاجاتها الساسيه. و لنها لا تتيسر عادة بدون المال و الثروه، نراة يسعي لي تحصيلها. و هذي حدي مظاهر الغريزة النسانيه. و السلام الذي يمثل المدرسة النسانيه، و الطريق الذي ينبغى ن يسلكة النسان فالحياه، قر هذي الحاجه. و لكن، لكي يتحقق النظام فالمجتمع بشكل صحيح وضع مجموعة من المقررات و القوانين لتحصيل ذلك المر الغريزى (تحصيل المال)، فهو لا يمنع مطلقا من السعى و بذل الجهد لتمين لاشياء العيش. مع ذلك، هنالك موارد كثيرة تظهر بها هذي الغريزة عن حد الاعتدال، فيكون جمع المال و اكتنازة كمرض مزمن يتجذر فنفس النسان، و يصير المال عندها هدفا عزيزا بدلا من كونة و سيلة لتمين الاشياء الساسيه، و يتحول لي و سيلة لتحقيق المرب اللانسانية و سببا للتفاخر.
وكل ذلك ممنوع و مرفوض فالرؤية السلاميه. و هنا، يتدخل السلام ليقدم لتباعة دستور الصبر، ى يمرهم بالوقوف فو جة ذلك الطغيان و مقاومة ذلك الانحراف فالغريزه. فعند جموح غريزة حب المال على سبيل المثال، يتجة النسان لي تعاطى الربا و الاحتكار، و ينجر نحو القيام بمعاملات و تصرفات غير لائقة بحقه. و الصبر هنا يعني مقاومة العوامل المؤدية لي ذلك الفساد و غيره. و ذا جئنا الن لي الميل الطبيعي فالنسان نحو القدره، نري نة لو فقد ذلك الميل فنة سيقبل بالذل و الهوان و الحقاره، و نحن على يقين بن كهذا النسان منحرف الفطرة و معوج فطبيعته. لهذا، جاء السلام بالنسبة لهذه الموارد بسلوب ممكن استعمالة و الاعتماد عليه لجل توجية هذي الفطرة توجيها صائبا. ففى كهذا المثال المتعلق بالقدره، يجوز ن يسعي النسان لامتلاكها. و فبعض الحيان يكون ذلك السعى مرا و اجبا و ضروريا كما فمثل حقاق الحق و داء التكاليف الاجتماعية المهمة و استعادة الحقوق المسلوبه، و عند جراء الحكام و الحدود اللهيه. فبعض الحيان يكون ذلك السعى فريضة و اجبة على الجميع.
ومن جهة خرى، سد السلام طريق جموح هذي الغريزه، عندما تتحول لي و سيلة لظلم الخرين و التسلط عليهم لاقتراف الجنايات، فمثل جهزة الظلمة و الطغيان و معونتهم. ذلك السد و الوقوف ما م ذلك الميول الجامحة هو الصبر عن المعصيه.
وهنالك مثلة خري على الغريزة الجنسية و غريزة التعلق بالحياه، و غيرها مما يعد البحث حولة طريقا للطلاع على العديد من المسائل الفردية و الاجتماعية المهمه.
هميه الصبر عن المعصيه
من اثناء ذلك اليضاح الموجز، و بالاستلهام من الروايات و التعاليم السلامية التي تزخر بالمعارف الاجتماعية يمكننا ن نستكشف الهمية التي يحظي بها الصبر عن المعصية و طغيان الغرائز. ففى عدة روايات قصيرة و ردت جميع واحدة منها فو ضع خاص بصورة درس بناء للمسلمين المجاهدين فعصور الئمه (عليهم السلام)، تم التكيد عديدا على ذلك النوع من الصبر، لعلة بسبب ن طى طريق النوع الول من الصبر (الصبر على الطاعه) متلازم مع الشوق و الرغبة الطبيعية فالنسان، هذا الشوق للسعى و التحرك. فحين ن عدم الانحراف و عدم الانصياع للموانع التي تنسجم مع الغرائز الطبيعية و الميول الداخلية (ى النوع الثاني من الصبروهو الصبر عن المعصيه)، ليس فاقدا للرغبة و الغريزة الطبيعية فحسب، بل يقف فمقابل هذي الرغبات و الميول.
فالصبر من النوع الول، و ن كان من جهة عبارة عن مقاومة لنوع من الميول الطبيعية كحب الراحة و طلب السهولة و .. لكنة من جهة خري يترافق دائما مع نوع خر من الميول التي تساعدة على الصبر، و ن كانت ضعيفة لكنها طبيعيه.
ما النوع الثاني من الصبر فهو متعارض من كل الجهات مع الميول و الرغبات الطبيعية النفسانيه. و لهذا تكون المقاومة به صعب، و من هذي الجهة له الفضليه. كما ننا نري ن الدور المصيرى للصبر عن المعصية كان البرز فتثيرة على الحداث الاجتماعيه، و ممكن ن يصبح ذلك المر دليلا ضافيا لترجيح ذلك النوع من الصبر علي النوع الول.
نموذج من التاريخ
وذا خذنا نموذجا مما ذكرناه، نقف عند و جهين معروفين فتاريخ السلام لنقارن بينهما. الول هو الوجة الساطع و الجميل، و الثاني هو الذي يبعث على النفور و الاشمئزاز. كلاهما مرا فظروف متشابهة تماما. و يكن القول بنهما و صلا معا لي نفس مفترق الطريق بعد ن كانا يسيران معا على خط واحد، فاختار الول طريقا غير الخر، و صار بسبب ذلك الاختيار فعداد عظم و عز الوجوة السلاميه، ما الثاني فقد دخل باختيارة فزمرة المتوحشين الملعونين فالتاريخ.
وهذان الشخصان هما الحر بن يزيد الرياحى الذي كان قائدا لقسم من الجيش الموى و الذي توجة للوقوف بوجة ثورة المام الحسين(عليه السلام)، و الثاني هو عمر بن سعد الذي قاد الجيش الموى للقضاء على المام (عليه السلام). كان الحر فطليعة الذين اعترضوا حركة الثورة الحسينية المتجهة نحو العراق، و كان مع عمر بن سعد على نفس الخط و التوجه، و هددا معا الثورة بقوة حاكم زمانهما.
كان المام الحسين (عليه السلام) قد نهض انطلاقا من تكليفة اللهى و التعاليم السلامية و شعورا منه بالمسؤولية الكبري لتلقين و ظهار درس عملى ساسى فالسلام من اثناء العمل الثورى ضد الحكومة الموية و النظام الفاسد المنحط المتسلط على المجتمع. و لن ذلك التحرك كان يمثل تهديدا مباشرا للنظام الحاكم، و ضعت الحكومة جميع قواها و مكانياتها لمواجهة هذي الثوره. و كان هذان الرجلان (عمر بن سعد و الحر بن يزيد) فعداد هذي القوي التي توجهت نحو خماد هذي الثورة و القضاء على باعثها المام الحسين بن علي (عليه السلام). فكانا بذلك حجرين ساسيين على رقعة اللاعب الواقعي؛ الخصم للثوره، و هو الخليفة الغاصب يزيد بن معاويه. و كان يزيد يحركهما كيفما يشاء لتحقق ما يريد. و لكنهما يضا كانا ربما انساقا و راء تحقيق رغباتهما و شباع غرائزها الحيوانيه.
لذا نراهما ربما قدما على ما مرا فيه من قبل الخليفة الغاصب. و كان عمر بن سعد ربما توجة لي كربلاء لقتال المام مندفعا بجنون حب السلطة و تحصيلها. بما نة لم يكن مؤمنا و اقعيا و عارفا بالدين، فقد كانت و لاية “الري” عندة هم و عز بعديد من يزيد و تنفيذ و امره. و كان الحر بن يزيد يضا منساقا و راء شيء من ذلك القبيل حين توجة لي كربلاء. و جميع واحد منهما كان يعلم ن ما يفعلة هو ذنب و معصية كبرى، لا ن الميول البشرية و طغيان غريزة حب الجاة و السلطة و عبادة النا لم تدع لهما مجالا للتفكير بقبح العمل المقبلان عليه، و كانا يسيران على طريق، نهايتة ن يكونا حقر متوحشى البشرية و رذل المجرمين.
لقد كانا على مفترق طريقين: الول هو ذلك الانسياق للميول النفسانية التي برزت بصورة غريزة حب الجاة و السلطه، و الثاني هو القيام بالواجب السلامي عبر الالتحاق بالثورة المنادية للحق بقيادة المام الحسين (عليه السلام). ن المر الذي كان ممكن ن ينجيهما فهذه اللحظات الحساسة هو الصبر. الصبر فى مواجهة الميول و الرغبات المهلكة لنفس النسان، و مقاومة القوة البطاشة (جيش يزيد)، ي الصبر عن المعصية و الذنب.
لم يستطع عمر بن سعد ن يصبر فهذا المنعطف المصيري، و لم يتمكن من مقاومة هذي الدوافع نحو الشر و الفساد. فطوق عنقة بحبل حب المقام و المنصب الذي ساقة لي جهنم.. لم يستطع السيطرة على ضعفة و عجزة رغم نة كان يبدو فالظاهر قويا و مقتدرا، و لم ينفعة ى شيء من هذا فعدم السقوط لي الهاويه.
وذا جئنا لي الحر بن يزيد نراة ربما بلغ نفس هذا المنعطف الذي وصل لية عمر بن سعد. فلو نة فحينها سار خلف ميولة و استسلم لها، و نجز الوامر التي صدرت لية من الحاكم، و لم ينصت لي نداء عقلة الموقظ، و صدق خدع نفسة بنة عبد ممور معذور، لاشك نة لو فعل هذا لكان الطريق مفتوحا ما مة لنيل الرئاسة و المنصب. صحيح نة لم يكن موعودا بولاية الري، لكنة كان من المسلم ن يعطي و لاية خرى. و كان حبل الحرص و الهواء الفاسدة يطوق عنقة بحكم نة بشر، و يريد ن يسوقة يضا لي الجحيم..
وهنالك و قف بين المعسكرين؛ الول ينال فيه الجنة نقدا، حيث يفور نبع صالة السلامية و تتجلي عظمة روح النسان. و الثاني يدخل فيه جهنم سراعا، فالعسكر اليزدى حيث مظهر الانحطاط و الذل، و ساحة الكذب و الخداع، و قلعة الجاهلية التي تتحكم بالمجتمع باسم السلام.
هذان هما المعسكران اللذان و قفا و جها لوجه. و صحيح ن ميول الانحطاط هي التي جاءت فيه لي ذلك المكان، و لكن فجة ظهرت قوة بطولية قاهرة و يقظة سارعت لي نجدته، و عند لحظة سقوطة استطاعت ن تقطع هذا الحبل الذي طوق عنقه، و نجي من اثناء مقاومة تلك الدوافع و الرغبات بالصبر قافزا من دائرة الجحيم لي فلك الجنه!
فى هذي الحداث المليئة بنماذج الصبر، يتبين بكل و ضوح للمتعمقين فدراسة التاريخ الدور المهم جدا جدا لهذا النوع من الصبر و هوالصبر عن المعصية فتشكل الجبهات العظيمة للحق و الباطل و التي بدورها تمثل التفسير الواقعى و النهائى لتاريخ البشريه.
نماذج خرى
للطلاع و البحث فنماذج ذلك النوع من الصبر، ينبغى ن نستحضر فذهاننا شكالا مختلفة من الانحرافات و الذنوب الكبيره، لنشاهد فكل واحدة منها الدور المهم للصبر.
قبضة يد تريد ن تنهال على رس مظلوم دون ما نع و رادع، فهنا حد موارد الصبر.
فدوافع الغضب، الحميه، التكبر، و ذية الخرين، جميع هذي لها جاذبة خاصة و قوية تجعل هذي اليد تتجة لضرب ذلك البريء. فالصبر هنا معناة مقاومة هذي الجاذبه، و عدم الانجرار و راءها لذية الخرين.
والميل لجمع الثروة يمثل عاملا و باعثا للانحراف يقود صاحبة لي ارتكاب الجنايات و المعاصي. و الصبر فموردة يعني مقاومة ذلك الميل و غض النظر عن الرباح و المنافع التي تجر نحو ارتكاب المعصيه.
ايضا الميول الجنسيه، فنها من قوي الميول بحيث نها تهزم القوياء و البطال و تجذبهم ليها. و بسبب هذي الجاذبة الساحره، كانت هذي الميول و سيلة مناسبة جدا جدا استعملها عداء البشرية لجل فساد صحاب النفوس المقاومة و جرهم نحو الانحطاط و التسافل. و الصبر هنا يعني مقاومة هذي الميول و الرغبات التي تجر نحو المعصيه.
وذا جئنا لي الخوف، فهو غريزة ساسية فالنسان. و لكنة فبعض الموارد كحادثة كربلاء، يكون عاملا سلبيا يجر صاحبة نحو الذل و الهوان و ارتكاب الجرائم العظمى. و ما كثر الضعفاء الذين استسلموا خوفا على النفس و الموال و المناصب و البناء، و اقترفوا بسبب هذا بشع الجنايات، و سقطوا حيثيتهم النسانية الشريفة لي درجة صاروا به لات تتحرك من دون رادة و وعي. فمقاومة كهذا النوع من الميول الشريرة المفسدة هي شكل خر من شكال الصبر.
نظرة لي الروايات
بعد ن و ضعنا سس فهم معاني الصبر عن المعصيه، يمكننا ن ننتقل لي الروايات التي و ردت عن الئمة المعصومين (عليهم السلام) فى ذلك الشن لنخذ منها الدروس و العبر. فعن الصبغ ن مير المؤمنين (عليه السلام) قال: “الصبر صبران، صبر عند المصيبة حسن جميل، و حسن من ذلك الصبر عما حرم الله عليك”.(4)
(وفيما يتعلق بالصبر عند المصيبة سنبين تقسيما خر فمورده).
الرواية الثانية =عن بى عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و له و سلم): “سيتى على الناس زمان لا ينال الملك به لا بالقتل و التجبر، و لا الغنى لا بالغصب و البخل، و لا المحبة لا باستخراج الدين و اتباع الهوى، فمن درك هذا الزمان فصبر على الفقر و هو يقدر على الغنى، و صبر على البغضة و هو يقدر على المحبه، و صبر على الذل و هو يقدر على العز، تاة الله ثواب خمسين صديقا ممن صدق بي”.(5)
وهذه الرواية التي ينقلها المام الصادق (عليه السلام) عن رسول الله تتحدث عن مستقبل المة السلامية بقوله “سيتى زمان”. و سرعان ما تي هذا الزمان الدموى الذي تسلط به معاوية و ابنة على المة السلامية بالقتل و سفك الدماء و عمال القوة و التجبر. فصبح تحصيل الثروة من اثناء غصب حقوق المظلومين و الاعتداء على الطبقات الضعيفة و استغلال عامة الناس و المساك عن داء الحقوق المالية و عدم العناية باشياء المحرومين. و صار المنحي الطبيعي للمجتمع السلامي ن لا توزع الثروة على الجميع، و بدون الظلم لا يتم تمين المال و الثروه. و عليه فن بناء الثروة صار على ساس حرمان الغير و ظلمهم. و لقد تحقق ذلك المر كما شاهدنا.
ما تحصيل المحبه، فلم يعد الحصول عليها ممكنا لا بخراج روح التدين من الحياه، و اتباع الهوي النفساني، ى من اثناء التملق و الكذب و النفاق و الخداع، و خفاء العيوب التي ينبغى العلان عنها بصوت عال، و قلب الحقائق، و نسيان المر بالمعروف و النهى عن المنكر و … فبهذه الطرق كان السلاطين و القادة الفاسدون يجلبون قلوب الناس.
ولو كان النسان ملتزما بمسؤولياتة السلاميه، فنة لن يجرى على لسانة الكذب و التملق، و سيعلن بوضوح عن الانحراف و الاعوجاج الموجودة فالمجتمع و داخل طبقة المقتدرين و صحاب السلطه، و يبين الحقائق، و لن يخدع عامة الناس بوعود كاذبة و فارغه، و لن ينسجم مع الوضاع السيئه، و سوف يوضح بكلماتة المرة التي هي دواء لسخط الناس، و خنجر حاد فخاصرة المتسلطين، جميع المساوئ و الانحرافات. و كهذا الشخص فالمجتمع الذي تحدث عنه رسول الله (صلي الله عليه و له و سلم)سيسقط من العيون و يحرم من العاطفة و التييد.
هذه الجملة المليئة بالمغزي تشير لي تدنى و انحطاط مستوي فكر و وعى الناس و سقوط القيم السلامية فمعيار المجتمع المنحط، و انقلاب الحكام و الموازين العامة و نشوء التيارات المنحرفة فحياة الناس. و من الواضح جدا جدا ن ظهور و بروز كهذه الوضاع فشعب كان نمط و شكل حياتة فالبداية على ساس القيم الصيله، و فشعب كان قطار مسيرتة على سكة الفكر و المنهج السلامي، لم يكن لا على يدى الظلمة و المستبدين و من اثناء مخططاتهم المعدة بدقه.
وعلي ساس هذي الجملة ممكن التعرف لي الحداث السياسية المؤلفة و المساوية فتاريخ السلام.
وفى صورة خري نجد ن الناس عندما كانوا يجلسون فمحضر مير المؤمنين (عليه السلام) لم يصبحوا يرون فو جة ذلك المام العظيم و سلوكة لا الحديث عن خطورة الذنوب و الانحراف، و ضرب الجانى و المنحرف بسوط الغضب و الانتقام اللهي. و ذلك خوة عقيل، عندما طلب منه بعض المال (مما لا يستحقه) ري فيده (عليه السلام) حديدة محماه، و سمع منه كلام التنيب و الملامه.
بينما فالجانب المقابل، نري نفس عقيل و شخاصا غيرة عندما كانوا يتون معاوية طلبا للمال، يقابلون ببشاشة الوجة و الكياس المليئة بالمال و الذهب دون حساب و كتاب.
فمن الطبيعي عندئذ ن يفضل هؤلاء الناس الذين لا ينساقون بالمنطق و الفكر السلامي الصحيح محبة معاوية عن محبة علي(عليه السلام)، و يقبلوا فيه و يؤيدوه. و لا ينبغى ن نتصور ن معاوية لم يكن محبوبا من قبل بناء زمانة من سكان الكوفة و المدينه، فحتي و لئك الذين عاشوا فكنف مير المؤمنين (عليه السلام)، و تعرفوا على تعاليم السلام الصيله، بالضافة لي المنتشرين فرجاء البلاد السلاميه، و رغم القمع الفكرى الذي فرضة التيار الموى و العلام الذي بثة معاويه، كانوا يعتبرون معاوية شخصا محترما و لائقا، و يلقبونة “خال المؤمنين”، و ربما ساعدة على هذا طبيعتة المخادعة و دهاؤه.
لهذا كان هنالك العديد من الناس ممن يرونة شخصية قوية و محبوبه. و ربما سلك معاوية مع رؤساء القبائل و وجهائها مسلكا مكنة من خضاع عقول الناس و قلوبهم له، و هذا بغرائهم الدائم بالمناصب و بذل العطاءات و الموال بسخاء لهم مع تسليطهم الكامل على البرياء الذين لا ملج لهم.. و كان لكل هذي الطرق ثر كبير فيصال وضع المة السلامية لي الحالة المذكوره. و نجد يضا ن الذين استفادوا من ذلك الوضع، و لكي يردوا الرائع لولى نعمتهم، و لكي يحافظوا على امتيازاتهم، يطلقون لسنتهم بالمدح و الثناء على معاويه، و يقلبون فعين الناس عيوبة لي حسنات.
فكيف سنشاهد فمنظار عصر الرسالة مستقبل العالم السلامي؟!
وفى مقابل ذلك الوضع و النظام الفاسد الذي سيحصل، ماذا يصبح تكليف الناس؟
ذا رجعنا لي الحديث المروى عن المام الصادق (عليه السلام) سنجد الجواب على ذلك السؤال. نة نفس الجواب الوارد فمعنىالصبر “فمن درك هذا الزمان..” ى و اجة و ضعا كالذى ذكر فالروايه، سواء كان فالعهد القريب من عصر الرسالة و البعيد منه. “فصبر على الفقر و هو يقدر على الغنى”، ى قاوم جموح شهوة جمع المال و تحصيل الرفاهية فالحالة التي يستطيع بها ن يصبح كغيرة من الناس الذي يقفون موقف المتفرج على كتلك الحداث الوقائع فزمانهم، و يمشون و فق النهج السائد الموصل لي الثروة ى بقبول الذل و الهوان و اقتراف الجنايات و تكبيل الفضائل بالسلاسل و الغلال و عدم المبالاة بالعقيدة الصحيحة و يصبح هذا على حساب بقاء لاف الناس فالفقر و هو يتمتع بلذيذ الطعمة مع وجود جموع غفيرة من الجائعين الذين لا يجدون لقمة يسدون فيها رمقهم، فمع جميع ذلك: “صبر على الفقر و هو يقدر على الغنى”، ى صرف بصرة عن جميع تلك الشياء. و ”صبر على البغضة و هو يقدر على المحبه” ى صبر على ن يصبح منبوذا و سيء الذكر لجل مقاومة شهوة الجاة و الشهرة و التييد، مع قدرتة على جلب نظار جموع الجهلة و المسؤولين الفاسدين بالطراء عليهم و التملق لهم و خداع عوام الناس و السكوت عن الحق و ترك المر بالمعروف و النهى عن المنكر. فلم يفعل ذلك، و هو يعلم ن سلوك طريق داء التكليف و حمل المسؤولية اللهية و النسانية سيسقطة من العين و يجعلة من المغضوب عليهم عند المتسلطين، و يجعل ماء و جهة فمعرض تطاول و تهم هؤلاء المستكبرين. و ”صبر على الذل و هو يقدر على العز”. ى صبر على ن يصبح فدني المراتب و الطبقات الاجتماعية محروما من المناصب الرفيعة و الدرجات التي تؤمن له العيش مع قدرتة على نيل هذا باقتراف الجنايات و ارتكاب المعاصي. فلم يفعل ذلك: “تاة الله ثواب خمسين صديقا ممن صدق بي”.
هذا الحديث العلى الصادر من قبل ملكوتى قيمتة و منزلتة منزلة الوحى اللهى لما يحتوية من تعاليم فغاية الهمية و العمق فمجال حد هم القضايا الاجتماعيه، مستعرضا لمعني و قيمة ذلك النوع من الصبر، و هو الصبر عن المعصيه.
الصبر عند المصيبه
حياة النسان تكون دائما فمعرض الحوادث و البلاءات المؤلمة و الشاقه. فهذا من لوازم وجود النسان على هذي الرض. و يوجد فهذا المجال كلام مشهور لمولي المتقين علي (عليه السلام) حيث يصف الحياة الدنيا نها “بالبلاء محفوظه” فاللام، و الخسائر الجسمانية و الماليه، و فقد العزاء، و الحرمان و … و غيرها من شكال المصائب كانت ملازمة لتاريخ البشر سواء كانوا متنعمين م لا.
ومع ذلك الحوادث التي تجرى على النسان دون ميلة و رادته، تبرز صور عمال الناس. فالبعض يفقد القدرة على المقاومة فو جة المصيبه، و يصاب بهزيمة معنويه. بينما البعض الخر يتحمل المصاب و يعتبرة مرا طبيعيا، و يخفف من و قعه، ليخرج منه سالما و مرفوع الرس. و بقول الشاعر رودكى فن عظمة و سمو النسان ممكن اختبارها ثناء البلاء و المصيبه.
ما الجزع و النحيب فهما سلوب الضعفاء و صحاب القلوب الضعيفة و الصغيره. و ذلك هو الميل الطبيعي فغريزة النسان التي تفرض حالة من الانفعال العاطفى الذي يسيطر عليه و يجعلة يشكو و يئن، و يحملة على العويل و الصراخ و ضرب الرس و الرجل كما هو معروف عند و قوع المصائب. و هنا يصبح الصبر علي المصيبة بمعني التسليم و الرضا فمقابل الاضطراب العاطفي. و النسان الصبور عند المصائب هو الذي لا يفقد القوة الروحية و الشخصية النسانيه، و لا ينجرف مع الحوادث التي تقع عليه. فمصيبتة لا تبث به الوهن و لا تشل عزمة و لا توقفة عن السعى و الجهاد فطريق الهدف الساسى للحياه. و هذا الصبر هو يضا ممدوح كما جاء فالحديث “حسن جميل”.
ولو تقرر ن يفقد من يفترض عليه سلوك طريق الوصول لي الهدف، عزيمتة و جزاء من نشاطة المعنوى على ثر جميع حادثة مؤلمه، لم يكن من الصحيح ن نتوقع منه المحافظة على القاعدة و الذخيرة الروحية اللازمة لطى ذلك الطريق.
ولهذا، فن مقاومة الميول التي تجعل النسان ضعيفا عند المصائب هي العامل الذي يحفظ العزيمة و النشاط الروحى و تمنع من فقدانة و تضييعه. و المر الكثر همية و العلي قيمة ن نفس هذي المقاومة تعد رياضة و تمرينا صعبا و مفيدا يزيد من قوة الرادة و صلابة العزم و هو الشيء الذي يستحيل بدونة سلوك ذلك الطريق الصعب و خصوصا عند مواجهة تلك الحوادث. فالصبر عند المصيبة له فائدتان فغاية الهميه:
الولى: حفظ الذخيرة و النشاط المعنوى الذي تبني على ساسة العمال و التحركات المفيدة من الضياع و تزول.
الثانيه: تقوية الرادة و العزم الذي يدفع النسان للقيام بالعمال و يمدة بالصبر و المقاومة عند المصائب المفاجئه. و ذلك النوع منالصبر حث عليه بشكل مدهش و لياء و ئمة الدين، نظرا لي دورة البناء و الاستثنائى المدهش فصناعة النسان.
ويمكننا ن نشاهد فهاتين الروايتين ما يشير لي هذي الفلسفة العميقه.
الولي عن بى عبدالله و عن بى جعفر (صلي الله عليه و له و سلم) قال: “من لا يعد الصبر لنوائب الدهر يعجز”(6). و الثانية =عن بى عبد الله (عليه السلام) قال: “ن العبد ليصبح له عند الله الدرجة لا يبلغها بعمله، فيبتلية الله فجسدة و يصاب بماله، و يصاب فو لده، فن هو صبر بلغة الله ياها”.(7)
ويظهر بوضوح من هذي الرواية دور الصبر البناء و الرافع. و ننقل فهذا المجال حادثة تتعلق بعثمان بن مظعون حد المسلمين الوائل من ذوى السابقة الحسني فتاريخ صدر السلام و من الذين هاجروا لي الحبشة و المدينة حيث فقد و لدة الشاب هنالك و كان لهذه المصيبة و قع عليه لي درجة قرر على ثرها الجلوس فالبيت و قضاء باقى عمرة فالعباده، و الابتعاد عن مزاولة العمال و النشاطات الاجتماعيه. و كان ذلك الثر الذي جعل جميع مظاهر الحياة عندة تفقد معناها. و عندما عرف رسول الله (صلي الله عليه و له و سلم) بالمر توجة لية و نهاة عن ذلك العمل قائلا له “لا رهبانية فالسلام”، ى نة لا يجوز فالسلام الانزواء و ترك الدنيا و صرف العمر بالعبادات الفردية “نما رهبانية متى الجهاد”. فالصبر على المصائب اللارادية يعني: تحمل المصيبة و عدم فقدان النشاط و الفعالية فالحياه، و تناسى الصدمة الناشئة من الحادثة المؤلمه، و هذا بالاستمرار فالعمل و السعى الساسى للحياه.
الصبر على المصائب الاختياريه
هنالك ما هو هم من الصبر علي المصائب القهرية (المفاجئه)، و هو عندما يصبح النسان سائرا نحو هدفة بوعى و معرفة بالطريق، فيصبر عند المصائب و المحن التي لابد من حصولها على ذلك الطريق، و لا يتوقف عن كمال السير بسببها.. ننا عندما نحلل بشكل عميق ما كتبة المحققون حول حداث التاريخ المرتبطة بالجماعات، نصل لي هذي النتيجة و هي ن الهداف النسانية السامية و على رسها هداف النبياء كانت تتنافي و تصطدم دائما بمصالح الطبقات المتسلطة الظالمه. و لهذا كنا نري يضا ن حملة لواء تلك الهداف كانوا فصراع مستمر مع رؤوس تلك الطبقات. و ربما ذكر القرن الكريم فالكثير من ياتة هذي المواجهات بين النبياء و الطواغيت و المترفين.
هذا الوضع، الذي هو مر حتمى فمثل ذلك التحرك، يستلزم جميع المصائب و العذابات بنواعها بالنسبة لسالكي طريق الحق و المنادين بالعدل و القسط و تباع النبياء و المتمسكين بنهجهم. و لجل ن يستعد المؤمنون مسبقا، نجد القرن الكريم يبين لهم هذي المخاطر و الصعاب: {لتبلون فموالكم و نفسكم و لتسمعن من الذين و توا الكتاب من قبلكم و من الذين شركوا ذي عديدا و ن تصبروا و تتقوا فن هذا من عزم المور}.(8)
فما يحدث فالواقع، ن الذين يريدون الحياة اليمانية و تحقق العبودية لله تعالى فو جودهم، و الالتزام بالتكاليف اللهية و المسؤوليات الشرعيه، فنهم سيواجهون لا محالة هذا الذي و التضييق و التنكيل بكل نواعه، و سيرون هذي النبوءة القرنية متحققة ما م عينهم. و بالطبع، فنة كما كانت مرتبة النسان من حيث اليمان و العمل على فنة سينال من الذي و المصائب ما يتناسب مع مرتبته، و عليه ن يزيد من قوة تحملة و صبره. و لقد شار المام جعفر الصادق (عليه السلام) فى حديث له لي ذلك المطلب قائلا: “ن شد الناس بلاءا النبياء بعدها الذين يلونهم المثل فالمثل”.. كما ن تحمل ذلك النوع من المصائب ليس كتحمل تلك المصائب و الحوادث المؤلمة التي هذي من النوع السابق (اللااختياريه). لنة فهذا النوع لا يصبح النسان مضطرا فكل الحالات و التقادير لي تحمل بلائها، بل على العكس يستطيع وقت ما يشاء ن يرجع لي الحياة السهلة المريحه، و ن يحمى نفسة من الوقوع فيها.
ما الذي يرتضى ن يتحمل هذي البلاءات و المصائب التي لابد منها، فهو الذي يسير نحو الهدف النهائي. ما الذي يرجح السلامة و الجلوس فالبيت و لا يخطو خطوة واحدة خارجه، و لا يتحمل عناء السفر، و يغض النظر عن جميع الفائدة الموجودة فالسير و السفر، ما الذي يمكنة على ذلك الساس ن يصون نفسة طوال حياتة من السقوط من على الجبل و مواجهة الحيوانات المفترسه، و قطاع الطرق و مئات الحوادث الخري التي تقع ثناء السفار، و ايضا النسان اللامبالى الذي لا يشعر بية مسؤولية و لا يري لحياتة هدفا كهذا الشخص لن يخطو خطوة واحدة فطريق يوصل لي الهدف، و يستحسن ن تبقي حياتة خالية من الحداث و من جميع ما يشغل البال، كما يقول الشاعر سعدي:
فذا، حوادث و مصائب طريق النبياء هي من النوع الاختياري. و الذين يبتلون فيها هم تباع مير المؤمنين (عليه السلام): “وخض الغمرات لي الحق”، و هم الذين استجابوا لنداء النبياء بصدق و استقاموا.. فالصبر على ذلك الطريق من هم نواع الصبر، و هو يخرج معدن النسان و جوهره. هذا الصبر يعني قبول المصيبه، و هو الذي يتطلب منه ن لا يصبح نادما على ما ابتلى به.
خباب بن الرث هو حد المسلمين المضحين، و من الوائل الذين منوا بالسلام، و حرموا بسبب يمانهم من معظم موالهم و ممتلكاتهم، هو نفسة قال: تيت رسول الله (صلي الله عليه و له و سلم) وهو متوسد ردة فظل الكعبة و ربما لقينا من المشركين شدة شديده، فقلت يا رسول الله لا تدعو الله لنا، فقعد و هو محمر و جهة فقال (صلي الله عليه و له و سلم): “ن كان من كان قبلكم ليمشط حدهم بمشاط الحديد ما دون عظمة من لحم و عصب، ما يصرفة هذا عن دينه، و يوضع المنشار على مفرق رسة فينشق باثنين، ما يصرفة هذا عن دينه. و ليتمن الله ذلك المر حتي يسير الراكب من صنعاء لي حضرموت لا يخاف لا الله عز و جل و الذئب على غنمه”.(9)
وبهذا النوع من الكلام الملتهب، كان رسول الله يشعل فالرواح و قود المقاومة و الرادة الفولاذيه، و يحملهم على الصبر والاستقامة ما م البلايا الناشئة من سلوكهم طريق اليمان. و من الممكن ن يصبر النسان على القيام بالتكاليف السلاميه، و يصبر عن اقتحام المعاصي، و يكون بذلك فعداد المؤمنين بالسلام و السائرين على طريقه، لكنة ربما لا يقاوم المصائب و الحوادث التي لابد من حصولها فهذا الطريق، و يصاب على ثر هذا بالوهن المعنوى و العقائدى و يحل فيه اليس و الحباط، مما يؤدى لي توقفة و عدم و صولة لي المقصد النهائي، و يرجع لي الوراء ملقيا قسما من الوظائف و التكاليف على الطريق. فبلوغ الغاية و الاستمرار فالمسير متوقف على وجود ذلك النوع من الصبر، ي الصبر علي المصائب الاختياريه.طرق تحصيل هذا الصبر
بسبب هميه الصبر والدور الساسى له. فقد تم التكيد الكبير عليه فعدة يات من القرن الكريم، بحيث يؤدى هذا يجاد رضية لهذه المقاومة فالنسان. و حدي الطرق التي تؤدى لي يجاد الصبر علي المصائب الاختيارية هي طرح و عرض المصائب القهرية (اللااختياريه).
ففى القرن الكريم، نجد ن الله تعالى و لجل تسهيل الموت على سالكي التكليف فسبيل الله يقول لنا ن الموت هو المصير الحتمى لكل البشر. فمن لا يموت فميادين القتال، يموت فبيته و على فراشه. و ن الحياة بيد الله. ما الموت الذي يصبح فسبيل الله فهو عمل ينال عليه النسان الجر و الثواب. يقول الله تعالى:
{وما كان لنفس ن تموت لا بذن الله كتابا مؤجلا و من يرد ثواب الدنيا نؤتة منها و من يرد ثواب الخرة نؤتة منها و سنجزى الشاكرين}.(10)، و يضا: {ولئن قتلتم فسبيل الله و متم لمغفرة من الله و رحمة خير مما يجمعون}.(11)، و يضا: {الذين قالوا لخوانهم و قعدوا لو طاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن نفسكم الموت ن كنتم صادقين * و لا تحسبن الذين قتلوا فسبيل الله مواتا بل حياء عند ربهم يرزقون}.(12)
وهنالك طريق خر تت على ذكرة اليتان (139) و (140) من سورة ل عمران يدفع النسان نحو المام فيرضي بالمصائب الحاصلة على ذلك الطريق، كما فقوله: {ن مسكم قرح فقد مس القوم قرح مثلة و تلك اليام نداولها بين الناس..}، و قوله تعالى: {ولا تهنوا و لا تحزنوا و نتم العلون ن كنتم مؤمنين}.
وهنالك يات خر اعتمدت ذلك السلوب. و كسلوب خر يضا، ذكر فالية (146) من نفس السورة ما يذكر بحوال السابقين و جهادهم و صبرهم و تحملهم للمصائب الاختياريه: {وكى من نبى قاتل معه ربيون كثير فما و هنوا لما صابهم فسبيل الله و ما ضعفوا و ما استكانوا و الله يحب الصابرين}، بالضافة لي الكثير من اليات الخري التي تحدثت عن تلك الوقائع فحثها على الاستمرار على نهج النبياء.
وهذا الصبر علي كهذه المصائب، مع نة صعب جدا، و يتطلب رادة قوية و يمانا راسخا، فنة بنفسة يلعب دورا عجازيا فيجاد الرادة القوية و اليمان و الهم من ذلك، بناء و يجاد جنة السلام الاجتماعيه. و لهذا، تم الحث عليه و المر فيه فاليات القرنية و الروايات التي لا حصر لها من عبارات ئمة الهدى (عليهم السلام)، و بوسائل و ساليب متعدده.
وفى بحثنا ذلك الذي يعتمد كثر على الروايات، نشير لي رواية فهذا المجال تشمل الصبر عند و قوع ى نوع من المصائب. فعن بى بصير قال سمعت با عبدالله (عليه السلام) يقول: “الحر حر على كل حواله، ن نابتة نائبة صبر لها، و ن تداكت عليه المصائب لم تكسرة و ن سر و قهر، و استبدل باليسر عسرا، كما كان يوسف الصديق المين لم يضرر حريتة ن استعبد و قهر و سر..”.(13)
ثار و فوائد الصبر
فى ختام مطالب هذي المقالة ينبغى ن نتحدث عن فائدة و ثار الصبر البناءه. مع ننا ربما شرنا ليها فطيات الكلام السابق، و لكن لجل المزيد من الطلاع على الثار الفردية و الاجتماعية للصبر، نتحدث هنا بشيء من التوسعه. لا ننا لن نتعرض لي الفائدة الخرويه، ى ثواب و جر الصابرين يوم الحساب مع نة لا ممكن التفكيك بينها و بين الثار و الفائدة الدنيويه. ننا نريد هنا التعرض لي الثار التي تحصل فنفس هذي المرحلة من الحياه، ى الحياة الدنيا فيما يتعلق بالفرد الصابر و المجتمع و الفئة الصابره. فمن ين نبد، و ما هي الفوائد الولي التي تطرح نفسها؟
نجيب بجملة جامعه: الدنيا و الخرة و الهداف النسانيه، بل و يضا المقاصد الشريره، ى جميع مقصد يريدة النسان مرهون بالصبر و الثبات.
وذا احتجنا لي الاستدلال على ذلك المر، و لم تقنعنا تجارب البشر طوال تاريخهم الممتد عبر الزمنة و العصور، فن هذي المعادلة القاطعة و الواضحة كافيه: “ن الوصول لي ى هدف يحتاج لي السعي، و السعى يستلزم الصبر والاستقامة (الثبات عليه)”. و جميع نسان ربما خبر هذي المعادلة فحياتة فالكثير من الحداث.
الثبات و النصر
يقول مير المؤمنين (عليه السلام) فى حدي كلماتة الملهمة للحكمه:
“لا يعدم الصبور الظفر و ن طال فيه الزمان”.(14)
وفى حديث خر يبين لنا (عليه السلام) هذا المعني بعبارة خري قائلا: “من ركب مركب الصبر، اهتدي لي ميدان النصر”.
وفى حرب صفين قال (عليه السلام) فى خطبة له يحث و يعبئ الجند: “واستعينوا بالصدق و الصبر، فن بعد الصبر ينزل عليكم النصر”.
فهل حقا ان الصبر والثبات موجب للوصول لي الهدف؟ و ذا كانت هذي قاعدة عامة و قانونا ثابتا لا يقبل التخلف، لماذا نشاهد طوال التاريخ فرادا و جماعات لم يصلوا لي هدافهم مع نهم كانوا فميادين العزة يبذلون ما ينفع الثبات و المقاومه، و لم يحققوا النصر و يذوقوا حلاوته؟!
فى صدر السلام يوجد حوادث ليست بالقليلة شاهدة على ذلك المر، كعاشوراء و شهادة زيد بن علي (عليه السلام) والتوابين و ..
ولكي يتضح الجواب عن ذلك السؤال الذي يطرح كثر الناس نحتاج لي شيء من الدقه. فلعل هؤلاء الناس الذين يطرحون كهذا التساؤل و يعتبرون هذي الحداث التاريخية التي لم تثمر و تصل لي غايتها بحسب الظاهر (كعاشوراء و شهادة زيد و …) هي مور تنقض ذلك القانون العام (قانون الصبر والظفر).
ن هؤلاء لم يدركوا بشكل صحيح هدف و غاية جميع واحدة من هذي الحوادث و الوقائع، و التي يصبح تحقيقها لهذا الهدف و تلك الغاية هو الانتصار و الفوز.
لهذا نبد و لا بالجابة عن سؤال يتعلق بهدف هذي الحوادث التاريخيه، و بالجابة عنه بشكل صحيح ستتضح النتيجه، و هي ن صحاب هذي الحركات لم يهزموا طلاقا!
وكمقدمة ينبغى ن نلتفت لي ن الهداف تختلف من حيث قربها و بعدين عن التحقق. فبعضها تكون نتيجتها سريعة و قريبه، و الخر يحتاج لي زمنة طويله: كغرس نبتة و تمين جميع ما تحتاجة حتي تنمو و تثمر.
فذا تمنت هذي المقدمات، و لم يحصل ى تقصير فعدادها من اثناء مواجهة العوامل السلبية و المفسده، فنها ستثمر حتما. و لكن بعض الشجار تحتاج من الناحية الطبيعية لي كثر من عشر سنوات لتعطى الثمار المطلوبه.
فلاشك ن المقصد النهائى من تربية هذي الغرسة التي تحتاج فنموها لي عشر سنوات، هو الحصول على الثمار. و لكن ن نكبر هذي الغرسة شيئا ما . و ذا مرت سنة بعد سنة فعلي المزارع الذي لم يكس عن الاهتمام بها، ن يفرح و يطمئن بن تعبة فهذه السنة و تلك لم يذهب هدرا. و لكن بالنسبة للمشاهد من بعيد و الذي اطلع على تعاب و زحمات ذلك المزارع الكادح و الصبور، فنة بعد مرور السنة الولى، و حيث نة لم يشاهد ية ثمره، فنة سيخطئ المزارع انطلاقا من اليس و عدم الوثوق، و ينقض القول المعروف “بعد الصبر يتى الظفر”، و يستدل على هذا من اثناء تجربتة الناقصه. بينما يعرف الجميع ن كهذا الرى يرجع لي قصر النظر و قله الصبر ويقولون لهذا الناقد نة لا ينبغى ن نتوقع نتيجة عمل عشر سنوات فو ل سنه.
وهكذا، فن نهضة عاشوراء، و جميع الوقائع التي كانت امتدادا لها و على ساس توجهها ربما حققت ما كانت تصبو لية و وصلت لي الهدف الذي رسمته.
هذه الوقائع، كانت جميع واحدة منها خطوة ناجحة باتجاة “القضاء على السلطات الغاصبة و قامة المجتمع السلامي المنشود”. و لاشك بنة بعد هذي الخطوات الولى، لو استمر اللاحقون بالمسيره، لتحققت الغاية المطلوبة من و راء مجموع هذي المساعى و التحركات. ما ن نتوقع تحقق كهذا الهدف من سعى شخص واحد و عدة فراد فمرحلة ما ، فنة فغير محله.
وفى المثال السابق ممكن ن نقول لذا المشاهد القليل الصبر والخبره: ن و لئك الذين دركوا متاعب المزارع و شرفوا على هذي العمال يعلمون جيدا ن جميع يوم يمضى و جميع ساعة ستكون مفيدة و منتجه، و هم يدركون نتائج الصبر فى جميع لحظة قبل ن تتى ختها. فمرور سنتين من العمل يعني اقتراب الغرسة من النضج. و لو لم يكن ذلك السعى فهاتين السنتين لتخرت الثمار سنتين. و لعلة يضيع الهدف النهائى و لا تصل لي المطلوب.. فهل الواقع غير ما ذكرنا؟!
ولي جانب هذي الحقيقه، يوجد حقيقة خرى؛ و هي نة بعد بروز ما نع يمنع المزارع الحريص من الاستمرار فعمله، ذا لم يتابع مزارع خر عمله، و لم يكمل عمال السنة الثالثة و الرابعه، فن هذي الغرسة و الشجرة لن تنضج بدا.
ولاشك بن نتيجه الصبر فى السنتين الوليين ربما حصلت، كما ن قلع و قطع شجرة متجذرة و زالة صخرة كبار بدون التجهيزات اللازمة و اليد القوية ليس ممكنا، و لن تعطى ية نتيجة بدون وجود الصبر. و لو نجزت و ل يد قوية و صبورة المقدمات الولي اللازمة و بسبب ما نع ما توقفت، بعدها كملت اليدى الخري العمل فنها ستقترب نحو النتيجة المطلوبه.
وقد قام زيد بن علي (عليه السلام) بسبب ظهور علامات نصر و لكنة لم ينتصر، و نما حقق ما كان متوقعا من كنهضته. فن قيامة و استشهادة كان ضربة على الصخرة الصلبة لحكم بنى ميه. هذي الصخرة التي يتطلب تحطيمها عدة ضربات متتاليه. و عندما توالت الضربات على ثر تلك الضربة انهارت هذي الصخرة السوداء التي كانت تجثم على صدر المة السلاميه.
ولاشك بنة لو لم تكن الضربة الولي لما حققت الضربات اللاحقة مطلوبها، و نها ما كانت لتحدث (تلك الضربات).
وكن الحديث يشير لي ما نتحدث عنه، بن شهادة الحسين بن علي (عليه السلام) كان سببا لسقوط التيار السفيانى و شهادة زيد بن علي (عليه السلام) سببا لسقوط الحكم المرواني.
الثار الفردية و النفسية للصبر
بالضافة لي الثار الاجتماعية للصبر التي هي الانتصار و الوصول لي الهدف و المقصد، يوجد ثار خري يجابية و ذات همية تنعكس على روحية و نفسية الصابر. و بالطلاع على هذي الثار المدهشه، يتيسر لنا فهم العديد من التضحيات التاريخيه، و خصوصا تضحيات بطال كربلاء العظيمه. و ما نقصدة من الثار النفسية هو تلك الثار التي تتجلي فنفس الشخص الصابر، و تعود عليه بنتائج داخلية قبل تحقق النتائج الخارجيه. و ول تثير يجابي و بناء للصبر هو ن الصابر يزداد قوة و عزما و يشتد رفضة للهزيمة و الانكسار، كحال التمارين الرياضية الصعبه. و هذي الحالة شاملة لكل المور و القضايا فالحياة سواء كانت دنيوية و خرويه.
ون كل الهزائم التي تقع ثناء المواجهات الاجتماعية و الدينية و العمليه، تنبع من الهزيمة الروحية و قبول الانكسار. و كهذه الروحية المهزومه، تكون ثار الهزيمة بها مضاعفة عن الهزيمة و الضربة التي تتلقاها من جراء عدم اكتمال العتاد العسكرى و تمامية المناورات. فالجندى الذي يدير ظهرة هاربا عند مواجهة العدو فساحة المعركه، هو الذي يصبح ربما هزم نفسيا قبل عجزة الجسمانى و المادي. بينماذا لم يهزم روحيا و معنويا، فمن المستحيل ن يولى هاربا فارا من ساحة المعركه. فالخاصية الولي للصبر فالبعد الفردى هو يجاد كهذه الروحية فالشخص و الصابر.
ننا نجد الناس عند حدوث المصائب فحياتهم كالخسائر المادية و المراض و اللام و الموت… لا يصبرون، بل يستسلمون و يجزعون. و كذا عندما تواجههم العوائق و الموانع الكثيره، فنهم ينسحبون.. و فالمقابل من يصبر منهم و يستفيد فكل حادثة من سلاح الصبر القاطع، يكتسب قوة ضافة و قدرة على عند مواجهة مشاكل الحياه.
ونستطيع ن نشبة النسان العديم الصبر بالجندى الذي ينزل لي ساحة المعركة بدون درع و اق. فمثل ذلك الجندى سيسقط عند و ل ضربة يوجهها له العدو. بينما النسان الصبور يشبة الجندى الذي يحمل درعا يقى جميع جسمة و هو يمتلك العدة اللازمه. فهذا الجندى يعد قتلة صعب بدرجات من الول. و الذي لا ينهزم فمعترك الحياة هو الذي استعد لها مسبقا، و لبس لها درع الصبر الواقعى الذي لا يقبل بالهزيمه. و مثلة لن يضعف بسهولة و يقبل المهانه، و لن ينزعج من مواجهة المصاعب و اللام التي ينبغى توقعها ثناء مسيرة نحو الكمال و السعاده. و قلبة لن يسقط، و قدامة لن تتزلزل. و بهذا البيان الواضح ممكن لنا سبر غوار ذلك اللهام السلامي العميق الصادر من المام الصادق (عليه السلام) حيث يقول: “قد عجز من لم يعد جميع بلاء صبرا”.
وهذا ما ممكن ن نشاهدة فصلابة و ثبات الرجال العظام الذي صنعوا التاريخ. و على رسهم النبياء و هل الله الذين تحملوا منذ البداية جميع لوان العذاب و صنوف الذي من الطغاه. و مع هذا انتشرت دعوتهم فكل الرجاء، و كان لها ثر كبير. و لم يكن هذا لا بالصبر الذي عدوة لمواجهة تلك الموانع و العقبات فوجد فنفسهم روحا لا تهزم و حولهم لي فراد يتمتعون بصلابة عالية جدا.
وكان عداؤهم فالعديد من الموارد يتمتعون بالمكانات الكبرى، و لكنهم تعبوا و عجزوا، حينما لم يعجزوا هم و لم ينثنوا.
كان المتوكل العباسى ذلك الامبراطور المتجبر يقول: “لقد تعبنى ابن الرضا”. فكيف استطاع المام الهادي (عليه السلام)، الذي قضي معظم يام حياتة تحت الضغوط التي ما رسها عليه المتوكل، ن يتعب ذلك الحاكم المتسلط؟!
حينما يصبح حد المتحاربين ضعيفا بلحاظ المكانيات المادية و يقضى معظم يامة فالسجن و البعد عن المن و الراحه، و لكن لا يتململ و لا يتعب ما م جميع الضغوطات و الشدائد، و يستمر رغم جميع العوائق و الموانع الموجودة على كيفية الذي يتطلب سعيا طويلا، فمن الطبيعي ن يجعل خصمة تبعا و محبطا، حتي و ن كان ذلك الخصم يتمتع بكل المكانات المادية و القدرات، و هذا لنة لا يمتلك روحية اليمان بالسعى و الهدف.
هذه هي الخاصية العجيبة للصبر التي تجعل النسان لا يقبل بالهزيمه.
بروز الخصال الحسنه
النسان غالبا لا يستطيع ن يقيم نفسة قبل الامتحان و الاختبار. و هو بذلك لا يعرف العديد عن القوي الكامنة فيه. و على سبيل المثال، ذا كان هنالك رجل قوي بطبيعته، و لكنة لا يؤدى التمارين و لا يقوم بى نشاط، كن يرفع حملا ثقيلا يختبر فيه قوته، فمن الطبيعي ن يجهل ذلك النسان قواة و متميزاتة الجسمانيه.
نة يقدر على اكتشاف قوتة حينما يطلب منه القيام بعمل يحتاج لي قوه. و هنا ندرك الثر الثاني للصبر، لنة يجعل النسان الصابر المقاوم فمختلف مجالات الحياة مطلعا على موازين قوتة و القدرات اليجابية الكامنة فيه، التي لا تخرج فالحياة العادية الهادئه. ذلك المر يدركة جيدا جميع الذين ذاقوا طعم الشدائد و تعرضوا للضغوطات و المحن ثناء سيرهم نحو هدافهم على ساس معتقداتهم الشريفه.. مثال هؤلاء يشاهدون تلك الفتوحات و النجازات فذواتهم ثناء مواجهة المخاطر و الصعاب، التي يظن العادي نها لا تقاوم. و ينالون من جراء هذا القوي العظيمة و المدهشه. فهم ربما اكتشفوا فنفسهم هذا الشيء الذي كانوا يجهلونه. فالصبر ذن يؤدى لي ن يتعرف النسان على نفسة كثر و يكتشف تلك المور اليجابية التي و دعت فداخله.
التوجة و التوكل على الله كثر
ثالث خاصية بناءة للصبر هي ن النسان عندما يصبح به مرحلة من المراحل و حيدا و يكون قرب لي الله و يتوكل عليه كثر. البعض يتصور ن الاتكال على الله يتعارض و يتنافي مع الاعتماد على النفس، و ن الذي يريد ن يعتمد على الله لا ينبغى ن يعتمد على نفسة و يثق بها. و حينما يقال: اتكلوا على الله، فنهم يقولون لماذا تسلبون من الناس روحية الثقة و الاعتماد على النفس. و كن الذي يدعو الناس لي التوكل على الله يقول لهم لا تعتمدوا على نفسكم!!
ما بالنسبة للمؤمنين بالله، فنة يري هنالك تلازما بين التوكل على الله و الاعتماد على النفس. بل و يعتبر ن الاعتماد على النفس من بعاد الصبر، و وسيلة تؤدى لي التوكل و الاعتماد على الله. ما عديم الصبر فنة سيتزلزل و يتفاج ثناء مواجهة المصائب الاختيارية بسبب عدم ثقتة بنفسة و سينسي الله و يبتعد عنه يضا.
فالنسان عندما يواجة شدائد و مصائب الدهر، و تحيط فيه الزمات و تطبق عليه الصعاب، فلا يجزع و ينتحب، فسوف تنفتح عليه نوافذ الارتباط العميق بالله و يسهل عليه الاتصال بقلبة و روحة بنور حضور الله. ما ظهار العجز و الضعف، فنة سوف يبعدة و يقطعة عن الله تعالى و عن نفسه.
هذه من الحقائق التي تكون التجربة و المشاهدة من قوي الدلة عليها و ثبتتها. و ولئك الذين استعملوا فمثل تلك الحوال سلاحالصبر يقطعون و يذعنون بهذه الحقيقه.
ربنا فرغ علينا صبرا و ثبت قدامنا و انصرنا على القوم الكافرين.
- تعبير عن الصبر
- احسن موضوع عن الصبر
- pdfالتفسير موضوع عن الصبر
- صورة تعبير الصبر
- سالك طريق اسمو الصبر
- حدد مفهوم الصبر
- تعبير عن موضوع التكاثر في الحيوانات
- تعبير عن الصبر بالانجليزي
- تعبير بسيط عن الصبر للصغار
- برزن تيشن عن فوائد القران الكريم